وفاء جمال
الحوار المتمدن-العدد: 3596 - 2012 / 1 / 3 - 20:28
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
مراحل تطور البشرية ( المرحلة الثانية) ورؤية بهائية
المرحلة الثانية من تقدم البشرية نحو النظام العالمي يمكن ملاحظتها من خلال تحقق “السلام الأصغر” أو “الصلح الأصغر”. وعلى ضوء البيانات الواردة في الكتابات البهائية يمكن القول بأنَّ المرحلة الثانية هذه يمكن اعتبارها توقفًا مستمرًا للحروب أكثر منه من سلام دائم شامل وعالمي. فالسلام الأصغر هو اصطلاح لوصف السلام أو التقارب السياسي الذي ستصل إليه شعوب العالم من خلال الاتفاقيات الدولية. أمَّا المظهر الرئيسي للسلام الأصغر هو وضع إجراءات دولية للأمن الوقائي لوضع حد للحروب بين الدول والشعوب. وسنتطرق إلى تفاصيل هذه الإجراءات اتفاقية رسمية تدعمها كافة شعوب الأرض مبنية على مبدأ “الأمن الجماعي” والتي تنص على أن تهب كافة الأمم جماعيًا لردع أي معتدي. وفي هذا السياق يقول حضرة بهاء الله: “إن قام أحدٌ منكم على الآخر قوموا عليه إن هذا إلاَّ عدل مبين(2)”.
كما شرح حضرة عبد البهاء هذا الموضوع في البيان التالي:
“عليهم – قادة العالم- توقيع معاهدة ملزمة للجميع ووضع ميثاق بنوده محددة، سليمة، وحصينة. وعليهم أن يعلنوا ذلك على العالم أجمع وأن يحرزوا موافقة الجنس البشري بأسره عليه… كما ينبغي
تسخير كل قوى البشرية لضمان هذا الميثاق الأعظم ولاستقراره ودوامه. ويعّين هذا الاتفاق الشامل بتمام الوضوح حدود كل دولة من الدول وتخومها، وينص نهائيًا على المبادئ التي تقوم عليها علاقات الحكومات بعضها ببعض ويوثق أيضًا المعاهدات والواجبات الدولية كلها… والمبدأ الأساسي لهذا الاتفاق الرصين يجب أن يكون محددًا بحيث إذا أقدمت أي حكومة فيما بعد على انتهاك أي بند من بنوده هبت في وجهها كل حكومات الأرض وفرضت عليها الخضوع التام، لا بل إنَّ الجنس البشري كله يجب أن يعقد العزم بكل ما أوتي من قوة على دحر تلك الحكومة. فإذا ما اعتمد هذا الدواء الأعظم لعلاج جسم العالم المريض، فلا بد أن يبرأ من أسقامه ويبقى إلى الأبد سليمًا، مطمئنًا، معافىً(1)”.
يؤمن البهائيون بأنَّ السلام الأصغر سيتحقق قريبًا بعد نهاية الفترة الحالية من الأزمات والمصاعب والتغييرات الاجتماعية، وإنَّه لاشك في أنَّ هذه المآسي ستكون ذلك المؤثر الرئيسي في الضغط على الأمم والشعوب لوضع حد للحروب مهما كلف الثمن. وقد تنبأ حضرة عبد البهاء بأنَّ السلام الأصغر سيبدأ في الظهور في هذا القرن(2).
#وفاء_جمال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