|
النت لا يرحم عزيز قوم فل
حمدى السعيد سالم
الحوار المتمدن-العدد: 3604 - 2012 / 1 / 11 - 23:09
المحور:
كتابات ساخرة
مما لاشك فيه ان الثورة فعل استثنائى فى تاريخ الدول هدفه الاسمى اجتثاث الانظمة المتسلطة من جذورها والاطاحة بها وبكل اعوانها من سدة الحكم لانهم شاركوا فى افساد البلاد والعباد ... ثم يعقب الثورة محاكمات سريعة وناجزة وعادلة لرموز النظام السابق وكل من ارتكب جرائم فى حق الوطن ساعدت على الافساد , الى جانب عزل اتباعهم سياسيا ... هذا هو القانون الازلى للثورات فى العالم ... لكن للاسف لم يحدث ذلك عندنا فى مصر بعد ثورة 25 يناير !!! لذلك حدث هذا الهرج والمرج الذى نراه على الساحة ..
لذلك تخيل معى لو طبق قانون العزل السياسى لاعضاء الحزب الوطنى منذ الايام الاولى للثورة وتمت المحاكمات الثورية دون ابطاء وتم تطهير جهاز الشرطة والاعلام والقضاء وكافة قطاعات الدولة من الفلول ( اتباع النظام السابق واعضاء الحزب الوطنى المنحل ) لما وقعت كل الاحداث المؤسفة التى يحركها الفلول واتباعهم فى الخارج الذين قاموا باطلاق البلطجية على الشعب بتوجيهات وتعليمات من داخل سجن طرة .... لضرب الثورة واحراق مصر واشاعة الفوضى والانتقام من الثوار وخير مثال على صدق ما اقول ما حدث فى موقعة الجمل واحداث البالون وماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء , وفى كل مرة الفاعل مجهول او الفاعل فلول !!! ولا يتم الكشف عن الفاعل المجهول ابدا .... والسؤال الذى يطرح نفسه ويستعجب له الجميع : كيف استطاع البلطجية دخول مجلس الوزراء واعتلاء سطح مجلس الوزراء وهو من اهم المبانى فى مصر وكذلك مجلس الشعب لضرب الثوار ؟!!! .. ومن الذى ادخل قنابل المولوتوف والحجارة والاسلحة البيضاء داخل مجلس الوزراء ومجلس الشعب التى قامت النيابة بضبطها ؟!!...
هذه المقدمات الفاسدة ادت للنتائج الفاسدة التى نراها اليوم فى الانتخابات البرلمانية ... حيث عقد عدد من المرشحين لمجلس الشعب مؤتمرا صحفيا ، أعلنوا فيه اكتشاف أخطاء جسيمة في قإعدة بيانات الناخبين التي تسلموها من اللجنة العليا للانتخابات ....وأكد المرشحون خلال مؤتمر صحفي عقديوم 10/1/2012 –الثلاثاء- بمكتب الاستشاري الدكتور ممدوح حمزة بالدقي أنهم وجدوا حصيلة 9 مليون صوت زائدة عن عدد الناخبين على مستوى الجمهورية موضحين أن هذه الحصيلة جاءت عن تكرار أسماء الناخبين أكثر من مرة لدرجة وصلت في بعض الأسماء إلى تكرار خماسي وسداسي لافتين إلى أن هذا أمر مستحيل ونسبة وقوعه ضئيلة للغاية....المرشحون أكدوا أن هناك بعض الأسماء تم تكرارها أكثر من 43 مرة ويحملون أكثر من بطاقة قومية وقاموا بالتصويت في لجان ودوائر ومحافظات مختلفة وتركيز هذه الأصوات المتكررة يسمح بتنقل الناخبين بين اللجان والدوائر المختلفة قائلين "وده يفهمنا ليه عملوا الانتخابات على مراحل " ...
و نفى المرشحون أن يكون هذا الأمر قد وقع عن طريق الخطأ أو الصدفة مؤكدين على أن عدد تكرار الأسماء كان عن طريق التسلسل على سبيل المثال "تكرر الاسم الأول 50 مرة والثاني 47 مرة والثالث 43 وهكذا" وهذا لا يمكن أن يتم إلا عن طريق التعمد وأن يكون عقل بشري هو من قام بذلك قائلين "هناك حد كتف أمنا مصر وسلمها لجهة معينة شعب وشورى ورئاسة" .....مشيرين إلى أن هذه أكبر قضية تزوير شهدتها مصر وستجعلنا أمام قضية خطيرة لأن المجلس القادم هو الذي سيشكل الدستور وقواعد اختيار رئيس الجمهورية لافتين إلى أن هذه القاعدة الفاسدة هي التي ستجرى عليها انتخابات مجلس الشورى والرئاسة القادمة .....
