أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضيا اسكندر - ليلة رأس السنة














المزيد.....

ليلة رأس السنة


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 1066 - 2005 / 1 / 2 - 06:05
المحور: الادب والفن
    


لم يترك فكرة واحدة من مخزونه المدجج بالحجج والذرائع والمبررات إلاّ واتّبعها, حتى تمكن من إقناع أفراد أسرته بأن عشاء ليلة رأس السنة يجب أن يكون ككل يوم! باستثناء مادة بذر ميال الشمس, فقد أصرّت زوجته على ضرورة وجوده على المائدة ولو اضطر لشرائه بالدين, بالإضافة طبعاً إلى قنينة كازوز من الحجم العائلي... إذ من غير المعقول أن يقضوا السهرة وهم يتفرجون على بعض..
عند بداية السهرة على شاشة التلفزيون, نوّهت المذيعة بأنه سوف يتم الاتصال برقم هاتف لا على التعيين, يتم اختياره بواسطة دوران دواليب الحظ.. وينال صاحب الرقم السعيد جائزة محترمة.. وذلك بعد منتصف الليل مباشرة.
برم الزوج رأسه بحسرة مؤكداً لزوجته بأن رقم الهاتف الذي سيتم اختياره سيكون لأحد أقارب المذيع أو مدير التلفزيون أو.. وبالتالي لا داعي أبداً لانتظار رنين هاتفهم!
احتجت ابنته الكبرى على تشاؤم والدها وقالت له: يا بابا لماذا أنت هكذا دوماً؟ حتى في هذا اليوم تريدنا أن نكون محبطين! دولاب اليانصيب حظ, وقد يبتسم لنا هذه الليلة إنشاء الله.. من يدري!
برم رأسه من جديد يمنةً ويسرةً متأففاً, إلاّ أن موسيقى فصفصة البذر المنبعثة من الأفواه السبعة المحيطة به, جعلته يشعر بنشوة لم يذق حلاوتها منذ زمن طويل. أحس بنوعٍ من السلام الداخلي يجتاح كيانه, وأراد التعبير عن ذلك بأن سمح لابنه المصاب بـ " سلس البول " أن يشرب هذه الليلة ما يشاء من السوائل؛ كازوز, شاي, ماء... احتفالاً بقدوم العام الجديد. وهنا سددت زوجته إليه نظرة زاخرة باللوم, هامسةً من بين أسنانها: ( طبعاً خدّامتكم جاهزة.. أكيد لن تتعب بغسيل الشرشف واللباس! ) فأشار لها بيده أن تخرس على طول...
عند منتصف الليل, وبعد أن أغفى أكثر أبنائه ما عدا زوجته وابنته الكبرى, حدّق بالرقم الذي سجّلته دواليب الحظ! لم يصدق عينيه ( أمعقولٌ ما أراه! ) هزّ كتف زوجته النصف نائمة, فانتفضت مجفلةً وفركت عينيها..! ابنته بدأت تقفز من شدة فرحها وطلبت من والدها أن تردّ هي على الهاتف.. لكنه لم يسمح لها!
- ألو... مسا الخير!
- ( متلعثماً وقد تسارعت نبضات قلبه ) يا مسا النور يا أهلاً وسهلاً..
- كل سنة وأنت سالم!
- ( بارتباك شديد ) وووأنت بألف خير..
- الحقيقة حظك هذا العام يبدو جيداً, وكما تعلم فقد اتصلنا بك دون أن نعرف مع من نتحدث. هل تتكرّم وتعرّفنا عن نفسك؟
- ( بلع ريقه بصعوبة ) يا سيدي! حظي جيد أنني سمعت صوتكم..!
- شكراً يا أخ! لم تقل لي.. الاسم الكريم؟
- ......!
- ألو.. هل تسمعني؟
- ( محمحماً ) أي نعم..!
- ألا تريد تعريف السادة المشاهدين على اسمك؟
- ......!
- طيب, أنت حر! ماذا تريد أن تقول بهذه المناسبة؟
- ( متردداً ) شـ.. شكراً لكم سيدي!
- أقصد ما هي أمنيتك للعام الجديد؟
- ......!
- ألو.. ألو.. هل أنت معي؟
- ... أي نعم..!
- لم تقل لي ما هي أمنياتك للعام الجديد؟
- ......!
- أليس لك رغبات, طلبات, طموحات...؟
- ط ط.. طبعاً.. طبعاً..!
- ما هي؟ أنت على الهواء مباشرة يا أخ! والملايين تسمعك..
- ( بصوت خفيض بعد أن استعاد جزءاً من هدوئه: هون المشكلة )... أستاذ! هل أستطيع البوح بأمنياتي على الهواء مباشرة؟
- طبعاً يا أخ تفضّل!
- أياً كانت هذه الأمنيات؟
- طبعاً..
- ولا خوف من ذكرها على الملأ أبداً؟
- أكيد..
- بصراحة أنا خائف يا أستاذ! فهذه أول مرة في حياتي أتحدّث مع مذيع بالتلفزيون بشكل مباشر!
- لا تخف يا أخ! أنت مواطن ومن حقك التعبير عن مشاعرك وأمنياتك بمنتهى الشفافية.. سواء على الصعيد الشخصي أو على المستوى العام.. امتلاك سيارة مثلاً, تحرير الأراضي المحتلة... أي شيء أي شيء..
- لكن أمنياتي لا تقترب مما ذكرت يا أستاذ!
- قل لا تخف! ما هي إذن؟
- ........!
- الوقت يداهمنا يا أخ! ألو.... ألو..!
- اعذرني أستاذ! لا أجرؤ على البوح.. هل تضمن لي البقاء في بيتي حتى الصباح إذا أفصحْتُ عن أمنياتي؟
- وهل أمنياتك خطرة إلى هذا الحدّ؟
- لا... لكن..!
- تفضل.. هيا.. سيدركنا الوقت, نحن ما زلنا معك على الخط..
- .............!
- ألو..... ألو.... ألو!
- ....................................!!!



