بولس رمزي
الحوار المتمدن-العدد: 3593 - 2011 / 12 / 31 - 10:10
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
مما لا شك انه تدار علي الارض المصريه معارك مخابراتيه شرسه حشدت فيها مخابرات عشر دول امريكيه واسرائيليه وأوروبيه وعربيه واسلاميه في مواجهة المخابرات المصريه بمفردها وحتي لحظة كتابة هذه السطور فأن مخابراتنا العريقه تخوض هذه المعركه ببساله وقدره صمود رهيبه وخلال سنه كامله تمكنت فيها مخابراتنا من صد تلك الهجمات المتتاليه الشرسه والتي تسهدف انهيار الدوله المصريه واشاعة الفوضي العارمه علي غرار نموذج الثوره الليبيه .
وكلما تقدمت مصر في سبيل اعادة بناء مؤسساتها جن جنونهم لانهم يعلمون جيدا ان اعادة بناء مؤسسات الدوله يعني نجاح الثوره وانتصار مصري باهر علي كل تلك الحشود المخابراتيه التي تعبث في الشارع المصري وحشدت من اجل المليارات من الدولارات التي يسيل لها لعاب ضعفاء الانفس الجاهزين الي بيع كل غالي ونفيث من أجل حفنة من الدولارات الامريكيه القذره , وللأسف نجح المال في تجنيد بعضا من المفكرين السياسيين ووسائل الاعلام المسموعه والمرئيه والمقروءه من أجل العمل علي اكمال مخطط انهيار الدوله وتفتيتها وتقسيمها وهدم الخريطه المصريه الي الابد , وسبيلهم في هذا من خلال ثلاثة محاور :
المحور الاول : نشر الرعب في قلوب المصريين
المحور الثاني : اسقاط الاقتصاد المصري
المحور الثالث: اسقاط القوات المسلحه وحروب اهليه وتدخل دولي
وللوصول لما يحدث علي ارض الواقع في الشارع المصري فالامر ينبغي علينا مناقشة المحاور الثلاثه بشكلا موجزا يصل بنا الي التعرف علي مايحاك لنا من مخطط اذا قدر الله لنا في الأنتصار عليه سوف تكون مصر قد حققت انتصارا عالميا يفوق انتصارات اكتوبر بعشرات المرات .
المحور الاول - نشر الرعب في قلوب المصريين :
بعد نجاح الثوره في ازاحة الرئيس السابق مبارك واسقاط نظامه الهش في ثلاثة ايام وانسحاب قوات الشرطه من الشارع المصري بشكل مهين الامر الذي ادي الي هزيمه نفسيه خطيره بين ضباط وافراد الشرطه , واحلال رجال الشرطه العسكريه لحماية الابنيه والمواقع السياديه للدوله ومن أجل انجاح هذا المحور تم تنفيذ الخطوات التاليه :
اولا - انتشار بلطجه ممنهجه في الشارع المصري الغرض منها نشر الرعب في قلوب المصريين الآمنين وكان ذلك من خلال خطف بعض الأشخاص والافراج عنهم في مقابل فديه ماليه , اضافة الي قطع الطرق السريعه وخطوط السكك الحديديه وسرقة السيارات من اصحابها بالقوه , كل هذه الاساليب الهدف منها ان يعيش الشعب المصري في حاله من الخوف والرعب
ثانيا – تفجير الفتن الطائفيه في بعض المناطق الملتهبه طائفيا والقابله للانفجار وتم تنفيذ ذلك بالفعل في كل من قرية صول باطفيح وحي امبابه وابوقرقاص والماريناب باسوان وماسبيرو واسيوط والهدف من ذلك خلق شرخ عميق في النسيج المصري يسهل استخدامه فيما بعد من أجل الوصول الي الهدف النهائي وهو التقسيم وكانت ادواتهم في تنفيذ ذلك تجنيد بعضا من رجال الدين ورجال الاعمال المتطرفين من الجانبين
ثالثا - نجح هذا الشرخ في استقطاب المعارضين لصعود تيارات الدين الساسي في التصويت علي اساس الدين وكان تصويت الاغلبيه لصالح هذه التيارات وحصولها علي الاغلبيه الكاسحه في المرحلتين الانتخابيتين ومن المتوقع حصولهم علي نفس الاغلبيه في المرحله الثالثه والاخيره
رابعا – ادي نجاح الاحزاب الدينيه في الانتخابات البرلمانيه , وصياح ابواق الاعلام المختلفه وسباقها المحموم نحو استضافة العديد من اعضاء تلك الاحزاب علي شاشاتها واقحامهم في مناقشات منغلقه علي موضوعات بعينها ولا تخرج هذه الحوارات عن (وضع المرأه , وضع الاقباط , السياحه والمايوه والخمر ) الامر الذي ضاعف الرعب والخوف من المستقبل في قلوب المصريين
خامسا- ظهور صفحه بلا صاحب علي الفيسبوك تحت مسمي (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) كل هدفها نشر الرعب والخوف من ذلك التيار الديني الذي نجح في تحقيق اغلبيه كاسحه في البرلمان المصري , واسجل هنا من خلال مقالي هذا براءة التيارات الدينيه من هذه الصفحه التي تستهدف فقط نشر الرعب من ذلك المجهول القادم ليحكم مصر في قلوب المصريين
المحور الثاني - اسقاط الاقتصاد المصري :
