|
حلا لازمة تونس الاقتصادية : الغنوشي يستعين بخبرات العالم القرضاوي
خليل خوري
الحوار المتمدن-العدد: 3597 - 2012 / 1 / 4 - 22:46
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
المعروف من تجارب دول العالم في معالجة ازماتها الاقتصادية انها في الغالب الاعم تستعين بخبرات المتخصصين في هذا المجال كالخبراء والمنظّيرين الماليين والاقتصاديين فاذا كانت دولة كفرنسا تعاني من مشكلة التضخم فان حكومتها في هذه الحال لا تستدعى " غبطة " كاردينال باريس للتشاور معه في هذه المسالة او تكلف رهطا من القساوسة لاقامة ندوة لتبادل العصف الفكري حول الوسائل والسبل الكفيلة في كبح جماح التضخم او تكلفهم باقامة "صلوات تحفيز انتاج" في العراء تشارك فيه حشود من المؤمنين " بالرب يسوع " وعلى غرار صلوات الاستسقاء التي يحشد لها شيوخ الاسلام كلما استشاط الله غضبا من شرور الناس وعاقبهم بحبس الامطار عنهم بل تطلب من الخبراء وضع دراسات لتشخيص الاسباب التي ادت الى التضخم ولكيفية التغلب عليه . ومن تجارب دول العالم فقد تم احتواء وحتى كبح جماح التضخم في اكثر دول العالم التي عانت منه عبر استخدام الادوات النقدية كرفع نسبة الفائدة المدفوعة على الودائع البنكية عدة نقاط بغية الحد من الاستهلاك الترفي والمظهري ولامتصاص السيولة النقدية عبر ايداعها في البنوك اضافة الى تخفيض نسبة الفائدة المدفوعة على القروض البنكية الموجهة للاستثمار في القطاعات الزراعية والصناعية وغيرها من فروع الاقتصاد وذلك بغية تحقيق فائض في الانتاج وتخفيض كلفته الى الحد الذي يتناسب مع القوة الشرائية لصغار المستهلكين ويرفع في نفس الوقت من مستوى تنافسيته في اسواق التصدير وقس على ذلك المشاكل الاقتصادية الاخرى كالتباطؤ و الركود الاقتصادي وتضخم المديونية الخارجية والمحلية والعجز في الموازنة العامة وموازين التجارة والمدفوعات وحيث لا يمكن التغلب على هذه المشاكل وما يترتب عليها من تراجع في الانتاج وتفاقم لظاهرتي البطالة والفقر وسوء توزيع للدخل الا بالاستعانة كما قلنا بالخبراء الاقتصاديين والماليين ، وخلافا لذلك فقد ارتأى زعيم حزب النهضة صاحب الفضيلة الشيخ راشد الغنوشي ان يستخدم مرجعيات اخرى ومن خارج الوسط الاكاديمي المتخصص في المجالين الاقتصادي والمالي للتشاور معهم ولوضع حلول للمعضلة الاقتصادية التي تعاني منها تونس ونلمس اثارها منذ العودة الميمونة للغنوشي الى تونس وتزامنا ايضا مع انتعاش التيار الاخواني السلفي في ارتفاع نسبة البطالة في صفوف الطبقة العاملة الى 45 % واتساع لرقعة الفقر المدقع وتراجع غير مسبوق في الانتاج الصناعي والزراعي وتراكم للمديونية الخارجية والمحلية وتراجع في عدد السياح وفي الصادرات واتساع لفجوة العجز فب الميزان التجاري الى اخره من البلاوي والمصائب الاقتصادية وتفيد وسائل الاعلام المتخصصة في تغطية الانشطة الجهادية لحزب النهضة وللحكومة الملتحية التي تم تشكيلها مؤخرا ان فضيلة الشيخ الغنوشي قد بدا زيارة لقطر قبل ايام وهي الثانية بعد حجتة الاولى اليها وطوافه حول قصر شيخ مشيخة قطر في شهر11 من العام الماضي ، استهلها بلقاء رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين العالم الدكتور يوسف القرضاوى ناقشا خلالها خطة عمل الحكومة التونسية الملتحية " ومدى الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها في الفترة المقبلة، ونقل مكتب القرضاوي عن الغنوشي بعض الاقوال الماثورة حيث ذكر في حضور كبير علماء المسلمين ان الفترة الانتقالية تركت العبء ثقيلا على الحكومة المقبلة واسر الشهداء والضحايا حتى الان لم يتم تعويضهم مما ادى الى حال من التذمر وعدم الرضا كما ان الحكومة الانتقالية اعطت موظفي الدولة المزايا والترقيات والامتيازات التي ربما الحكومة الجديدة ستتحمل تبعاتها "" نلاحظ هنا ان الغنوشي يجتر نفس الحجج التي تتكىء عليها اية حكومة تبدي عجزا في معالجة الاوضاع الاقتصادية كما نلاحظ انه يضخم موضوع المزايا التي حصل عليها موظفو الحكومة في الفترة الانتقالية والهدف من وراء ذلك اما الحصول على توصية من كبير العلماء تحث الشيخ حمد على ضخ مساعدات اضافية وعاجلة للخزينة التونسية شبه الخاوية تفاديا لاية مواجهة بين الحكومة والمعارضة البرلمانية واما لتجيير عجز الحكومة الملتحية واخطائها وتجاوزاتها للحكومة الانتقالية . وقبل