جمال برهم
الحوار المتمدن-العدد: 3604 - 2012 / 1 / 11 - 11:40
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
على ضوء المتغيرات العاصفة التي شهدها العقد الأخير من القرن الماضي ,والتي كان من تداعياتها العميقة ظهور توازنات دولية جديدة , أثرت بشكل حاسم في العلاقات الدولية والتحالفات القائمة في إطارها , وما مثلته الأوضاع الناشئة من تعقيدات كبيرة أخلت بشكل سافر بموازين القوى , وتحديدا ما بين الشعوب المضطهدة وقوى التحرر والديمقراطية والتقدم من جهة , والمركز الامبريالي وتحالفاته الطبقية في دول المحيط من جهة أخرى .
الأمر الذي يضغط باستمرار على القوى الأولى العمل باتجاه البحث عن احتياطات جديدة بهدف إعادة تشكيل التوازنات والتحالفات لإحداث التراكمات التي تدفع برامج هذه القوى خطوات إلى الأمام , مع الأخذ بعين الاعتبار التحولات المستمرة التي تحدث على صعيد القوى الدولية , والتي تؤشر على بروز قوى وتكتلات دولية جديدة آخذة بالتشكل , سيكون لها تأثيرات حاسمة في العديد من القضايا والصراعات الدولية .
وانطلاقا من هذه الرؤيا فقد بادرت الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان منذ عام 2004 اعتماد مقاربة خلاقة تستهدف تحشيد الدعم الدولي الشعبي للتضامن مع الشعب الفلسطيني , من خلال تبني إستراتيجية مقاطعة " إسرائيل " وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها كأساس استراتيجي للتضامن الدولي، وحركات التضامن في الجنوب مهمة لدعم هذا التوجه على مستوى العالم خصوصا الاتحادات العمالية والمهنية والأحزاب السياسية والحركات الطلابية والحركات الاجتماعية ولجان التضامن والمؤسسات الحقوقية, بما يقود إلى انجاز اختراقات مثمرة في العديد من الساحات الدولية , وتحديدا في ما يسمى بدول الجنوب ( BRICS ) , والتي تمثل حوالي 80% من تعداد سكان العالم , وتكثف جهد الحملة في ثلاث دول( الهند , جنوب أفريقيا والبرازيل ) بسبب من تفاعل جملة من العوامل الجيوسياسية والاقتصادية والديمغرافية , مكنت هذه الدول الثلاث من أن يكون لها دورا فاعلا ومؤثرا في القضايا الدولية وتوازناتها المختلفة , فالدول الثلاث تصنف ضمن القوى الاقتصادية الصاعدة , ومؤشرات التنمية فيها تشهد ارتفاعات مضطردة , فعلى سبيل المثال فقد بلغ معدل النمو الاقتصادي في الهند في السنوات الأخيرة ما بين 5و7 – 7 %, ومجموع عدد السكان في الدول الثلاث يقدر ب 1,5 مليار نسمة بما يمثل 21 % من عدد سكان العالم ,فعلى الرغم من الوجود والثقل التاريخي للحركات الاجتماعية والأحزاب المناصرة للقضية الفلسطينية في هذه الدول والتي ساهمت في خلق تعاطف ورصيد شعبي واسع في دولها معها , إلا أن تراجع دور م.ت.ف وضعف التركيز الفلسطيني مع المكونات الشعبية في هذه الدول وغيرها بعد اتفاقات أوسلو قد أفسح المجال أمام " إسرائيل " والتي التقطت اللحظة المناسبة بالهجوم الدبلوماسي ونجحت في إحداث اختراقات ملموسة في تسعينات القرن الماضي على صعيد العلاقات السياسية والاقتصادية مع هذه الدول وتحديدا في مجال التبادل التجاري في قطاعات إنتاجية مهمة مثل الأسلحة والصناعات الأمنية والتكنولوجية والزراعية والسياحية.
