أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بابكر عباس الأمين - ماهي الخطيئة التي ارتكبها رئيس جنوب السودان بزيارته لإسرائيل؟















المزيد.....

ماهي الخطيئة التي ارتكبها رئيس جنوب السودان بزيارته لإسرائيل؟


بابكر عباس الأمين

الحوار المتمدن-العدد: 3597 - 2012 / 1 / 4 - 07:25
المحور: القضية الفلسطينية
    


أقام البعض الدنيا، ولم يقعدها، بسبب زيارة سلفا كير ميارديت، رئيس دولة جنوب السودان، لإسرائيل، كأن الدولة الوليدة قد فعلت شيئاً إدّا. فيما يختص بالسلاح الإسرائيلي، الذي كان يصل الحركة الشعبية، فهذه ليست من الموبقات التي حُرمت في الإنجيل أو التوراة. والأسوأ منها، في الواقع، هو إستيراد نظام الخرطوم للسلاح من نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. فهذه غير أخلاقية، من ناحية، لأن السودان موقع علي قرار منظمة الوحدة الأفريقية القاضي بمقاطعة نظام بريتوريا آنذاك. ومن أخري، فإن حركة التمرد الجنوبي قد تلقت السلاح الإسرائيلي مجاناً، بينما دفع النظام لجنوب أفريقيا مقابله من موارد البلاد. بالنسبة للتصريح الناري لمدير جهاز الأمن، والذي جاء فيه أن نظامه "سيردع حلف الشيطان الذي ترعاه إسرائيل في كمبالا وجوبا"، فكان الأجدر به أن يعلن أولاً عن ردع دولة واحدة تحتل حلايب، أو أخري تحتل الفشقة، ثم يتفرغ بعدهما لردع الأحلاف. بيد أن أغرب ردود الفعل علي تلك الزيارة هو ذاك الذي جاء من الصادق المهدي، الذي وصفها ب "الشيطانية"، لا أدري بأي صفة "يشيطن" سياسة دولة أخري ذات سيادة. والصادق، كشخص فشل فشلاً ذريعاً في إيجاد حل لمشكلة الجنوب، كرئيس وزراء، من الأفضل له أن يترك الجنوب وشأنه، فتلك أمة قد انفصلت لها ما كسبت وله ما كسب من "نهج صحوة" ولا يسأل عما تعمل.

وإن كانت الحركة الشعبية قد تلقت سلاحاً إسرائيلياً، فإن هنالك أنظمة عربية تعود عمالتها لإسرائيل إلي حقبة ميلاد الدولة العبرية، كالأردن. كان الأمير عبدالله (جد الملك حسين)، يسعي لضم القدس لدولته، ليتخذ منها مرجعية إسلامية ليشرعن بها حكمه، بعد أن قام التحالف السعودي/الوهابي بطرد الأسرة الهاشمية من الحجاز. وقام بعد حرب عام 1948 بتغيير اسم دولته من "أمارة شرق الأردن" إلي "المملكة الأردنية الهاشمية"، في إشارة لأن الأراضي الفلسطينية، التي تقع غرب نهر الأردن قد أصبحت جزءاً من مملكته. كما كان يفاوض الإسرائيليين لعقد صلح منفرد، مما حدا بأحد الفلسطينيين أن يغتاله. ثم واصل حفيده الملك حسين العمالة، وعلاقته وتنسيقه الأمني مع الإسرائيليين، لدرجة أنه أرسل جيشه عام 1963، لقمع فلسطينيي الضفة الغربية، حين نظموا مسيرات تأييد للجمهورية العربية المتحدة. وفي سبتمبر عام 1970، قام بتنفيذ مذبحته الشهيرة في الفلسطينيين، فيما عُرف ب "أيلول الأسود." أيضاً، سار الملك حسين علي هدي جده في التشبث بالقدس، ومعارضة إنشاء دولة فلسطينية بشتي السبل. ولضمان استمرار العمالة بعده، قام في آخر أيامه بتغيير وراثة العرش من ولي العهد شقيقه حسن، وتوريث ابنه عبدالله، لأن حسناً ذا توجه قومي وله إرادة. سُئل ايتان هربر، الذي كان مدير مكتب إسحق رابين، عن سبب حضور كل القيادة الإسرئيلية لتشييع جنازة حسين فأجاب: "لو عرفت ما فعله الملك من أجل أمن إسرائيل لما سعيت وراء جنازته فقط، وإنما هرولت."

