أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر جاسم محمد العبيدي - مزامير مرهونة














المزيد.....

مزامير مرهونة


عمر جاسم محمد العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3590 - 2011 / 12 / 28 - 22:03
المحور: الادب والفن
    


ماجستير في التاريخ الحديث - جامعة الموصل - كلية الاداب
المزمور الأول
(اللامكان)
لا تهتم لن يراك احد ، لن يسمعك احد ، كل ما عليك فعله هو ان تضع تلك الأشياء التي اتفقنا عليها في مكانها ، و أنا أعدك بانهم سيرضون عنك ، كما أخبرتك من قبل ، فأنت أسطورة العهد الجديد ، ولكن اسمع هذه النصائح مني ، لتكون مصابيح طريقك ، ودليل مسارك : أبدا : لا تسأل لماذا ، لا تقل كيف ، لا تفكر حتى ، فقط قل مايقوله لك ، وافعل ما يأمرك به ، اكسب رضاه بكل الطرق التي اراها لك مناسبة ، عندما يتكلم اخشع له بكل حواسك ، انظر اليه دون ان ترفع بصرك اليه ، استمع له دون ان تحرك أذنيك ، وافقه دون ان ترفع يديك ، قف أمامه دون حراك .
ولكن يا سيدي.......؟
لا تتكلم ، اصمت ، اخرس ، ماذا تظن نفسك كي تسأل ، انت لا شيء مقارنة باي شيء ، انت مجرد حشرة امام اصغر من اصغر شيء ، الم اقل لك الا تتكلم ابد ، الكلام هنا يودي بك الى حيث لا تعلم ، كفى واذهب الان وافعل ما امرتك به ، ولا تعد الا ومعك ما اتفقنا عليه ، واعلم ان بدونه لن ترا الا ما لا تحمد عقباه . أنت طيب القلب وانا اثق بك ، اعتمد عليك في كل الكبائر والجلائل من الأمور فأنت صنيعتي وانا أعرفك جيدا ، وأنهم ينظرون إليك بالعيون الواسعة ، وينتظرون منك الكثير الكثير ، قليل هم الذين يشبهونك ، فأنت مطيع الى حد الخضوع ، وعيناك ملؤهما الرغبة بالعمل.
خرج سلمان من عنده وهو يتلمس طريقه نحو الهدف المنشود ن تقوده الصرخات التي أطلقها ذلك الشيء عليه ، يحذوه الأمل من كلامه عن الذين سيرضون عنه ، ما إن وصل طريقه ، حتى وجد ما لم يكن يتوقعه ، فالمكان مليء بالذي يخشاه ، وقبل إن ينهي مهمته ، فارق الحياة متأثرا بجروح بليغة أصابت الدماغ من ثلاث جهات ، تلفظ أنفاسه وروحه تخرج بهدوء عجيب .
في اليوم التالي تبين من خلال التقرير الشرعي أن ذلك الشيء الذي أصاب دماغه صنع في ثلاث مصانع متطورة ، لا تلتقي أبدا ، ولا يمكن أن تلتقي الا في مكان واحد ، هو " دماغ سلمان " .
كان هذا اللاحوار بين جندي وأميره .
لم تنتهي القصة بعد ...............................


