رياض بدر
كاتب وباحث مستقل
(Riyad Badr)
الحوار المتمدن-العدد: 1063 - 2004 / 12 / 30 - 11:53
المحور:
الادب والفن
لا تتكلمي سيدتي
أني في حالة حب
إما أن تشتركي فيها وإما أن تستسلمي
فلا وجود لاتفاقات الهدنة مكان في مواقع الحب
الحب مؤامرة سيدتي
فأما أن تنتصر أشعارنا
أو نصلب على أعمدة الكهرباء فتضيء الدرب لمن يأتي بعدنا
ولا يؤمن بهؤلاء الخرافة
* * *
انتظر بعض النجيمات كل يوم
فكيف إذا بنجمة ستطل علي صباح الغد راكعة لي تقبل هامتي شوقا
أنتظرك حلما فكيف إذا جئت شمسا تسطع على ذلك الكهف البعيد
يختبيء خلف كواليس أيام ابيض ما فيها شعرك
صرت أخشى صور عيناك سيدتي
فيهما دليل جلدي على يد مسرور
أخشى أن تكوني قفصي بعد أن خرجت من أخر سجن بلا هوية
وأتلمس النور بشفتي فتحترق تارة
وتشوى تارة بلهيب جناحاك
كوني لي ولو يوما
حتى أعلن نبوتي مرة ثانية
* * *
ماذا لو باعت نوارس البحر حليها ؟
واستأجرت صوتا غير صوتها
وصارت الأحلام هي طعامها؟
وطارت عميقا إلى الهذيان الذي يستعمرني
تبحث عنك بين فناجين القهوة ودخان السجائر
سترجع كسيرة ليس لها ريش ولا أحلام
اصلي وأصوم فقرا
عل هذه الخرافات تنسج لي حلما
أقتات عليه كما يفعل الأنبياء
عديني حبا
وامنحيني مجدا
ولو خرافيا
فلا حقيقة تسري بدمي
ولا طيفا جاءني
ولا حرفا ظهر في ديني
أشرقي علي سيدتي دائما
فكل شيء في كوكبي صار فحما
أجلسي بين شفاهي
علي استرجع طعم الخلود
أتلمسك كل ليلة على ضفاف فناجين القهوة
تقلبينها لتقرئي لي تعويذتي الصباحية
وتخبريني ماذا تخبي لنا شرطة السلطان الإلهية
صرت أؤمن بك يا صغيرتي
كعبد طال انتظاره لدين ليبرالي أو نبي يساري لا يجمع النساء ويحرم الحب
* * *
برد هو الطقس المتوقع داخل فراشي
وزلازل صارت كل أحلامي
صرت الهث وراء كل أمرآة
أجرجر عباءتها
وارتمي في أعمق محيطاتها كحوت هرم
عل موجة ترحمني وتأخذني إلى سر الحضارات
فابني لك مسلة جدية
واسبي يهودا مرة أخرى
وابني لك جنائن أعلى
لكن هذه المرة يا سيدتي ستكون من أحرفي لا من أموال الشعب
* * *
علموني أن اكذب يا حبيبتي في المدرسة
ولفق مدرس التاريخ لي تهمة التحرش بالأحرف الإلهية
لأنهم وجدوا على أقلامي أثرا لأصابعك العاجية
وحققوا معي لأنهم ضبطوا مناشير معارضة
معلقة على أكتافي وبين ثنايا أحلامي
ألوذ بك مرعوبا
من نهر إلى جدول وبين الأسطر
فقولي لي يا حبيبتي
كيف لي أن اخبي الشمس خلف جدران الخرافات ؟
#رياض_بدر (هاشتاغ)
Riyad_Badr#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