أما وكر العمالة في المغرب العربي فهو المغرب، الذي تعود علاقته بإسرائيل للفترة التي كان فيها الحسن الثاني ولي عهد أي قبل 1961، حين سمح لطائرات إسرائيلية بترحيل يهود المغرب لإسرائيل. وكان - ولا شك أنه ما زال - للموساد الإسرائيلي مركز في المغرب، قام بالإشراف علي تأهيل المخابرات المغربية. وتقديراً للملك الحسن كان الموساد يقوم برصد المعارضين للنظام المغربي في الخارج؛ منها استدراج اليساري مهدي بن بركة في باريس للمخابرات المغربية التي قامت بتعذيبه وتصفيته. وعند وفاته، أصدر ايهود باراك بياناً ذكر فيه أن الحسن كان صديقاً لكل حكومات إسرائيل، كما نعاه المؤتمر اليهودي/الأمريكي، إضافة إلي أن صحيفة "جروسليم بوست" قد عددت "محاسنه" وإخلاصه لإسرائيل، كسماحه بوجود مركز الموساد في المغرب. أيضاً، تقديراً للجميل، قامت إسرائيل بتزويد المغرب بعتاد عسكري، أثناء نزاعه الحدودي مع الجزائر في منتصف ستينيات القرن الماضي. في كتابه "كلام في السياسة"، يشير محمد حسنين هيكل إلي أن الملك الحسن الثاني، "أمير المؤمنين" قد أذن للموساد بوضع أجهزة تنصت في القاعات التي عُقدت فيها مؤتمرات القمة العربية، والقمة الإسلامية. ويستدل هيكل علي ذلك بأن جوزيف بروز تيتو، زعيم يوغسلافيا حينها، قد أبلغ عبدالناصر بمعلومات تمت مناقشتها في الجلسات السرية لمؤتمر القمة العربي الذي عُقد في الرباط عام 1965. ويدعَّم هيكل معلومته بحجة أقرب للمنطق، هي إصرار الحسن الثاني علي عقد أكبر عدد ممكن من المؤتمرات في مملكته، رغم تكلفتها، إذ بلغ عددها سبعة مؤتمرات، أضافة لثلاثة مؤتمرات قمة إسلامية.

أما سوريا، فقد دعمت قواتها المسلحة الفصائل التي حاربت قوات ياسر عرفات في لبنان "حرب المخيمات" 1985-1988، مع أن جبهة الجولان ظلت هادئة منذ عام 1973. في تلك الحرب، خسر الفلسطينيون من الأرواح أكثر مما خسروه في مذبحة صبرا وشاتيلا الإسرائيلية عام 1982.

وظلم ذوي القربي أشد مضاضة علي النفس من وقع الحسام المنهد

وكانت أحدث عمالة هي زيارة حمد بن جاسم، أمير قطر، للكيان الصهيوني في عهد حكومة ايهود أولمرت، وإلتقي بالمسؤولين الصهاينة (أنظر يوتيوب). ولئن كانت زيارة سلفا كير للتعبير عن إمتنانه لوقوف الإسرائيليين مع الحركة أثناء الحرب الأهلية، والسعي للاستفادة من تجربة دولتهم كدولة نشأت حديثاً، فما الذي يضطر، أو يغري، أمير قطر لزيارة إسرائيل؟ كانت الزيارة بهدف تجديد عقود بيع غاز القطري لإسرائيل، واتفاقية جديدة للاستفادة من المناهح التعليمية الإسرائيلية، علماً بأن هذا العالم به أنظمة تعليم أحدث من إسرائيل، وعلماً بأن الغاز سلعة لها سوق عالمي رائج يتنافس فيه المستهلكون. الأمران ذاتهما: الغاز والتعليم ليسا من الأمور التي تتطلب زيارة رأس دولة لدولة أخري، ولكن التفاني في العمالة، والانبطاح للأعداء هو شيمة بعض القادة العرب. وخلال محرقة غزة "الرصاص المصبوب" عام 2008/2009 شهدنا بعض دول أمريكا اللاتينية تقطع علاقاتها مع إسرائيل، كفنزويلا وبوليفيا، بينما ظل العلم الإسرائيلي يرفرف في سماء عواصم عربية.

الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها بشأن تلك الزيارة يتوقعون أن يكون سلفا كير مسلماً أكثر من أولئك المسلمين، أو أن يكون قومياً أكثر من العرب المذكورين أعلاه.
أخيراً، فإن أنظمة عربية قد دعمت هذه الحركة الشعبية "الشيطانية" خاصة بعد دعم نظام الخرطوم لصدام حسين في احتلاله للكويت.



#بابكر_عباس_الأمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تُوجد أحزاب سودانية؟
- تحديات البشرية وهي تكمل 7 بليون
- كاسترو: أوباما غبي!
- السودان والعلاقة مع إسرائيل
- الإسلاميون: ردَّة الثورة المصرية
- السودان: اثنان وعشرون عاما عجافا
- ما هي اللغة؟
- الانهيار الصحي في السودان (3)
- الانهيار الصحي في السودان (2)
- الانهيار الصحي في السودان (1)
- واقع سياسي نتِن في السودان
- أمريكا قوة من الدرجة الثانية عام 2030
- لقد كان لكم في تونس ومصر قُدوة حسنة
- حضارات أرض الرافدين
- الصادق المهدي: تزوير التاريخ المعاصر والتهديد باعتزال السياس ...
- موسم تفجيرات دور العبادة وإضطهاد الأقليات الدينية في العالم ...
- النظام السوداني: حكومة رزق اليوم باليوم
- نسخ نظام الحكم المصري في السودان
- الاستهداف الصهيوغربي للعراق
- تناقض تصريحات نائب الرئيس السوداني في واشنطن


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بابكر عباس الأمين - ماهي الخطيئة التي ارتكبها رئيس جنوب السودان بزيارته لإسرائيل؟