|
مازال المسيح مصلوبا
حبيب هتا
الحوار المتمدن-العدد: 1066 - 2005 / 1 / 2 - 06:12
المحور:
الادب والفن
-9- على متن الطائرة المتجهة إلى العاصمة البريطانية ، بعد مضي ثلاثة أعوام على الزواج ، يتذكر عبد الله أهم مفاصل حياته بعد أن يشده الحنين إلى الابن البكر ويتساءل : أين كان عقلي عندما قررت السفر على حساب جوع عينيّ اللتين لم تشبعا بعد من رؤية طفلي الوحيد ؟ هل كنت ألوث وميزان عقلي معطوباً أثناء وزن الأفضليات ؟ لماذا هوس السفر وإثبات حضوري على المستوى العلمي ألغى أي أفق آخر للتفكير ؟ يوغل الاستيحاش في أعماقه : لو أن الطائرة تعود أدراجها لأي سبب . لو أنه يتاح لي فرصة واحدة خارج المنطق والمعقول لاحتضان طفلي بين يدي وإشباعه لثماً وعناقاً . لو . لو .. ! آه .. أيها العلم كم كنت قاسياً عليّ ! لك الجحيم وبئس المصير ما دمت جردتني من مشاعري الأبوية . وعليّ الصبر والاعتصام بحبل فلك التي حتماً ستكون الأم والأب في غيابي . فلك . نعم ، فلك ! وداهمه الحنين إليها فجأة فتذكر يوم قالت له وهما جالسان على حافة بركة المياه الموجودة في البيارة ، يداعبان عناقيد العنب المصلوبة على أعمدة الحديد المنتصبة فوق البركة كي تظلل الماء وتهامسه عندما تحتضن الأوراق الخضراء المنتشرة على الجنبات: - سنكون كأزواج الحمام ليس لنا عش آخر غير العشق ! - ربما بالسر أعشق سواك . - لن تقدر . فأنا كنهر الأردن الذي تعمدت فيه ، دائمة التجدد والحركة وليس بوسعك الاغتسال بنفس مياهه مرتين . - آه . . أيتها الشقية ! بدت له في تلك اللحظة بكامل زينتها ، فأخذ عقله يستحضر أنوثتها منذ لحظة الزواج الأولى : وجهها منحوت بإتقان . بصيلات شعرها الأصهب النامي من أنساغ الليل وجلد الرأس السميك. نهوض الصدر المتلع عفة وبكارة . شفتاها المستلقيتان باسترخاء ينم عن الطمأنينة . كل هذه الملامح وسواها تفيض عذرية لكإنها تشكلت في لحظة تتويج لكل ما أنتج فأضاف للأنوثة مواصفات متميزة لم تكن موجودة قبلاً . وتساءل فجأة بصوت مرتفع دون أن يلحظ وقوف مضيفة الطائرة إلى جواره : لماذا الأشياء عادة على أبواب المواسم تغادر ألوانها ؟ تسكنها طقوس جديدة تضفي عليها شرعية اللحظة ووحشة الماضي وتجعلها متألقة النظر نحو المستقبل مهما كان رديئاً . رأت المضيفة تلاوين غيوم المآسي تحتل مساحة الوجه وتجعله رمادياً . أدركت وجوب ممازحته قبل أن يصبح الوجه باهتاً يتعذر طلاؤه بمساحيق الفرح . قالت : أي مشروب ترغب به كي أحضره لك . ويسكي . كونياك. نبيذ. بيرة .. الخ . نظر إليها ثم أخذه الضحك المباغت . قال : - على حسابك أشرب ما تطلبينه لي ، أما على حسابي فلا أريد تبديد نقودي ! أخذها الضحك ولاطفته بتودد . أنهضته وذهبا إلى مؤخرة الطائرة . جلسا منفردين ، ومزجا الويسكي بقطع الثلج والكوكاكولا . ارتعشت الشفاه وتشابكت الأصابع . ألبسها وجه فلك فسألت: - هل لديك مكان للمبيت في لندن ؟ هل ثمة أحد ينتظرك في المطار ؟ لم تنتظر الإجابة . واصلت : - اليوم إجازتي وبإمكانك المبيت عندي إذا رغبت ! - لا أعرف بعد . - سيارتي قابعة بالمطار ، وسأنتظر حتى تغادر أو تكون معي . بفجاجة تساءل : هل أنت عذراء ؟ ضحكت بهستيريا حتى أوشكت على السقوط . انتابه الهول المشوب بالفزع لما رآها تتلوى ضاحكة كأنها ألف لينة . بان الاستغراب على وجهه . قالت : - هنا يا حبيبي ، بعد سن الرابعة عشرة ، صعب أن تجد واحدة عذراء . ثم إن أحداً لا يخطر على باله مثل هذا السؤال ، ومع ذلك ، فأنا ما زلت كالوردة التي لم يقترب منها الأنف ! ولما حطت الطائرة فوق أرض المطار وأخذ الركاب بالتدفق ، كان آخر الخارجين . في يده حقيبة كتف شبه فارغة بعد أن انتزع من داخلها معطفاً استحوذ على نصف المساحة وتدثر به في أعقاب الإعلان عن حالة الطقس خارج الطائرة من مكبر الصوت الذي يبث التعليمات للمسافرين . أنهى معاملات مغادرة المطار سريعاً بصحبة المضيفة ، وعند الباب الخارجي سمع صوتاً ينادي عليه : عبد الله . عبد الله . نظر باتجاه مصدر الصوت . رأى يداً مرتفعة بالهواء تلوح له، وعندما عثر على الوجه اندفع نحوه صارخاً : جمال ! تعانقا بحميمية تضفي طابع الغربة على المكان ، وكانت سيارة جمال في الساحة الخارجية لمدخل المطار ، وقبل أن يستقلاها تذكر المضيفة ، نظر خلفه على أمل رؤيتها فإذا بها على بعد خطوة ، تقدمت صوبه وفي يدها قصاصة ورق . قالت : في هذه القصاصة العنوان ورقم الهاتف . سأنتظرك ، ولكن يجب أن تبلغني قبل القدوم . وعندما تحتاج إليّ سأكون إلى جانبك ! ضمت صدرها إلى صدره . قبلته في شفتيه ثم مضت . وفي السيارة علق جمال : - أي جمال مبهج وشهي تتمتع به صديقتك ! - ولكني أجمل منها . - كيف تعرفت عليها ؟ - في الطائرة . - وهل عرفت أنك فلسطيني ؟ - نعم - وأحبتك بهذه السرعة ! - هذا الأمر لا أعرفه . - إذن ماذا تعرف ؟ ألم تحس بحرارة صدرها عندما ضمتك إليه؟ - ربما المعطف حال دون ذلك ! - وربما أخذتها الشفقة عليك لأنك غريب ! * * * *
غريب في بلاد جميلة تحاصرها البحار والنساء اللاتي يشعرنك بالدفء رغم صقيع المناخ . يتدثرن بنعومة الحرير ويلبسن أزهى الألوان . خطواتهن الرشيقة تفجر في أعماقك بدائية الفحولة الذكرية وتجعلك تتقمص روحك الأصلية دون خجل أو مباغتة نظرات الآخرين . غير أن نظرات فلك داهمته فجأة فقمعت كل وجوه الحسناوات اللاتي تتراءى خلف زجاج السيارة . سكنته حالة انفصام تداخلت فيها الفصول ، واختلطت الأوهام بالحقائق والأحلام باليقظة . وعندما صعد إلى شقة جمال الصديق الذي استقبله في المطار وخبره أيام الدراسة الجامعية، كان الإنهاك قد أخذ منه مأخذه ، فدخل الحمام من فوره بغية الاغتسال والنوم . وعندما وضع نفسه تحت المياه نشط عقله فضرب لحظات العمر منذ الولادة وصولاً إلى المضيفة بعد أن توقف عند فلك المتجددة في شرايين القلب ، فحلق النوم في مدارات بعيدة ولم يعد يفكر به . ولما خرج من الحمام متدثراً بالمنامة كان جمال يتابع أحداث المسلسل التلفزيوني اليومي مع صديقة له تقيم باستمرار في شقته، فلم يعره بادئ الأمر اهتماماً . انتهى المسلسل ، وظهرت أسماء الممثلين على الشاشة . نظر جمال إلى عبد الله ثم إلى التلفاز ، ثم عاود النظر إلى عبد الله كمن تذكر شيئاً ، وفجأة تسلق الغضب وجهه ، غير أنه جاهد كي يعبر عنه بهدوء فقال : - عزيزي عبد الله . أعتقد أنه لا يجوز لك الجلوس في بيت أنت ليس صاحبه دون أن تكون باللباس الرسمي . صمت عبد الله لحظة في محاولة لاستساغة الأمر وتجرعه ثم قال في دعابة لا تخلو من المزاح : - أنسيت يوم كنت أسكنك شقتي في القاهرة إبان الدراسة الجامعية؟! - لا ، لم أنس . ولكن الآن الوضع مختلف . صديقتي توجد في البيت ، ولا يجوز الظهور أمامها بهذا المظهر ! ضحك عبد الله بصوت عالٍ فلفت انتباه الصديقة . غير أنها لم تفهم كلمة واحدة من العربية التي يتحدثان بها. وقبل أن تسأل واصل حديثه قائلاً : - ربما تخاف على نفسك من وسامتي . تخشى أن تفضلني عليك فتجد نفسك في الشارع دون مأوى . اطمئن لن أتركك تتسول في الشوارع كما كان عهدك بي في الجامعة . لم تحتمل الصديقة عدم معرفة ما يدور فسألت : ماذا يدور؟ رد عبد الله قبل جمال : إذا لم تترجم لها بأمانة سأتدخل فوراً . ترجم جمال الحديث فأخذت تضحك على حساسيته المفرطة. ثم قالت موجهة حديثها لعبد الله : معك حق . فهو من هذه الأبواب قلق خشية دخول من هو أفضل منه . دائماً يخاف على نفسه من الآخرين لا سيما إذا كانوا ظرفاء ومرحين مثلك . قاطعها عبد الله متحدثاً بالإنجليزية : أسمعت يا جمال ! ردت عليه : ولكن ملاحظة جمال في مكانها : ما دام البيت ليس لك ينبغي أن تحافظ على تقاليده ! نهض عبد الله وهو يقول : سأرتدي الزّي الرسمي وأنام فيه هذه الليلة حتى لا أزعجكما . وفي الصباح سأبحث لي عن مكان آخر للمبيت! * * * *
وضع عبد الله إرادته على حجر المحك فتمرد على نفسه المتمردة أصلاً . في البدء ساورته الشكوك بإمكانية القدرة على تنفيذ ما فكر به ، وكلما تقدم النهار دقيقة إضافية ازدادت الشكوك. لقد جاب كثيراً من الشوارع بغية استئجار شقة دون جدوى علماً بأن خياره الأخير كان ما يزال مفتوحاً : الاتصال بالمضيفة والمبيت عندها بضع ليال إلى أن تستقر أموره ، غير أن هذا الخيار كان محفوفاً بالمخاطر . يخشى من اهتزاز الصورة التي رسمها للمضيفة إن هي اعتذرت لأي سبب كان . وهكذا أمضى معظم الوقت من المساء السابق دون أن يأخذ كفايته من النوم رغم التعب الناجم عن السفر والتحليق في السماء والاشتياق لفلك والابن البكر ، فكادت مساحة الظلمة تشمل أفراح الكون بسوادها لولا بصيص الأمل الذي كان يتراءى له من نجوم بمنأى عن التأثر بحياة البشر فبقيت على تلألئها تزرع في النفوس الطمأنينة . وهكذا ، أنهكه التعب قبل مداهمة المساء الذي يأتي في بلاد الضباب قبل أي مكان آخر . ومع ذلك ، استمر في تفقد وجوه الحسناوات والأرصفة والمحال التجارية والمتسكعين المخمورين الذين يقفون على أبواب الطرقات والقليل من الذين يتوكأون على مواخير أيامهم متدثرين بالمعاطف الصوفية التي تؤكد انتماءهم للشرائح المنبوذة . أنهكه التعب وصار تصرفه لا شعورياً . ضبط نفسه عند أول منعطف أمام الهاتف العمومي يتحدث مع المضيفة: انتظريني فأنا قادم ! بعد ساعة من مباغتة الليل كانت سدادة زجاجة الكونياك ملقاة باسترخاء على المنضدة فيما كان عبد الله يغط في نوم عميق بعد أن ثمل بما فيه الكفاية . وفي الصباح استنهضته أناملها وهي تداعب خصلات الشعر . رأى في وجهها فلك فاشتبكت الأصابع والأكف . أزاحت عن صدره صخرة الأمس وتناولا الإفطار سويّاً . جهزت الطعام فيما صنع هو القهوة الممزوجة بالحليب فصارت خلاسية . نظرت إليه بشغف وقالت : - ماذا تنوي أن تفعل اليوم ؟ - سأذهب إلى الجامعة من أجل تقديم أوراقي وتسجيل اسمي واختيار التخصص . - بعد ذلك ؟! - أحاول البحث عن عمل حتى أتمكن من تغطية مصاريف إقامتي. - هذه اتركها لي . - كيف ؟ - لوالدي صديق متعاقد مع عدد من المستشفيات قادر على إيجاد فرصة عمل لك في مجال التخصص . - ولكني لا أعرفه . - بعد الانتهاء من الجامعة نذهب إليه ونحدثه في الموضوع . لن يرفض لي طلباً . - هل تذهبين معي للجامعة ؟ - اذهب وحدك . ولكن سأنتظرك على الغداء . نتناوله ثم نذهب إلى الطبيب قبل انشغاله بالعمل . ذهب إلى الجامعة وفي أعماقه الشمعة التي أضاءتها آخذة في التوهج : من أين جئتني وأنا في بلاد يصعب على المرء فيها التعرف على نفسه ؟ أي ريح قذفت بك إليّ وأنا أتلمس نسمة ناعمة تداوي قروح الغربة ؟ هل ستسير أيامي بيسر كما يبدو الآن أم أنها مجرد انفراج سرعان ما يعود إلى وضعه السالف أسوة بالمأزق الذي وضعني فيه جمال ؟ أسئلة كثيرة ، قاطعة وحادة ، داهمته دون أن يلوح في الأفق بصيص إجابة يطمئن النفس ويجعلها تحلق في فضاءات ضبابها يحجب أشعة الشمس . وحيث لا مفر من السير في الدهاليز المظلمة أو المضيئة وترك الأمور تطرق الأبواب بعفوبة مثل فوضوية هذه المدينة المنتظمة كشواهد القبور ، كان لا مفر أمامه من التوكؤ على المصادفات التي تأتي حتى هذه اللحظة بما يخدمه. تيسرت أموره في الجامعة وأنهى معاملته سريعاً . اختار الأنف والأذن والحنجرة كتخصص . وفي طريق عودته كان يرغب من كل قلبه ابتياع باقة ورد ، غير أن ثمنها الباهظ دفعه لشراء واحدة فقط فضل أن يكون لونها أحمر قانياً . قدمها لصديقته المضيفة . عانقته بحرارة . قالت : أجمل هدية تلقيتها في حياتي ! - وأنت أجمل امرأة عرفتها في حياتي ! وهي تتقصف تحت نظرات الاشتهاء قالت : أجمل وردة لأجمل امرأة ! تفتحت مسام الجلد فصار أكثر استعداداً للتجاوب مع الشحنات الموجبة . قال : - أي صرخة روح جمعت بيننا ! أي ريح تلك التي حملت الطائرة ونحن على متنها نبني سعادة الأيام اللاحقة منذ لحظات التعارف الأولى ! هل كنت تعرفين أنني سأكون بحاجة إليك عندما أعطيتني العنوان ورقم الهاتف ؟ آه.. يا إلهي كم هذا الكون غريب ! فوضوي بلا حدود . متماسك حتى درجات التفكك . منتظم في أدق تفاصيله. رتيب كما إيقاع الزمن . عفوي كأنه محكوم بعوامل صدفية لا حصر لها. مغلق كقوقعة في جوف حوت . مصمت مثل الفراغ الذي نعيش فيه . آه . . كيف جاءت بي الأقدار كي أعيش هنا معك دون تخطيط أو آفاق نهاية محتومة ! هل سيأتي اليوم الذي أكسر فيه مهانتي وأتمرد على الهشاشة التي حاصرتني منذ البدايات ؟ وتراءت فلك من خلف أكتاف صديقته تنظر إليه بعتاب وعيناها تقولان : هل اغتربت عني من أجل أن تعطي نفسك ذريعة العيش مع امرأة أخرى ؟ وكان لا بد من الرد : ماذا تنتظرين مني ؟ ربما أن أصبح قسيساً في غيابي عنك ! لا . هذا الأمر لا أقدر عليه . فأنا ليس الرجل الذي يصلح للكنيسة ! * * * *
تناولا طعام الغداء وذهبا إلى الطبيب وعندما رآها استقبلهما بحفاوة . قبلها من وجنتيها قائلاً : - آه . . أيتها الشقية ! أما زلت تذكرين الرجل العجوز ؟ كان يبلغ من العمر سبعين عاماً ونيفاً . عضلاته مجدولة كما لو كان مصارعاً يعتني بصحته جيداً ويمارس طقوساً فريدة للتحايل على التلوث البيئي . طويل القامة أحمر الوجه . شعره أسود تبعثر البياض بين جزيئاته فأضفى عليه الهيبة والوقار . ومع ذلك ، عندما بدأ الحديث كان بين الحين والآخر يمازح ضيفيه بدعابة لا تخلو من رغبة حقيقية في كسر الحاجز الذي ينتصب في وجهيهما . وعلى غير توقع ، طرقت الصديقة مضيفة الطائرة الموضوع دون مقدمات قائلة : - صديقي عبد الله ، شاب فلسطيني جاء إلى هنا من أجل التخصص الأكاديمي بعد أن أنهى دراسة الطب في القصر العيني في القاهرة . وقد اختار الأنف والأذن والحنجرة . ولأن ظروفه بالغة الصعوبة يسعى إلى إيجاد فرصة عمل في مجال التخصص حتى يتمكن من تغطية مصاريفه ، علمت بالأمر منه ، فقلت لنفسي : أنت أفضل من يخدمنا ونحن بحاجة إليك. لم يعط جواباً من فوره ، فخيم الصمت . ولما طال قليلاً كاد عبد الله يستشعر طعم الذل ، فنظر إلى صديقته معاتباً , نهضت بغية مغادرة المكان احتجاجاً ، غير أنها قبل أن تتفوه بأي كلمة تساءل الطبيب العجوز موجهاً كلامه لعبد الله : - من أي مدينة فلسطينية أنت ؟ - من غزة . - لقد وطأتها قبل أكثر من ربع قرن . كنت أعمل طبيباً في الجيش عندما كنا منتدبين على بلادكم . - إذن فأنت تتحدث العربية . - نعم ، ولكنها ركيكة . - هل ستساعدني بعد أن عرفت من أين أنا ؟ - سأساعدك بما تريد إن وافقت على شروطي أولاً ! - وما هي ؟ - هو شرط واحد : إن سئلت من أين أنت عليك الإجابة من إسرائيل ! - ولكني فلسطيني من غزة . - أعرف . - وما الحكمة من ذلك ؟ - لليهود نفوذ واسع في بلادنا وربما يعتبروني عدواً لهم لمجرد مساعدة الفلسطيني . - أوافق على شرطك وسأكون كما ترغب ! - حسناً . غداً في مثل هذا الموعد عليك أن تحضر إلى هنا كي أصطحبك إلى مكان العمل بعد أن أرتبه لك مع جهة الاختصاص. - كما تشاء . - أرجو ألا يعلم أحد بالحديث الذي دار بيننا الآن حتى لا أكون ضحية مساعدتك ! - ولكن لدي سؤال أرجو أن أسمع إجابته : لماذا تساعدني ما دمت خائفاً إلى هذا الحد ؟ - لا لأنني أخشى نفور بنت أعز صديق لي . بل لنفس الأسباب التي دفعت هذه الشقية نحو مساعدتك . - هذه ليست إجابة ! - اسأل صديقتك لعلها تقول شيئاً . تدخلت الصديقة فقالت : - لا أعرف ماذا يمكن أن نسمي ذلك ؟ قل عنه شعور داخلي بالظلم الذي لحق بكم . قل تكفير عن ذنب اقترفته حكومتنا بحق شعبكم . قل ما تشاء . ولكن ينبغي أن نفعل شيئاً كلما أتيح ذلك، وهو قلما يُتاح! * * * *
لماذا دائماً الأشياء الجميلة تأتي بعد فوات الأوان ؟ هكذا داهمه السؤال كبرودة الموت . ولكنها لم تأت متأخرة . بل جاءت قبل موعدها على الأقل بالنسبة له . فهل هناك ما هو أجمل من صديقة تمنحه الدفء والطمأنينة والانتشاء ؟ أعطته في لحظة التشرد ما عجز عنه جمال . أعطته البيت وفرصة العمل والاشتباك الدائم للأكف . منحته فرصة الخروج من أعماق الذات واكتشافها . التأمل في جسده المنسي على الأرصفة ومعرفة إمكانياته . دفعته للالتصاق بخلاياها لتستوطن هي خلاياه . وكانت كنجم يحلق في السماء . تغيب عنه يومين على متن الطائرة أو في أحد المطارات . وعندما تعود محملة بكل أشياء الفرح وزجاجات المتعة يمضيان أجمل الأوقات . أصبح بالنسبة لها كلسان المزمار الذي يغلق فتحة الحنجرة عندما يحاول الطعام المرور ويفتحها كي يمر الهواء . وأمست له الأكسجين الذي بواسطته يتم حرق الغذاء في خلايا الجسم فيفتح الشهية ويجعل المعدة بحاجة دائمة لمزيد من الطعام ! وكان يضبط أيامه على إيقاع حضورها وتضبط سعادتها على أمل استمرار وتجدد اللقاء . تذهب معه إلى حرارة الشمس ويذهب معها إلى صقيع الضباب . تعتدل المناخات وتمتزج اللحظات فلا يقويان على الفكاك منها . عوضته ، خلال ثلاث سنوات أمضاها في العاصمة البريطانية ، عن النزف الذي تعرض له ، ولم تنفصل روحاهما عن الجسد . نما الحب بينهما بقدر احتكاك الجسدين وتفتح المسام! نسجت خيوط وقتها بين الطائرة والبيت وبعض الفسح المشتركة التي تختزل الصرخة عند المساءات . ولما حصل على شهادة التخرج وقرر العودة آثرت أن تكون معه على متن الطائرة رغم إجازتها ، فكانت اللحظة الأخيرة للوداع مثقوبة بالدموع . تواعدا بالزيارات المقبلة في أقرب فرصة وتضاما على أرض المطار بما يشبه إسدال الستار على المشهد الأخير من مسرحية وصلت فيها وتيرة الدراما حافة الذروة . وقبل أن يبتعد سمعها تقول : - ستذكرني كثيراً . أليس كذلك ؟
