|
العراقيون الجدد
جودت هوشيار
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 3604 - 2012 / 1 / 11 - 04:14
المحور:
كتابات ساخرة
مقرب من المالكي يحذر تركيا من اختراق الأجواء العراقية
نشرت و سائل الأعلام العراقية تصريحا لقيادي في الحزب الحاكم فى العراق يحذر فيه تركيا من اختراق الأجواء العراقية ..وقال حسن السنيد ، إنه " في حال اخترقت تركيا الأجواء العراقية فإننا سنلجأ إلى منظمة العمل الإسلامي أو إلى الأمم المتحدة ،.وأشار ، إلى أن "قوتنا الجوية مازالت ضعيفة ورادارتنا لم تغطي كل المساحة، ولكننا وبهذه الإمكانيات البسيطة مقتنعين بأننا متمكنين من حماية أجواءنا. أنتهى تصريح السنيد . و أرجو من القارىء الكريم صرف النظر عن لغته الركيكة ، لأننا ، بصدد تحذير خطير أدخل الرعب فى نفوس القادة الأتراك و جنرالاتهم . و من عادة المالكى الأيعاز الى أفراد حاشيته بالأدلاء بالتصريحات بدلا عنه لجس نبض المقصود بتلك التصريحات .
و لا أدرى كيف يخنار رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى حاشيته من الوزراء و النواب و المستشارين أو ما يطلق عليهم ( المقربون من المالكى ) . و( المقربون ) مصطلح جديد فى الساحة السياسية العراقية و غير العراقية ، لأنه حسب علمى ، لا يوجد مقربون سياسيون من هذا الرئيس أو ذلك فى أى دولة من دول العالم ، و صفة المقرب يطلق عادة على عائلة الرئيس و أقاربه و أصدقائه و ليس على الوزراء و النواب و المستشارين . هل سمعتم فى يوم من الأيام بوجود نائب فى الكونغرس مقرب من الرئيس أوباما ؟ الدولة ليست شركة خاصة أو ناديا للترفيه الأجتماعى أو فرقة مسرحية ، و السياسة لا تبنى على صلة القرابة أو القرب ، الا فى العراق ( الجديد ) . و هذا المصطلح يقصد به أفراد النخبة الحاكمة من العراقيين الجدد و هو من اختراع حاشية المالكى أو بتعبير أدق ، أعضاء جوقته الدعائية الملتفين حوله ، و يبدو لى ، ان الشرط الرئيسى للأنتماء الى هذه الجوقة هو التظاهر بتأييد " الزعيم الأوحد " وكيل المديح له و الأشادة المتواصلة بأنجازاته التى لا يراها الناس العاديون ، بل العباقرة و الأذكياء فقط ، كما فى حكاية أندرسون " ثياب الامبراطور الجديدة "
لقد صدعت " جوقة المالكى " رؤوسنا طوال الأشهر الماضية بجاهزية القوات المسلحة العراقية لأستلام الملف الأمنى من القوات الأميركية و قدرتها على الدفاع عن سيادة العراق فى البر و البحر و الجو . و جاءت تصريحات عضو الجوقة السيد السنيد ، لتؤكد قدرة القوات الجوية العراقية على التصدى لأى عدوان خارجى و لكن ليس عن طريق تغطية ارض العراق بشبكة من الرادارات و لا بمنظومة صواريخ دفاعية و لا بطائرات مقاتلة ، بل بالعزف المتواصل للحن أو قوانة ، العراق القوى و جاهزية القوات العراقية ، و الخطب العصماء و التصريحات الحماسية للزعيم و حاشيته من المقربين من خزينة الدولة و العقود و الصفقات المشبوهة و من الجارة العزيزة ايران و سفيرها المعتمد فى بغداد ، الذى لا يتوقف عن تدريب المقربين على كيفية معالجة قضايا العراق الخطيرة بالتصريحات الساخنة جدا و الأدعية وزيارة قبور الأولياء الصالحين .
