أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اكرم البرغوثي - ايماء














المزيد.....


ايماء


اكرم البرغوثي

الحوار المتمدن-العدد: 3605 - 2012 / 1 / 12 - 18:54
المحور: الادب والفن
    


حين تمكنت العتمة؛
أطلقت من عقابها الصواري ريحأ عاتية
عشتار كانت رمزاً كاذباً
وفي الأرض بعد البدء أعوام عجاف
تيقظت ملائكة البرد
على صقيع
دون مناسبة تكسرت أقدام الخيل على بيض النعام
الذئاب بكت فرائسها في وكر الليل
وتنبه الراعي لا عش يظل
ما تحت الصفر يشبه ما فوق الصفر
والحرائق برد تقرأ آثام اللحظة
لا حل في طريق يهوي لمستنقع رث
ولا تراجع إذ في اللوح المحفوظ آخر السطر
لم ينادِ في الكون البوق الأبدي بعد

على جسمك في مسامك طلع النرجس
وعسس يطاردني ويشردني
في العتمة لا أصل الضوء
ويداي تكسر من أناي بيديّ يدّي
وخطوي في هذا الكون
أعرج بطيئاً
فلا ترمِ الحجارة عليّ
على قدميّ
وامض مثلي في الطريق
الدرب ليست لي وحدي
والجليد بلا آثار لكنه في الضوء
أو تحت سيف العتمة مرايا

أضيء روحي قنديلاً
حينما الضوء يعز
وحينما يصرخ الضوء في عتمة يعود إليّ
في يديك كما السحر صبايّ
فأفيقي من وهم صداقة الأعداء
ينثال وردٌ إلى مرجعه
وتعود الأحلام من الموت حكايا

******

كان القمر يطل من مرايا نافذتها
المتكئة على الجدار
وكان حجر الجدار رطباً
ومعطراً بالندى وياسمينة تسلقت إلى السقف العتيق
كانت تبادر بالتحية
صباحا ومساء
وكنت أتلعثم باللغة
تعجز الأحرف عن صياغة كلمة من حرفين فقط
بين نافذتين فقط

الشارع الترابي أضحى وحيداً
ونمى العشب على النوافذ مثل وحش
لم تعد تقبل الفراغ المدينة والديار

******

لا تضعي يدك في بطن الريح
لن تلج رحماً يلدُ
مسامُ أفق غائب
يتسع لربيع أسطوري
وحده لحمك المتسكع على شظايا الحملات
يورق برقاً لظل سروة بدائية تداري فطرها
وحدك يشبه قمحك
خيال عصفور طار هنا
وحدك ما يشتهي البدايات

******

لا تمسك بطرف العصا
لا تمسك بوسط العصا
وإن ألقيت لن تصير أفعى
لا عليك
غريب أنا اليوم
لذا استعرت ظلك
وأسقطت فيه حكايتي
لأمرن قلبي على الحب من جديد
لأجدد الذاكرة

******

دفء يديك هنا يعود إليّ
دفء يديك هنا يعود
لنعودَ من البداية؛
نلجأ للكهوف القديمة
نسرق من الغزال ما يبقينا أحياء
حكمتنا فوضى الطبيعة
حين ترتب ظلنا

******

الندى أقفل براعم الورد في الحديقة
ليبعدها، ليبعد الشظايا عن العصافير هذا الفجر...
كم موتاً تبقى لنحيا؟
كم نجمة تاهت في الطريق؟
وضيعت الخيام
كم تيه، وكم صحراء؟
أيتها البلاد لم تكوني لي...
كنت لي؛
وخطوي الأول كان على مسطبة البيت العتيق
لكنها سفني بغير مرساة
والموانئ بعيدة
والنورس ضل فراسته
نجمي تعثر في الدرب
ووحدي هنا قال: الحلم...

******

لوح الذكريات أجاد حفظ التفاصيل
الأسرى الأحياء
دم من قضوا غيلة في الشوارع
دم من قضوا قادمين من الحروب إلى البلاد
بوهم
نصف مدن
نصف ريف
نصف درب
ولا أحلام
ولا حدود

******

أطاحت غمزتها بقلبه
هي في عينيه ياسمين صباحي
يعبق سحراً
هو ماثلَ الطبيعة؛
جمع زهوراً برية ليرد للغمزة نداها
ليسحر الجميلة،
/وكانت الشوارع حبلى بحلم الحرية/
كل شيء بهيئته كان يشي بالحب
عيناه
زهوره
قمح بشرته...

دوي صرخة فجأة؛
في المشهد وإن لم يكن خطأًً
ذات عينها التي غمزت بكت
لم يبق من انتقاله سوى زهره
واسم كلما ذكر
أحاط قلبها الوجع
وعم صمتها والذهول...

******

الأسطورة أن أبقي على حبك
الأفق أضيق من باب بيت النمل
هنا الهواء ماء يخنق الرئتين
هنا كل شيء يعج فوضى
هنا المرايا لا تعكس أشباهنا فقط
وتعكس روحاً ورؤى
الروح تخنق
والرؤى في أفق غائم شبه انتحار
هنا أنا أرتب حزني حسب أولويات الحياة
وأحبك أكثر

******

هي ذي نهاية الحرب
لا بأس تعثرت الخيل
وانكسر سيف الفارس دون حرب

الكلاب لعقت خوّذ الجنود؛
وصرعت في فوضى النباح المجنون
تكاد تتكالب على القصعة
أو نتف لحم الضحية
فوق رمل محموم خائف
إلا من زهر اللوز في قبضة طفل يشتم تراباً؛
لم تمطر بعد لكنها الريح غرباً تبشر بالمطر؛
والحروب لا تقاس بالخسائر
في الليل تعتقت بذور البنفسج لربيع قادم
وإن الآن لا قبضة تراب
سوى بيد المغتصب
وتراب الطفل حلم...



#اكرم_البرغوثي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمنيات
- شبه روحي أنت
- بدايات رائعة
- مراهقة
- بداية
- كل ما لي
- حنين
- ما تبقى
- اضاءة
- تعبت حبا
- عد تنازلي
- ثلاثة قصائد
- ثلاثة مقاطع
- أيلول لن يأتي
- إلى غزة
- إحساس
- عنود هذي الصحراء
- هذيان الريح
- يا نيلُ
- رمل


المزيد.....




- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اكرم البرغوثي - ايماء