أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الزهرة الزبيدي - مسرح الخبز والدمى














المزيد.....

مسرح الخبز والدمى


محمد عبد الزهرة الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3593 - 2011 / 12 / 31 - 01:06
المحور: الادب والفن
    


كان ظهور المسرح الأسود من منشطات المسرح الاميركي وخصوصا بعد أن تلقى دعماً من مشروع المسرح الفدرالي حيث نشطت فرق منها ( مسرح فنون منهاتن ) ( ومسرح الزنوج الاميركان ) بيد أن تلك الحركة لم تستمر طويلاً في نشاطها بسب عدم استقرار الدعم المالي لها وبسب محاربتها من قبل الجنس الابيض . وفي الستينيات عادت الحركة إلى نشاطها بتأسيس فرقة ( معهد فنون الزنوج – ريبتوار نيويورك ) ثم تأسست ( فرقة الطاقم الزنجي ) وكان من نتائج نشاط مسرح الزنوج وتزايد الوعي الفني لدى الزنوج واهتمامهم بالامور السياسية والاجتماعية/ ظهور مجموعات ما سميت ( المسرح المتطرف ) التي كان من اهدافها تغير المجتمع ومن تلك المجوعات ( مسرح الخبز والدمى )الذي اسسه (بيتر شومان) عام ( 1961) في ( نيويورك) ( وفرقة فرانسسكو للمايم ) ( وفرقة المسرح الجنوبي الحر (1) .
وبهذا يكون الخبز ومسرح الدمى، مسرح سياسياً حمل بعداً ايدولوجيا في قضايا المجتمع الاميركي، ويمثل حركة ناشطة منذ الستينات ، والمتمركزة حاليا في ( غلوفر ) ، ( فيرمونت ) ، في الولايات المتحدة الأمريكية، واستمد اسم الخبز و مسرح الدمى من ممارسة هذا المسرح و طقوسه الخاصة ، فاهمها عملية توزيع الخبز المجاني على الجمهور قبل البدء في المسرحية ، و هو أداء أو وسيله للاتصال ولخلق مجتمع بين الجمهور و طاقم الممثلين .
ويقول ( شومان ) (( نريد أن نكون قادرين على أطعام الناس )) و للتأكيد على مبدأ إن المسرح و الفن أساسي في الحياة كما الخبز. وقد قدمت عروض هذا النوع من الدراما في المسارح والشوارع ، وبهذا يتجاوز هذا المسرح فضاء القاعة لتنقل العروض إلى الفضاءات المفتوحة.
وخرجت هذه الفرقة إلى شوارع ( نيويورك ) بمواكبها ومسيراتها من الدمى العملاقة والمسرحيات القصيرة في المواضيع المعاصرة فقد أراد ( شومان ) أن يقدم مسرحياته للناس وهم في طريقهم إلى العمل أو للعائلة وهي تقضي ساعة من الوقت في المنتزه .
كانت ( فرقة مسرح الخبز والدمى ) تعتمد على الدوام ممثلين غير محترفين ( هواة ) يتباين عددها بين(15 إلى 100) ممثل وتحدد الفرقة دولارا واحداً لكل مسرحية تقدمها في الداخل ولا تطلب شيئاً عن أعمالها التي تعرض في الشوارع . إن الفضاء الوحيد الذي رفضه ( شومان ) هو المسرح التقليدي . ويقول إن مسرح الدمى هو امتداد للنحت . تصور كاتدرائية ما لا بوصفها مكانا دينياً مزوقاً وإنما بوصفها مسرحاً يحرك محركو الدمى المسيح والقديسين والتماثيل الناتئه على صورة إنسان أو حيوان الذين يتحدثون إلى المتعبدين وهم بذلك يشتركون في طقوس الموسيقى والكلمات .
ويرتكز ( مسرح الخبز والدمى ) على عمود أساسي واحد ، الدمى ، فهي حجر الأساس، تستخدم لنقد و السخرية اللاذعة لظاهرة سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية، يتم صنع الدمى وفقا لمعايير المجتمع الموجود فيه المسرح، فيستخدم الممثلين و محكرين الدمى البيئة المحيطة و المواد البسيطة جدا لبناء الدمى المعبرة عن مجسمات ترمز او تمثل ظاهرة او شخصية معينة.
ففي بعض الأحيان مكونات الدمى من القمامة، و المواد التي يعاد تصنيعها مثل علب التنك و البلاستيك، و قصاصات ورق و أقمشة زائدة ، فلذلك يعد هذا المسرح من أنواع المسرح الرخيص، فيكون ممثليه (الدمى) من ما يوجد من مواد أنتجتها الطبيعة أو تريد التخلص منها في ذلك المجتمع، و يعتبر الشارع هو المسرح الأساسي للعرض، فالمسرحيات موجه إلى الشعب و بشتى طبقاته، و أهمها الطبقة العامة، لأنها الأكبر، و التي تنخرط في الظاهرة المناقشة بشكل مباشر، و بإمكانها تغيير الواقع و الثورة عليه .
استخدم شومان استكشات الاستعراض المنوع ( الفودفيل ) والتمثيل الصامت ليؤرخ تقدم الإنسان حتى نهاية العالم عندما يلقى بالناس الأشرار في الجحيم- وصور هذا المشهد باستعماله الدمى الصغيرة التي تسقط من ارتفاع شاهق في مركز القاعة- في حين يكتشف الناس الصالحون الذين اهتدوا إلى الجالسين في القاعة في الخلق وهم يتقنعون بأقنعة ويصفقون بأدب.
عندما يصل ممثلو مسرح الخبز والدمى إلى مكان ما بعد ان يكونوا قد اجتذبوا حشدا من الناس يدعوا ( بيتر شومان ) متطوعين ليساعدوا في بناء الدمى ويشاركوا في التمثيل , ويطلب مكان يبنون فيه وان يستضاف وفرقته, ويمضي فيما بعد في ترتيب الأداء حول الشخوص الأساسيين من الممثلين الاعتياديين في الفرقة بمساعدة الكثير من المتطوعين وبهذه الطريقة يشارك الناس الموجودين في مكان العرض.
وقد اعتمدت الفرقة منذ(1970-1974) على بعض الممولين والمؤسسات التي ساعدتها لغرض الاستمرار والتواصل ,كما كانت تهدف الفرقة لخلق نوع مسرحي جديد يعتمد الفن والحياة بمزجهما معا.
لقد كانت برامج تتيح لها الاشتراك في التظاهرات السياسية فعليا وكذلك في اللقاءات التي تنزل فيها مع الجماهير في تجمعاتها .
ومن أهم عروض تلك الفرقة :
1. الحريق في السنوات (1962-1966-1967-1968) وهي صرخة احتجاج ضد الحرب في فيتنام.
2. جان دارك (1974) .
3. فينوس (1980) .
4. غويا (1980) .



