|
الإيمان، والإسلام، لا يعبر عنهما بالشكل.....!!!.....12
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 3599 - 2012 / 1 / 6 - 16:31
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إلى:
§ـ كل مومن آمن بدين معين، فحرص على سلامته من التحريف، عن طريق الأدلجة.
§ـ كل من آمن بالدين الإسلامي، كدين إنساني، يجب الحرص على حمايته من الأدلجة المحرفة له.
§ـ إلى كل من تعامل مع التوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي، على أنها خارجة عن الدين الإسلامي، ومحرفة له، لحاجة في نفس يعقوب.
§ـ إلى كل من اعتبر: أن الإيمان بدين معين، شأن فردي.
§ـ إلى كل مومن بالدين الإسلامي، اعتبر أن الإيمان بالدين الإسلامي، شأن فردي.
§ـ من أجل سلامة الإيمان من التحريف.
§ـ من أجل سلامة الدين الإسلامي من الاستمرار في التحريف، عن طريق استمرار أدلجته.
§ـ من أجل صيرورة الأدلجة في ذمة التاريخ.
§ـ من أجل الأمل في صيرورة المسلم إنسانا، قبل أن يكون مسلما.
§ـ من أجل إقبار الإرهاب الأيديولوجي، والسياسي، والجسدي، باسم الدين الإسلامي، وإلى الأبد.
§ـ من أجل مجتمع للمسلمين، خال من أدلجة الدين الإسلامي، ومن كافة أشكال الإرهاب.
محمد الحنفي
سلامة الدين الإسلامي من الأدلجة، يقود إلى سلامة الإيمان به:.....1
وبعد وقوفنا على المفهوم الصحيح للإيمان، والمفهوم الصحيح للإسلام، وضرورة المحافظة على سلامتهما من الأدلجة، نتساءل:
ما المراد بالأدلجة؟
وما المراد بأدلجة الدين الإسلامي؟
وما هو الهدف من أدلجة الدين بصفة عامة، وأدلجة الدين الإسلامي بصفة خاصة؟
هل هو هدف أيديولوجي؟
هل هو هدف سياسي؟
ومن هم مؤدلجوا الدين الإسلامي؟
ومن هي الجهة التي تدفعهم إلى أدلجة الدين الإسلامي؟
وما هي الغاية من عملية الأدلجة؟
وإذا كانت الأدلجة هي التعبير عن مصالح طبقة معينة:
فهل الدين الإسلامي، الذي هو دين المسلمين جميعا، يعبر عن مصالح طبقية معينة؟
ألا يعتبر الدين الإسلامي، بصيرورته معبرا عن مصالح طبقية معينة، دينا لتلك الطبقة، دون سائر الطبقات؟
ولماذا، إذن، نعتبر أن الدين الإسلامي هو دين المسلمين جميعا؟
أليست أدلجة الدين الإسلامي وسيلة لبناء أحزاب، ونقابات، وجمعيات، على أساس ديني، من أجل تحقيق أهداف معينة؟
أليست الأحزاب التي يبنيها مؤدلجو الدين الإسلامي، تسعى إلى الوصول إلى السلطة، والحكم باسم الدين الإسلامي؟
اليس الحكم باسم الدين الإسلامي، تطاولا على الدين الإسلامي؟
ألم ينته زمن الاتصال بالسماء، بموت الرسول؟
أليس كل من يدعي أنه يتكلم باسم الدين، مجرد أفاق؟
أليس الأفاقون آثمون في حق الدين الإسلامي، وفي حق المسلمين؟
أليس المنشئون للأحزاب الدينية، يسعون إلى الوصول إلى السلطة باسم الدين الإسلامي؟
أليس ذلك أكبر عملية تحريفية، تلحق الدين الإسلامي؟
ألا يستلزم ذلك مقاضاة المكونين للأحزاب الدينية، لسرقتهم للدين الإسلامي، عن طريق الأدلجة؟
ألا يختلف المؤدلجون للدين الإسلامي، في أدلجتهم له؟
ألا يؤدي ذلك الاختلاف، إلى تعدد الأحزاب المؤدلجة للدين الإسلامي؟
ألا يؤدي ذلك إلى قيام طوائف دينية؟
أليست الطوائف مدعاة لضرب وحدة الشعب، في كل بلد من بلدان المسلمين؟
ألا يستوجب ذلك منع قيام الأحزاب السياسية، على أساس الأدلجة المختلفة للدين الإسلامي؟
فلماذا لا يتم السماح بنشوء الأحزاب على أساس لغوي؟
لماذا لا يتم السماح بنشوء الأحزاب على أساس عرقي؟
