أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رشا ممتاز - خالد الجندى والكهانة فى الإسلام















المزيد.....

خالد الجندى والكهانة فى الإسلام


رشا ممتاز

الحوار المتمدن-العدد: 3598 - 2012 / 1 / 5 - 17:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا كهنوت في الإسلام مقولة تربينا على سماعها وترديدها دون تفكير , فتارة تستخدم لرفض العلمانية التي كانت وليدة الكهنوت الديني لتحرير العقل الأوروبي من سيطرته في العصور الوسطى وتارة أخرى للتهكم على المسيحية و التقليل من شأنها وإعلان تفرد الإسلام وتميزه وعلوه عن بقية الديانات , وعادة ما يختتم الحديث المستهل بهذه المقولة بجملة و الحمد ل الله على نعمة الإسلام .

وحتى لا أفهم بشكل خاطئ فأنا لست معترضة على المقولة ولكنى معترضة على من يستخدمها كحق يراد به باطل فغالبا ما يكن المستشهد بها هو أحد المنتمين لطبقة الكهنوت الاسلامى! أو ما يسمون برجال الدين من المشايخ اللذين أطلقوا على أنفسهم زورا وبهتانا علماء وهم لا يعدو كونهم كهان و مرددين نصبوا أنفسهم حراسا على العقيدة وعلى الكتب المقدسة بل جعلوا من أنفسهم سلالة أسمى من بقية الناس تعلو على النقد والحساب فلحومهم مسمومة ولحوم من عاداهم حلال !

مقتربين بذلك من مفهوم الكهانه فى اليهودية المشتق من الكلمه العبريه "كوهين" أي المنبيء بأمر الرب والكاهن له منزله النبي وله امتيازات أكثر من الانبياء أذ ان الكاهن مؤتمن علي الشريعة ومسموح له بتقديم الذبائح الي الله للتكفير وحمل خطايا الشعب كما ورد في سفر اللاويين وفي تعاليم الرسل في العهد الجديد, ومن مفهوم الكاهنه فى في المسيحيه فالكاهن هو رجل الدين المسئول عن خدمة الأسرار المقدسة وهو مختار من الله .
رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 5: 4

وَلاَ يَأْخُذُ أَحَدٌ هذِهِ الْوَظِيفَةَ بِنَفْسِهِ، بَلِ الْمَدْعُوُّ مِنَ اللهِ، كَمَا هَارُونُ أَيْضًا.


ومع أنني أؤمن تماما بأنه لا كهنوت في الإسلام وأن العلاقة بين الفرد وربه علاقة مباشرة , وبأنه لا يوجد أشخاص معينين من قبل الله لاحتكار دراسة وفهم الدين وتقديمه للعوام ولا يوجد في الإسلام مدرسة تسمى بمدرسة اللاهوت و لا حتى طبقة تسمى طبقة رجال الدين أو الكهنوت وإنما يخاطب الله بكتابه الناس كافة , فكل إنسان بالغ عاقل على وجه البسيطة معنى مباشرة بدراسة كتاب الله وفهمه وتدبر آياته...


إلا أن الكهنوت الاسلامى الذي أطلق على نفسه اسم العلماء قد جعل القران الميسر للذكر والمرسل لكل البشر لقراءته والتدبر في آياته دون وسيط رهينا بمكتبة تحتوى على آلاف الكتب وكل كتاب يحتوى على آلاف الصفحات من الاجتهادات والرؤى البشرية لتنافس هذه المكتبة القران في قدسيته وتنزيهه ! والغرض من ذلك هو تعجيز الفرد المسلم عن قراءة كتابه وجعل فئة قليله من البشر المجترة لهذه الكتب المؤلفة تستحوذ وحدها على فهم المراد الإلهي معينة من نفسها وسيط بين العوام وبين كتاب الله المرسل لهداية الناس أجمعين !


و كذلك أؤمن بأنه لا يوجد فئة من البشر علينا أن نعرض عليهم تصرفاتنا وسلوكنا اليومى لأخذ صك التحليل والتحريم منهم أو ما يسمى بالفتوى فالحلال بين والحرام بين و عندما سؤل الرسول عن البر والإثم قال استفت قلبك واستفت نفسك وكررها ثلاثا ثم أعقب بقوله البر ما اطمأنت إليه النفس والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وهذا هو الأقرب للفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها , والجهة الوحيدة المنوطة بالتحريم والمنع وفرض الغرامات وتنظيم المجتمعات هى القانون وفقا لظروف الناس واحتياجاتهم ووفقا للمصلحة العليا للبلاد .