-10-
من فراق تشي لحظاته باللوعة وعدم النظر إلى الخلف والحسرة على أيام لن تعود ، إلى لقاء مفعم بالحيوية والأشواق والانتظار الذي طال أمده فكاد يصيب القلوب بالجفاف ، هناك مساحة من الترقب وحبس الأنفاس والاستماع إلى دبيب الخطوات التي ما زالت مألوفة للأذن وتميز صاحبها . فلك تقف عند بوابة المطار فيما عبد الله يتقدم نحوها بخطى ثابتة رصينة تنم عن كبرياء موروث . لم تره ولكنها تصيخ السمع. حواسها مشدودة صوب إ يقاع الخطوات وسط زحام يتبدد كلما مر الوقت . عند مشارف البوابة تقابلا وجهاً لوجه . الصدر يضغط على الصدر والقبلة أثر القبلة تحول دون خروج الكلمات والدموع سجلت حالة فرح أبلغ تعبيراً من كل حروف اللغة وكلماتها العاجزة عن وصف المشاعر . الأكف تمسح الوجنتين وتشتبك مع الأصابع ثم تعاود المسح . وضغط الصدرين يعاود انسحاقه العذب متأثراً بطقوس التضام . في الأعماق "توق مؤجل لمسرة جسدين مشتاقين، يصرخان بعد هجر" - اشتقت إليك . قبلها ما بين الحاجبين وهو يقول : - سأعوضك عن كل ما فات . - تعذب جسدي في غيابك . - كان لا بد لهذا الأمر أن يحدث ! - لن أسمح لك بالسفر منفرداً مرة أخرى . سأكون معك . - سيكون كل شيء كما تشتهين المهم الآن زوال الحزن من عينيك كي تتوهجي كما كان عهدك من قبل . خيم الصمت على أجواء الاشتياق . كسره عبد الله بالسؤال: - أين الولد كما ل ؟ تراه صار رجلاً ! - تركته في غزة عند الأهل . خفت عليه من مشاق السفر. - ألا تعلمين حجم اشتياقي له ! تعثرت الكلمات في الحلق ثم خرجت بالسؤال المعاتب : - هل أسبوع إضافي يضيرك في شيء ؟ - الأهم من الأسبوع غياب الأب والأم . كنت بالنسبة له الاثنين معاً. - معك حق . خيم الصمت مجدداً . كسرته فلك بالسؤال : - ألا ترغب بالذهاب إلى الكنيسة التي تزوجنا فيها ؟ - فكرة رائعة . ثم نذهب إلى كل الأماكن التي ترددنا عليها قبل الزواج وبعد . - خشيت طلب ذلك لمعرفتي بالوعد الذي قطعته على نفسك : لن أدخل عمان مرة ثانية . - كان ذلك قبل الزواج . ومع ذلك دخلتها وعلى متن شركة طيرانها ذهبت إلى العاصمة البريطانية . - إذن سوف ننطلق إلى الكنيسة أولاً . - ولكن لم تقولي في أي فندق تنزلين . كسا وجهها الاحمرار : - عند الخالة أم رائد . - إذن الذهاب إليها أولاً . استدارت نحوه . حاصرت عنقه بيديها المتشابكتي الأصابع. أخذت تلثمه من الأماكن التي طالتها شفتاها . وضعت رأسها على كتفه . قالت من بين الدموع المنسكبة على صدره : - لك قلب كبير يمسح الأحزان ويملأ الدنيا فرحاً . يغفر الهفوات ولا تستوقفه الصغائر . * * * *
زارا الكنيسة التي تزوجا فيها وكان المسيح ما زال مصلوباً رغم تغير المناخات واستبدال قس بآخر . أديا طقوس العبادة وتعرفت عليهما الراهبة التي لم تستطع السنوات الماضية مسح صورتيهما من مخيلتها. باغتت عبد الله بسؤال تعمدت أن تصطحبه بابتسامة بغية كسر حدة مفاجأته: - هل تنعم بسعادة توازي الإصرار والاندفاع اللذين بدوت بهما عندما قدمت إلى هنا من أجل الزواج ؟ تذكرها من فوره فأخذه الضحك . - أما زلت تذكرين يوم جئت إليكم في ذلك الصباح ؟! - ملامحك ستبقى محفورة في ذاكرتي . صعب أن أتعرف على مثيل لك مستعد للزواج حتى ولو كان في الجامع تنفيذاً لمشيئته . ومن الكنيسة إلى بيت الخالة أم رائد أفق من الذكريات تسبح في مداراتها الكلمات ا لتي تبادلاها قبل الزواج . طعمها له مذاق خاص أفسده البعد رغم لهيب الأشواق ، أو لعل الكلمات نفسها لها أريحية قبل الزواج أكثر متعة ودلالة مما بعده . استقبلته أم رائد بحفاوة لم يكن يتصورها يوماً . تساءل في سره : أيعقل أن تكون هذه هي الخالة أم رائد ؟ قرأت في عينيه التعجب والغرابة . قالت : - أنت اليوم غير ما كنت عليه بالأمس . سابقاً كنت أخاف على فلك منك ، أما الآن فأخاف عليكما أنتما الاثنين مما تخبئه الأيام . سعادتكما فيها شيء يخصني ! في المساء تناولا العشاء في ذات المطعم الذي لم يطرأ عليه سوى تغير طفيف في القشرة الخارجية كي يتلاءم مع محيط العاصمة. وعند العودة آثرا السير على الأقدام حتى يصيبهما التعب قبل أن يستقلا السيارة . كان المظهر المسلح وأجواء الحرب قد تلاشت عن جدران البيوت والمحال التجارية ووجوه الناس . أصبحت أكثر قدرة على التجانس مع الانكسار . وصلا البيت في وقت متأخر من الليل وعلى صدر كل منهما صخرة جاثمة أثقلت عليهما عند النوم . في الصباح، بعد تناول الطعام سأل عبد الله فلك على غير توقع : ألم يلفت انتباهك في المطعم أمس أي شيء ؟ - بلى . الطلاء الخارجي للمبنى . - فقط ! - ربما لم أمعن النظر بما فيه الكفاية . - أتذكرين صوت أم كلثوم الصادح قبل سبع سنوات تقريباً . - وأذكر البيان العسكري الذي قطع غناءها وأضفى على وجوه الحاضرين أجواء الحرب . - بالأمس كانت تغني نفس الأغنية رغم اختلاف الأجواء . - نعم . لكن هذه المرة لم تستوقفني كلماتها . ربما لأن لحظة اللقاء تلك لم تكن هي ذاتها بالأمس ! - ربما . وربما لأن الناس آنذاك كانوا يحملون على أكتافهم أجواء الهزيمة ويرفضون التعايش معها . - وهل يتعايشون معها الآن ؟ - لقد جرى في النهر مياه كثيرة لم تستطع حتى هذه اللحظة محو "آثار الأقدام الهمجية" . - سنذهب إلى النهر أليس كذلك ؟ - أحسب أنه ممنوع الاقتراب منه في ظل هذه الأوضاع . - إذن الفندق والمقهى الذي تعرفت فيه على الدليل لعلك تراه هناك. - ثم إلى السوق كي نبتاع بعض الحاجيات . - حسناً . المسافة بين بيت أم رائد والمقهى تسمح بالتأمل وإمعان النظر في صباحات الناس والمباني والجبال والوديان والأشجار المغروسة وسط الشارع وعلى ضفافه . كان كل شيء عادياً باستثناء الصخور التي تنبعث منها حرارة تصهر النفس وتفجر في تضاريس العقل ذكريات الماضي والبدائية : كيف كان الناس يعيشون قبل آلاف السنين ؟ شربا الشاي في المقهى ولم يريا الدليل . لم يكن هناك حاجة لوجوده ولم تعد المقهى تدر عليه نفس الأرباح التي كانت تدرها آنذاك . وكان الجو الممزوج بغبار التعب والإنهاك يضفي على المكان تقاليد الشيخوخة . لم تطله موجة التحديث فاستمر على مواصلة الألعاب الدارجة دون إدخال أيّ من التحسينات عليها كي تتلاءم مع روح العصر. وفي الفندق كانت المفاجأة . لا أثر لجيوش البق المهزومة . صالون الانتظار مرتب جيداً ومنسق بما يجذب الزبائن ، الطابق الأخير تحول إلى صالة لإحياء الحفلات الليلية . العاملات يتمتعن بجاذبية معقولة ولسان طلق ، قوامهن يوغل إلى أعماق الحواس ويفجر ينابيع الاشتهاء مما يجعل الفندق عامراً بالوافدين والنزلاء دوماً. سأل عبد الله إحدى العاملات وهو يردد في سره : لو كنت وحدي كان من الممكن أن أبيت هنا هذه الليلة . - هل هذا المكان هو ذاته قبل سبعة أعوام ؟ ردت وفي نبرتها غنج واضح أثار فلك : - هو نفسه مع تغير أصحاب المبنى والعفش وطواقم العاملين حتى يتمكن أصحاب الفندق من تقديم الخدمات الأفضل والحصول على رضا الزبائن . - هيا بنا . قالت فلك ذلك بعد أن قبضت على يده . وعندما أضحيا خارج الفندق انبرت تعاتبه . - إلى هذا الحد تستهتر بمشاعري ! ألست زوجتك التي تحب وتخاف عليها ؟ خيم الصمت عليهما لحظات وعندما حاول الحديث قمعته قائلة : لا أريد الحديث في هذا الموضوع الآن حتى لا يسمع الناس صوتنا . - ولكن ينبغي أن أدافع عن نفسي . - ماذا ستقول ؟ إذا كنت أمامي هكذا فكيف كنت في بلاد لا يوجد فيها رقيب أو حسيب ؟ دعنا الآن من هذا الأمر! كانت عيناها على وشك الوصول إلى نهر الدموع وإطفاء لهيبهما في كل لحظة ، وكانت تتحاشى النظر إلى عبد الله حتى لا يرى ضعفها ؛ فيما كان هو يعرف تماماً حجم الإصابة التي طالت مشاعرها ويبحث عن طريقة يرمم بها ما أفسده تصرفه . وعندما وصلا السوق وشاهدا مختلف المعروضات في المحال التجارية ، استوقفها شكل وطريقة عرض الملابس تبعاً لأثمانها . تأملتها للحظات بدت معها للوهلة الأولى كأنها تتمنى من عبد الله أن يستمزجها الرأي في أفضل الملابس وأكثرها نعومة وجاذبية . التقط عبد الله في هذا المشهد فرصة إرضائها كمخرج لكسر رتابة الصمت أملاً في عودة المياه إلى مجاريها . فقال : - أحسب أن هذا القميص أكثر المعروضات مناسبة لرشاقة قوامك ونعومته . صحيح أنه ليس الأغلى ثمناً ولكنه الأكثر ملاءمة . نظرت إليه وفي عينيها فيض من المحبة والتسامح ثم قالت: - رغم سنوات البعد ما زال "أبو قير" يوحدنا . دخلا المحل من أحد أبوابه وعندما خرجا منه كانا محملين بما يملأ حقيبتين من مختلف الأصناف ، كأني بهما يعوضان عدم شراء الملابس عند زواجهما . وفي طريق عودتهما سأل عبد الله : - أيعقل أن نعود هكذا دون شراء هدية لأم رائد ؟ - لا يعقل ! - إذن لا بد من شراء هدية تليق بها كخالة حرصت علينا مذ قبل الزواج . - هذه المسائل لا تفوتني . وفي البيت سترى الهدية التي تليق بمكانتها . - لا تقولي أنك … - بل هو كذلك . * * * *
عشرة أيام من السعادة وتجديد الروح بعد تصلب شرايين الحب تمضي سريعاً كأنها لحظة . سهرا في دور السينما والمسارح . زارا الأماكن السياحية والأثرية . تنزها على شاطئ الخليج واستحما بمياهه . أقاما علاقات صداقة جديدة وتبادلا الزيارات مع العديدين . كانت فرصة للترويح والانطلاق نحو فضاءات اختزلت الأزمنه وحاصرتها بين أنياب الوقت والاحتلال فلم تستطع الوصول إلى مداراتها بغير التحايل على الوقت والإفادة من كل لحظة تمر واختزانها لمراحل لاحقة ربما تكون أكثر صعوبة وشراسة . وعندما طرق الحافز الأول للعودة إلى الوطن أبواب الاغتراب كان الاشتياق للابن البكر قد توغل إلى أعماق نفسيهما فسيطر على كل تصرف ، وقلص متعة الاستجمام دونما الإعلان عنه، كأن هناك اتفاقاً ضمنياً على عدم التطرق إلى أي أمر من شأنه التنغيص . غير أن فلك تذكرت فجأة ، وهي التي لا تفوتها فائتة ، عدم شراء بعض الألعاب له ، فقالت ، دون أن تحسب حساب تأثير الكلمات على عبد الله عندما شاهدت طفلاً يمتطي دراجة في المتنزه العام : - لقد فاتنا ابتياع بعض الألعاب لكما ل ! خرجت من أعماقه آه لوعة ، وكسا وجهه الاشتياق ، ولكن سرعان ما تدارك نفسه وقرر : - الآن سنذهب إلى السوق وغداً إلى غزة !
#حبيب_هتا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص
...
-
شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح
...
-
فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|