عمر جاسم محمد العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 3599 - 2012 / 1 / 6 - 22:19
المحور:
الادب والفن
شمس وخمر
تضيء السماء نوراً غير مألوف ، تهتز الارض ، فترتجف رؤوسهم دون اقدامهم ، يتراكضون، كأنهم في يوم الحشر ، تتحول الحيوانات ذات الاربع ارجل الى ذات قوام رشيق ،والزواحف الى طيور ذات رؤوس مستدقة ،وعيون اهليلجية تشع بضوء مائل الى اللون البني ، والاشجار الى ابخرة تتصاعد الى السماء فتختلط بالنور المنبعث من السماء،فيتحول الى لون آخر جديد لم يألفوه قط ، والماء الى خمرٍ لكنه شديد السواد ، وفجأة تمطر السماء اشكالاً غريبة:وجوه ذات عين واحدة ، واجساد بساق واحدة ،وقراطيس واغلال ودماء.
يقف عبدالرحيم عند باحة كبيرة ،الهلع باديا عليه مما رأى ،فهو لم يعهد هذا المشهد من قبل،ظن في نفسه ان الساعة قد قامت ،الا انه راجع نفسه ،فاذا به يتأكد بان قيام الساعة لن يكون بهذا الشكل،ففكر هل هي حرب النجوم الخيالية...؟هل هي صراع بين آلهة النور والظلمة؟!لكنه عاد وطرد تلك الاوهام من رأسه ، فما سمعه وقرأه عن تلك الاساطير انها خرافية ليس لها من الحقيقة ظل.
وفجأة ظهرت حوله هالة من نور خطفت بصره ، وختم الصوت على سمعه ، فشعر وكأنه يرتفع الى اعلى السماء ، يتسوره طوق من الهلع مرصع بشيء من الارتياح ، اذ انه احس ان تفسير مارآه في هذه الهالة،وادرك ان ماحل به لن يفسد من الود شيئاً من قضيته،فعقله مشغول بايجاد تفسيرٍ منطقيٍ لما حدث،فعاد الى جعبته التاريخية واستذكر دانتي وصعوده الى السماوات العليا ،وهول ما رآه من جحيم لارباب الكنيسة ،وادرك انه سيرى ماقد ظن دانتي انه رآه في كوميدياه.
غط عبدالرحيم في غيبة عميقة ،فهول مارآه قد آلمه وانهك قواه ، واستذكر الاحداث الكثيرة الزوايا ، الغير متوازية الاضلاع،المتباعدة الاطراف ،المنعدمة الجاذبية ،المجتمعة المكان،فحدود تلك الاحداث متقاطعة المسار ،يربط فيما بينها شعاع مشتت الاتجاه ، الا انه يبدو موحد المسار ، ويقف على رأس كل محطة منه مخلوق لايعلم اوله من اخره.
استفاق عبد الرحيم من غيبته ،فاذا به يجد نفسه امام التلفاز ، اذ انه كان يشاهد جلسة للبرلمان؟؟!!.
#عمر_جاسم_محمد_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