أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - نحو جيشٍ عراقيٍ محترف















المزيد.....


نحو جيشٍ عراقيٍ محترف


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 3599 - 2012 / 1 / 6 - 19:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعتبر المؤسسة العسكرية ببساطة من اكبر المؤسسات الاستهلاكية المستنفذة للعملة الوطنية وسيولتها النقدية سواء أكانت بضاعية المنشى أم ريعيه الناتج .وتحصل تلك المؤسسة على حصة الأسد من الميزانية السنوية بشكل رواتب ضخمة لإفرادها أم بشكل احتياجات مادية على شكل أسلحة وذخائر تبقى لزمن لتصبح بعد حين خردة لا تباع وتشترى في سوق التداول .
واستحوذت الجيوش منذ ظهور الدولة الحديثة على اهتمام السلطة فكانت الدولة الأولى عسكرية المنشأ يرتدي فيها الحاكم بدلة العسكر حتى في اماكن w.c وأماكن المتعة مع الغانيات . وأصبح فيها الجيش قلب الدولة النابض لاتساع رقعة الاكتشافات الجغرافية وظهور الصناعة الحديثة ومناجم الثروة المعدنية أولا والنفطية ثانيا فيما وراء البحار فكان الغزو هو الحل الأمثل للسيطرة على تلك الثروات الهائلة فكانت الحروب الاستعمارية والغزو المباشر وعبور الحدود بدون سابق إنذار بعصر وحشي دموي لم ترى عيون البشرية له مثيلا في كل عصورها السابقة .
وكان الرواد الأوائل للإستراتيجية العسكرية وفكرها الحربي بعد انتهاء شكل الجيش القديم ككتلة بشرية تلتحم بأخرى لتتصارع حد الفناء .
فظهر المنظرون الأوائل لبناء جيوش محترفة قادرة بالرد بسرعة على أي تهديد مفاجئ . فظهر "الفريد ماهان " داعية القوة البحرية الحديثة والمؤثر الأول في السياسة الأميركية واستطاع بالنفوذ القوي لصديقة تيودور روزفلت(رئيس الولايات المتحدة بعد ذلك ) وهنري لودج إن يلعب دورا في حث الولايات المتحدة إن تلعب دورا هاما وان تقرر مصيرها في ما وراء البحار في مطلع القرن العشرين وظهر كتابة التاريخي "نفوذ القوة البحرية في التاريخ مابين 1660-1763".وأصبح بعد ذلك محاضرا في الكلية البحرية "نيوبورت " ليدرس علم التكتيك والتاريخ الحربي للطلاب "..
وظهر الجنرال "جوليو دوجي " كواحد من أشهر المنظرين حول استخدام الطائرة في تغيير مجرى الحرب مع نجاح "الأخوان رايت" بأول تحليق جوي في التاريخ بالطائرة "فلاير "عام 1908 ونشر كتابة "السيطرة الجوية " شارحا فيه نظريته الجديدة حول استخدام الطائرة في ضرب أهداف العدو الإستراتيجية الصناعية والعسكرية والمدنية باعتبار تلك الوسيلة بأنها الوحيدة لحسم الحرب وتغيير الرأي العام للعدو ووصوله إلى مرحلة اليأس "... فكان سلاح القوة الجوية الحديث بمطاراته ومقاتلاته المطاردة .المعترضة .المهاجمة وقاذفات القنابل .وتسابقت الدول فيما بينها بتطوير الطائرة من المروحية حتى النفاثة وظهرت الإشكال الأولى للطائرات " فوكر" الألمانية والقاذفة "غوتا "وهاندلي باغ "البريطانية "واليا موريتش"الروسية والزيرو اليابانية والبي 18 الأميركية حتى الوصول إلى الطائرات الحديثة الفائقة السرعة التي تتعدى سرعة مقاتلاتها الحديثة سرعة الصواريخ وقذائف الدبابات ووصل بعضها إلى "ال5 ماك" .
واستطاع سلاح الطيران الحديث من حسم معارك في ساعاتها الأولى وقتل جيوشها هائلة العدد في أماكنها كما حصل في حرب 1967 حين دمر سلاح الطيران الإسرائيلي البنى التحتية المصرية .المقاتلات .المطارات وقطع الإمدادات الحيوية عن الجيش المتخندق في سيناء واستطاع من شل القدرة المصرية بضربة واحدة .
وعادت أميركا بتلك النظرية من جديد لحسم "عاصفة الصحراء " يوم قطعت أوصال الجيش العراقي في صحراء الكويت ودمرت كل أركان الدولة العراقية ومؤسساتها الحيوية بغضون أسبوع واحد وأعادت العراق إلى العصر الحجري كما صرح "جيمس بيكر "أثناء لقائه طارق عزيز في الأمم المتحدة .
وفي مجال الحرب البرية أستطاع القادة الألمان بعد ظهور الدبابة الأولى "مارك 1" من التقدم أشواطا هائلة بتطوير هذا السلاح المرعب واستخدامه بالتعاون مع القوة الجوية فكانت "الفليتس كريك" أو الحرب الخاطفة أو حرب البرق باشتراك الطائرة "شتوكا" مع الدبابة "بانثر" في خرق تحصينات العدو وتطويقه بحرب خاطفة تؤدي إلى التهام العدو وهضمه قبل إن يبتلع أنفاسه .وظهرت إلى الوجود الفيالق والجيوش المدرعة بقادة بقيت أسمائهم ما بقيت الحياة " الجنرال غودريان "الألماني "باتون الأميركي" وجوكوف بطل الاتحاد السوفيتي .
ووصلت الحرب إلى ذروتها باختراع الصواريخ العابرة التي ابتدأت بالصاروخ الألماني v1 حتى وصلت إلى "التوماهوك" الأميركي العابر والصواريخ الذكية التي تكفي نقرة إصبع لأحد الجالسين في "البنتاغون" لكي تدمر أهداف لها في أقصى المعمورة .وتطور السلاح ألاستخباري كثيرا متوازيا مع التقدم التكنولوجي الهائل في رصد العدو وتصويره وفك رموز شفراته وأوصلت التكنولوجيا الهائلة متمثلة بأقمار التجسس إلى معرفة تحركات الإفراد ورصدهم وبالتالي تصفيتهم واحدا واحدا وهذا كان إلى عهد قريب من الأحلام الوردية التي تراود المخيلة العسكرية لقادة الأركان وزعماء الحرب .
ومع هذا التقدم العلمي والأكاديمي الهائل تقلصت الجيوش كثيرا وأصبحت محترفة بوحدات آلية متخصصة للقتال وتلاشت نظرية "الجيش العظيم" النابليونية مع الرياح وبهذا تدنت ميزانيات الصرف على تلك الجيوش كثيرا و كثيرا بعد إن كانت الجيوش تستهلك مايقارب ال80 من موازنة تلك الدول .
لكن جيوش الشرق وقادتها على ما يبدوا تغط في سبات عميق وكأنها لم تسمع وترى وتشاهد ما يحصل في العالم القريب منها والبعيد حين تركز على العامل البشري الهائل بنظرية الحشد وتكديس الإفراد في هذه الجيوش التي أصبحت عبئا ثقيلا على ميزانيتها المالية بدون إن تتعلم شيئا من التاريخ مما يؤخذ بالإدراك بان هذه الدول بسلطاتها العشائرية الدينية العتيقة لازالت تعيش طفولة التاريخ البشري ولا يمكن إن تصل جيوشها إلى ماوصلت إلية جيوش العالم إلا بعد إن ترتقي علميا وتكنولوجيا وتصبح قادرة على إنتاج البضاعة من الإبرة البسيطة إلى الكومبيوتر الهائل القادر على أداء مليون عملية حسابية في الثانية الواحدة وهذا لا يمكن إلا بوجود صناعة متقدمة مترافق مع طبقة عمالية ذكية متخصصة قارئة وعارفة لسر التاريخ وشفرته تستطيع من إثبات نفسها في حيز الوجود فكريا . اجتماعيا وسياسيا وعندها يصبح الجيش العراقي من إن يكون ندا وخصما لا تخيفه أبدا طائرات المارينز ودبابات أبرامز الحديدية .
جاسم محمد كاظم



