أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مجد يونس أحمد - حسين عجيب في موسوعته الشعرية : نحن لانتبادل الكلام














المزيد.....

حسين عجيب في موسوعته الشعرية : نحن لانتبادل الكلام


مجد يونس أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1066 - 2005 / 1 / 2 - 06:13
المحور: الادب والفن
    


حسين عجيب في موسوعته الشعرية : نحن لانتبادل الكلام
ذاكرة مكانية وزمانية , عملت على انتقاء التجارب فريدة الخبرة , شكلت نتاجا متميزا مشتغلة بقدرة فلسفية على غربلة أحداثا شكلتها في لغة الحاضر المفقود .. انها ذاكرة متمازجة بوجوه, بأماكن, بارتعاشات العذاب, بقلق الحاضر وخوف المستقبل ... إنها ذاكرة : حــــسين عــــجيب , انه : حسين عجيب .


عندما وقفت ثملا من الألم
أرى طفلا تقتله ذاكرة الوطن
تلاحقه لعنة الحقيقة
لتجهض ذاكرته
ديوان ( نحن لانتبادل الكلام )
ياللهول :
ما الذي اقترفه حسين عجيب
لتلاحقه الذئاب
تفترس ولده
والجاني يتسكع تحت أقبية الوزارات
خلف متاريس دور النشر
دور متخمة بأوراق صفراء
تشبههم ..

هذه حكاية موسوعة شعرية تقع في ( 137 ) صفحة من القطع المتوسط , تحمل في طياتها ( 47 ) عنوانا تعبق برائحة الشهوة .. شهوة القراءة .. نتبادل ذواتنا , آلامنا, قلقنا , خوفنا, نقرأ جهلنا بكينونة النفس التي حملناها كأثقال مرهقة ..
ليس من فبيل المبالغة ترقص كلماتي بل هي حقيقة تجتبئ خلف سطور خطها الشاعر العجيب : حسين عجيب


عنوان الديوان : نحن لانتبادل الكلام :

ترى ماذا نفعل اذا ؟ هل مازلنا نثرثر متخفين بوشاح الحوار ؟
أول حقيقة يقبض عليها حسين عجيب في زمن ينوس قلقا وخوفا فيقبض علينا بعد ان جاهد في القبض على دواخله وتجرأ الإعتراف بها.. عنوان للدخول في دهاليز أنفسنا ..
يبدأ الديوان :

كانت الحكاية تصلح لكل شيئ
سوى أن تعاد مرة اخرى
اسهر بجوار ندمي
لا أهرب
ولا أقيم في المتعة إلا قليلاً
وهبت التمثال أفضل ما لدي
وسلبته قناعه
كنت ملقى في العراء
جاءت الطيور وأكلت من قلبي
وحيثما حل الليل
يقودني خيط الدم
الى ذروة ما حدث


فالشاعر يفتح عبر جسور الذاكرة خزائنه.. ينفض الغبار عن ماض يقفز في الآن ... انه صراع الـ ( كان .. الآن ) .. ويأتي السؤال على لسانه :


انها بالفعل مجرد دمية
ما الذي يمكن ان تضيفه الذاكرة بعد 20 سنة
هل ما رأيته في الماضي بعيني المجردة
هو ما أمقته اليوم

فالوقوف على عتبة الحاضر وتأملات الماضي تداعيات شخصية اقتربت من كهولتها فاستدركت هروبها المتخفي في ثوب الخوف .. فــ:

الماضي نسيان
المستقبل موت
الحاضر مفقود
لم أخدع سوى نفسي

حقيقة يقبض عليها حسين عجيب .. بين نسيان الماضي والبحث عن الحاضر فانتظار المستقبل كنتيجة حتمية للموت .. انها حياة الوهم .. وهم نعيشه في حياتنا .. لهاثٌ حول اللاشيئ .. دعوة اذن للوقوف على ناصية هذا الكهف الموغل في القدم .. كهف الذات .. فقط اشعل شمعة لتدرك :

أدركت أن ما أريده
هو وهم ما كنت أريد حقا
فانقطع الصوت
وغابت الصورة
الى الداخل

انغلقنا قواقعا تختبئ خلف هشاشة القشور ندافع عن هشاشتنا واضطراباتنا .. لكن اين المفر ..

في أحد الأيام
تنظر في المرآة
وتعرف ما الذي فقدته
البعض يتحدث ولايريد التوقف
البعض يصغي ويمحو
والآخر خلف الظل الكبير
في انتظار النهاية

فلسفة حياتية تعرينا من أنفسنا أمام انفسنا .. فديمومة الماضي في ذاكرتنا .. بآلامه , بيأسه, وأحداثه .... نحمله في حقائب لاوعينا اينما ذهبنا .. هناك من يهضم ماضيه بعضه أو كله .. والبعض يتقيأه .. والآخر نمّى ماضيه شخصيته .. وآخر يعيش فيه كطفل يشارك الذباب قطعة الحلوى .. والبعض الآخر يجمع أطرافا مهملة من الماضي في كيس قديم مطمور لتقف أمامنا شخصياتنا المزيفة التي ورثناها عنهم هم :

بيتنا تحت سقف واطئ
نمضغ الألم جيلا بعد جيل
هل تكتب
لاأحفظ
هل تريد أن تقول شيئا
صوتي صدى معلوك في الهواء
من انت
قسوة الآباء والأجداد
كسل حول القشور
ماذا يهم في هذه الثرثرة
عيش فقير منهوب
نكاد نتفق
قبور متلاصقة يمشي فوقها الصمت

دمى متحركة .. نسخ متشابهة عن الآباء والأجداد ... انها الجريمة الكبرى ..يرتحل الشاعر بحثا عنها مذكرا بجريمتهم .. والنهاية؟؟!! قبور متساوية خارج حدود الحياة ..

تجربة إنسانية تحلق بنا فلسفيا وباتقان في مجاهل النفوس الغائرة في الإضطراب والفوضى .. يحلل النفوس .. ويقرأ التاريخ .. ويشتغل على خلق الروابط بالذات الإنسانية .. التي يفتح باب أزماتها ..
ازمة العيش
الحاضر المفقود
ازمة الماضي
أزمة المستقبل
ازمة التفكير
ازمة الثقافة
الإستبداد
الظلم
ازمة التبعية
ازمة الحب
ازمة السعادة
ازمة القطيع
وايضا ازمة منتصف العمر
تعالوا لنبحر وعلى مدى أيام في قراءة لموسوعة الشاعر حسين عجيب ( نحن لانتبادل الكلام ) .. لست ناقدا .. ولا شاعرا .. لكنني أتقن ألف باء القراءة ..

يتبع

كل عام وانت بألف خير

مجد يونس أحمد

جبلة
31 / 12 / 2004



#مجد_يونس_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلا عنوان
- سيرحل يوما ما ؟
- في المساء
- عصر متخم بالثورات
- مفهوم البحث العلمي
- افتراس الذاكرة
- الرجل الغريب


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مجد يونس أحمد - حسين عجيب في موسوعته الشعرية : نحن لانتبادل الكلام