ألا يطلب من المسلمين معرفة أمور دينهم، إن كانوا يجهلونها، كما ورد في القرءان: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"؟
أليس الإيمان الصحيح، قائما على الفهم الصحيح للدين الإسلامي؟
ألا يستوجب الفهم الصحيح للدين الإسلامي، الابتعاد عن أدلجته؟
لماذا يصر فقهاء الظلام على تحريف الدين الإسلامي، عن طريق أدلجته؟
ألا يوجد، من بين الفقهاء، من يحرص على أن يصير الدين الإسلامي لله، مصداقا لما ورد في القرءان: "وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا"؟
أليست أدلجة الدين الإسلامي طريقا إلى الشرك بالله؟
أليس الحاكم، أو زعيم الحزب المؤدلج للدين الإسلامي، مقدسا لدى المؤدلجين؟
ألم يعرف هؤلاء، إن كانوا مومنين بالدين الإسلامي، ما ورد في القرءان: "إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء"؟
ألا يتجنب فقهاء الظلام أدلجة الدين الإسلامي، حتى يتجنبوا الوقوع في الشرك بالله؟
هل يتخلون عن ظلاميتهم، ويعملون على تجسيد انفتاح الإسلام على مختلف الثقافات، حتى يصير فعلا صالحا لكل زمان، ومكان؟
ألا يعتبر القطع النهائي مع أدلجة الدين الإسلامي، عودة إلى التمسك بالفهم الصحيح للدين الإسلامي؟
ألا تقود سلامة الدين الإسلامي من الأدلجة، إلى سلامة الإيمان به من التحريف؟
إننا نعرف، ونقر، بأن الدين الإسلامي صار جزءا من هويتنا، التي يصعب التجرد منها، ما دمنا نحافظ على سلامة صحة الإيمان، وصحة الإسلام؛ لأن عدم صحتهما، يقود إلى أدلجتهما، وأدلجتهما تفسد هويتنا.
والمراد بالأدلجة هنا، هو اللجوء إلى عملية التأويل المغرض للنص الديني، بما يتناسب مع مصلحة القائم بالتأويل: الفردية، أو الجماعية، والعمل على إقناع الآخر بتأويل النص المعبر عن المصلحة، على أنه هو الإيمان الصحيح، والإسلام الصحيح، ونظرا لكون الدين الإسلامي الصحيح، غير معروف لدى عامة المسلمين، نظرا لارتفاع نسبة الأمية بين المسلمين، ونظرا للتخلف الفكري الذي يسود فيما بين غالبيتهم، بسبب التخلف الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، الذي لا يشجع على استعمال العقل، ولا على امتلاك الحس النقدي.
فالأدلجة إذن، باعتبارها تأويلا مغرضا للنص الديني، هي مجموع العمليات التأويلية للنص الديني الإسلامي: القرءان، والأحاديث الصحيحة المروية عن الرسول، والسيرة النبوية، وعمل أهل المدينة، وما ثبت عن صحابة الرسول؛ لأن كل ذلك يخضع للتأويل المغرض، الهادف إلى خدمة مصالح الدولة، التي تسمي نفسها دولة إسلامية، في كل بلد من بلدان المسلمين، التي هي، في نفس الوقت، مصالح الحكام، أو مصالح الأحزاب، التي تسمي نفسها إسلامية، التي هي، في نفس الوقت، مصالح المنتمين إلى تلك الأحزاب، الذين يسعون إلى السلطة، لفرض الحكم باستبداد بديل، يسمونه حكم الدولة الإسلامية.
وهذا التأويل المغرض، الذي يعرفه القرءان، والحديث، والسيرة النبوية، وعمل أهل المدينة، وما قام به صحابة الرسول، يعتبر أكبر عملية تحريفية، تستهدف:
1) جعل فهم فقهاء الدولة، الذين هم، في نفس الوقت، فقهاء الظلام الرسمي، هو الفهم الحقيقي للإيمان، والإسلام، حتى يصير الناس محكومين بالأدلجة الرسمية للدين الإسلامي.
2) جعل فهم فقهاء الأحزاب، الذين هم، في نفس الوقت، فقهاء الظلام غير الرسمي، هو الفهم الحقيقي، الذي يجب أن يسود في المجتمع، والذي يعبر عنه بوصول تلك الأحزاب، إلى المؤسسات التقريرية، ثم إلى السلطة.
