|
نبعاث القومية الاندلسية
صلاح الصادق الجهاني
الحوار المتمدن-العدد: 3592 - 2011 / 12 / 30 - 12:48
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
الاثنين 2/ 1 /1492 ذكري تسليم مفاتيح غرناطة ونهاية الكيان السياسي للأندلسيين في الأندلس سلم عبيد الله مفاتيح غرناطة مرغم بعدما دافع عنها دفاع الإبطال لا كما يصفه التاريخ العربي، واحتفظ الأندلسيين بمفاتيح بيوتهم ولم يفرطوا بها جيل بعد جيل ملايين الصرخات تولت نحو الشرق والجنوب لإنقاذ غرناطة راحت صدي . صرختان أطلاقهم بلاس إنفانتسي باريث دي بارغا " " عاشت الأندلس حرة عاشت الاندلس حرة " ، عندما أطلقت علية فرقة من كتائب الإعدام للجنرال فرانكو عندما احتلوا اشبيلية سنة 1936م عاصمة إقليم الأندلس بعثت القومية الأندلسية من جديد في دماء الاندلسيين، انفانتسي اسم لا يعرفه الكثير من مؤرخينا العرب ولا يعرفه سوي مغرم ومجنون مثلي بالإرث الأندلسي النفيس والعظيم الذي يضلل بضلاله الموفورة بقعة تمتد من تشيلي حتى الفلبين ارث حمله أبناء هذه الحضارة في شتاتهم العظيم تمتد أسمائهم كمنارات علم وتنوير من سيدي الأندلسي حتى سيدي غازي مرورا بسيدي مرسي ابو العباس نسبة إلي مدينة مرسية وسيدي ألشاطبي من شاطبة وسيدي بشر من البشارات كان تميز أهل هذه الحضارة يتمثل في وصية الفيلسوف ابن ميمون لابنه وهو ذاهب للحج ألي القدس " يأبني لا تخالط ألا أبناء جلدتك من اليهود الأندلسيون واترك معادهم بلاس انفانتسي مثله مثل أبناء جلدته شم رائحة عبق التاريخ في ثراء الأندلس وتميزها في مأكلها وتأنقها وعادتها وفي أحجار قصر الحمراء ومعمراتها التي تأخذ الألباب ورقيقة وآمنة وتخاف من الحسد وناعمة مثل الأنفاس جمعت بين الخضرة والماء والوجه الحسن تعرف انفانتسي علي كل ذلك السحر علي الأندلس المفقودة إثناء أقامته في غرناطة التي لا يعرف الكثير منا سوي البكاء علي الإطلال
تميز يشعر به كل أندلسي تجاه الآخرين وخاصة المستعمر القشتالي وأخذ شعوره الفطري شكل الهوية الإسلامية الأندلسية وفي تهيئة لمباراة العدالة ، زار إنفانتي أشبيلية و قرطبة و مجريط ، واجتمع بزعماء الحركة الأندلسية ، وأصبح يعتقد أن الهوية الأندلسية ليست هوية عرق أو دم، لكنها هوية (وجود) و(معرفة). وفي سنة 1907 زار إنفانتي أشبيلية فوجد فيها نشاطًا فكريًّا كبيرًا: جمعيات شباب لدراسة تاريخ الأندلس، و"ألعاب وردية" تلقى فيها الخطب الحماسية الأندلسية. و في سنة 1909، فتحولت هذه الألعاب بحضوره إلى احتفال قومي أندلسي. في سنة 1910 عُيِّن إنفانتي عدلاً في بلدة قنطيانة، فسكن أشبيلية القريبة منها، وأصبح ينتقل بين البلدتين ، تأثر إنفانتي في أشبيلية بمفكريها الأندلسيين ، و ساهم في أنشطتهم الثقافية ، و في 28-11-1913 ، قُبِل إنفانتي في مجلس المحامين ، و في 23-3-1914 ، ألقى خطابًا في "أتينيو" أشبيلية عن "النظرية الأندلسية" كان أساس كتابه التاريخي عن القومية الأندلسية ، و في نفس السنة فتح مكتب محاماة في أشبيلية ، و في سنة 1914 ، ظهرت الطبعة الأولى من كتابه "النظرية الأندلسية". في 15 سبتمبر 1923 في ذروة معارك الريف ضد المستعمر الأسباني في المغرب، زار إنفانتي قبر المعتمد بن عباد في أغمات بالمغرب، حيث تعرَّف على بعض أبناء الأندلس، فقرر إشهار إسلامه على أيديهم، ثم حاول بعد إسلامه ربط الحركة الأندلسية بالحركات الإسلامية والعربية.