من الطبيعي انه لا يمكن ان يجتمع الاقتصاد والخوف في مكان واحد ولذلك فقد نجح المحور الاول في هزيمة الاقتصاد المصري الامر الذي ساهم في هروب رؤوس الاموال من مصر مما ادي بقدر كبير في انهيار القيمه السوقيه للاسهم وقيام منظمات الائتمان الدوليه بخفض مستوي الائتمان لمصري الي ادني مستوياته اضف الي ذلك هروب السياحه من اسواق السياحه المصريه وانخفاض معدلات التنميه من 6% قبل ثورة 25 يناير الي اقل من 2ر% في نهاية العام
المحور الثالث: اسقاط القوات المسلحه وحروب اهليه وتدخل دولي
تعمل الآن اعتي اجهزة المخابرات العالميه علي اسقاط المؤسسه العسكريه من خلال اسقاط رموزها من القيادات العسكريه المتمثله في المجلس الاعلي للقوات المسلحه التي تحكم البلاد في الفتره الراهنه من خلال الخطوات التاليه :
اولا – أن اختلال امن المواطن المصري الذي اعطي ثقته الكامله في قواته المسلحه بانها القادره علي حمايته وحفظ امنه في بداية نجاح ثورته واشعاره بانعدام مقدرة القوات المسلحه علي الارواح والممتلكات الامر الذي سوف يخلق نوعا من اهتزاز ثقة المواطن المصري في مقدرة القوات المسلحه علي حمايته مما من تأثيرات سلبيه فيما يختص بحرصه علي قواته المسلحه
ثانيا – بعد سقوط الشرطه المصريه عول الاقباط علي القوات المسلحه في ان تكون الدرع الواقي لهم , ولكن تكرار الاحداث الطائفيه علي فترات متقاربه اعطي شعور لدي الاقباط بان القوات المسلحه المصريه تغض الطرف عن تلك الاحداث المتتاليه وتهاونها في حمايتهم الامر الذي خلق شعورا عاما لدي الاقباط بان المجلس العسكري بتهاونه في حمايتهم فهو متورطا في تلك الاحداث وأصبح الشرخ عميق للغايه بين الاقباط والقوات المسلحه واضحا عقب احدث ماسبيرو في اكتوبر الماضي الامر الذي ادي الي تخلي الاقباط عن حرصهم علي القوات المسلحه كدرع واق يحميهم
ثالثا – ادت احداث شارع محمد محمود ومجلس الوزراء وميدان التحرير وتلك الصور والفيديوهات المدبره والمخططه بشكل ملحوظ وجلي , وهنا انا لا انفي وقوعها ولكن جميع هذه التجاوزات من قبل جنود القوات المسلحه قد وقعت بالفعل , ولكنني هنا اردت ان اوضح انه تم استدراج بعضا من ضباط وجنود القوات المسلحه من أجل ألوقوع في هذا الفخ المدبر من أجل اسقاطها في نفوس المصريين ووضعها في موضعا غير لائقا بها
رابعا – في حرب استباقيه قامت الحكومه المصريه بتوجيه اتهامات العماله والضلوع في هذا المخطط وتمويله لبعضا من منظمات المجتمع المدني المصريه والاجنبيه العامله في مصر وقامت بشكلا قانونيا باقتحام وبتفتيش وتحريز بعضا من الوثائق والمستندات من مكاتب هذه المنظمات المنتشره في القاهره وبعض من المحافظات دون القاء القبض علي أي من اعضاؤها واتمني من المجلس العسكري ان ينشر الدلائل كامله علي الاشعب المصري, فان الصمت لم ولن يفيدنا في هذا الامر لان الصمت من شأنه أن يضع الدوله في موضعا جديدا يهدف الي خلق رده الي الوراء تهدف الي تحجيم واخراس منظمات المجتمع المدني.
خامسا – بعد ان اعلن المجلس العسكري في بيان رسمي له بان هناك مخططا لحرق مصر يوم 25 يناير القادم اعتقد انهم سوف يعجلون من توقيت مخططهم قبل هذا التاريخ من اجل ان تحدث المفاجأه اكبر الاثر الذي من شأنه اشاعة الفوضي العارمه في الشارع المصري وذلك بتحطيم واحراق الممتلكات العامه والخاصه واشاعة الفتن الطائفيه في العديد من البقع الملتهبه في مصر ومحاولة شق التماسك القوي في لحمة وبنيان القوات المسلحه وخلق الانشقاق والحروب الاهليه لنصل في النهايه الي النموذج الليبي الذي يستدعي التدخل الاجنبي من اجل حماية الاقليات الدينيه والممر المائي الدولي والتراث الانساني المتمثل في ثلث آثار العالم الامر الذي سوف ينتهي بنا الي وضع مخطط التقسيم علي ارض الواقع
اخيرا :
اتمني من الساده اعضاء المجلس العسكري الظهور الاعلامي الكثيف علي جميع محطات التلفزه والفضائيات المصريه ومكاشفة الشعب المصري لما يحاك لمصر من مخططات وانا اثق في فطنة المواطن المصري والتفافه حول قواته المسلحه في مواجهة تلك المخططات الراميه الي هدم الوطن واسقاطه الامر عن جد في منتهي الخطوره ويجب اشراك الشعب في مواجهة تلك الهجمة الشرسه التي تواجهها البلاد وقد اعذر من انذر واللهم ما بلغت اللهم فاشهد
بولس رمزي
#بولس_رمزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