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وا أسفاه .لم تصبح ميسوبوتاميا الولاية الثانية والخمسين
- بعد تفجيرات الخميس : سلطة بدائية وبغداد ليست ستوكهولم
- رحلة في سجون العراق العظيم ح2 والأخيرة
- رحلة في سجون العراق العظيم ح1
- وصية أبي الأخيرة : -لا تدافعوا عن العراق أبدا -
- الربيع العربي فوز إسلامي ساحق = وعي طبقي هابط جدا
- بكاء الكويتي في عاشوراء :هل هو اغتراب نقد أم اغتراب مكان ؟
- هل أختلف لينين عن ماركس في الطريق إلى الاشتراكية ؟
- كيف نتفهم فلسفة الانقلاب العسكري ؟
- وأخيرا سنقول للمرحوم العراق - الفاتحة-
- الربيع العربي خطوة للأمام . كيلو متر للخلف
- القذافي -البارانويا - .الشجاعة والنبوءة
- الفهم المأساوي للماركسية
- ماذا ينقص تنظيمنا الشيوعي ؟
- للشاتمين لأخلاقنا الشيوعية
- من أجل تنظيمٍ مُحارِب . فلنضيف للماركسية علم الأركان الحربية
- الحاجة الى التناقض الخارجي للثورة
- هل تستحق الشعوب الذليلة تضحيات الماركسيين ؟
- برافو -عدنان حمد- فالعراقي دائما يبدع خارج وطنه
- هل حاول المؤلف جعل -أبو طبر- ماركسياً ؟


المزيد.....




- لا تقللوا من شأنهم أبدا.. ماذا نعلم عن جنود كوريا الشمالية ف ...
- أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك مجددًا.. ما القصة؟
- روسيا تعتقل شخصا بقضية اغتيال جنرالها المسؤول عن الحماية الإ ...
- تحديد مواقعها وعدد الضحايا.. مدير المنظمة السورية للطوارئ يك ...
- -العقيد- و100 يوم من الإبادة الجماعية!
- محامي بدرية طلبة يعلق على مزاعم تورطها في قتل زوجها
- زيلينسكي: ليس لدينا لا القوة ولا القدرة على استرجاع دونباس و ...
- في اليوم العالمي للغة العربية.. ما علاقة لغة الضاد بالذكاء ا ...
- النرويجي غير بيدرسون.. المبعوث الأممي إلى سوريا
- الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يتخلف عن المثول أمام القضاء


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - نحو جيشٍ عراقيٍ محترف