وقد تجلى ما أقوله بوضوح فى المناظرة الكارثية التى دارت بين الشيخ خالد الجندى والباحث سيد القمنى و التي انتهت بالاعتداء على الدكتور سيد القمنى وفتح رأسه !

فقد أكد الشيخ خالد الجندي على وجود طبقة الكهنوت في الإسلام في أكثر من موقف , ليصبح الدين مهنة لمن لا مهنة له وليرتبط بمصالح فئة معينه تقاتل من أجل استمرارها واسترزاقها من وراء كتاب الله يدعون احتكارهم للفتوى التي تسيير الناس كالقطيع وتلغى عقولهم وتتدخل في أدق خصوصياتهم ومنها فتاوى يسأل فيها السائل عن رأى الشيخ فى اكتشافه بأن ابنته تمارس العادة السرية أو أن زوجته على علاقة انترنتيه او ان طفله يعانى من تأخر فى فهم دروسه وغيرها من الأمور التى ينطلق فيها الشيوخ ويسهبون فى فتاويهم متجاهلين أهل العلم الحقيقيين من أطباء نفس وعلماء اجتماع وغيرها من التخصصات المؤهلة لحل مشاكل الناس و التى لا تقوم المجتمعات الحديثة إلا بخدماتهم .


وغالبا ما يستند الشيوخ فى فتواهم على الآية الكريمة فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون والتى رددها الشيخ خالد مرارا وتكرارا فى وجه الباحث سيد القمنى اثناء الحلقة بعد ان اقتطعها من سياقها على غرار لا تقربوا الصلاة فوفقا لتفسير الطبرى والقرطبي الذى يقدسونه فأهل الذكر المقصودين بالآية هم اهل التوراة والانجيل!

سورة الأنبياء
قوله تعالى : ( وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ( 7 ) )

يقول تعالى ذكره لنبيه : وما أرسلنا يا محمد قبلك رسولا إلى أمة من الأمم التي خلت قبل أمتك إلا رجالا مثلهم نوحي إليهم ، ما نريد أن نوحيه إليهم من أمرنا ونهينا ، لا ملائكة ، وأنت رجل كسائر الرسل الذين قبلك إلى أممهم . وقوله ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) يقول للقائلين لمحمد صلى الله عليه وسلم في تناجيهم بينهم : هل هذا إلا بشر مثلكم ، فإن أنكرتم وجهلتم أمر الرسل الذين كانوا من قبل محمد ، فلم تعلموا أيها القوم أمرهم إنسا كانوا أم ملائكة ، فاسألوا أهل الكتب من التوراة والإنجيل ما كانوا يخبروكم عنهم .

وحتى لو افترضنا ان أهل الذكر هم أهل القران فالمقصود هم من يؤمنون و يتدبرون فى آيات الله بشكل عام من أمة محمد المصطفى فلم ينزل القران حكرا على طبقة وفئة بعينها كما يدعى الكهنوت بل هم بأفعالهم وفتاويهم أبعد ما يكونوا عن كتاب الله , فقد اعتادوا تزوير الحقائق وقلبها واستخدام آيات الله فى غير موضعها كوسيلة لإرهاب وإسكات مخالفيهم خاصة بعد أن اسقط الدكتور سيد القمنى القناع عن وجه خالد الجندى ومن على شاكلته ممن باعوا دينهم واشتروا دنياهم وساندوا الحكام المستبدين على قهر شعوبهم مستخدمين كتاب الله لنصرة الفاسدين ثم عادوا و تلونوا وارتدوا عباءة الثورة !

وقد استخدم قوله تعالى فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون فى تنصيب نفسه ومن معه من خريجي جامعة اللاهوت أهلا للعلم و القران وما عاداهم فهم أهل الجهل ولا يجوز أن يقترب العوام من العلم الذي اختص به الله عباده المصطفين من طلاب وأساتذة المدرسة اللاهوتية –الأزهر- ويحظر على العوام أن يقتربوا من كتب الأزهر ومناهجه و أن يبحثوا فيها أو يدرسوها خارج أسوار الجامعة اللاهوتية وأساتذتها المقدسين !!!!!