فيما أكد المرشحون على أن هناك جهة اتفقت مع جهات سيادية في الدولة على تزوير الانتخابات بهذه الصورة رافضين الإفصاح عن اسم هذه الجهة مؤكدين على أنهم قاموا بإبلاغ النائب العام وعليه أن يكشف هو من وراء هذه القضية لافتين إلى ان أصابع الاتهام كثيرة تشير إلى أن من قام بعمل هذه القاعدة هي وزارة الداخلية او وزارة التنمية الادارية..وعبر مداخلة هاتفية خلال المؤتمر طالب الدكتور ممدوح حمزة- الأمين العام للمجلس الوطني- بأن تعاد هذه الانتخابات أو تخصم الاصوات الزائدة وإلا فيجب على شباب الثورة ان تمنع النواب الجدد القادمين من دخول البرلمان إلا بعد الفصل في هذه القضية مشيرا إلى أن هذا التزوير في قاعدة البيانات ما كان سيتم الا لو اشتركت جهات حكومية وسيادية في الدولة مع بعض المرشحين من أصحاب المصالح في هذا التزوير لافتا إلى أن الأرقام القومية وبطاقات الانتخاب وكشوف الناخبين التي وجدت ملقاه في الشارع هي أكبر دليل على هذا التزوير...
الغريب فى الامر ان الجميع فى قطاعات الدولة كافة وعلى المستوى الجماهيرى بدأوا يخطبون ود الاخوان وحزب النور السلفى بعد ان بات مؤشر تفوقهم فى الانتخابات الباطلة المزورة واضحا !!... حيث سيصبحون هم اصحاب الكلمة العليا والاعلى تأثيرا فى مختلف جوانب الحياة السياسية فى مصر ... لذلك تجد اغلب قرود السياسة اتباع كل ناعق دائما ما يراهنون على من يملك السلطة , مرددين : ( اللى يتجوز امى اقوله يا عمى ) ... لقد كان مبارك هو جوز امهم .. كما كانت عائلة مبارك والدائرة القريبة منه الذين استباحوا مقدرات مصر لصالحهم جوز امهم ايضا !!... مما لاشك فيه ان بوصلة اصحاب المصالح تتجه دائما الى من يوفر لهم الحماية ويضمن مكاسبهم ... ومن الواضح ان البوصلة الآن تشير نحو التيار الاسلامى الدينى ... فلا بأس من ان يرتدوا ثياب التيار الاسلامى ويرددوا شعاراتهم !!!...
هؤلاء النفر الذين يهرولون نحو الاخوان او اصحاب اللحى ما هم الا قرود على شجرة السياسة تحركهم المصالح الشخصية لذلك نجدهم يهاجمون روايات نجيب محفوظ من باب تقديم فروض الولاء والطاعة للولاة الجدد !!! هؤلاء النوع من البشر لم يتعلموا من تجربة ثورة 25 يناير ... ان الرهان على الحاكم ( جوز امهم ) ليس دائما هو الرهان السليم او الصحيح !!! لذلك تجد اغلب اصحاب المصالح وكلاب السلطة سوف يسارعون بالمباركة والتهليل للتيار الاسلامى من خلال اتهام كل من يهاجم هذا التيار الاسلامى بأنه يحمل اجندات اجنبية للنيل من الاخوان مثلا ..متناسيا ان من اجلس وزور الانتخابات لكى يحكم الاخوان هم الامريكان تحت رعاية ومباركة المجلس العسكرى!..
يجب ان يعلم الجميع ان صعود التيار الدينى وفوزه بالانتخابات المزورة الباطلة ولكن بحرفية شديدة لم يحقق هذا النجاح الكاسح لقوته , ولكن لغياب القوى الاخرى ... ولان الناس تجهل ولا تعرف الكثير عن القوى والاحزاب الاخرى ... مما لاشك فيه ان الرهان على ان القادم هو التيار الدينى الاسلامى بصورته التقليدية اظنها نظرة متعجلة جدا لن تصمد طويلا امام الحقيقة البارزة بروز شمس الظهيرة وهى ان هذا التيار سوف يتلقى ضربات موجعة من داخله لان نظرتهم لكل القضايا متناقضة !!! وغدا لناظره قريب ... والنت لايرحم عزيز قوم فل !!! لان الفلول لاتعرف ان الانترنت ثورة فى عالم التواصل الانسانى بكل ما فى الكلمة من معان ... فالانترنت لم يعد من كماليات الحياة .. بل اصبح اهم من الماء والهواء والتيار الكهربى فى حياة الناس ... حمدى السعيد سالم
#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اهرش الانسان يظهر لك الحيوان
-
انت سر وجودى
-
طهروا الاعلام من اللئام تنتصر الثورة
-
الرضا الطلابى كمؤشر لجودة الاداء التعليمى بجامعة كفرالشيخ
-
مات الحب
-
كيف يحق للمجلس العسكرى استخدام صمت حزب الكنبة كرأى له!!!
-
المجلس العسكرى واخطاء ( جالن )
-
التمزق النفسى والتصدع الاجتماعى دعوة للانسحاب من الحياة
-
احرار مصر يبكون الشهداء ... وعبيد العباسية يبكون جلاديهم
-
غادة كمال شاهدة على وحشية وبربرية الجيش
-
الرد على اكاذيب وافتراءات المجلس العسكرى
-
الثورة والمجلس العسكرى طرفى نقيض
-
انت اخويا ولا ....
-
الجنزورى سيدخل مجلس الوزراء على اشلاء القتلى!!!!
-
لن ابكى ....
-
ما اشبه الليلة بالبارحة
-
خصخصة الحروب تحت غطاء دولة فرسان مالطا
-
احتاجك كى اعيش
-
رؤية التيار المدني و رؤية التيار الديني لحل مشكل مصر
-
نظرية الحساسية
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|