أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - علي الأسدي - أين يكمن الفشل في النظام الرأسمالي ...؟؟















المزيد.....

أين يكمن الفشل في النظام الرأسمالي ...؟؟


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3597 - 2012 / 1 / 4 - 22:08
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


“ Capitalism is a Totally Failed System* “
By: Norman D. Livergood**
, California State University, U S A
تعريب : علي ألأسدي

عندما تبحث في القاموس عن تعريف الرأسمالية باعتبارها ملكية وسائل الانتاج ، تبدو غير مؤذية ، ولكن عند النظر إلى سماتها في القرن السادس عشر ( كشركات وبنوك ومصانع ) تبين أنها عبارة عن استغلال شنيع وقتل للعمال على نطاق العالم. وكأي ظاهرة تاريخية يجب النظر اليها لامن خلال النظرية ، بل من خلال ما أنتجته وما تنتجه. وعبرهذه النظرة سنتعرف على أنها ليست فقط عاجزة ورتيبة ولكن كنظام فاشل كليا. الرأسمالية هي النظام الاقتصادي الوحيد الممارس عبر العالم ، حيث ليس هناك نظاما اشتراكيا نافذا ، فالصين التي تكابد تحت تأثير نظام رأسمالية الدولة تساعد في دعم دولا رأسمالية أخرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية. الصين هي سوقا رخيصا للعمل والتي يعتمد عليها نجاة الرأسمالية من انهيار وشيك ، وفي حالة استبعادها من المعادلة في ظل الاقتصاد العالمي الحديث فماذا نتوقع أن تكون عليها حالة الرأسمالية الأمريكية ؟
كافة الأمم في العالم بما فيها الولايات المتحدة ، هم تحت هيمنة نظام سياسي شمولي. تزعم الرجعية الأمريكية بأن روسيا والصين دولتان شيوعيتان ، بينما كلاهما نظامان شموليان سياسيا ورأسماليان اقتصاديا. دولا مثل بريطانيا وفرنسا وايطاليا والدنمارك والسويد والنرويج كان لهم بعض المؤسسات المملوكة للدولة والمختلطة مع اقتصادهم الرأسمالي ، لكن أغلب المنافع الاجتماعية المتضمنة في اقتصاديات الرفاه تتراجع الآن. الرأسمالية تتحمل المسئولية عن الفقر والبطالة والتشرد وموت العمال المستمرة دون توقف. علينا تجاهل أولئك الذين يؤمنون بالرأسمالية والذين يروجون كذبا ، بأن كل منجزات البشرية والتقدم التكنولوجي هي من نتاج الرأسمالية مثلما يدعي ايان راند وتلامذته من أمثال ديسيبليس. لقد أثبتت التحقيقات التي قام بها محققون أمريكيون نزيهين مثل أبتون سينغلان و لينكولن ستيفنس و ايدا توربل ، بأن الرأسماليين الأمريكان قد جوعوا العمال حتى الموت. فالرأسمالية لا تملك الضمير الطيب والثقة الصادقة ، ففي ظل الرأسمالية تتحقق المكاسب والأرباح عن طريق التواطؤ والجريمة وليس بوسائل نظيفة.
أغلب الثروة في الولايات المتحدة كانت دائما محتكرة من قبل قلة من الرأسماليين وليس الطبقة العاملة. حتى عندما كانت بعض الثروة قد شارك فيها العمال الأمريكيين والأوربيين في أعوام الخمسينيات ، فلم تكن إلا لظروف استثنائية سرعان ما انتقلت في بداية الستينيات إلى افقار العمال ، واستمرت حتى الأزمة الاقتصادية الحالية التي ظهرت بداية القرن الواحد والعشرين. المؤدلجون والمعجبون والمتواطئون مع الرأسماليين يحاولون اقناعنا بأن الرأسمالية هي خلاصة النظام الاقتصادي الذي انتج أعظم التقدم للمجتمع البشري في التاريخ ، وأي نظام آخر غير النظام الرأسمالي يسوده الجهل والفقر والعوز ، بل أن بعض من يحسبون تقدميون يدعون بأن الرأسمالية قد أتت بنتائج نافعة ، لكن على المفكر الواقعي النظر من حوله ليرى ما يواجه الناس في حياتهم اليومية في الوقت الحالي ، وعندها سيكتشف كذب تلك الادعاءات.
الرأسماليون يدعون أن هناك أصنافا ممتازة من الرأسمالية :
1- الرأسمالية الصناعية ، حيث يتحقق الربح عن طريق انتاج البضائع وتوزيع المنتجات.
2- الرأسمالية المالية،حيث تتحقق الأرباح عن طريق الأدوات المالية مثل السندات والأسهم وغيرها.
لكن كلا من النشاط الصناعي والمالي تحتل أهمية بالغة للرأسماليين ، وانه لم تكن أبدا الصناعة وحدها أو المالية وحدها ، بل دائما كان هناك تزاوج بين الاثنين. بعض المفكرين مثل – ويبستر تاربلي يعتقدون بأنه يمكن انقاذ الرأسمالة عن طريق تطوير قطاع الصناعة واضعاف القطاع المالي. مثل هذه الزمرة من المنظرين يتحدثون عن أمريكا وأوربا في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية ، عندما اقترنت تلك الفترة بزيادة الأجور والمنافع الاجتماعية. انهم يتذكرون فقط المصاعب الناتجة عن هيمنة الرأسمال المالي الذين هم كالضباع لا يعرفون ما يريدون. في الواقع أن الرأسمالية تتضمن الصناعة والمؤسسات المالية ، ومعا تعملان على مختلف الأصعدة لدفع الطبقة العاملة إلى اسوء حالات الفاقة والعوز ممارسة بذلك جرائم ابادة جماعية. الشركات متعددة الجنسية تنقل صناعاتها إلى أي مكان في العالم حيث أجور العمل الرخيصة ، وتتقبل سلطاتها أي عملة نقدية ، ولا تتدخل سياسيا في شئونهم ، وحيث يستطيعون الحصول على أقصى ما يمكن من الاعفاءات الضريبية من قادة حكومات هذا البلد أو ذاك.
جوزيف ستيكليز الاقتصادي والمساعد السابق لمدير البنك الدولي ، يفترض أنه على الولايات المتحدة أن توجه اهتمامها صوب فرص العمل في قطاع الخدمات ، وليس على فرص العمل في الصناعات السلعية. ستيكليز يحاول أن يجعل من العمال الأمريكيين يعتقدون بأن الاقتصاد الرأسمالي لم يتحول بعد من فرص العمل في صناعة البضائع إلى فرص العمل في صناعة الخدمات ،بينما في الواقع أن الولايات المتحدة قد انتقلت بالفعل ، ولم تنتج إلا فرص عمل محدودة. الرأسمالية الشريرة بطبيعتها تهتم فقط بتعظيم أرباح الطبقة الرأسمالية في الوقت الذي تسوء فيه أحوال الطبقة العاملة. على العمال أن يدركوا بأن الرأسمالية هي نظاما فاشلا ، وجهنميا بانتظام ، ولا يمكن اصلاحه ، وللتخلص من شروره السياسية والاقتصادية يجب علينا مساعدة العمال باساليب سلمية ، لأجل توعيتهم بهذا الذي يجري في العالم ، ولأجل بناء النظام التعاوني الجماعي.( الكاتب البروفيسور نورمان ليفرغود يؤمن بنظام اقتصادي يقوم على التعاونيات المتعددة المهام الاقتصادية والخدمية ، تشارك فيه كل جماهير الشعب ، وتتقاسم المنافع الناتجة عن هذا النشاط “ Commonwealth Community “أسماه- المترجم )
ملاحظة-
*- تعبير ( الفشل ) الذي ورد في عنوان المقال وفي متنه ، هو مصطلح فني يستخدم في العلوم الهندسية ، وقد استخدم هنا للاشارة إلى الاخفاقات التي ارتبطت بالسياسات الاقتصادية والمالية والنقدية والاجتماعية التي تمارس من قبل الحكومة المعنية.
**- للبروفيسور نورمان ليفرغود العديد من الكتب والبحوث والمقالات في مجالات العلوم الاقتصادية والفلسفية والفنية في مجال تقنية الانترنيت والاعلام من ضمنها :
The New
Commonwealth ,2011
Capitalis Economic Terrorism, 2004
America Awake, 2002
Rediscovering Plato and Mystical Science of Dialectic, 2008