ويأتى هذا السياق فى إطار محاولات بائسة للمراوغة والتهرب من أسئلة الدكتور القمنى الصريحة المباشرة حول آيات من القران أصبحت وفقا لتفسيراتهم معطلة لتغير الزمان والمكان وعلى رأسها الآيات التي تتناول العبيد و الجواري والسبايا و التى ألف فيها العديد من الكتب الفقهية التى تدرس في الأزهر على طلبه يرهقونهم ويضيعون أوقاتهم في معرفة أحكام تتناول موضوعات لم يعد لها وجود فى عصرنا الحالي !!

وبدلا من الوضوح فى الطرح ومحاولة إصلاح العطب فى نظام التعليم ككل والتعليم الازهرى على وجه الخصوص الملئ بالثغرات وتشجيع النقد البناء كان رد السيد خالد -- انت مالك ومال الأزهر ! فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون!


ولم تكن تلك هي الواقعة الأولى التي يتهرب فيها شيوخ الأزهر من طرح هذه الآيات للنقاش فقد سبق وانسحب كل من الشيخ جمال قطب والشيخ مبروك عطية من مناقشة موضوع ملكات اليمين في الحلقة الشهيرة من برنامج قبل ان تحاسبوا ومقدمته بسمة على قناة اقرأ بعد أن أفتى الشيخ الأزهري الجليل رئيس لجنة الفتوى جمال قطب بأن خادمة المنزل العاملة الأجيرة ملك يمين لمن استأجرها تخيلو تلك الفتوى تصدر من رئيس لجنة الفتاوى !! ثم عاد ونفى كلامه وقال ان قصده كان فى حالة محاربة أمريكا وسبى نساءها فسيكون السبايا ملكات يمين للمسلمين !!
وبعد ان تمنى الشيخ مبروك عطية فى نفس الحلقة أن يرى اليوم الذي يعود فيه للمسلم زوجة واحدة و10 ملكات يمين!!!!


لا أدرى إلى متى ستدفنون رؤوسكم في الرمال ؟ ألا تعلمون أن تكميم الأفواه ومنع حرية الراى و إرهاب المفكرين هى وسائل و أدوات الضعيف ؟

ألا تعلمون أن ذوى المنطق القوى والحجج السليمة من المفترض أن لا يخشوا نقدا أو أن يهابوا طرحا أو يخمدوا صوتا ؟

أليس من الأفضل لكم أن تبادروا بنقد كتبكم وتنقية تراثكم بأنفسكم ؟ ألا تدركون أن الزمن قد تغير وأصبحنا فى عصر الانترنت وكل كتب العالم بما فيها كتب التراث يمكننا قرأتها وكشف ما فيها ونقد محتواها وتسليط الضوء على المسكوت عنه ونحن فى بيوتنا أو مكاتبنا !

لم يعد التحجج بأن هذه الكتب حكرا على الأزهر ممكنا لأنها ببساطة مكتوبة باللغة العربية التي يجيدها الكثيرون من خارج المدرسة اللاهوتية ! وليست مكتوبة بلغة خاصة أو شفرة سرية لا يعلمها إلا أساتذة الأزهر وطلابه !

ولم يعد الإرهاب وتكميم الأفواه والبلطجة وقتل المفكرين عملا بمقولة البقاء للأقوى ممكنا في عصر العولمة والانترنت لان البقاء سيكون لمن يخاطب العقل والمنطق ولو كره الإرهابيون .



#رشا_ممتاز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التهنئة بسند شرعى !
- عندما سحلت ضمائرنا !
- كلهم عبد المنعم الشحات مع الفارق !
- العرس الديمقراطى
- صور علياء التي هزت عرش الفضيلة
- خصلات شعر سالى التى كشفت عوراتنا !
- مصر تولد من جديد و المخاض عسير!
- الشعب يريد إسقاط النظام رسالة المصريين لجيشهم وللعالم
- سيد طنطاوى وفيروس النقاب
- عيد الحب وعيد الكره
- فلندعم لوثرينا
- العلمانوفوبيا
- مأساة عبور
- حقوق الإنسان والعلمانية المستوردة
- الاسلام صديق العلمانية
- إيقاف المهازل على صفحات الحوار المتمدن
- صياغة الخطاب العلمانى فى مواجهة التحديات
- خواطر علمانية
- محنة العلمانية ومأزق المتعلمنين
- المتعلمنون وتشويه العلمانية


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رشا ممتاز - خالد الجندى والكهانة فى الإسلام