وهذان الفهمان، معا، يعتمدان إما عل التحكم في أجهزة الدولة، وتسخير مؤسساتها التعليمية، والثقافية، والإعلامية، لجعل الناس ينساقون وراء فهم معين للدين الإسلامي، فيعتبرونه هو الإسلام الصحيح، أو أنه يسعى، بواسطة ما يسمى بالأحزاب الدينية الإسلامية، إلى الوصول إل التحكم في أجهزة الدولة، من أجل فرض فهمها (تأويلها)، للدين الإسلامي، على أنه هو الفهم الصحيح للإيمان، والإسلام، عن طريق استغلال نفس الوسائل التعليمية، والثقافية، والإعلامية، وغيرها، لجعل الناس يخضعون لنفس الفهم، الذي يتحول إلى خضوع لاستبداد بديل، للاستبداد القائم.
وكلا الفهمين، حسب ما حددناه في الفقرات السابقة، لا علاقة له لا بالفهم الصحيح للإيمان، ولا بالفهم الصحيح للإسلام؛ لأنهما، بحكم ارتباط أحدهما بالوجدان، والآخر بالمسلكية الفردية، لا يحتاجان: لا إلى أجهزة الدولة، ولا إلى الأحزاب السياسية، إلا إذا تعلق الأمر بتحريف حقيقتهما، ليتحول الوجدان الفردي، إلى وجدان جماعي موجه، والمسلكية الفردية، إلى مسلكية جماعية موجهة.
والعمل، أي عمل، حتى وإن كان عمل الوجدان، أو عمل المسلكية، لا يكون موجها إلا إذا كان يخدم مصالح معينة. والدين الإسلامي، عندما يخدم مصالح معينة، لا يمكن أن يكون إلا مؤدلجا. والأدلجة لا يمكن أن تكون إلا تحريفا للدين الإسلامي. وتلك هي عملية السطو الكبرى، التي تمارسها الدول، التي تسمي نفسها إسلامية، وتمارسها الأحزاب التي تسمي نفسها أحزابا إسلامية، في حق الدين الإسلامي، الذي يجب أن نعمل على تخليصه من الأدلجة، حتى يلعب دوره على مستوى بث القيم الإنسانية النبيلة، المستمدة من النص الديني.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وزارة الداخلية، والتحكم في نتائج الانتخابات... هل يتم وضع حد
...
-
صحافة المعلومات وصحافة الفضائح...!!!
-
الشيوخ، والمقدمون، وعملاؤهم، وتقرير مصير الشعب المغربي.....
...
-
بعد وصول العدالة، والتنمية، إلى السلطة: هل يكف عن أدلجة الدي
...
-
بعد وصول العدالة، والتنمية، إلى السلطة: هل يكف عن أدلجة الدي
...
-
بعد وصول العدالة، والتنمية، إلى السلطة: هل يكف عن أدلجة الدي
...
-
الإيمان، والإسلام، لا يعبر عنهما بالشكل.....!!!.....11
-
الإيمان، والإسلام، لا يعبر عنهما بالشكل.....!!!.....10
-
الإيمان، والإسلام، لا يعبر عنهما بالشكل.....!!!.....9
-
الإيمان، والإسلام، لا يعبر عنهما بالشكل.....!!!.....8
-
الإيمان، والإسلام، لا يعبر عنهما بالشكل.....!!!.....7
-
الإيمان، والإسلام، لا يعبر عنهما بالشكل.....!!!.....6
-
الإيمان، والإسلام، لا يعبر عنهما بالشكل.....!!!.....5
-
الإيمان، والإسلام، لا يعبر عنهما بالشكل.....!!!.....4
-
الإيمان، والإسلام، لا يعبر عنهما بالشكل.....!!!.....3
-
الإيمان، والإسلام، لا يعبر عنهما بالشكل.....!!!.....2
-
الإيمان، والإسلام، لا يعبر عنهما بالشكل.....!!!.....1
-
بين ضرورة عدم القفز على المراحل وضرورة حرقها في أفق الاشتراك
...
-
بين ضرورة عدم القفز على المراحل وضرورة حرقها في أفق الاشتراك
...
-
تفاعل اليسار مع الحراك الجماهيري في البلاد العربية، ودور الح
...
المزيد.....
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|