اللاذقية



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !...سيناريو
- شكراً سيادة الرئيس
- تحرّي وانتقام
- - ... وإلاّ ! -
- مداخلة
- أمسية ...
- الموافقة الأمنية
- تحت التصرّف
- إعلانات
- شرشحة مدير عام
- دعوة للجنون
- !سبحان مغيّر الأحوال
- وصايا ...
- صدّق أو لا تصدّق
- حدث في جزر الواه الواه ...
- دردشة بين مسؤولَين
- معارض مع وقف التنفيذ
- بصراحة مع وزير التحالف الوطني
- مقال
- -غينيس - والصبر العربي


المزيد.....




- بعد منعه من دور العرض في السينما .. ما هي حقيقة نزول فيلم اس ...
- هل تخاف السلطة من المسرح؟ كينيا على وقع احتجاجات طلابية
- تتويج أحمد حلمي بجائزة الإنجاز في مهرجان هوليود للفيلم العرب ...
- فيلم -إسكندر- لم يعوض غياب سلمان خان السينمائي
- خسر ابنه مجد مرتين.. مشهد تمثيلي يكشف -ألم- فنان سوري
- -مقبولين، ضيوف تومليلين- فيلم وثائقي يحتفي بذاكرة التعايش في ...
- السينما العربية تحجز مكانا بارزا في مهرجان كان السينمائي الـ ...
- أسبوع السينما الفلسطينية.. الذاكرة في حرب الإبادة
- سينما: فرانتز فانون...الطبيب الذي عالج جراح الجزائر وناضل من ...
- -وئام وسلام-.. تحفة فنية فريدة في مطار البحرين الدولي (صور) ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضيا اسكندر - ليلة رأس السنة