نهاية اللقاء بكبير علماء المسلمين والخبير بالشئون الاقتصادية اكد الغنوشي " ان الوضع في تونس يحتاج الى مزيد من مضاعفة الجهد والعمل بجد للارتقاء بتونس اقتصاديا واجتماعيا والعمل على تحقيق طموحات الشعب افرادا ومؤسسات والامل معقود بالدول العربية وفي مقدمتها دولة قطر, وهنا يثور سؤال : ما دام تطور وتقدم تونس يعتمد على مضاعفة الجهد والعمل فلماذا تجشم الغنوشي عناء السفر الى مشيخة قطر اما كان الاولى توفيرا للوقت وضغطا للنفقات الجارية لحزب النهضة ان يتشاور في هذه المسالة مع الخبراء الاقتصاديين في تونس او الاستماع الى وجهة نظر قادة النقابات العمالية الاكثر قدرة على تشخيص اسباب الازمة الاقتصادية التي تعصف بتونس وفي توصيف الحلول الملائمة للتغلب عليها , وهل من تقاليد الثوريين ان يمدوا ايديهم الى شيخ مشيخة قطر طلبا للمساعدة بينما لم نسمع مرة ان ا الدكتاتور والحاكم الفاسد زين العابدين بن على قد وقف على ابواب هذا الشيخ القطري متسولا ؟ اللافت في اللقاء الذي جرى بين الاثنين ان مكتب القرضاوي قد توسع في تغطية اقوال الغنوشي فيما لم يذكر لوسائل الاعلام التي ابرزت زيارة الغنوشي في صدر نشراتها الاخبارية وجهة نظر القرضاوي في تشخيص المشكلة ولا في كيفية معالجاتها وكأن العالم القرضاوي كان يهز براسه طوال الجلسة او ربما لم يجد ما يقوله بهذا الشأن سوى دعوة الغنوشي وحكومته الملتحية الى التشدد في تطبيق الحل الاسلامي باعتباره الحل الامثل لزيادة النمو الاقتصادي وتحقيق العدالة الاجتماعية ولتساقط المن والسلوى من السماء على الشعب التونسي الغلبان وبان تكون الخطوة الاولى على هذا الطريق الاعلان عن قيام دولة الخلافة السادسة وهو باعتقادي اكثر ماتحتاجه تونس في ظل الازمة الاقتصادية الراهنة وحيث لايمكن التغلب عليها وفقا للحل الاسلامي الا اذا قامت دولة الخلافة السادسة بغزو الاندلس من وفتحتها من جديد ثم قامت بعد اخضاعها للحكم الاسلامي بجلب الغنائم الى بيت المال التابع لدولة الخلافة وبمضاعفه رصيده من حصيلة بيع الجواري والغلمان وباسعار منافسة في سوق النخاسة الدولى وفرض الجزية على اهل الذمة من سكان الاندلس. لو بقي زين العابدين الحاكم المستبد على سدة الحكم فهل كنا نراه يطرح شعارات وحلولا بهذا المستوى من التفاهة والسخافة والاستهتار بعقول الناس , او كنا نراه يطير الى مشيخة قطر لاستجداء المعونات والتشاور مع "عالم " لا يفقه شيئا في الاقتصاد وكل ما يختزنه في دماغه من علم لا يتجاوز المامه بالغيبيات وفي اصدار فتاوي تبيح اهدار دماء أي زعيم عربي يرفض اداء فروض الولاء والطاعة لشيخ مشيخة قطر؟
#خليل_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مصر على شفير الافلاس واولويات الاسلاميين اقامة دولة الخلافة
...
-
اخونجية الاردن واصلاحاتهم المنزّلة من السماء
-
قطر تشكل قوة تدخل من ارهابيي القاعدة وانصار السنة للاطاحة با
...
-
ثورة سورية شعارها لا اله الا الله ومحمد رسول الله
-
الغنوشي يقبل ايادي شيوخ النفط ويتنكر لهم في معهد واشنطن
-
اخونجية مصر سيطبقون المذهب الاردوغاني في ادارة دفة الاقتصاد!
...
-
اتركوا الحكم للاخوان المسلمين
-
النظام السوري يفتح النار على قناة الجزيرة ويلتزم صمت القبور
...
-
غياب الوعي الطبقي ودولارات الشيخ حمد ساهمت في فوز الاخوان ال
...
-
ا المجلس الوطني السوري ينحى التناقض الرئيسي لصالح التناقض ال
...
-
وزير خارجية الاردن متباهيا: لم نتحفظ على قرار فرض عقوبات على
...
-
هدايا الشيخ غليون ومشايخ النفط والغاز للامبريالية واسرائيل
-
هل يتحمل شيخ مشيخة قطر مسئولية الاعمال الارهابية التي ترتكبه
...
-
هل من مصلحة النظام الاردني الاطاحة بنظام بشار الاسد
-
تنفيذا لتوجيهات مشيخات النفط والغاز تعليق عضوية سورية في الج
...
-
راشد الغنوشي يؤدي مناسك الحج في مشيخة قطر
-
حل السلطة الفلسطينية ردا على استمرار الاستيطان وتهجير الفلسط
...
-
تحضيرات لضرب سوريا وسط تسريبات اسرائيلية حول هجوم جوي على اي
...
-
زلازل بشار الاسد وشروط الشيخ حمد
-
-جرذ الناتو- مصطفى عبد الجليل يكشف عن توجهاته الاخوانية
المزيد.....
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار
...
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج
...
-
استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|