وسوف نعمد في هذه العجالة تسليط الضوء على تفاعلات الحملة الشعبية لمقاومة جدار الفصل العنصري والاستيطان في الدول الثلاث من خلال علاقاتها الناشطة مع المكونات الشعبية وتعبيراتها السياسية والاجتماعية ,للوقوف على ما تم انجازه من تركيمات , ستكون بمثابة منصة انطلاق نحو المزيد من الاختراقات الواسعة على طريق بناء حركة تضامن دولي فاعلة ونشطة تتركز مهامها في مواجهة الأبرتهايد الإسرائيلي عبر عزل " اسرائيل " ونزع الشرعية عنها كمدخل لهزيمة مشروعها الاستعماري الاستيطاني العنصري .
أولا: الهند:
علاقات " إسرائيل " مع الهند تجذرت في مجالات عديدة أهمها :-
تجارة الأسلحة:
تعتبر الهند اليوم السوق الأولى للسلاح الإسرائيلي على مستوى العالم , وهناك علاقات ناشطة على مستوى إنتاج الأسلحة وتسويقها منها طائرات بدون طيار والتكنولوجيا العسكرية وتجهيز وتحديث الطائرات وإنتاج صواريخ وأنظمة تحكم. لقد حاولت الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان من خلال أصدقاءها في الحزب الماركسي والحزب الشيوعي الهندي تعطيل اتفاقيات تجارة الأسلحة , والعمل على بناء اتجاه معارض داخل الهند للتعاون العسكري مع " إسرائيل "، وهو ما دفع السلطات الهندية التحقيق مع مسئولين هنود كبار تلقوا رشاوي من أجل إتمام صفقات عسكرية إسرائيلية, وقد خلقت توترات داخل البرلمان وكادت محاولات الحملة الشعبية تنجح لولا توجه لجنة من البرلمان الهندي إلى السفير الفلسطيني السابق وعدم دعم الأخير لهذه المبادرة .
قطاع السياحة:
لإسرائيل استثمارات كبيرة في مجال السياحة في الهند , إذ تشتري مساحات شاسعة من الشطوط والمنتجعات لتحويلها إلى منتجعات سياحية تعمل لصالح إسرائيل، هناك مناطق سياحية فقط للإسرائيليين يمنع احد آخر من دخولها، معظم الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي يذهبون إلى الهند للاستجمام بعد إنهاء خدمتهم العسكرية.
قطاع الزراعة:
تعتبر الهند من الأسواق الهامة للتكنولوجيا الزراعية الإسرائيلية وسوق مهم للأسمدة والأدوية الزراعية ,بالتعاون مع اللجنة الوطنية للمقاطعة تم إيفاد منسقة العلاقات الدولية في الحملة الشعبية إلى الهند لمدة ثلاثة أشهر4،5،6/2010 للتحضير لمؤتمر دولي خاص بجنوب وشرق آسيا تحت عنوان "من أجل سلام عادل لفلسطين" حيث استطاعت خلال هذه الزيارة تشكيل لجنة تحضيرية ومتابعة من الحزبين الشيوعي والماركسي وتشكيل مجموعة من اللجان الفرعية للتحضير للمؤتمر.
عقد المؤتمر في الفترة 22-24/نوفمبر 2010 , حضره من فلسطين: د.مصطفى البرغوثي، جمال جمعة منسق الحملة الشعبية ، جمال زحالقة، د.ليزا تراكي ومجموعة من الشخصيات الدولية الهامة مثل ريتشارد فولك وأيلان بابيه ووالدن بيلو وشخصيات هامة من اندونيسيا والفلبين وبنغلادش والباكستان بالإضافة إلى قيادات أحزاب وحركات عمالية ونسائية ورؤساء جامعات مهمة في الهند.
أهم النتائج والتوصيات للمؤتمر:
اجتمعت اللجنة المنظمة مع الوفود من آسيا وبحضور جمال جمعة وليزا تراكي وايلان بابيه في الرابع والعشرين لتلخيص نتائج المؤتمر وتحديد القضايا التي يجب العمل عليها وكانت كما يلي:
1- عمل صفحة الكترونية خاصة بجنوب آسيا متخصصة بنشر كل ما له علاقة بعلاقات إسرائيل في المنطقة.
2- تشكيل لجنة بحث لمتابعة الأبحاث الخاصة بهذه العلاقات.
3- عمل بحث معمق حول علاقات الهند وإسرائيل بخصوص تجارة الأسلحة.
4- إطلاق حملة المقاطعة الأكاديمية في الجامعات الهندية .
