أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - تُنكح المرأة لأربع













المزيد.....

تُنكح المرأة لأربع


أحمد عفيفى

الحوار المتمدن-العدد: 3605 - 2012 / 1 / 12 - 15:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بداية، سوف أظل اعترض وارفض وأتحفظ، على ذلك اللفظ الغريب القبيح الذى يعبر عن علاقة الرجل بالمرأة، والذى يشير فى الثقافة الإسلامية إلى الزواج، وهو لفظ برأيى سقيم وممجوج ولا يليق سوى بعلاقة البهائم بعضها ببعض، فالعجل يمكنه أن ينكح أنثاه، أما أن يجوز ويجرى تعميم تلك الكلمة على علاقة الرجل بالمرأة، فهو محض هراء وسقم ولجج.

واللفظ مدعاة لإن يلقى فى عقل السامع بمعنى واحد مرادف له، يبدأ أيضا بحرف التاء ثم حرف النون ثم ينتهى بحرف الكاف، وهو غاية ما كانت تسعى اليه عقلية الرجل الذى ابتكر اللفظ وهى النقر أو القفز أو الممارسة الجنسية بمعناها المباشر والفج.

فى تقديرى، وأنا مجرد رجل وليس بنبى أو مرسل من سماء أو انطق عن هوى، أنه عندما يرغب الرجل بالزواج والارتباط من امرأة فيجب عليه أن يختار ويفضل ويستحسن فيكون الكلام هكذا " تختار أو تُفضل أو تستحسن المرأة " وليس بالقطع تنكح فلا هى قطة أو بقرة حتى يتم نكاحها وهى صامته تلعك ما يقذف لها أو بها.

حتى فى تفضيل صفات المرأة ودرجات اختيارها كزوجة أو لنكاحها على حد قول الرجل فهو لم يعمد على الإطلاق لتصنيف وتفضيل وتتابع منصف، وهو النبى المرسل الذى لا ينطق عن الهوى فقال " لمالها ولجمالها ولنسبها ثم وفى النهاية وبعد كل تلك الأسباب المادية، لدينها " وكأنه يقول فان لم تجد كل تلك الصفات فليكن لدينها ولله درك، أو أمرك لله يا مسكين يا من لم تجد مالا ولا جمالا ولا نسبا أو كما يقول المصريون " إن فات عليك الغصب .. اعمله بجميله " اى كأنك تقبله راضيا مرضيا مقتنعا.

كان يجب على الرجل وهو نبى ومرسل ولا ينطق عن الهوى أن يقدم الدين على كل ما عداه وما قبله وما غيره وما سواه، هذا لو انه يؤمن بما يدعو له وينشره، والظاهر أنه يفضل فقط المال والجمال، وإلا ما كان قبل بزوج نصرانية ثيب وغنية ولما اتخذ صفية وجويرية ومارية زوجات وحلائل وهن لسن صاحبات دين أو صاحبات دين مغاير يسمون صاحباته الكافرات.

لو أن الرجل لم يلهيه عقله المختلط وشهوته الجامحة، لقدم الدين على الجمال والمال، ولكن لأنه لا يفكر بعقله ويفكر فقط بغرائزه وجسده، فهو قد قدم ما يقدمه عليه وله جسده وما تراه عينه وما تستفيد منه حاجته وحياته. المال والجمال والشهوة والنسب والقوة.

أحيانا أتذكر أمى، تلك المرأة الصلبة الهادئة القوية، وأتذكر رجاحة عقلها وسلامته واختيار أبى لها على ذلك الأساس، فلا هو راعه جمالها ولا نسبها وكان يعرف ويمكنه أن يتزوج من هى أجمل وأغنى منها، ولكنها تلك الصفات التى لابد ويجب وينبغى أن يتخير الرجل امرأته على أساسها من سلامة العقل ورجاحته وصفاء النفس وهدوئها وثقافة ورقى وطيبة تنقلها بهدوء وصلابة وثقة لأولادهما.

أحيانا أنصت لأخواتى البنات واشعر أنهن هن من كن يجب أن يتزوجن بأربعة، فلكل منهن سعة فى العقل وقوة فى الشخصية وصفاء فى النفس وثقافة وعلم، ربما تنوء بحملها أربع نساء عاديات فكيف برجل واحد أن يتحمل ويستوعب امرأة واحدة بكل تلك الثقة والثقافة والجمال والصفات التى تسبق وتمحق المال والجمال وتجعلهم يتراجعون ويندحرون بل ويخجلون أمام عقلهن وعلمهن وثقافتهن ورجاحة رأيهن وطيبتهن.

النكاح لفظ قاصر وناقص ومخل وينقص من حق وموضوعية تلك العلاقة المقدسة التى ستنشأ بين رجل وامرأة والتى سوف تسفر عن بنين وبنات من حقهم ومن حقهن أن يتم اختيار أمهم أو أمهن على أساس أفضل من المال والجمال حتى تقوم على تربيتهم أو تربيتهن وتعليمهم أو تعليمهن كأفضل ما يكون.