#محمد_عبد_الزهرة_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم النقد المسرحي بين الفكر والمنهج
- قلب يبعث المطر
- بين ثنائية الجزء والكل .. المسرح لم يخرج من عباءة الدين
- رائد الحركة الموسيقية في العراق : الفنان طارق الشبلي
- الفنان مجيد العلي رائد الحركة الموسيقية في العراق .
- السحر .. الاصل والتكوين في جماليات الفن ؟
- الجمال بين الفن والمجتمع
- الفولكلور والتراث .. جدلية الحضور والغياب
- ماهية الفولكلور ( المأثورات ) - الثقافة الشعبية .
- سلاما ً يا من أنا .. كلي أنت
- قلتها لك ..
- الأمس كان غداً في مسرح البصرة ... حوار مفتوح مع الناقد المسر ...
- المسرح والتعزية الحسينية .. وتصادم الحضارات
- نرجس لكل قلب
- تيارات الجدة التجريبية في المسرح الأوربي
- الجدة التجريبية واثرها في المسرح العربي المعاصر
- صراع الفلسفات في الحركة النقدية المعاصرة
- ِبناء الأيديولوجيات في الفكر المسرحي المعاصر
- التجليات الجمالية للمضامين في المسرح السياسي
- جماليات الأستجابة في دائرة الطباشير القوقازية ..( برتولد بري ...


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الزهرة الزبيدي - مسرح الخبز والدمى