أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مروان هائل عبدالمولى - التسامح مفتاح راحة البال















المزيد.....

التسامح مفتاح راحة البال


مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)


الحوار المتمدن-العدد: 3594 - 2012 / 1 / 1 - 16:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
يعتبر التسامح والتساهل الفكري من المصطلحات التي تُستخدم في السياقات الاجتماعية والثقافية والدينية لوصف مواقف واتجاهات تتسم بالتسامح أو الاحترام المتواضع أو غير المبالغ فيه لممارسات وأفعال أو أفراد نبذتهم الغالبية العظمى من المجتمع. ومن الناحية العملية، يعبر لفظ "التسامح" عن دعم تلك الممارسات والأفعال التي تحظر التمييزالعرقي والديني. وعلى عكس التسامح، يمكن استخدام مصطلح "التعصب" للتعبير عن الممارسات والأفعال القائمة على التمييز العرقي والديني الذي يتم حظره.
وعلى الرغم من ابتكار مصطلحي "التسامح" و"التساهل الفكري" للتعبير في المقام الأول عن التسامح الديني مع طوائف الأقليات الدينية فقد شاع استخدامهما بشكل متزايد للإشارة إلى قطاع أكبر من الممارسات والجماعات التي تم التسامح معها أو الأحزاب السياسية أو الأفكار التي تم اعتناقها على نطاق واسع.
إن اللاعنف هو القوة العظمى لدى الإنسان، وهو أعظم ما أبدعه الإنسان,
التسامح يخمد معاركنا الداخلية مع أنفسنا, ويتيح لنا فرصة التوقف عن احتقار الآخرين، كما أن التسامح يسمح لنا بأن نشعر بالترابط مع الآخرين, لما له قدرة عجيبة في علاج مشاكلنا الداخلية والخارجية، فهوبوسعه أن يغير من الطريقة التي نري بها أنفسنا والآخرين.
يقول راولز إلى أن المجتمع القائم على العدل يجب أن يكون متسامحًا وبناءً عليه يجب التسامح مع المتعصب وإلا سيتحول المجتمع في هذه الحالة إلى مجتمع متعصب وغير عادل. ويخفف راولز من وطأة هذا الأمر بتأكيده على أن المجتمع ومؤسساته الاجتماعية لديهم الحق في انتهاج مبدأ تأمين الحماية لأنفسهم ـ الأمر الذي يعتبر بديلاً عن مبدأ التسامح.ومن ثم، يجب التسامح مع المتعصبين ولكن بقدر معين من التحفظ الذي لا يشكل أية خطورة على المجتمع القائم على التسامح ومؤسساته الاجتماعية.
إن قيم التسامح والانفتاح وقبول الآخر واحترام الاختلاف، لا تنشأ بمقتضى أمر أو طلب، ولكنها تنبع من عقلية وأسلوب تفكير ذاتي، وتظهر في سلوكيات الفرد أو المجموعة.
هذا يفترض منا أن نبدأ بترسيخ قيم التسامح منذ الطفولة، وفي السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل, فترة تكون شخصيته الفردية, ثم شخصيته الجماعية, فمن هنا تكتسب الأسرة الأهمية الأكبر في زرع قيم التسامح والانفتاح واحترام الآخر, والوعي بذلك, لأن التعليم عن طريق القدوة هو الأساس، وليس عن طريق التلقين , وقد ثبت علمياً أن من أهم صفات الشخصيات المضطربة والتي تعاني من القلق المزمن هو أنها لا تعرف التسامح ولم تجرب لذة العفو ونسيان الإساءة.
قال الله تعالى:{ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}
في القران اهميه كبرى لمعنى التسامح ووجوب اكتساب الشخصيه له لانه يريح النفس والذهن من معناة التفكير بالانتقام والكراهيه الامر الذي يشتت قدرات الفرد في التركيز و الاندماج والتعامل مع بقية شرائح المجتمع , ولقد ضرب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عشرات الأمثلة على التسامح والعفو، وعلى نفس الدرب سار الصحابة رضوان الله , وقال صلى الله عليه وسلم: "أفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك".
التسامح علاج نفسى سريع المفعول التسامح ينقي الهواء، ويطهر القلب والروح، ويجعلنا على صلة بالله, فمن خلال التسامح نجد أنفسنا
مرتبطين بما هو أكبر من أنفسنا، وما هو وراء تصوراتنا الضيقة.
كما أنه قد يقرأ المرء أبيات ( الشافعي) التي يقول فيها:

