أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - هكذا يكون الحاكم الحرامي وإلا فلا














المزيد.....


هكذا يكون الحاكم الحرامي وإلا فلا


نبيل هلال هلال

الحوار المتمدن-العدد: 3604 - 2012 / 1 / 11 - 17:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقـول عبـد الرحمن الكواكبى: "ما أشبه المستبد فى نسبته إلى رعيته بالوصى الخائن القوى على أيتام أغنياء، يتصرف فى أموالهم وأنفسهم كما يهوى ماداموا قاصرين، فكما أنه ليس من صالح الوصى أن يبلغ الأيتام رشـدهم، فكذلك ليس من صالح المستبد أن تتنور الرعية بالعلم، ولا يخفى على المستبد أن لا استعباد ما لم تكن الرعية حمقاء تخبط فى ظلام جهل وتيـه وعمـاء "-رحمك الله يا كواكبي .
ويعمـد المسـتبد إلى تجهيل الأمة وتضليلها، وقلب الحقـائق على النحو الذى يزين واقعها البـائس، ويقـوم شـعراؤه وأنصـاره ووسائل إعلامه بمطالبة العامة بشد الأحزمة على البطـون الخاوية بدعوى أن ذلك وطنيـة وطاعة للـه وحتى لا يفطنوا إلى خواء خزائن بيت المال بعد انتهاب أموالهم أو تبديدها فى مناورات عسكرية فاشلة ضد جيرانه من البـلدان الشقيقة، أو الإنفاق على ملذاته، وتجييش فرق الحرس لحمـايته، ويسـتمر هذا التضليل حتى ينجح المستبد فى ترويض النـاس حتى أنه "يأسرهم فيهللون لشوكته، ويغصب أموالهم فيحمدونه على إبقـاء الحياة، ويهينهم فيثنون على رفعته، وإذا أسرف بأموالهم يقولون عنه أنه كريم، وإذا قتل ولم يمثل بجثثهم يعتبرونه رحيما " .قال عبـد العزيز بن عمر بن عبـد العزيز: "سألنى أبو جعفر المنصور كم كانت غلة أبيـك– أى راتبـه– حين أفضت الخلافة إليه؟ قلت: أربعين ألف دينـار قال: فكم كانت حيـن توفى؟ قلت: أربعمئـة دينـار ولو بقى لنقصت " ، وكان عليـه قميص واحد، ويقـول أبو أمية غلام عمـر: دخلت يومـا على مولاتى فغدتنى عدسا فقلت: كل يوم عدس قالت: يابنى هذا طعام مولاك أمير المؤمنين " ، ويقـول سعيد بن سويد: "صلى عمر بالناس الجمعة وعليه قميص مرقوع على الجيب من بين يديه ومن خلفه " ، فى حين أن الخليفة الأموى هشام بن عبد الملك بن مروان " لم يلبث ثوبا قط وعاد إليه " حتى إن ملابسـه لا يحملها إلا سبعمئة بعير من أجلد ما يكون من الإبل، وأعظم ما يحمـل عليها من الجمال، وكان مع ذلك يتقللها، ولقد أحصى أحد الفقهاء والمقربين من هشام – فى خزائنه – بعد موته اثنى عشر ألف قميص، وقيـل لم يكن فى ملوك بنى مروان أعطر ولا ألبس من هشـام، وخرج حاجا فحمل ثيـابه سـتمئة جمـل! " ." وقال عطاء الخرا سانى: أمر عمر بن عبـد العزيز غلامه أن يسخن له ماء فانطلق فسـخن قمقما فى مطبخ العـامة، فأمر عمـر أن يأخذ بدرهم حطبـا يضعه فى المطبخ، وقـال عمـرو بن مهاجر: كان عمـر يسـرج عليـه الشمعة ما كان فى حوائج المسلمين، فإذا فرغ من حوائجهم أطفأها ثم أسرج عليه سراجه " ، فى حين قال الخليفة المكتفى باللـه عنـدما أصابه المرض: " واللـه ما آسى إلا على سـبعمئة ألف دينـار صرفتها من مال المسـلمين فى أبنيـة ما احتجت إليهـا وكنت مستغنيـا عنها " ، ولما ختن الخليفة المقتـدر باللـه خمسة من أولاده فغرم على ختانهم ستمئة ألف دينـار! " .
ويذكر لنـا التـاريخ أنه عنـدما مات عبـد اللـه أثناء خلافة أبيـه أبى بكر الصديق رضى اللـه عنـه، خلف سبعة دنانير هى كل ما تركه، فاستكثرها أبـوه!!، وكان أمير المؤمنيـن عمـر بن الخطـاب يلبس الجبـة الصـوف المرقعـة بالأديم. وكان الخليفة الهادى العبـاس يحب الإسـتماع إلى المغنيات والمغنين ويهفـو إلى اللهو وشرب الخمـر، لذا كان إبراهيم الموصلى المطرب الشهير وابنه اسـحق من المقربين إليـه، وقد أعطى الخليفة الهـادى من بيت مال المسلمين إلى إبراهيم الموصلى خمسين ألف دينـار لأنه عنـاه ثلاثة أبيـات من الشعر أطربتـه " . سأل عمـر بن عبـد العزيز امرأته فقـال: يافاطمة عنـدك درهم اشترى به عنبـا؟ فقالت: لا، وقالت: وأنت أمير المؤمنين لا تقدر على درهم تشترى به عنبا؟ فقال: هذا أهون علينـا من معالجة الأغلال غدا فى جهنم " ، وكان يصلى بالناس الجمعة وعليه قميص مرقوع الجيب بين يديه ومن خلفه، وكانت نفقته كل يوم درهمين .بتصرف من كتاب الاستبداد ودوره في انحطاط المسلمين-متاح في مكتبة الحوار المتمدن



#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدرسة النبوية التي أغلقت أبوابها للأبد
- إجلال العقل هو معيار تقدم الأمم
- أم الامبراطور نيرون : ادفعوا سيوفكم في رحمي !
- المعارضة السياسية مخالفة دينية-أو شَعرة معاوية
- المستبدون كظباء مكة صيدهن حرام
- لم أجد عنوانا لهذا المقال
- هل الدين وسيلة للنصب
- سلطوا السيف على الحق ولم يسلطوا الحق على السيف
- قبل الدخول إلى مستنقع الدولة الدينية
- كلمات قبل المضي إلى مستنقع الدولة الدينية
- سأنتخب وثنيا يسجد لصنم
- بين شرعية الجيش وشرعية قريش
- هل القرآن يأمر بضرب النسوان؟
- البخور وبيادق الشطرنج – مجرد كلام فارغ
- كيف يكون التعليم وسيلة للتجهيل
- لا يمكن اعتلاء ظهوركم مالم تنحنوا:مقال سبق نشره لكن يقتضيه ا ...
- الفيلسوف اليوناني أفلاطون يحدد مواصفات رئيس الجمهورية,فانتبه ...
- القابض على الماء تخونه فروج الأصابع
- لماذا يرى المستبد نفسه غير بعيد عن مقام العزة الإلهية
- مصرع القذافي وأمثاله في ضوء التراثين المسيحي والإسلامي


المزيد.....




- الجنة الدولية للصليب الاحمر تتسلم الاسير الاسرائيلي كيث سيغا ...
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الثاني
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الاسرائي ...
- إطلاق نار على قوات إسرائيلية في سوريا وجبهة المقاومة الإسلام ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد بجودة HD على جميع الأقمار الصناع ...
- بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران ...
- 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- 40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
- حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - هكذا يكون الحاكم الحرامي وإلا فلا