المزمور الثاني
(الفلسفة)
يهمني قبل البداية ان ازيح الستار عن سر كبير لم يعد سرا ، كي لا تتوهموا أن صراحتي التي اشتهرت بها مبعثها غفلة او سذاجة حركية أوقعتني في حبال الأسلوب النمطي ، لكون مرسوم على قطعة كبيرة من الأسئلة ، التي نريد الاجابة عليها ، لا عليك اسأل ما شئت ، اطرح ما بدا لك من الافكار ، تأمل في كل شيء ، ناقش كل شيء ، فاليوم نحن في عصر جديد هو عصر النهضة الفكرية ، والأسلوب الواعي الذي يستنطق العقل و الذي تعطل لوقت طويل ، ان العقل يا صديقي هو اساس الاقتران الطبيعي للكون ، فمنه تفهم الاشياء وتدرك الحقائق ، واليه تعود اذا اختلطت عليك المسائل ، فلطالما قام أجدادنا بتحكيم العقل في المتشابك من الامور ، وها نحن الان نعيد مجدهم من جديد ، ننطلق من حيث انتهوا ، لنكمل طريقهم ، انت يا صديقي شعلة المستقبل المشرق ، فنحن لسنا كالصومعي المقفل ولا كالناسك المغيب ، لسنا سوى مخلوقات تريد فهم الحقيقة ، واعلم ان الفلسفة بحر في شطآنه التيه والهلاك وفي أعماقه النجاة ، لا تصدق ما يقال حتى ترجع الى عقلك ، حتى الأسطورة لا تصدق انها خرافة ، فكل أسطورة قد انطلقت من جوهر حقيقي تحول على مرور الايام الى أسطورة لان من أراد ان يلغيه غيب العقول ، وتحكم بمصيرها نحو الهذيان ، سأعطيك اليوم مثالا ، اذهب اليوم وتفكر في ماهية الكون وابحث عن أصله ، وتأمل في اختيارية الإنسان من جبريته ، استنطق عقلك لفهم ذلك التناقض الكوني الذي أصبح مسلمة غير قابلة للبحث .
نعم يا صديقي ، أومأ سلمان برأسه مظهرا تأييده لصديقه حكيم ، وأضاف قائلا :
ان ما تقوله كان يدور في راسي منذ زمن ، لم أكن أجرؤ حتى على التفكير فيه ، أما الان فسوف أعود وأتفكر وأعلن أنني دخلت نطاق العقل .
صنع سلمان مثلما اخبره حكيم ، فوجد نفسه يسير في الصحراء وحيدا ، حتى حكيم لم يكن معه ، جعل يسير و لا دليل يقوده نحو الهدف المنشود ، فاستفاق على بركة من الماء عجز عن أن ينهل منها خلا قطرة واحدة.
بعد ان عُثر على سلمان ، تبين انه اصيب بوعكة صحية اثرت في دماغه مرة اخرى بعدما تماثل للشفاء جراء الانفجار الذي اصابه منذ سنتين ، ودخل في غيبوبة مرة اخرى ،وتعرض لجلطة دماغية اصابت هذه المرة خلايا الدماغ اليسرى ، اذ اصبح عن عاجزا عن التذكر. وتبين من التقرير ان هنالك حشرة لدغته في راسه تعود اصولها الى المناطق المنجمدة من الكرة الارضية ، وهي لاتستطيع العيش في المناطق الدافئة لذلك تسببت في تسمم ادى الى ايقاف خلايا دماغ سلمان.
لم تنتهي القصة بعد ...............
المزمور الثالث
(الهرطقة)
هل يمكن أن أسأل هذا السؤال ، ان كان الله قد بعث لكل امة نبي ، وانه وعدهم انه لن يحاسبهم إذا لم يبعث فيهم من يبلغهم برسالته ، فما حكم أولئك الذين لم يبلغوا ، ما حكم أولئك الذين يعيشون في غابات الأمازون حياة بدائية ؟ ما هو حكم انسان نيادرتال الذي عاش في زمن لا اعتقد انه قد رأى نبيا أو رسولا ، او حتى إشارة تدل على ذلك؟ كيف نتبين انهم لن يعذبوا في النار ، أن عذبوا ولم يبعث فيهم رسول ، فأين عدالة الله من كل هذا ؟
كان هذا هو السؤال الذي طرحه سلمان على أستاذ الفكر الإسلامي ، المشهور ، عبد الفتاح المأمون .



#عمر_جاسم_محمد_العبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا والاحلاف العسكرية الدولية والاقليمية(الحليف الاستراتيج ...
- الهزل المقدس
- عبد الرحمن الجبرتي مؤرخ الحملة الفرنسية يبشر بالعلمانية في م ...
- الكنائس والاديرة في الموصل العهد العثماني (1516-1918) ثنائية ...
- كيسنجر والصراع العربي-الاسرائيلي (رؤية لما قبل الربيع العربي ...
- نظام التعليم في فرنسا (ظهور العلمانية واختفاء الدين)
- دعوة مفتوحة لسلام شامل واستئصال مصطلحات النزاع الشامل
- العمل التطوعي ودوره في تنمية المجتمع ..تجارب شخصية في الموصل


المزيد.....




- أفلام رعب طول اليوم .. جهز فشارك واستنى الفيلم الجديد على تر ...
- متاحف الكرملين تقيم معرضا لتقاليد المطبخ الصيني
- بفضل الذكاء الاصطناعي.. ملحن يؤلف الموسيقى حتى بعد وفاته!
- مغن أمريكي شهير يتعرض لموقف محرج خلال أول أداء له في مهرجان ...
- لفتة إنسانية لـ-ملكة الإحساس- تثير تفاعلا كبيرا على مواقع ال ...
- «خالي فؤاد التكرلي» في اتحاد الأدباء والكتاب
- بعد سنوات من الغياب.. عميد الأغنية المغربية يعود للمسرح (صور ...
- لقتة إنسانية لـ-ملكة الإحساس- تثير تفاعلا كبيرا على مواقع ال ...
- مصر.. وفاة منتج فني وممثل شهير والوسط الفني ينعاه
- فنان مصري شهير يقع ضحية الذكاء الاصطناعي ويحذر جمهوره (صورة) ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر جاسم محمد العبيدي - مزامير مرهونة