أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند صلاحات - المُخٌلِّص















المزيد.....

المُخٌلِّص


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 1063 - 2004 / 12 / 30 - 11:51
المحور: الادب والفن
    


المُخٌلِّص هو الذي يرتبط اسمه بفعل الخلاص, فهل من الممكن أن يكون المخلص هذا القادم من الغيب أنثى ؟؟؟

الخلاص هو الخروج من مرحلة تحمل كل تقلبات الأيام والصعوبة والكآبة ... الخلاص هو الخروج من مرحلة الكآبة مع أنثى تكون القادرة على إخراجنا من مرحلة الكابة ومن مسافات سنين من عصر الأحزان إلى جو أحياه كانسان.


المُخٌلِّص في زمن لم يبقى فيه أنبياء هو أنثى تسكن فينا, تأتينا من جزر لا ملح فيها ولا جراح ... جزء استوائية المناخ تمطر الدنيا فيها بلا موعد ولا رعد.


المُخٌلِّص هو حكيم يأتينا في أخر العمر نعيم بكل الألوان يعرف كل مفردات الكلمات ويسوق معه الظلال والغلال والآمال والأصوات الرقيقة مثل الخيال .... إذا فلماذا لا يكون المُخٌلِّص حكيمة تأتي من أخر الزمان بشكل عكسي تجتاز الأزمان لتصل إلينا !!


المُخٌلِّص أنثى ... المخلص ابتسام ... المخلص إنسان ... المخلص رسالة توصيك بنفسك لتحفظ نفسك من أجل الآخرين


المُخٌلِّص من يمنحك عيناه فلا تعد بحاجة لشيء في هذا الكون من بعد عينان مثل غابات نخيل على شاطئ الجزر الاستوائية التي لم تطأها من قبل قد بشر, أو رمال عادية على شاطئ غزة.



المُخٌلِّص أنثى سحر على الأشجار كلماتها لا توصف بتعبير شفوي أو حتى في المنطق تتجاوز كل خطوط الوعي وتمضي نحو المستحيل المطلق.



يأتي المُخٌلِّص حين أكون بأمسِّ الحاجة إلى لحظة هدوء وسكينه, يمنحني إياها المُخٌلِّص الأنثى بعيدا عن كل ما يمكن أن يعكر صفو الإنسان أو يطغى على جوه البلادة ... أن يعيش معي مطلبي الشرعي بلحظة هدوء لا يصاحبها حتى صوت سكب نبيذ في كأس ممتلئ بالجنون ... يمنحني الحضن الشرعي لحظات تكفي بأن تزيل عن أنثى آلم ولادة ...



هي المُخٌلِّصة من كل ما في الكون من معانٍ متضادة في الأسماء والأشياء وحتى من اختلاف نسمات الهواء في الشهيق والزفير ...



المُخٌلِّصة بحد ذاتها لحظة ولادة, لعصر جديد وعمر مديد يبدأ من لحظة عشق ترتبط بذات الأنثى المُخٌلِّص ... التي هي شيء لا يوصف مهما حاولنا تدبيج الكلمات في وصفها ونؤلف في وصف لمعة عينيها لن نتوقف مهما مضى العمر مسرعاً دون توقف, سيكون كل الوصف في باب التخلف ...



في كل ما يملك الآدمي من عُقد في الفكر وفي المنطق وفي الفلسفة وعلم الكلام وحتى في المشاعر والأحاسيس وفي الكلام سيظل عاجزا عن الكلام ...



المُخٌلِّصة هذه تغار حتى من نفسها عليك وتهديك كل ما تملك في لحظة واحدة من عطور وقصور وبخور لكن بدون جواري ... بدون حرائر ناعمة الملمس كي لا يبقى ملمس أشعر به سوى كفيها ... تغار من غيرتها عليّ ...

تبادلني الغضب حين اغضب وتقتسم غضبي نحوها حتى تشاركني بكل شي حتى التعب ...



تفهم الرجل طفلاً وتبادله الطفولة عمراً ... لكنها لا تعيش معه كطفلة ... لأنها ترى أنه لا يمكن لطفل أن يتفهم مشاعر طفل أخر أو انفعالاته لذلك تفضل أن تكون أماً أو أباً في ذات الوقت حبيبة ...



تعرف معنى قهوة الصباح وصوت فيروز ووقت الكتابة, وتعرف كل أدوات الكتابة من أقلام وحبر وأوراق بيضاء والقهوة والسجائر والهدوء ... وتشاركني في زيارة البحر عند الفجر, تحاول أن ترسم لي بحراً إن لم يكن هنالك بحر , تصور لي المشهد البحري والسمك المشوي ورائحة القهوة عند الفجر على الشاطئ, وتقنعني بأن حورية البحر وهم وخيال لا يمكن أن تظهر ... تغار حتى من الخيال المطلق ... لا تفرض شروطا للحب إلا أن يكون البحر شاهدا على العقد ... وأن أحضنها في المساء قبل أن نحترق معا وقبل أن نذوب مع صوت النوارس.



دقيقة في صياغة كل المعاني المرئية والمسموعة والموضوعة والمخترعة في ذات اللحظة حول ما يقوله العشاق ... تمضي كرحيل الأصدقاء وقت الفراق بين ثنايا الزقاق ... تخيرني دوما بالرحيل وتخشى دوما لحظات مللي الطويل ...



دوما أحاول إقناع المُخٌلِّصة بأني لا أراها دمية أبدلها حين أملُّ منها ... أو أطلب غيرها في ليلة العيد ...



