|
برلمان 2011 بين الجهل بالسياسة و الجهل بالدين
احمد عبدالمعبود احمد
الحوار المتمدن-العدد: 3594 - 2012 / 1 / 1 - 03:39
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
فدائما تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن فرياح التغيير بمصر لم يستفد منها ثوار الميدان الحقيقيين الذين ضحوا بالغالي و النفيس بل بأرواحهم من أجل الوطن , و إنما استفاد منها الإخوان و السلفيين الذين لم يقوموا بالثورة و إنما شاركوا فيها كبقية شرائح الشعب المصري و من عجائب الأقدار أيضا أن تجد هؤلاء الانتهازيون يحصدون الأصوات الانتخابية و يصعدون لمقاعد البرلمان بسرعة الصاروخ بعد أن استباحوا لأنفسهم الدخول للمجلس على حساب دماء الأبرياء من الشهداء في محمد محمود و غيره من ميادين مصر المحروسة لأنهم استطاعوا أن يقنعوا الناخبين بأنهم الأقرب إلى الله و إلى الرسول وهم الذين على أيديهم يأتي الخير لمصر برغم أن برامجهم تخلو من أفكارهم التى كانوا يؤمنون بها و خاضوا الانتخابات من اجلها فلو دققت النظر فيها سوف تجدها مزيجا مغلفا من وسطية الإسلام و سماحة الأزهر و من الاشتراكية و الليبرالية التي يهاجمون من ينادى بهما بشدة في أحاديثهم بل و يكفرون من يعتنق ذلك الفكر فأين مرجعيتهم من هذا الكوكتيل ولكن المدهش أيضا هل الناخبين في غفلة أم خدعوا بمعسول كلامهم و في لحاهم الكثيفة و أحاديثهم الموظفة لخدمة أغراضهم الدنياوية فتارة يخدعوننا بزعم أنهم يريدون درء الفتنة و الذين هم دائما صناعها و أخرى لنصرة الأقصى ثم تناسوه بعد ذلك بعدما أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من اعتلاء كراسي مجلس الشعب فأصبح يتبارى الاخوانى ثم السلفيين في تقديم فروض الولاء و الطاعة لأمريكا و إسرائيل و تأكيدهم و تأييدهم بأنهم ملتزمون باتفاقية السلام مع إسرائيل في الوقت الذي أغمضوا عيونهم وصموا أذانهم عن الممارسات الوحشية التي يمارسها العسكر مع أحرار التحرير حتى يصفى مجلس العسكر حساباته مع أحرار الميدان في محاولة شرسة منه لإجهاض و تصفية الثورة و الثوار بتشويه صورة الميدان بادعائته الكاذبة و بلطجيتة المأجورين و بعد ذلك يدعون في مؤتمراتهم الانتخابية بأنهم مع الثورة التي لم يخرجوا للآن لنصرتها من يد ى العسكر فهذه هي عاداتهم و تلك هي وعودهم للمسلمين من قديم الأذل بنصرة الأقصى و تهديدهم لليهود بأنشودة خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود فهل رضوا الآن عن خيبر أم كانوا يقصدون جيش محمد أخر غير الذي نقصده نحن مهرجان التفاخر و التباهي باللحى التيوانى تحت مسمى برنامج انتخابي و من باب هو الكلام عليه جمرك انخرط الإسلاميون في سرد الموضوعات و الأحداث على هيئة برنامج انتخابي و على يقين بأن الناخب مش فاضي يقرأ و لكن الأهم عنده من كل هذا و ذاك أن يكون المرشح من أصحاب المؤهلات العليا أولديه لحيه طويلة لتزين وجهه بالصلاح فيتم من خلالها حصد أعلى الأصوات فإننا في أول انتخابات بعد الثورة لم ننتخب برنامجا سياسيا عن اقتناع أو شخصا عن معرفة بل ننتخب ما تعودت عليه مسامعنا على سماعة منذ عقود و بصفة مستمرة دون التمييز بين الاخوانى من السلفي المهم هو الذقن فهي بمثابة جواز المرور عند الناخب ظنا منه أن هؤلاء هم الأكفأ لقيادة تلك المرحلة و ليس الليبراليين الذين هم وقود الثورة و المحافظين و المطالبين بتحقيق مطالبها حتى يومنا هذا و نسوا أيضا أن أعظم انتصار يمكن أن يحققه الإنسان هو الانتصار على نفسه بأن يدع العواطف جانبا و يختار بعقله لا بقلبه حتى يحدث توازن بين القوى السياسية و حتى لا ينفرد تيار معين بالأغلبية فيصبح حزب وطني جديد و لكن بمسمى أخر و أشكال في ظاهرها التدين و جوهرها إما مرضى نفسيين أو منافقين باسم التدين لأن معظم من أطلق لحيته منهم بعد الثورة ليست من باب التدين بقدر ما هي من باب الوجاهة أو إثبات الذات و الطفو على سطح الأحداث للإعلان