5- إطلاق حملة الفلوتيلا , بحيث يجوب قارب الموانئ الهندية ويعقد اجتماعات جماهيرية في المدن التي سيمر فيها كحملة توعية لما يجري في فلسطين ودعما لجهود فك الحصار عن غزة .
6- تشكيل لجنة من الاتحادات العمالية لدعم عمال الموانئ في رفضهم لتحميل وتنزيل البضائع الإسرائيلية .
7- عمل بحث موسع عن اتفاقية التجارة الحرة مع الهند ودول المنطقة .
8- تشكيل لجنة من أساتذة الجامعات الهندية للمقاطعة الأكاديمية .
تم تشكيل لجنة متابعة من الدول والحركات المشاركة لمتابعة التوصيات, والخطوة الأبرز كانت المقاطعة الأكاديمية .
بعد المؤتمر تم ترتيب جولة على الجامعات في نيودلهي قام بها جمال جمعة وايلان بابيه وجمال زحالقة , حيث تم التفاعل والحوار مع جماهير من الطلبة والعاملين والمدرسين في هذه الجامعات , وكانت جولة ناجحة من حيث مستوى التفاعل والنتائج، إذ ساهمت هذه الجولة بخلق وإعادة إحياء أجواء التضامن مع القضية , وكان لها إسهام كبير في دعم وإطلاق حركة المقاطعة الأكاديمية .
لم يكن هذا المؤتمر هو الأول أو بداية علاقاتنا مع الهند إنما سبقه مؤتمر كبير عام 2007 تحت عنوان " دعم نضال شعوب غرب آسيا ", وتم ترتيب جولة لمنسق الحملة الشعبية جمال جمعة في خمس ولايات هندية بعد المؤتمر استمرت ثلاث أيام كانت بجدول أعمال مكثف , و كان استقبال الهنود ومشاركتهم فوق التوقعات , مما يؤشر إلى حجم التضامن والتعاطف مع قضيتنا والإمكانيات الهائلة للعمل.
ثانيا: جنوب إفريقيا:
تعود علاقات الحملة مع جنوب أفريقيا إلى العام 2002 وقبل انطلاق الحملة الشعبية عندما كانت شبكة المنظمات البيئية تعمل على قضايا الاستيطان , حافظت الحملة الشعبية على تواصلها حول كل القضايا التي تحتاج إلى دعم من جنوب أفريقيا خصوصا المقاطعة العمالية والدور الذي كان يلعبه دائما كوساتو (اتحاد العمال في جنوب أفريقيا ) في دعم القضية الفلسطينية ووقوفه في وجه الهستدروت في المؤتمرات الهامة والتي للأسف كان يصطدم في معظمها مع الموقف الهابط من قبل الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين .
لقد قامت منسقة العلاقات الدولية للحملة الشعبية بإعداد بحث موسع حول علاقات إسرائيل مع جنوب إفريقيا , وقدمت تقريرا من 65 صفحة تناول حجم العلاقة ومدى تورط جنوب إفريقيا في العلاقة مع إسرائيل ، تمت متابعة التقرير مع لجنة التضامن في جنوب أفريقيا ومع كوساتو وشخصيات هامة في جنوب أفريقيا لإطلاق حملة ضد هذه العلاقات.
الزيارة الأخيرة لجنوب أفريقيا كانت من 4-7 نوفمبر 2011 وذلك لحضور مؤتمر محكمة راسيل تربيونال عن فلسطين , هذه هي المحكمة الثالثة التي يتم عقدها بخصوص القضية الفلسطينية للسنة الثالثة على التوالي ، بدأت المحكمة في برشلونة ثم لندن وفي 2011 في كيب تاون في جنوب أفريقيا ، بدأت المحكمة الدولية في 1966-1967 لدعم نضال شعب فيتنام والثانية في 1974-1976 لدعم شعوب أمريكا اللاتينية ومن ثم فلسطين 2009.
يحضر هذه المحاكمات عادة أعلام في القانون الدولي وقضاة دوليين يستمعون لشهادات الضحايا وأطراف الصراع ويصدروا أحكاما من شانها دعم الشعب المضطهد والمظلوم لكي تعزز التضامن معه, ركزت المحكمة هذه المرة عملها في الإجابة على سؤال - هل ما تقوم به إسرائيل من ممارسات وانتهاكات هو أبرتهايد , بالإضافة إلى الاحتلال .
