|
تقنيات اللجان في فلسطين
توفيق أبو شومر
الحوار المتمدن-العدد: 3597 - 2012 / 1 / 4 - 09:13
المحور:
كتابات ساخرة
اعتدت أن أبتسم عندما أسمع خبرا يقول: فُُضَّ الاجتماعُ وانتهى بتشكيل لجان، لجنة كذا، ولجنة ولجنة كذا...! وسبب الابتسام يعود إلى أنني أتذكر دائما القول الساخر: " شرطُ نجاح كل لجنة من اللجان مكونة من ثلاثة أفراد، أن يغيب عن الاجتماع اثنان من الثلاثة...!!" كما أنني أبتسم لأنني تمكنتُ من تفكيك آليات عمل اللجان في فلسطين ، وما يُشبهها من الدول الأخرى! فقد تكون إحدى أبرز تقنيات تشكيل اللجان هو التغطية على عدم نجاح المسؤولين الكبار، في الاتفاق على قضايا الخلاف المطروحة، فيعمدون للهروب من هذا الفشل بتشكيل لجان لتتولى هذه اللجان محو آثار فشلهم، وقد يكون هدفها كذلك إراحتهم من عناء متابعة قضايا الخلاف، ولعلَّ أبرز فوائدها يتمثل في، أن المسؤولين الكبار والقادة العظام يتمكنون بها من إلقاء المسؤوليات والتبعات على رؤساء اللجان الصغار، فتُزاح عن كواهلهم المسؤوليات والعقبات والمشكلات والخلافات التي أحدثوها هم أنفسهم، فيتحولون بواسطة تقنيات تشكيل اللجان من (مسؤولين محاسَبين بفتح السين ، إلى محقِّقين محاسِبين بكسر السين)، ومِن متَّهَمينَ إلى قُضاةٍ مُتَّهِمين بكسر الهاء! ومن تقنيات اللجان في فلسطين أيضا، أنها تُسدد النقص في غُدة الزعامة والرئاسة والقيادة في فلسطين وغيرها من الدول المصابة بداء اللجان، فاللجان تُرضي المحتجين والرافضين والشامسين، والناقمين ومَن في حكمهم، لأن معظم الفلسطينيين هم مشاريعُ زعامات مستقبلية! وقد أثبتت التجارب بأن تشكيل اللجان في ظل القهر والحصار والطغيان يساعد على تنفيس الاحتقان في كل الأوقات والأزمان، ويُخفف التوتر ويُقلِّل من الغضب والثورة والغليان!! أما أبرز تقنيات تشكيل اللجان فتتمثل فيما يُصاحبها من فوائد وعائدات معنوية ومادية، أما فوائدها المادية فتتمثل في أن كل لجنة من اللجان تحتاج إلى مجموعات من الفواتير الضريبية وغير الضريبية والمصروفات الجارية وغير الجارية والنفقات المالية على الهواتف والوجبات وكل أنواع الضيافات اللازمة لعقد الاجتماعات! وأخيرا فإنني اعتقد بأن غالبية الفلسطينيين قد مارسوا أدوارهم في عضوية اللجان، ولن يمرَّ العقدُ القادمُ بدون أن نحتفل بضم آخر فلسطيني إلى آخر لجنة من اللجان، وكل عام ولجاننا بخير!!
#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عام استرجاع المبدعين
-
آثارهم المعمرة وآثارنا المدمرة
-
مقارنة بين احتفالين
-
ماذا يفعل متقاعدو الجيش الإسرائيلي؟
-
شارع الشمقمق
-
الثمن تاريخنا
-
صور سلاطين العربان
-
ركن الدولة نتنياهو
-
حزبيتهم وحزبيتنا
-
أغرب معرض في إسرائيل
-
مالك صحيفة هارتس والأبارتهايد
-
مَن أشعل الانتفاضة العربية؟
-
جوع شعبك يتبعك
-
القمع النسائي في إسرائيل
-
ثمن قتل الحاخام
-
معاليه أدوميم في فلسطين المحتلة
-
افتخار سوبر إجرام
-
رسالة إسرائيل من مهرجان ضرب إيران
-
المتنبي رائد الدراسات النفسية
-
برافو للمفكر الصهيوني غولدستون
المزيد.....
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|