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيد بايدن ... وأزمة العراق السياسية ..؟
- أضواء على الإبادة الجماعية للأرمن في عام 1915 ...
- الحرب غير المعلنة ... بين اليورو والدولار الأمريكي ....(الأخ ...
- الحرب غير المعلنة ... بين اليورو والدولار الأمريكي.... (2)
- الحرب غير المعلنة ... بين اليورو والدولار الأمريكي ...(1)
- ملاحظات حول مقال : - ليست الأخطاء هي التي أفشلت الاشتراكية
- كم من الحقيقة يشكله التهديد الايراني ... على الولايات المتحد ...
- كم من الحقيقة يشكله التهديد الايراني ... على أمريكا ... (1) ...
- ما الأخطاء التي أفشلت اشتراكية شرقي أوربا ... ؟ ..... (2)
- ما الأخطاء التي افشلت اشتراكية شرقي أوربا ... ؟.....(1)
- هل حققت ثورات الربيع العربي أهدافها ....؟؟
- تقييم المغامرة الامبريالية الأمريكية ... في العراق ...؛؛
- هل العالم أفضل حالا ... بعد انهيار الاشتراكية ....؟؟ ....( ا ...
- حول الدولة المدنية وحقوق الأقليات في البلدان النامية
- هل العالم أفضل حالا.. بعد انهيار الاشتراكية...؟.....(1) ....
- حول - انهيار الاتحاد السوفييتي - ... ..(.الأخير).
- حول انهيار الاتحاد السوفييتي ...(1)
- خيانة الاشتراكية ... وراء انهيار الاتحاد السوفييتي..1917 - 1 ...
- هل تتحول ليبيا إلى ... عراق فاشل آخر...؟؟
- نظام القذافي ... من الداخل ... بعيون عراقية ...(الأخير) ..


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - علي الأسدي - أين يكمن الفشل في النظام الرأسمالي ...؟؟