يخاطبني السفيه بكل قبحٍ ... وأكره أن أكون له مُجيبا
يزيدُ سفاهةً وأزيدُ حلماً كعودٍ زاده الإحراق طيبا
الشافعي أيضاً حول الصديق، عندما أنشد:
سامح صديقك إن زلت به قدمُ فليس يسلمُ إنسـان من الزللِ
ليجد دليل اخر على اهمية التسامح وانعكاسه كثقافه ترفع من قيمة الشخص وتناول مفهموم التسامح في الشعر عند العرب كان نوع من نشر هذه الثقافه وتعميمها وزرعها كقيم لبناء الشخصيه السويه تتناقل عبر الاجيال.
التسامح نصف السعاده من أجل أنفسنا للتخلص من الأخطاء التي قمنا بها والإحساس بالخزي والذنب الذي لازلنا نحتفظ به داخلنا , فعندما نسامح انفسنا ونسامح غيرنا نكون حقا سعداء وعندها نستطيع ان نمضي في حياتنا بسعاده ونجاح .
التسامح اساس لعيش حياه سعيده ورائعه وهناك قصص كثيره عن اهمية التسامح في حياتنا مثل هذه القصه القصيره ;
القصة بدأت عندما كان هناك صديقان يمشيان في الصحراء ، خلال الرحلة تجادل الصديقان فضرب أحدهما الآخر على وجهه
الرجل الذي انضرب على وجهه تألم و لكنه دون أن ينطق بكلمة واحدة كتب على الرمال : اليوم أعز أصدقائي ضربني على وجهي
استمر الصديقان في مشيهما إلى إلى أن وجدوا واحة فقرروا أن يستحموا
الرجل الذي انضرب على وجهه علقت قدمه في الرمال المتحركة و بدأ في الغرق، و لكن صديقة أمسكه وأنقذه من الغرق
و بعد ان نجا الصديق من الموت قام و كتب على قطعة من الصخر : اليوم أعز أصدقائي أنقذ حياتي
الصديق الذي ضرب صديقه و أنقده من الموت سأله : لماذا في المرة الأولى عندما ضربتك كتبت على الرمال و الآن عندما أنقذتك كتبت على الصخرة ؟
فأجاب صديقه : عندما يؤذينا أحد علينا ان نكتب ما فعله على الرمال حيث رياح التسامح يمكن لها أن تمحيها ، و لكن عندما يصنع أحد معنا معروفاً فعلينا ان نكتب ما فعل معنا على الصخر حيث لا يوجد أي نوع من الرياح يمكن أن يمحيها .
أولى علامات التسامح هي التعاون مع من أساء إليك في إنجاز العمل، ولا يمكنك ذلك إن لم تترك ما حدث و تبدأ من جديد لا شك عندما تهرب البغضاء تحلّ محلها المحبة الكاملة من القلب ، ان أعظم محبة هي تلك التي تكون بعد التسامح". فإن كنت تشعر بالمحبة الحقيقية نحو خصمك السابق فتلك علامه قويه على نظافة وهدوء ذهنك وتمتعك براحة البال.
هل تعلم لماذا تعيش قلقاً؟ لأنك لم تسامح الآخرين، تعلم عندما يسيء إليك إنسان ان تسامحه وان لم تقدر أذهب إليه و أعاتبه حينها ستشعر باالسلام وراحة الضمير , أن التسامح متى ما كان أقوالاً لا تدعمها السلوكيات، ومواعظ وكلمات لا تبرهن عليها الأفعال، كان التسامح ضرباً من ضروب التدجيل والزيف لترويج البضائع اللفظية، إن القانون الحقيقي لكلمة التسامح هي الثمرة السلوكية العملية في الحياة، لذى يعتبر التسامح من أهم الدروس التي ينبغي علينا أن نتعلمها ونعلمها لأطفالنا.