النكاح لفظ مخجل وينتقص من المرأة ومن حقها فى المبادرة والمشاركة والاختيار وليس مجرد كونها فرج أو رحم، وكان الأولى أن يكون الأمر أن تُختار وتوافق وتقبل أو ترفض المرأة تماما مثلها مثل الرجل، لا أن يختارها الرجل فتوافق أو يلقى عليها ثوبه فترضخ.

النكاح ينسف تلك المؤسسة الاجتماعية التى تضع اللبنة الأولى فى مجتمع منظم ومتكافئ ومتحضر، ويحصره فى رغبة الرجل واختياراته المحددة سلفا، من مال وجمال، ويلقى عن كاهله المسئولية الاجتماعية تجاه رضا وموافقة ومشاركة امرأته، ومسئوليته الكاملة عن جيل ونسل مشترك فيما بينهما يجب أن تتم تربيته والعناية به على أكمل وجه.

النكاح خرج من عقل مختلط، كما خرجت منه مئات الموروثات القبلية القميئة القاتلة، فلم يورث غير جهل وغبن، ولم يراعى حق المرأة ولا مشاركتها ولا قبولها ولا رضاها عن زوجها، ولا عن زوجات أخريات لابد وممكن ورغما عنها يشاركنها زوجها باسم الدين وبترخيص مباشر من الله.

النكاح كالدعارة المقنعة أو المقننة، لم ينظر سوى لمال المرأة وجسدها واعتبرها متاع كما الضياع والدواب ولم يشر من قريب أو من بعيد لضرورة تعليم المرأة أو ثقافتها أو سلامة أو رجاحة عقلها، يكفى فقط أن تكون غنية أو جميلة أو من عائلة قوية، ولو لم تكن، فليكن، ولتكن المسكينة الفقيرة المغبونة المغلوبة على أمرها، التى لم تحظى إلا بالدين كزمرة الفقراء والمساكين.

المرأة المسلمة مسكينة ومغبونة، وأقصى أمانيها أن تعيش فى كنف رجل وتصلى له وتسجد له وتعبده، ولو تقيح جسده تلعق صديده، وكأنها حيوان أو كائن بلا شعور أو من فصيلة أخرى غير الفصيلة أو النوع البشرى.

المرأة المسلمة لا يمكنها اختيار رجلها وان فكرت أو حاولت أو فعلت، فهى ماجنة ومارقة وقليلة أو عديمة الحياء والتربية، المرأة المسلمة لا يمكنها تقييد زوجها عن الزواج بغيرها وحرمان نفسها منه كله والاكتفاء بنصفه أو بربعه وله الرضا وعليها الطاعة.

المرأة المسلمة ملك يمين الرجل المسلم، كما الكلب أو القط ملك يمين الرجل المشترى، وربما حظى الكلب أو القط بتدليل ورعاية واهتمام وعناية تفوق تدليل ورعاية واهتمام وعناية الرجل المسلم بزوجته.

الرجل المسلم امتداد مريض ومختل ومخجل ومختلط العقل، للرجل الذى جعل من المرأة منكوحة ومتاع، ويجب أن تتخذ من اجل مالها أو جمالها، وإن لم يكن فلا جرم ولا غرم من اى امرأة والسلام، المهم أن تنكح.

وان آخر قولى أنا الرجل العادى الفاني غير المرسل الناطق عن العقل والمنطق والخبرة والتجربة وصحيح الأمور وسليمها " أن تُختار وتُفضل وتُستحسن وتشارك المرأة فى ذلك الرباط المقدس وتلك المؤسسة الاجتماعية عن قبول ورضا وتفاهم وتوافق، لعقلها وعلمها وتربيتها وأخلاقها وثقافتها ورجاحة رأيها " وليس عن مالها وجمالها.

ألا تبت الشهوة والنفعية والعقول المختلطة السقيمة المبتدعة والمُتبعة، وطوبى للنساء صاحبات العلم والعقل والفضل.



#أحمد_عفيفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الولاء ... و البراء
- بودا ... بالحق يقول
- ويفرق بين المرء وزوجه
- الحجر الأسود المقدس .. رمز دينى جنسى ... أيضا مقدس
- الجنة والجحيم .. كذبتان ... فبأى آلاء ربكما تصدقان
- القرآن .. كتاب الموتى ... عند قدماء المسلمين
- الله .. وصاحبتى ... وأنا
- الله .. وأبى ... وأنا
- اغونان وشاهر وشومان
- لو كنت الله
- الله ... لا يكترث
- أتخلق فيها .. من يقتل فيها ... ويسفك الدماء
- الحجاج .. المستبد المستنير ... المُفترى عليه 2
- إنما بعثت لأدمر مكارم الأخلاق
- النكاح .. وملك اليمين ... كبت وشبق مقننين
- الحجاج .. المستبد المستنير ... المُفترى عليه
- المسلمون كالديناصورات .. وربما أقوى قليلا ... فلم ينقرضوا حت ...
- الجنة .. إغواء ضحل ... وسراب ممجوج
- الفاتيكان .. تاريخ باباوى ... دموى ومأساوى 3
- الفاتيكان .. تاريخ باباوى ... دموى ومأساوى 2


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - تُنكح المرأة لأربع