بيان المحكمة كان قويا وواضحا بان ما تقوم به إسرائيل هو أبرتهايد , ووجهت دعوة إلى دول العالم لوقف هذا الأبرتهايد الإسرائيلي استنادا إلى أحكام القانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة.
شارك في المحكمة نخبة من الشخصيات القانونية الدولية هم: :
Stéphane Hessel, Gisèle Halimi, Ronnie Kasrils, Mairead Maguire, Michael Mansfield, Antonio Martin Pallin, Cynthia McKinney, Aminata Traoré, Yasmin Sooka and Alice Walker.
عدا عن المشاركة الفاعلة للحملة الشعبية في المحكمة من خلال منسقها جمال جمعة وتقديم شهادة عملية قوية , تم عمل مجموعة من اللقاءات والاجتماعات الهامة منها
- لقاء مع الأب ديزمند توتو، طلب منه سحب اسمه من مجلس مركز بيرس الدولي، ودعم توجه الحملة الشعبية بالضغط على حكومة جنوب أفريقيا للحد من علاقاتها مع إسرائيل، هو تفاجئ من حجم العلاقة ووعد بالعمل مع الحملة الشعبية على ذلك.
- اللقاء مع الهيئة القيادية لاتحاد العمال كوساتو بما فيهم الأمين العام وقيادات مختلف النقابات , ضم اللقاء ثمانية منهم، ولقاء عمل آخر مع عشرين من أهم نشطاء الاتحاد , وقد عبر ممثلوا كوساتو عن إحباطهم الشديد من العلاقة مع الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين وسياساته وطلبوا رفدهم بمعلومات بشكل دائم حول الأوضاع في فلسطين والتركيز على وضع العمال , تم الاتفاق على عقد مؤتمر عمالي في جنوب أفريقيا وبمشاركة اللجنة الوطنية للمقاطعة pnc في شهر 10/2012 , هذا المؤتمر يحتاج إلى تحضير جدي والبحث عن تمويل لتمكين قيادات عمالية دولية من الحضور والمشاركة.
- القضية المهمة الأخرى التي تم الاتفاق معهم عليها هي العمل ضد الشركة التي تنتج الأسلاك الشائكة وتصدرها إلى إسرائيل ضمن اتفاقيات شراكة مع شركات إسرائيلية .
- سيعقد في شهر أيار من العام 2012 المؤتمر العام لكوساتو , حيث سيتم نقاش وإدراج الحملات وخطط العمل التي سيعملون عليها , ربما يكون من المجدي حضور فلسطيني للمؤتمر لدفع الأجندة الفلسطينية بقوة .
- قام جمال جمعة منسق الحملة الشعبية بالاجتماع مع قيادة الحزب الشيوعي , وهذا الحزب هو ثاني أهم قوة سياسية في جنوب إفريقيا , وتم طرح القضايا التي تسعى الحملة لتحقيقها وحتى يتم العمل المشترك عليها، التجاوب كان كبير جدا ويحتاج إلى تواصل مستمر معهم , كما أن مؤتمرهم العام سيعقد خلال شهر 10 من العام الحالي , فتطوير العلاقة معهم تحتاج إلى متابعة جدية.
- مجموعة المقاطعة: وهي مجموعة شبابية ناشطة للتضامن مع الشعب الفلسطيني ، تعمل مع الحملة الشعبية على موضوعة المقاطعة , ويريدون العمل على قضية شركة الأسلاك الشائكة ( كيب جيت ) Cape Gate , ويتم التواصل معهم من قبل شباب الحملة .
- مجموعة شارع الشهداء: مجموعة ناشطة تعمل على رفع قضيتين , واحدة من أجل وضع علامة تجارية على إنتاج المستوطنات لتظهيرها في المحال التجارية , وأخرى على شركة الأسلاك الشائكة , ينسق معهم مؤسسات يسارية إسرائيلية واللجنة الشعبية لمقاومة الجدار في بلعين .