هجمت فرقة من الكتائب الإسبانية على إنفانتسي في بيته دار الفرح بقرية ديل ريو، وساقته إلى أشبيلية، حيث سجنته، وأعدمته رميًا بالرصاص يوم الاثنين 11 أغسطس 1936 دون محاكمة بأمر من قوات فرانكو عندما استولت على أشبيلية في بداية الحرب الأهلية الأسبانية انتهت حيا أبو القومية الأندلسية الحديثة والتي عاش فيها ليشاهد أثار ما تركته القمع الوحشي للمستعمر القشتالي بثورة أبناء الأندلس ، مات وبقي فكره الأندلس اليوم إقليم مستقل ذاتيا بسبع مقاطعات له علم ونشيد علم يمثل علم غرناطة في الأيام الخوالي علم اخضر يتوسطه اللون الأبيض حراك كبير الآلاف من أبناء الأندلس يدخلون الإسلام الآلاف من أبناء الأندلس في شتات يطلبون بحقوقهم كم نصت عليها وثيقة تسليم غرناطة ويطالبون بالاعتذار عن الجرائم التي اقتفت بحقهم أولها جرائم محاكم التفتيش وإجلاءهم عن وطنهم قسرا ومنحهم الجنسية البلد الأم كل تلك الحقوق بعدما وقع الملك فيليب الثالث يوم 22 سبتمبر 1609م, الذي إعلان فيه ميلاد أول دولة عنصرية في التاريخ. بموجب هذا القرار, لا أحد من أعضاء "الأمة المورسكية" يستطيع الإقامة على الأراضي الخاضعة للسيادة الإسبانية, يقع تحت طائلة الموت. المسئول الرئيسي عن هذا الظهير لم يكن الملك فيليب المهووس ديني, و إنما الدوق دي ليرما. مهندس تلك الجريمة ولجهله لتاريخ وماذا يفعل التعصب وهوس الديني بعدما اعطي قشتالة القوة عندما طرد المسلمين ابناء جلدتهم من ديانات الأخرى من عمال مهارة بثت الحياة في اقتصاد قشتالة الميت يعود ليقع في نفس الخطاء ليرسل هولاء مره أخرى لغرناطة ليستمر وجودها 250 سنة ولتبقي صامدة ومعقل منيع الكثير بحث في هذا الإرث من معاهد ومراكز للدراسات وان كان نصيب المسلمين فيها قليل بالنسبة للدراسات الأجنبية أسماء لامعة مثل عبدا لجليل التميمي المورسكي التونسي طه حسين اليوم الآلاف يتعرفون علي أصولهم وتاريخهم المشرف ويتعرفون علي تلك المسحة التي تميزهم عن غيرهم في كل شي ، قال احدهم يصف الأندلسيين ( أن الأندلسي تستطيع ان تعرفه حتى عندما يتساوي البشر في الطواف وسط الآلاف من من يطوفون علي الكعبة في تأنقه ومشيته وسلوكه الذي يتعلم منه الآخرين ) الظلال الموفورة لحضارة الأندلس ترخي ظلالها ونسيمها في كل إنحاء العالم ،والملايين من أبناء هذه الحضارة التي كانت منارة للبشرية في شبق لمعرفتها عائلات كثيرة قبلتهم في حي رشيد باشا من مسلمين ويهود مازالوا يحتفظون لمفاتيح بيوتهم ويورثونها لأبنائهم جيل بعد جيل يكلمونهم عن قصص توارثت جيل لجيل عن الفردوس المفقودة . للعرب كان نصيب كبير فيها أعطي العرب لتلك الحضارة الكيان السياسي الذي ازدهرت فيه وأعطها اللغة والثقافة التي لونت كل مناحي الحياة وكانت بوتقة انصهار فيها الجميع في تسامح واستمتع بالحياة ، الآلاف المخطوطات في الارسكويل المكتبة الملكية في مدريد تحوي أسرار هذه الحضارة وأخري في كل الدنيا التاريخ لم ينصف الأندلسيين الذين كانوا بناة العالم الجديد فأول للغة نطقت في أمريكيا هي العربية سئل بها الهنود الحمر عندما نزل كريستوف كولومبس علي أرضها ومرشده المورسكي يسال الهنود معتقد نفسه في الهند أول اسم فى العالم الجديد أطلقه الأندلسيين علي سفن كولومبس عندما رواء جبال جزيرة كوبا وصاحوا ( قباء ..قباء ) فسميت بذلك بعد تحريف بالكنه ألاتينية كوبا في كل مدخل في تشيلي سلفادور المكسيك في العالم ألاتيني تقابلك الأندلس حملوا الأندلسيين حضارتهم معهم وشكلوا بها الأقواس ومقرنصات والمعمار الأندلسي المتميز الذي كان رقيق مثل الأنفاس وساحر به الماء والخضرة والجمال وكانت نتاج لمعمار هندي ، بيزنطي ، امازيغي، قوطي ، حملوا معهم أيضاء عدة الخيول والفرس العربي الأصيل الي تلك البقاع البعيدة ولازالت صورة الإخلاص تكتب ألي ألان علي ركاب الخيل . حملوا معهم شبقهم للحرية والفروسية (زورو) البطل