جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3593 - 2011 / 12 / 31 - 12:48
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
االتخصص و الموت
قد يعنى التخصص في الطبيعة الموت لان الاعتماد على نوع معين من الغذاء اي الاختيار و الانتقاء يعني عدم المرونة و القدرة على الاستمرار اذا تغيرت شروط الحياة. لقد وجد العلماء ان الحيوانات المتواضعة التي تستطيع ان تتغذى على كل شيء و قادرة ان تعيش في اتعس بيئة لاجل البقاء على الحياة لا تتخصص بنوع معين كالفئران و الجرذان تتمتع بمستقبل زاهر اكثر من البشر الذي يميل الى النظافة و النقاوة و الجمال و الاختيار و الراحة والتخصص و غيرها من الصفات التي كفيلة بقبره الى الابد. فاذا انقرض الانسان سيطر الجرذان وفق سيناريوهات الحياة ما بعد البشر لان المختص حساس تجاه التغيرات و الشعار هو: كن متواضعا اذهب مع الريح - غير لونك - و تكيف مع الظروف الجديدة ستجني الثمار في المستقبل.
لقد تعود الانسان على عادات خاصة لا يستطيع الاستغناء عنها بسهولة و لكنه كلما ابتعد عن الطبيعة العامة اصبح هشا و تعرض حياته للخطر. ماذا حدث للامريكي عندما انطفأ الكهرباء و كيف يتصرف الاوربي اذا انقطع الماء و الكهرباء معا؟ و الشركات اليوم غير قادرة على بيع سلعها دون USP اي unique selling point اي الفرق او الميزة التي تجعل سلعة معينة تتفوق على سلعة اخرى في بحر السلع و اغراق الاسواق بها و اذا لم توجد ميزة تلجأ الى الحيلة و الكذب و تبدأ ببيع الامال كالذي يقول: مسحوقي يرجع شبابك و صحتك.. هناك توجه كبير في العصر الحاضر الى المفرد و صيغة التفضيل بدل الجملة فالسيارة و البيت و شريك الحياة يجب ان يناسب الذوق و الثقافة و المقام.
و لكن يا لبؤس الحياة دون تخصص و تميز لانها بدونه تعني المساواة بين البشر وتظهر الجميع بنفس الملابس - تقضي على الالوان - توقف عجلة التقدم الى الامام - و تقتل الحافز و الدافع. التخصص اذن ليس الا نوع من التميز و توزيع العمل و قد استفاد الاقتصاد و الشركات التجارية من التخصص لان التخصص يوزع ادوار على البشر حسب الكفاءات كل حسب قابليته و مواهبه للاستفادة من مبدأ economies of scale
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