هناك ثلاث مؤتمرات رئيسية في عام 2012 يجب حضورها , وهي مؤتمر المؤتمر الوطني الجنوب أفريقي ( الحزب الحاكم) ومؤتمر كوساتو ومؤتمر الحزب الشيوعي , هذه القوى الثلاث هي اكبر قوى في جنوب إفريقيا , وهي القوى المؤثرة في القرار السياسي والاقتصادي .
البرازيل وأمريكا اللاتينية:
كما في الهند ركزت إسرائيل وبشكل كبير على أمريكا الجنوبية وخصوصا البرازيل خلال ال15 سنة الماضية ومن أهم انجازاتها على هذا الصعيد:
- اتفاقية التجارة الحرة (ميركوسور)
إحدى أهم اتفاقيات التجارة الحرة التي توقعها " إسرائيل " وهي مع أهم خمس دول في أمريكا اللاتينية وعلى رأسها البرازيل, لقد حاولت الحملة الشعبية تعطيل هذه الاتفاقية مرارا منذ عام 2007 وكادت محاولاتها أن تنجح عام 2009 في البرلمان البرازيلي عبر الحركات المؤثرة في البرازيل , ولكن تم إحباط هذه المحاولة بسبب عدم وجود موقف رسمي فلسطيني يتبنى مقاطعة " إسرائيل " .
- تجارة الأسلحة :
تعتبر البرازيل السوق الثاني للسلاح الإسرائيلي بعد الهند كما أنها بوابة إسرائيل لتسويق أسلحتها لكل أمريكا اللاتينية, هناك شركات مشتركة بين البرازيل والشركات الإسرائيلية للتصنيع العسكري تسوق إنتاجها إلى باقي دول أمريكا اللاتينية والعالم.
- تحضر إسرائيل ذاتها للمنافسة على عقود بمئات الملايين من الدولارات للظفر بعطاء إدارة الأمن للألعاب الاولمبية وكاس العالم في السنوات 2014 و2018
- تجارة القهوة :
" إسرائيل " تسيطر على 1/3 سوق البرازيل من القهوة، إذ اشترت شركة شتراوس الإسرائيلية ثلاث شركات قهوة برازيلية .
- شركة ميكوروت تقوم بإدارة المياه في مدينة ساو باولو وتدير مشاريع مائية أخرى في أمريكا اللاتينية خصوصا الأرجنتين .
- قطاع الزراعة :
كما في الهند, إسرائيل تركز على التكنولوجيا الزراعية وتصدير الخبرات وأنظمة الري والأسمدة والأدوية الزراعية إلى البرازيل والأرجنتين وغيرها من دول أمريكا اللاتينية .
أيضا تم إيفاد منسقة العلاقات الخارجية إلى أمريكا اللاتينية لمدة 4 أشهر بالتعاون مع اللجنة الوطنية للمقاطعة , زارت خلالها البرازيل مرتين وزارت أيضا الأرجنتين وفنزويلا والاروغواي وتشيلي والإكوادور واجتمعت مع الاتحادات العمالية وأحزاب سياسية وحركات اجتماعية ومع وزراء في فنزويلا والإكوادور , وتم تشكيل لجان مناصرة للحملة في الإكوادور والبرازيل والأرجنتين وفنزويلا, كما تم التعاون مع راديو في الأرجنتين سمي راديو انتفاضة يبث برنامج أسبوعي عن فلسطين وتزوده الحملة الشعبية بالأخبار بشكل منتظم.
باكورة العمل هي الدفع باتجاه تنظيم منتدى اجتماعي خاص بفلسطين في أمريكا اللاتينية يؤسس لحركة مقاطعة منظمة وفاعلة تقوم عليها حركات جماهيرية مؤثرة مثل حركة " بدون ارض " والتي يبلغ أعضاؤها 10 مليون عضو, والاتحادات العمالية المؤثرة مثل الكوتش البرازيلي والذي يصل عدد أعضاؤه في البرازيل إلى 22مليون عامل والأحزاب السياسية مثل الحزب الشيوعي وغيره في أمريكا اللاتينية.
تم عقد عدة اجتماعات بهذا الخصوص للجنة الدولية للمنتدى الاجتماعي الدولي في دكار وباريس , حيث تم تبني اللجنة الدولية لفكرة المؤتمر بعد تعهد الحركات البرازيلية لتنظيم المؤتمر , وتم التأكيد عليه في اجتماع اللجنة الدولية للمنتدى في بورتو اليغري في شهر 10/2011.