حين تحاورني, تسألني دوما : هل سترتوي مني يوماً أو هل ستجد ماء أصفى فتشرب منه ؟ ...

أجيبها وبكل صدق : بأن المياه مهما تراوحت درجة صفائها يبقى إدمان الإنسان على ذات المنبع الأول لذلك الإنسان كالفلاح إذا اعتاد الشرب من عين ماء, لو حَضرت بين قدميه اكثر المياه نقاء في العالم لن يرتوي إلا من النبع الذي اعتاده حتى لو كان ملوث.



قالت : المشكلة لو نصبت حياتي نبع ماء.



قلت : أنت اكثر من نبع ماء, أنت كشجرة الزيتون تعيش أكثر من زارعها دوما يظل يأكل من ثمرها حتى يموت وحتى عندما يموت يورثها لأبنائه ويموت وهوي يوصيهم بها, فتكون تلك الشجرة قد صارت أم.



قالت : وهل أنت مستعد لتقبل شغفي بالقراءة في عينيك وفي كتاب اقرأه بقربك ؟ للقراءة لذة مثل أي لذة يمكن أن تصل لها أنثى مثل وصولي للذة معك... مثل لذة الطعام بصحبتك ... مثل لذة ونشوة الانتصار ... مثل لذة اللقاء بين اثنين ... فعندما امسك بكتاب جديد واقرأه أشعر بلذة غامرة كعروس في يوم زفافها.



قلت : وهل ستحتملين ضجري حين أفيق فأعانق كلمات فيروز عروس الصباح و كلمات رواية عروس المساء بالنسبة لي ... الكتاب مثل الفكرة ما له موعد ... مثل شهوة امرأة ليس لها موعد.



قالت : وهل شهوة المرأة لها موعد ؟



قلت : لم اجرب أن أكون أنثى في انتظار موعد



لكنك جربت يمكن لحظات انتظار قالت:

قلت : لم أجرب سوى انتظارك وجنونك أنت



قالت : أنت مجنون



فقلت : وكيف تعرفين الجنون ؟



قالت : أنت الجنون بحد ذاته ... أنت الجنون .



قلت : الجنون أن نقوم بفعل, الناس كلها تتمنى أن تقوم به, لكنها تخاف ... الجنون انو نقول أشياء كل الناس تتمنى قولها لكنها تخاف ... الجنون هو الجرأة



اشعر معك باللحظة التي حلمت فيها منذ سنوات أنتظرها كالذي ينتظر المخلص يجيء من السماء

لا أعرف وجه المخلص, ولا شكله, ولا أعرف ملامحه ولا اسمه ... لكنني أ عرف انو لو جاء, حضوره سيريحني, فكوني المُخٌلِّص الذي كنت انتظره

وحدك التي حين أراها اشعر بحرارة تسري كتيار بكل جسدي لا اعرف لها سبب سواك.

حين أرى عيناك أشعر كأني اشرب كاس نبيذ أحمر ... وأنت تشبهين النبيذ كثيرا ... حبك دافئ مثل النبيذ

أنت امرأة برائحة النبيذ... أحس بطغيان رائحتك على رائحة النبيذ الأحمر تحديدا .. حين أتذوق شفتاك اشعر بطعم حامض كطعم النبيذ ... عيناك تلمعان مثل شمعة في الليل تتكسر أشعتها في كاس نبيذ أحمر في عتمة ليل تضيئه شمعة وانعكاس عيناك, ورائحتك طاغية على رائحة النبيذ الأحمر .. والنبيذ كذلك مثلك يمنحني الجنون ويجعلني أهذي بحضرته ... فالجنون نصف الحياة والحياة كلمات عيشي الكلمات حتى تصبح واقع ... تصبح بطعم الحقيقة, فالحقيقة مثل الحلم أيضا فيها سحر لا نكتشفه إلا عند وصولنا أعلى درجات الواقعية المجنون

جنون الواقع يعني أن نكسر كل الحواجز خلال ساعات, أن نكسر الحواجز التي يحتاج أي عاشقين لكسرها سنوات.

أنت شيء لا يوصف, اسميك بلحظة صليبي ... وبنفس الوقت اسميك المخلص القادم لي من جزر مجهولة.



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التكفير سلاح الجاهل ... ردا على الأستاذ محمد الموجي حول كفر ...
- علمانية الفرد العربي ... الحقيقة المرفوضة
- الأندلس الجديدة ... والطاغوت على أبواب المدينة
- لماذا أبو مازن مرشح الإجماع الفتحاوي
- الحوار المتمدن ... ويكفي أن نقول هو المكان السليم للحوار الم ...
- ذاكرة الزمن المستعار 1
- الجريمة ... حين تحاول أن تكون ثقافة لشعب مقاوم ...
- نبوءات الشهداء
- أنفلونزا
- الإيدز ... والحاكم العربي
- صدام حسين .. رجل المهمات الصعبة في صياغة المشروع الأمريكي ال ...
- انقلاب الموازيين ... جامعة النجاح في نابلس مثالا
- الأنثى والبليد
- عمل المرأة بين الرأي والواقع المفروض
- منظمة التحرير والغوص في وحل أوسلو
- الأرملة الشقراء ... وأرامل الشهداء
- القدس ... بين التدويل والادعاءات الإسرائيلية ومعضة الإنتخابا ...
- حول مشروع الشرق الأوسط والإستراتيجية الأمريكية
- أحمق ... وأحلام صغيرة
- ردا على مقالة المنظر الأمريكي شاكر النابلسي (3000 توقيع على ...


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند صلاحات - المُخٌلِّص