فقد روي عن عبادة بن الصامت انه قال: " يا نبي الله أي العمل أفضل، قال: " الايمان بالله و التصديق به و الجهاد في سبيله" قال أريد أهون من ذلك يا رسول الله قال: " السماحة و الصبر.
لابد أن ننبذ كثرة الانتقاد وَتصيدأخطاء الآخرين التسامح ليس هو التنازل أو التساهل أو الحياد تجاه الغير، بل هوقبل كل شئي الاعتراف بالآخر, التسامح مطلب إنساني نبيل دَعَت إليه الأديان كافة دون استثناء، وكيف لا تدعو إليه وقد أرادته الحكمة الإلهية واقتضته الفِطرة الإنسانية واستوجبته النشأة الاجتماعية وفرضته المجتمعات المدنية وتُحتّمه ثقافة العولمة وما تحتاج إليه من قِيَم حضارية ومَدنية نبيلة فحينما يسود التسامح يسود المجتمع جو من الاستقرار والسلام والتعاون والتكافل مهما اختلفت الأعراق والمعتقدات, ويسود تفهم الآخرين واحترام خياراتهم العقائدية والثقافية.
التسامح ضرورة وجودية وهذا مايؤكد عليه خبراء التنمية الذاتية حينما قالوا أنه حين تشعر بالضيق والتوتر في علاقاتك كأن تختلف مع صديق لك، أو يشوب علاقتك الزوجية شيء من سوء الفهم، لا تجعل لحظات الكدر تؤثر على إدراكك للأمور أو تستدرجك مشاعر الغضب إلى إصدار حكم ظالم جائر، وتسلب منهم افِعالهم الطيبة وصفاتهم.فكر في نفس الشخص واستحضر ثلاثة مواقف ايجابية قد أسدى فيها لكخدمة، أو موقفا قدم لك فيه معروفا، أو مشهدا تصرف معك تصرفا حسناوغيرها من مواقف ايجابية، وحاول أن تعيش كل موقف وكأنه يحدث أمامك، بعد ذلك ستجد أنك قد سامحت ذلك الشخص وشفعت له مواقفه السابقة عندك وهنا ستستمتع بلذة التحكم بذاتك.
اخيرا يوضح د. رامز طه رئيس وحدة الطب النفسي بمستشفى الطب النفسي بالكويت كيفية تدريب النفس على التسامح
وأولى هذه الخطوات يبدأ بغرس الآيات الكريمة التي تحض على العفو والتسامح، ثم تطبيقها ، ويدعوالإنسان لأن يكافيء نفسه إذا نجح في غفران إساءات الآخرين بأي شكل يحبه .كما ينصح بأن تشرح لمن أساء إليك خطأه بلباقة وتهذيب ، بل ومدح سلوك إيجابي من هذا الشخص بمعنى عدم الميل لإنتقاد الآخرين كثيرا ، كما ينصحك بأن تصفح تماما ولا تترك بنفسك أي ترسبات مما أغضبك.



#مروان_هائل_عبدالمولى (هاشتاغ)       Marwan_Hayel_Abdulmoula#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انا سامحتِك ...كل سنه وانتي طيبه
- شهادة ميلاد جديد
- حبيبتي المتقلبه
- رحلة جسد عاديه
- الوسواس في الصحه النفسيه
- رائعة انتي في الاحلام
- ارجوك إبتسمي
- اهم التحديات الحاضره في اليمن
- ساكنة الذاكره
- الرجل الترانزيت
- لن يكسرني الزمان
- الاعدام شوقا
- تفاوض المعارضه اليمنيه مع الرياض وليس مع صالح
- إلا اربعة احرف
- القرار النهائي
- حبيبتي التي لاتغيب
- اعذريني لاني احبك
- مساجد اليمن للعباده والتصفيه
- انتظرك دائما
- المشاعر الثابته


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مروان هائل عبدالمولى - التسامح مفتاح راحة البال