أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أسماء صباح - المرأة العربية: من الحيز الخاص الى العام














المزيد.....


المرأة العربية: من الحيز الخاص الى العام


أسماء صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3604 - 2012 / 1 / 11 - 01:07
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لا يخفى على أحد مشاركة المرأة العربية بشكل كبير في تظاهرات الربيع العربي التي أدت الى سقوط الانظمة، لكن كيف عوملت المرأة بعد نجاح الثورات في الاطاحة بالدكتاتورية؟ ولماذا تم قمعها بقسوة عندما حاولت المطالبة بحقوقها كمواطنة متساوية في الحقوق والواجبات مع الرجل؟
بينما كانت المرأة مرحبا بها ابان التظاهرات وما قبل سقوط الطغاة، وتم تشجيعها للخروج من الحيز الخاص (بيتها) الى الحيز العام(الميادين والشوارع) لتهتف كالرجال بسقوط النظام، في تلكم الايام اخترقت المرأة ما يسمى بالمحظور اجتماعيا من خلال اعتصامها مع الرجل في الشوراع ليل نهار، في تلك الفترة كان الاختلاط مسموحا لماذا؟ ولمذا سمح للمرأة في تلك الظروف بالذات بالخروج من الحيز الخاص الى العام؟
لقد كانت ظروف الثوار العرب في بداية الربيع العربي شديدة السوء، لانهم كانوا يواجهون سلطة معروف عنها شراستها في التعامل مع أي نوع من انواع حرية الرأي، فكيف ان كانت هذه الحرية تدعو الى اسقاط نظام ظالم بأكمله؟ وكان الثوار يتوقعون مجازر مخيفة، ومن باب تكثير السواد سمح للمرأة بالمشاركة والاعتصام مع اقرانها الذكور، هذا بالرغم من عدم موافقة اهالي الفتيات على مشاركتهن في النشاطات السياسية التي لا تلائم الفتيات اولا وثانيا لانها قد تسفر على دخولهن السجن وهذا ما لا يحتمله المجتمع (فتاة معتقلة على خلفية نشاط سياسي).
تم تشجيع المرأة وقبول مشاركتها في الانتفاض لازالة الظلم عن الجميع، وبانتهاء دورها وسقوط الانظمة اراد لها الرجال العودة الى منزلها بعد ان ادت وظيفتها، الا ان النساء ابين ان يعدن خاويات الوفاض، فقد انتفضن من اجل ازالة الظلم عن المجتمع بشكل عام وعن انفسهن بشكل خاص، لقد اردن تحطيم منظومة كاملة بسقوط رأس السلطة.
ولم تفاجأ النساء في رد الفعل العنيف الذي لاقته من بعض الثوار وباقي الانظمة المخلوعة، لانهن كن يعرفن انهن سيدفعن الثمن في حال اردن البقاء في الحيز العام ورفضن الرجوع للحيز الخاص.
وعندما لا تقتل المرأة، كما يقتل الرجل في المظاهرات، بل تضرب وتشتم ويتم التحرش بها واغتصابها وسحلها الى حين ظهور جسدها في مجتمع يعتبر كل شبر من جسد المراة عورة، بذلك فأنها تقتل مرتان ليس كزميلها في النضال والذي يقتل مرة واحدة.
ففي أول تعليق قد نسمعه من اب تعرضت ابنته للسحل او الضرب والتحرش "لو انها ماتت كان احسن" لان موت المرأة الجسدي مختلف عن موتها الاخر "انتهاك شرفها"، فالشرف مرتبط ارتباط وثيق بالحياة او الموت المعنوي للمرأة، فكيف ستواجه امرأة تعرضت لعملية الكشف على عذريتها مجتمع ذكوريا يرى في المرأة فقط "غشاء بكارتها" فهو رمز العفة والطهر والحياة، وخسارته سواء ماديا او معنويا "خسارة الشرف" تعني موت المرأة واهلها، لان المجتمع العربي يربط شرف المرأة بشرف الاخ والاب وكل العائلة.
لقد ارادت "الذكورة المتمثلة برأس هرم السلطة" تلقين المرأة درسا لن تنساه طوال عمرها، درس يتعلق بالشرف وهو الذي "كعود الكبريت" في امثال المجتمع العربي، واذا خسرته المرأة لن تستعيده ابدا، ولن يغفر لها المجتمع خسارته لانها كانت تدافع عن قضية، بل على العكس سيطلب منها ان تجلس في بيتها وستأتيها القضة لعندها، فهناك من الرجال من يستطيع القتال لأجلها.
وهنا يتوجب على المراة ان تدرك حجم مسؤوليتها في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها الدول العربية، من اعادة هيكلة للدستور والقوانين، وتغيير الانظمة، فان لم تقف الان وتطالب بتبني حقوقها في الدساتير القادمة فمتى ستقف؟ وان تم تجاهلها بعد هذا الجهد والنضال الطويل الذي قدمته، في الثورة وقبلها ايام الانظمة المخلوعة، فمتى ستقف لتأخذ حقها؟.



#أسماء_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النساء في جزيرة العرب!! ردا على رد سميون جرجي
- مجتمع ذكوري...امرأة عاجزة
- ضحايا الثورات العربية!!
- ماذا يحدث في كواليس الثورات؟: سؤال شرعي
- ليبيا...كسر المحرمات!!
- النسوية والحرية: الهروب من سجن الى سجن!!!
- ربيع عربي...حقوق غير مؤكدة للمرأة
- 64 عاما على وفاتها -هدى شعراوي- مسيرة نضال لنيل الحقوق
- امرأة
- الانتخابات المصرية: قد تقضي على ثورة النساء!
- حقوق المرأة من حقوق الانسان!!
- المرأة العربية منتهكة -الحقوق- قبل الثورات العربية!!
- هو وهي!!!
- حتى في النروج: المساواة بين الجنسين ناقصة!!
- اليهودي يشكر الله لانه لم يخلقه أنثى!!
- القدس حائط وجدران!!!
- الفرصة الذهبية لتعزيز حقوق المرأة!
- نبع النساء...تكتيك نسوي!
- -مصري كح- ..سيناريو محصلش!!
- السعودية لواشنطن: اضربوا مصر وعاقبوا دمشق!!!


المزيد.....




- وصول امرأة لمشفى العودة اصيبت بنيران آليات الاحتلال قرب مدخل ...
- وكالة التشغيل تحسم الجدل وتوضح الحقيقة: زيادة منحة المرأة ال ...
- هيئة تحرير الشام.. قوة أمر واقع تهدد مكتسبات النساء السياسية ...
- بيدرسون: يجب ان تكون المرأة السورية جزءا من العملية الانتقال ...
- حـدث تردد قنوات الاطفال 2025 واستقـبل أحلى الأغاني والأفلام ...
- معاناة النساء في السجون.. وزير العدل يوجّه بتخفيف الاكتظاظ و ...
- قائد الثورة الاسلامية:على الجميع وخاصة النساء الحذر من اسالي ...
- قائد الثورة: الزهراء (س) هي النموذج الخالد للمرأة المسلمة في ...
- الحقيقة وراء تأثير وسائل منع الحمل على وزن النساء
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل الآلاف من النساء والفتيات بمناس ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أسماء صباح - المرأة العربية: من الحيز الخاص الى العام