أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة الزهراء المرابط - المرأة المغربية والتهميش السياسي














المزيد.....

المرأة المغربية والتهميش السياسي


فاطمة الزهراء المرابط

الحوار المتمدن-العدد: 3597 - 2012 / 1 / 4 - 14:13
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



إن قضية "مشاركة المرأة في العمل السياسي" تحتل حيزا مهما من النقاش والجدال خلال الفترة الراهنة، التي لا يزال فيها الرجل العربي عامة والمغربي خاصة، يطرح تساؤلات عديدة حول قدرات المرأة وطموحاتها، تساؤلات نابعة من الخوف من المنافسة النسائية في المجال السياسي مستندا إلى عدة معتقدات وتقاليد بالية للوقوف في وجه طموح المرأة السياسي، هذا المجال الذي يعتبر حكرا على الرجل والمرأة مجرد كائن ضعيف متطاول عليه.
على الرغم من أن المرأة المغربية تمكنت من نفض غبار التقاليد والعادات البالية، وعرفت تطورا ملموسا وحضورا متميزا في مختلف المجالات، حيث ارتفعت نسبة وعي وتعليم وتشغيل المرأة بشكل ملحوظ، لكن تواجدها في المجالس الجماعية ظل ضعيفا مقارنة مع القطاع الخاص الذي تسجل فيه المرأة نسب مرتفعة من القوى العاملة خاصة في قطاع صناعة الملابس الجاهزة وقطاع الحضانات ورياض الأطفال، إلا أن هذا التطور ظل حبيس فئة معينة من النساء بسبب مجموعة من الظروف والعوامل الاجتماعية التي تعيشها المرأة المغربية كالتقاليد والموروثات الاجتماعية والسيطرة الذكورية التي يتشبع بها المجتمع المغربي شأنه شأن كل المجتمعات العربية الأخرى، وهي عوامل تحصر دور المرأة داخل الأسرة والبيت (طاعة الزوج، تربية الأطفال، الأشغال المنزلية،...)، لأن المرأة كيفما كانت تظل في نظر المجتمع مجرد كائن ضعيف وقاصر لا يبلغ سن الرشد أبدا، غير قادر على تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات المصيرية، وقد كرست هذه الأفكار بشتى الطرق والوسائل داخل المجتمع المغربي إلى أن أصبحت واقعا ثابتا في حياة المرأة، غير أن هذه النظرة الاجتماعية المهمشة للمرأة لم تقف في وجه طموحها ورغبتها في التحرر الفكري والاجتماعي والاقتصادي والسياسي، بحيث بذلت كل جهدها من أجل التمرد على هذه الوضعية المزرية التي تطبع واقعها اليومي، فاقتحمت مختلف مناحي الحياة العامة وحققت إنجازات ومكتسبات مهمة كسرت بعض الحواجز والضغوط المفروضة عليها.
وتعتبر مشاركة المرأة المغربية في العمل السياسي ضعيفة مقارنة مع مشاركة الرجل بسبب غياب ثقافة المساواة بين الجنسين ودور الأحزاب في تغييب المرأة والحد من مشاركتها السياسية، بحيث أن الدعوة للمساواة بين المرأة والرجل هو مجرد شعار مناسباتي ترفعه الأحزاب لتلميع صورتها مع اقتراب كل استحقاق انتخابي، واستغلالها في الدعاية الانتخابية وحصد أكبر عدد ممكن من أصوات المنتخبين وهي وضعية لا تصل إلى مستوى تطلعات المرأة، لأن ممارسة هذه الأخيرة للسياسة تعترضها مجموعة من العراقيل والصعوبات أهمها: عدم استقلالية المرأة من الناحية المادية واعتمادها على دعم الأسرة وتبعيتها اجتماعيا واقتصاديا للرجل (الأب، الزوج، الأخ، الابن) والتزامها بعدة مسؤوليات اتجاه الأسرة، لأن الممارسة السياسة تأخذ حيزا كبيرا من الوقت والاهتمام، هذا دون أن ننسى النظرة التي يوجهها المجتمع لهذه الفئة من النساء (زوجة مهملة، أم فاشلة في تربية صغارها، امرأة تعاني الفراغ العاطفي، امرأة مُسْترجلة، عديمة الأخلاق،...) وتصل هذه النظرة إلى التشكيك في قدرتها على تحمل المسؤولية (ناقصة عقل ودين) إلى جانب إخضاعها لعدة اكراهات وضغوط نفسية، مما يولد لديها الشعور بالإحباط والاستلاب نتيجة تبخيس جهودها وطمس إمكانياتها هذا من جهة.
ومن جهة أخرى تعاني المرأة من التهميش السياسي، بسبب غياب قوة ضاغطة على المؤسسات والأحزاب السياسية لتحسين وضع المرأة، وبسبب استسلام المرأة وعدم قدرتها على منافسة الرجل على المناصب القيادية الأولى رغم نشاطها الملحوظ داخل الأحزاب أو التيارات السياسية، بحيث يهيمن الرجال على كل المناصب السياسية القيادية في حين تلعب المرأة دورا ثانويا داخل الأحزاب، ومازالت المرأة تعاني من هذه الوضعية لحد الساعة، بحيث اقتصر دور المرأة سياسيا على التعبئة والتأطير والأعمال التضامنية والإعلامية البسيطة، ومازالت تعتمد على نظام "الكوطا" من أجل الصعود إلى المناصب السياسية من أجل الرفع من تمثلية المرأة في الأحزاب والبرلمان والحكومة، وهذا عنف آخر وتهميش تتعرض له المرأة في المجال السياسي، وقد تأثرت المرأة المغربية بهذه الوضعية وبالتهميش السياسي الذي يمارس عليها داخل الأحزاب السياسية، الأمر الذي جعل نسبة مهمة من النساء يتراجعن عن الانخراط في الأحزاب خلال السنوات الأخيرة، وعلى الرغم من رغبة المرأة في خوض غمار تجربة الممارسة السياسية، إلا أن المرأة تشعر بخيبة الأمل من طريقة تعامل الأحزاب السياسية مع قضاياها، ووضعيتها ونشاطها داخل هذه الأحزاب، لذلك تجد المرأة نفسها شيئا فشيئا خارج اللعبة السياسية، خاصة وأن تعامل الأحزاب مع المرأة باعتبارها مجرد آلة تنفيذية ووسيلة احتياطية تسخر أثناء الحملة الانتخابية، من أجل حشد الجماهير وتعبئة الأصوات المؤيدة للأحزاب، هذه الوضعية جعلت الكثير من الناشطات السياسيات يتراجعن عن نشاطهن الحزبي، إلا أن هذه العراقيل التي تعترض المرأة أثناء الممارسة السياسية لم تمنع المرأة الفاعلة سياسيا وحزبيا، من العمل بإصرار كبير على طرح وفرض مختلف القضايا التي تشغلها وتعاني منها وتطالب بتطوير وتحسين مكانتها داخل الأحزاب السياسية.



