أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل عطية - حكايات القلم














المزيد.....

حكايات القلم


عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)


الحوار المتمدن-العدد: 3596 - 2012 / 1 / 3 - 21:54
المحور: الادب والفن
    




• القطار: كان قطار الصباح ، يتميّز بالمداومة على التأخير عن موعده. ذات يوم قررت ألا أصل إلى المحطة في موعدي؛ حتى لا أقف كثيراً على المحطة بإنتظار طلعته المتجهمة. وعندما وصلت إلى المحطة، كانت المفاجأة: لقد وصل القطار في موعده المحدد، وتركني على الرصيف!

• حبيبتي نامت: عدت من مثواها الأخير.. اتذكر أمسيات الصيف في طفولتي، عندما كنت ألعب خارج المنزل حتى يحل الظلام، ويأتي والدي فيناديني قائلاً: " ادخل الآن. انه وقت الذهاب إلى الفراش".. كنت أحتج ثم لا ألبث ان أذعن له. قالت لي يوماً، عندما كاشفتها بأمري: كنت مثلك أكره أن اوي لسريري عندما كنت طفلة، ولكن عندما كنت استسلم له، كان هناك دائماً صباح جديد!...

• شجرتان: في حديقة المنزل، توجد شجرتان: الأولى دائمة الأخضرار، و الثانية، أوراقها متغيّرة مع الوقت، وتتساقط في الخريف. ذات أمسية، سمعتني ابنتي وأنا اشيد بالشجرة دائمة الاخضرار، فإذا بها تفاجؤني، بقولها: أما أنا فأحب الشجرة التي يتساقط أوراقها في الفصول؛ لأنها تخبرني بموعد اقتراب الربيع!

• في بيتي: كان أحدهم يريد أن يعرف مقدار صدقي ، فاقترح علىّ أن يذهب إلى بيتي، ويسأل عن ذلك. بدا الاقتراح مزعجاً حقاً. ذلك لأننا جميعاً وفي معظم علاقاتنا مع الأصدقاء والزملاء في العمل اليومي، نحاول أن نطبع في اذهان بعضنا البعض صورة حسنة كل عن نفسه. لكن في البيت فكل واحد منا معروف على حقيقته. كل ضعفاتنا تكون واضحة هناك، فالبيت هو المكان الذي يلاقي فيه الإنسان المخلص أكثر هزائمه!...

• رقة على الحائط: على حائط في بيت صديقي، توجد لوحة فنية فيها شريد متورد الوجه، مهلهل الثياب، جالس وسط النفاية، وعلب الغذاء الفارغة، والزجاجات المبعثرة في كل مكان، وعلى وجهه ابتسامة باهتة لولاها لكان مظهره في منتهى الحزن. وبين الظلال والألوان الرماديّة توجد في يد الشريد زهرة بيضاء كالثلج، تجذب البصّر. اللوحة لا تزال هناك، ولا زالت رقة المتشرد تحافظ على جمال الزهرة الهش في وسط الخراب!...


• الشحاذ الغني: كل صباح، أراه جالساً على الرصيف المقابل للبوابة الرئيسية لجهة عملي. يمد يده للمارة، ولسانه يلهج بالاستعطاف. ذات يوم أراد زميل لي في العمل أن يفك ورقة مالية من فئة المئة جنيه، فتوجه إلى الشحاذ، فوجد عنده أكثر من مئة جنيه من العملات الصغيرة، غير المجمد، على حد تعبيره.. هذه فقط حصيلة ماجمعه الشحاذ من الساعة السابعة صباحاً وحتى الساعة الثانية عشر ظهراً!...



• بائع الجرائد: كان الرجل يقف في زاوية الشارع في طرف المدينة؛ ليبيع الجرائد للذين يتوقفون بسياراتهم عند إشارات المرور. كان ينتقل من سيارة إلى أخرى، بعكاز تحت أحد ذراعيه، وجرائد تحت الذراع الآخر. كانت له رجل واحدة ويسير مستنداً على عكاز علاه الصدأ. كانت أسنانه الأمامية مشوهة. في البداية انكمشت في مقعدي عندما اقترب الرجل من كل سائق لسيارة محاولاً أن يبيعه جريدة. وإذ خجلت من خوفي قررّت أن أصلي من أجله بدلاً من سخريتي. ثم بدأت اشتري جريدة منه كل ثلاثاء. ولظروف صعبة ألمت بي، تغيبت عنه شهراً. وفي النهاية عدت لجدول أعمالي بانتظام، ووصلت إلى زاوية بائع الجرائد، حيث استوقفتني إشارة المرور المعتادة، وأعطيت للبائع الجنيه، وأخبرته عن ظروفي التي مررت بها، فتجهّم وجهه ووضع الجرائد تحت أحد ذراعيه، ووضع يده على ذراعي، ثم قال: أصلي أن تكون أحسن حالاً!...



#عادل_عطية (هاشتاغ)       Adel_Attia#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدايات إنسانية.. وبدايات إلهية
- جذور الضغينة عند العرب
- قبل أن يتراجع تواجدنا، ونختفي!
- ملابس جديدة في عيد الروح!
- سطور ساخرة!
- حكايات الناس
- ضوء الظلام!
- حوارنا المتمدن، في عقدها الجديد
- آلام الفن والحقيقة!
- تحية إلى الطفل الذي رفع عدد البشرية إلى سبع مليارات!
- رؤية المعجزة
- التآمرية
- العبودية العقلية!
- حامل الوطن!
- إلى سيدتي العذراء في قاننا الجريح!
- أنتم من رسمها، أنتم من وضعها!
- سن القلم: كلمة واحدة.. كثيرة...
- هل من عفوٍ؟!..
- سن القلم: مصريات..
- فن هتلري!


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل عطية - حكايات القلم