عبد العاطي جميل
الحوار المتمدن-العدد: 3602 - 2012 / 1 / 9 - 23:27
المحور:
الادب والفن
... بعفويتها رمت قربة أبجدية ، فأفاضت كأسها ..
كأنها ـ ويحها ـ تهد نخلها ، وهذي السماء قد عطلت بوحها ..
ليتها آوت إلى جذع صمت و نصبت خيمتها ربما الريح جاوزت خطوها ..
ليتها ما فاهت ، فأراحت نخلها الشتيت ، وما أسالت دمعها ..
فكل الواحات أصاخت لنوحها ، فروت خطوها ، وأهدت ماءها لعرين الخوف و أغوت رملها ..
كيف للشدو يحلو ، وقد أراقت دماء غنجها على يرقات عليها لا ينطلي الدلال الذي طرز شدوها ..
يشهد الليل أن الغواية مستها بعدما لامست جرح الأبجدية ..
والليل يشهد أن الحروف انحرفت كي تقيم عرسها ، بعيدا عن عيون الصدإ الذي أرخ وهجها ، فألهمها وجهها ..
على شرفة غرفتي تركت أريجها المعافى قرب أريكتي الحبلى بمسوداتي وبعض الدواوين :
مالايلزم نجيب سرور
أغاني الشابي ..
قصيدة بسيسو
عائشة البياتي ..
خمارة المجاطي
شمعدان بلبداوي ..
أقاويل جديدة لدنقل
و
مومياء عفيفي ...
فما أبهاني في حديقة شعر معطرة بأريج جفائها .. كيف لا أدمن الحبر وقد وشمت ذاكرة وجدي بالعصيان حين حملت حقيبتها ؟ .. لم تغلق باب الوجد خلفها .. فهي تعرف أني رغيفها ربما إليه تعود كلما الحنين إليه شدها ..
ويحها .. كيف القلب يعوي في غابها .. كأنها وحدها رسمت أفق وطن لا يضاهى على سرير أنسها ..
كيف تقول : انس ..
فترفع صوتها في وجه موج أجج خطوها .. في عينيها أقرأ خطاب العودة إلي ، فكيف عني تغمض عينيها ، وترشق بالغيب وعيدها وترجئ لذيذ وعدها ؟ ...
يناير 2012
#عبد_العاطي_جميل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