#فاطمة_الزهراء_المرابط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملتقى محمد الجازولي الأول للقصة القصيرة
- لقاء الشروق العربي الثامن للقصة القصيرة بمكناس
- القاص الأردني سمير الشريف... في ضيافة المقهى؟؟!
- الكاتب المغربي عبد المطلب عبد الهادي... في ضيافة المقهى؟؟!
- الشاعر المغربي إبراهيم عبد الله بورشاشن... في ضيافة المقهى؟؟ ...
- إصدار مغربي جديد...ندف الروح للقاص المغربي إسماعيل البويحياو ...
- أصيلة تحتفي بالقاص المغربي عبد السلام بلقايد
- القاص المغربي أبو الخير الناصري... في ضيافة المقهى؟؟!
- ملتقى أصيلة الثاني للقصة القصيرة
- القاص المغربي أحمد بوزفور... في ضيافة المقهى؟؟!
- القاص والروائي المغربي شكيب عبد الحميد...في ضيافة المقهى؟؟!
- المبدعة المغربية بين مؤسسة الزواج وذكورة المجتمع
- الشاعر السوري عبد اللطيف الحسيني... في ضيافة المقهى؟؟!
- القاص المغربي مصطفى تاج... في ضيافة المقهى؟؟!
- الشاعر المغربي عبد الرحيم إيوري... في ضيافة المقهى؟؟!
- -ديوان النوارس- إصدار شعري جديد
- -إشراقات عشتروت- اللبنانية في عددها 55 - 56
- قهوة مرة رشفات ما بعد منتصف الحزن... إصدار شعري للمبدعة الجز ...
- القاص والروائي المغربي محمد البوزيدي... في ضيافة المقهى؟؟!
- القاصة والروائية السورية فاديا سعد... في ضيافة المقهى؟؟!


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة الزهراء المرابط - المرأة المغربية والتهميش السياسي