في نهاية شهر نوفمبر 2011 عقد المؤتمر الأول للتضامن مع الشعب الفلسطيني في ساو باولو بترتيب تحالف واسع من القوى البرازيلية , وهي حركة بلا ارض MST والاتحاد العام للعمال CUT وحزب العمال PT والحزب الشيوعي PCdoP والمسيرة العالمية للنساء (حركة نسائية عالمية كبيرة) WMW والحزب اليساري البرازيلي PSOL وحزب التروتسكيين PSTU وهو قوه فاعلة، واتحاد نقابات العمال التروتسكيين (النضال المشترك) Conlutus وتجمع قوى يسارية تقدمية يدعى CEBRA PAZ.
الشركاء الفلسطينيون كانوا : الحملة الشعبية واتحاد لجان العمل الزراعي واتحاد المرأة وممثلين عن الجالية الفلسطينية في البرازيل.
هذا هو المؤتمر الأول من نوعه الذي ينظم في البرازيل بهذا الزخم من القوى والحركات التي تمثل معظم الطيف الوطني البرازيلي , لذلك هذا المؤتمر وما صدر عنه كان في غاية الأهمية.
أهم نتائج المؤتمر كانت ما يلي:
1- صدور وثيقة مبادئ تعلن التزام هذه القوى بالعمل على :-
- دعم حركة المقاطعة والعمل ضد تجارة الأسلحة مع البرازيل .
- العمل ضد اتفاقية التجارة الحرة مع دول الميركسور وعلى رأسها البرازيل .
- دعم المقاومة الشعبية في فلسطين .
- دعم حركة التضامن مع الأسرى الفلسطينيين
2- التأكيد على عقد المنتدى الدولي الخاص بفلسطين في بورتو اليجري نوفمبر 2012 وتحشيد الدعم اللازم له .
3- تشكيل اللجنة التحضيرية لمتابعة التحضيرات للمنتدى .
بعد المؤتمر عقدت عدة لقاءات على غاية من الأهمية منها :-
1- اجتماع مع رئيس اتحاد العمال "الكوتش" وعدد من رؤساء النقابات خصوصا صناعة السيارات والخدمات العامة, المشاركين من فلسطين ( الحملة الشعبية واتحاد العمل الزراعي والاتحاد العام للمرأة ) .
2- المشاركة في مسيرة ضخمة نظمتها نقابات عمال السيارات .
3- اجتماع مع ممثلي نقابات التصنيع العسكري "أمبرا" للتفاعل حول أفق حملة مقاطعة تجارة الأسلحة مع " إسرائيل " .
4- اجتماع مع قيادة MST
5- اجتماع مع قيادة شباب أل MST
6- اجتماع مع المسيرة العالمية للنساء WMW وتبنوا العمل على موضوعة القهوة.
7- مجموعة لقاءات مع الصحافة والتلفزيونات البرازيلية .
8- مشاركة منسق الحملة الشعبية في المؤتمر العام لتجمع الأحزاب اليسارية وألقى كلمة وطالبهم بتبني المقاطعة , المؤتمر كان بحضور واسع لممثلين عن حركات وأحزاب يسارية دولية .
إن ما تجسده الحملة الشعبية لمقاومة جدار الفصل العنصري والاستيطان من مقاربات خلاقة على صعيد بناء حركة تضامن دولي تلتزم بالأهداف والتوجهات الفلسطينية , ومدى تجاوب المستوى الشعبي الدولي مع هذه الأهداف والتوجهات يؤكد باستمرار مدى حضور القضية الفلسطينية في وجدان هذا المستوى الشعبي , والعامل الذاتي الفلسطيني هو حاسما على هذا الصعيد , فمبادرة وجدية وإبداعية الفلسطينيين وتعبيراتهم الأكثر جذرية ستفتح الآفاق البديلة أمام النضال الوطني الفلسطيني وتدفع به خطوات متقدمة على طريق تحقيق الأهداف الوطنية للشعب الفلسطيني وإلحاق الهزيمة بالمشروع الصهيوني الاستعماري الاحلالي العنصري .
#جمال_برهم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