زكرياء الفاضل
الحوار المتمدن-العدد: 3593 - 2011 / 12 / 31 - 10:12
المحور:
كتابات ساخرة
لقد كان لخبر تخصيص الدولة المعطلين المغاربة مليار سنتيم كتعويض عن بطالتهم وقعا مفاجئا وسارا في آن واحد على نفسي. وقلت بداخلي:"ظلمنا حكومة بنكيران، ها هي تبدأ الإصلاحات المنشودة وبالتالي فإنه لم يعد لحركة 20 فبراير داعيا لتواجدها على الساحة". كما فكّرت بدعوة كل الرفاق، بمختلف أطيافهم، بالتارجع عن غيّنا والعودة إلى رحاب الدولة المخزنية ما دام أنها دخلت في طور جديد لنموها ولّى وجهها نحو متاعب الشعب المغربي.
قبل متابعة الموضوع أقول للقارئ الكريم:"صح النوم" لأن خبر تعويض المعطلين بمبالغ خيالية يتعلق، وفقط، بوزراء حكومة عباس الفاسي، غير المأسوف عليها. هذا في الوقت الذي يجوب أبناء الشعب المعطلين شوارع العاصمة الرباط في احتجاجات ساخنة، وقد حاول أحدهم، بعدما نجح في التسلل، إحراق نفسه فوق سطح مقر العدالة والتنمية بحي الليمون. بينما في نفس الأثناء يعمل معطلوا المناطق الشمالية على تنفيذ تهديدهم باللجوء إلى مدينة مليلية المستعمرة.
هكذا يكون النظام المخزني قد أظهر استنائيته وسبقه في إحداث تغييرات سياسية وإصلاحات اجتماعية من شأنها تحسين أفراد الشعب. نعم أفراد الشعب، إذ الوزراء أيضا أفراد من الشعب ولو أنهم يتميزون بكتمان أنفاس هذا الشعب.
في هذا الظرف الاستثنائي وتشكيل الحكومة الجديدة الواعدة بمحاربة الفساد، بقدرة قادر يختفي من الخزينة العامة للدولة مبلغ قدره 600000 سنتيم (ما يناهز 600000 ألف دولار أمريكي حسب السعر الحالي)، ولا أحد يعلم إلى أين توجه المبلغ؟
وللإنصاف، حتى لا نكون متحاملين على النظام المخزني بدافع ذاتي، لابد من الاعتراف بأن الدولة لم تنسى باقي أولاد الشعب، حيث أخبرت وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن أن المكفوفين والمعاقين الذين اقتحموا مقر الوزارة لا يتوفرون على الشهادة الدنيا للتوظيف مما يعني أن عليهم التوجه نحو التكافل الاجتماعي لحزب المصباح أي العيش على إحسان ذوي الحالة المادية الميسورة. وبما أن الإيمان درجات قد يزداد وقد ينقص عند أصحاب التكافل الاجتماعي، فإنه على أبناء الشعب دراسة وتحليل بعض روايات الكاتب الكبير الراحل نجيب محفوظ، لأنه من شأنها أن تعطيهم الشهادة الدنيا للتوظيف في مجال الشحاذين.
إذا كل عام ونحن بخير وسعداء بدملتنا المخزنية المستثنية من الربيع العربي.
#زكرياء_الفاضل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