عن نفسه فيجد فيها الفرصة للظهور للمجتمع بعد اختفاء دام عقودا و عفوا إذا كنت مخطئا في تحليلي لهذه الظاهرة الإيمانية التي هبطت على المجتمع كالوحي من السماء و على غفلة من أمرنا فأين كل هذا التدين و التدهور يعم التعليم و الزراعة و الصحة و انهيار في الصناعة و التجارة و انحلال بالجيش و انفلات الشرطة أليس القائمين على معظم هذه القطاعات من المتأسلمين و المتدينين و المسارعين لإعطاء أصواتهم الانتخابية لكل ما هو ديني حتى و لو بالخداع اعتقد أن هذه اللحى لو من باب التدين ما انهار اقتصادنا و ما تدهور تعليمنا أو زراعتنا و لكن للأسف و كأن الناخبين عقولهم في إجازة و لن تعود للعمل إلا بعد انتهاء الانتخابات و يحصد الإسلاميون أصواتهم فإنهم لم يأخذوا العبرة و العظة من نعم للاستقرار في الاستفتاء على الدستور باسم التدين أيضا و هكذا أصبح حالنا الآن بعد أن قلتم نعم فهل هذا هو الاستقرار الذي كنتم تنشدوه بالطبع لا فلماذا لا نصحوا من غفلتنا خاصة و أن هذه المرحلة الحرجة من تاريخ مصر تحتاج منا إلى تحكيم العقول و ليس الذقون حتى نرسم مستقبل مصر فنتنفس نسيم الحرية و نحيا في ظل العدالة الاجتماعية و سيادة القانون و لتعلم عزيزي الناخب أن صعود نجم التيارات الإسلامية في الانتخابات البرلمانية على الساحة السياسية ليس دليلا على أنهم الأفضل و ليس دليلا أيضا على قوتهم و إلا لماذا يهزمون أمام المرشحين الأقوياء (كعمرو حمزاوى و البدرى فرغلى و غيرهم ) بل لأنهم المعلومين لدى الناخب بمواقفهم السابقة مع النظام السابق أو بفتاويهم الرجعية و التي دائما ما تكون محل جدل واسع بين الأوساط السياسية و الدينية فيحدث الشو الاعلامى الذي يمكنهم من الظهور للمجتمع بمؤيديه و معارضيه و لكن نظرا لعدم معرفة الناخب بالمرشحين الجدد و التي ربما يكونوا الأفضل منهم لكنهم غير معلومين لديه كمعرفته بالآخرين
وربما لفقده الثقة بالأحزاب القديمة أو الائتلافات الجديدة فأصبحت الانتخابات مباراة من جانب واحد و هو الأكثر انتشارا أو سماعا عند الناخبين و ليس لكفاءتهم بل لأنهم في مباراة غير متكافئة إنهم ينافسون أنفسهم و هذا ليس دليلا على قوتهم لأنهم لم ينافسوا الأقوى منهم لكنها الانتخابات الهزيلة التى أعد ها مجلس العسكر و خطط لها الاخوان إننا نريد مجلس خال من المسميات التي تفرق و لا تجمع نريد مجلس متوازن متمثلة فيه كل القوى و الأطياف لأن التنافس يصب في مصلحة الوطن و المواطن و يدفع بمصر لبر الأمان و يضعها في المكانة اللائقة بها و بشعبها العظيم و إننا سوف نحيى و نشد على يد كل من يعمل على رفعتها و تقدمها فيشيد بنيانا أو يقتحم الصحراء بزراعتها و يوفر فرص عمل لشبابها و يشرع قانونا يراعى فيه الحقوق و الواجبات و يحقق العدالة الاجتماعية و من ينادى بدفع عجلة الإنتاج و يشجع السياحة لا لمن يحرم و يحلل عن جهل فيؤخرنا مئات السنين ضوئيا فرفقا بمصر و المصريين و كفانا خداع و نفاق باسم التدين خاصة و إننا عندما نجلس في مجلس الشعب لوضع الحلول لمشاكل مصر سنتكلم سياسة و ليس دين فالمجال الدعوى مكانة المنبر و ليس مجلس الشعب الذي يشرع القوانين و يضع الدساتير و يراقب الحكومة و المحافظين فاحذر عزيزي الناخب من المخادعين الذين باعونا من قبل في الميدان و بثقتك الزائدة فيهم سوف يبيعونك في البرلمان و عليهم أن يتركوا الدين و شأنه و لا يجعلوه قنطرة للعبور به إلى مجلس مصيره إلى زوال و لكن الشعب باق و إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر . شارك و اختار الأصلح فصوتك أمانة شارك عشان نبنى و نعمر مصر و يلا نعمر مصر .
#احمد_عبدالمعبود_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجماعات الاسلامية و خفافيش الظلام
-
مبارك الفرعون المخلوع
-
ثورة مصر رايحة على فين
-
تحرير الشعب من غزو العقول
-
اصلاح التعليم بين الجودة و الروتين
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|