منذ عام 2007 و سلاح الجو التركى تقصف المناطق الحدودية العراقية بشكل شبه يومى 2007 أى منذ الولاية الأولى لـلزعيم الأوحد ، مما أدى الى سقوط المئات من الضحايا بين المدنيين الأبرياء من سكان القرى الحدودية و تشريدهم و الحاق أضرار بالغة بالممتلكات . خمس سنوات من القصف و حكومتنا الأسلامية ، صامتة صمت أبو الهول و صمت القبور . و اليوم يخرج علينا السيد السنيد ليقول أن العراق يفتقر الى الرادارات و هى لا تغطى كل مساحة العراق و ليست لدينا منظومة دفاع جوى ولا طائرات مقاتلة أو قوات جوية مدربة . اذن أين ذهبت عشرات المليارات من الدولارات التى خصصت لشراء الأسلحة ؟ . الجواب عند السيد السنيد و القائد العام للقوات المسلحة ... قسم من هذه الأموال دفعت الى و سطاء و سماسرة أسلحة ، لشراء اسلحة فاسدة من مخلفات حلف وارشو و الجيش الأميركى . و رغم كل ذلك ، فأن هذا ( المقرب ) لا يتوانى عن تحذير تركيا من مغبة المساس بسيادة العراق و أنتهاك حرمة مجاله الجوى ، لأن العراق قادر على رد العدوان التركى بحكمة " القائد المؤمن " القائد العام للقوات المسلحة و وزير الدفاع و عبقريته المشهودة فى وضع الخطط العسكرية ، التى اوكل تنفيذها الى خيرة الجنرالات المقربين و جيش المؤمنين الذين تدربوا على القتال فى ميادين تهريب النفط و المتاجرة بالمخدرات . أى أن العراق قادر على هزيمة القوات الجوية لأقوى جيش فى حلف الأطلسى و هو الجيش التركى . و نحن الآن على يقين من أن القيادة العسكرية التركية ستفكر الف مرة ، قبل أن تصدر أمرا الى الطيران الحربى التركى بشن غارة جوية جديدة على " شمالنا الحبيب " . لأن العراق اذا كان يفتقر الى متطلبات الدفاع الجوى ، فأنه قوى بالعراقيين الجدد، أصحاب العمائم البيضاء و السوداء و الحمراء الذين تلمع الخواتم المرصعة بالأحجار الكريمة فى أصابعهم ، وهم يشكلون اليوم نخبة حاكمة تقية و ورعة و منهمكة ليل نهار بالصلوات و التقرب الى الله جل جلاله بقلوب مؤمنة خاشعة و بالأعمال الصالحة التى لم تلوثها السحت الحرام . و لا الصفقات المشبوهة ، و يشهد لهم العالم بالنزاهة و الزهد و نكران الذات ، ما عدا بعض المنظمات الدولية الكافرة التى تفترى على العراق و العراقيين الجدد ، و تزعم أن حكومتنا الأسلامية الرشيدة هى الأكثر فسادا فى العالم و أن عراق المالكى ، أسوأ مكان للعيش فى العالم , و أن زعيمنا الأوحد يتفوق على الزعماء العرب الساقطين ، فى أساليب القمع الوحشية للمعارضين و توزيع الغنائم على المقربين . على تركيا اليوم ان تكون حذرة و تتجنب المساس بسيادة العراق ، لأن العراق ، و ان كان يفتقر الى أبسط مقومات الدفاع عن نفسه و سمائه ، الا أنه قوى بفضل القيادة الحكيمة لجيش المقربين و العراقيين الجدد من دراويش الأسلام السياسى .
#جودت_هوشيار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قضاء المالكى
-
ستالين العراق
-
القلق و ما بعده
-
حول بعض التأويلات الخاطئة لمصطلح ال( كردولوجيا )
-
غزل سياسى أم نفاق علنى
-
الموقف الروسى من الصحوة العربية
-
تولستوى و جائزة نوبل للآداب
-
واحة الأمن و الأمان فى العراق المعذب -2
-
واحة الأمن و الأمان فى العراق المعذب -1
-
عودة الوعى الى المثقفين العراقيين
-
صواريخ المالكى و أقماره الصناعية
-
الأساطير الكوردية في الأدب العالمي
-
أساس الأزدهار الثقافى الكردى
-
روائع التراث الكردى بين رودينكو و وزارة الثقافة الكردستانية
...
-
المالكى ... نفاق لا ينتهى
-
قوة الضعفاء
-
احتفال أمام نصب الحرية ببغداد
-
نحو مفهوم جديد للرسالة الأعلامية
-
من المآثر البطولية لكرد الاكز ( alagiz)
-
سوبرمان العصر الرقمى
المزيد.....
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|