الاسباني الذي كان يكافح الظلم لمستعمر الاسباني حتى في العالم الجديد ويجسد الفروسية العربية في الشهامة ونصرت المظلوم الدماء بني ألزيري حكام غرناطة الامازيغ الأندلسيين تسري في عروقه حتى الزخارف الأندلسية مازالت في كل مكان في ذلك العالم بعدما هاجروا بها من ظلم محاكم التفتيش وكان أوائل هولاء مساجين غرناطة الذين وهبتهم ابزابيلاء لكولومبس ليكونوا بحار سخرهم في التجديف نحو العالم لجديد كولومبس شاهد سقوط غرناطة قال قولته الشهيرة ( أنكم تهدمون حضارة عظيمة ) ازدهارا العالم الجديد واضمحلت اسبانيا بعدما فقدت أبنائها المهارة قصة سلفستر الثاني بابا الكنيسة الكاثوليكية الذي درس في قرطبة وتعالم العربية في دراسته للقران واسلم سر وعندما جاء وفد من كرادلة ليبلغوه عن انتخابه صارحهم بالحقيقة فأصروا علي ان يتولي البابوية رغم ذلك لعدم وجود مثله في العلم حكم سنتين كتب في رسائله البسملة علي شكل حروف وعندما سئل عنها قال هذا شي بيني وبين الرب بعث السفارات والطلاب الي قرطبة للتعلم وصنع محطات علي طول الطريق بين رومه وقرطبة ومات وسره لم يعرفه إلا القليل . يحتفظ لنا التاريخ باليسير منه ، ليبيا تحتفظ بالكثير في تاريخها للأندلسيين ففي كل مكان تجد الأولياء وقبور أبناء الأندلس من مولاي محمد حتى سيدي الأندلسي في تاجوراء الي سيدي غازي التي سميت علية الحبيبة بنغازي إلي درنة المدينة الأندلسية الخالصة الي سوسة التي سكنها أوائل الأندلسيين وسمو كريت بعدما عاشوا في جزيرة كريت لقرون الذين شكلوا خارطتها الديمغرافية الحقيقية التي لم يكشف عنهم النقاب وكانت هذه الخارطة فريسة للإسقاطات القومية التي تدفع في اتجاه واحد وتغيب عنه الحقيقة مثلما يغيب التاريخ عندما يرتبط بالسياسة ، ولا نري صوره لهذا الانبعاث إلا في دراسة يتيمة من المؤرخ فرج نجم ظهرت علي شكل كتاب ،في جعبتي بحث سوف انشره وهو في طور الأعداد عن تصحيح اكبر مغالطة تاريخية عن سكان سوسة والذين يرجعون ألي أصول أندلسية ومن أقدم الهجرات منذ عهد أوائل الدولة الأموية في الأندلس سيكون الأول في كشف هذه الحقائق انه انبعاث لحضارة تشكلت خلال 820 عام في كيان سياسي سقط سن1492 ولكن بقي الكيان الحضاري شامخ وان علاه الصدأ بعض الوقت فسرعات ما عاد عند مسحة يبرق مثل الذهب ، فالتاريخ مثل الطبيعة تماما أفضل شي للحفاظ علية أن تتركها كما هي والتاريخ أفضل شي أن تكتبه كما هو
#صلاح_الصادق_الجهاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أول ثمار الربيع العربي
-
اشكالية اعتراف الصين بالمجلس الانتقالي
-
البعد الاقتصادي للأزمة المالية العالمية وانعكاساتها علي النظ
...
-
ملخص دراسة للحصول علي درجة مجستير بعنوان ظاهرة الاسلام السيا
...
-
االامازيغ الأرث العظيم
-
الموقف التركي من الثورة في ليبيا
-
سر الثورات العربية
-
الجماعات المتميزة والاقليات في ليبيا ( من مظور الامن القومي
...
المزيد.....
-
من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد
...
-
نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا
...
-
-لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف
...
-
كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي
...
-
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص
...
-
ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
-
مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
-
إيران متهمة بنشاط نووي سري
-
ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟
...
-
هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|