غسان سالم
الحوار المتمدن-العدد: 3590 - 2011 / 12 / 28 - 17:27
المحور:
كتابات ساخرة
يتوقع المتنبؤون في بداية كل عام، العديد من الأحداث، حيث يتوقعون رحيل زعماء وسقوط اخرين كما تحظى اخبار المشاهير من عالم الفن وغيره توقعاتهم التي يؤكدونها بتصاريح ساخنة من النجوم والأفلاك.
كما يطلق العديد من الناس أمنياتهم التي ياملون تحققها في العام الجديد، الذي يريدونه مختلفا عن سابقه، وان يكون أفضلا في الصحة والمال والمناصب والعلاقات.. الى اخر قائمة الحالمين.
على اية حال، هذا هو حال البشرية منذ ان كان جدنا يسير معكوف الظهر ويلتقط الثمار كي يستمر في الحياة، حينها كان جدنا ذلك، له أمنيات يأمل ان تتحقق، ولربما يقول البعض "لم يكن يعلم ذلك الإنسان بالتاريخ، ولم يقوم الأيام بعد؟" ومع ذلك فاني اجزم بانه كان يحلم، ويتوقع، والا لما انتصب ووصل لما وصل اليه اليوم.
تثير توقعات المنجمين الكثير من الاهتمام عند اغلب الناس، وان كان البعض يهتم بها من باب التسلية، لكن هناك في داخل كل انسان رغبة لمعرفة ما سيحدث، ان كان على المستوى الشخصي او محيطه.
فعندما تتصفح اي موقع على الشبكة العنكبوتية لابد ان تجد تنبؤات المنجمين في احدى زواياه، ليس فقط الابراج التي تغازل القراء، بل حتى تنبؤات شيوخ هذا الكار المرتبطة بالسياسة والاقتصاد وحتى مواضيع نهاية هذا العالم.
لقد اصبح التنجيم رائجا اكثر بتقدم العلم والمعرفة، ويستغل شاغليه الادوات العلمية للتاكيد على ما يقولونه.
واشهر المتنبئين في العالم هو بالتاكيد "نوسترا داموس" الذي انتهت تنبؤاته بناهية القرن الماضي.
واليوم هناك متنبئين طفاحلة لهم وزن ولتنبواتهم رنة وشهرة، والعديد من رؤساء وملوك العالم يستشيرونهم في العديد من القضايا والمسائل المصيرية، وهم بالتاكيد لا يقدمون استشاراتهم هذه مجانا، وان لم يعلنوا عن ذلك صراحة.
وعندما تتابع احداث سنة "2011" نجد ان هؤلاء المتنبئين لم يستطيعوا التنبؤ بالثورات الحاصلة في العالم العربي، على الرغم من حديثهم برحيل بعض زعمائه، لكن اليوم نجد اغلبهم بدأوا بتنبئاتهم انطلاقا من الحراك الشعبي في هذه البلدان، ويعلنون بان هذا الزعيم سيسقط قريبا وذلك سيوافيه الاجل وهو في الحبس، وآخر ينقلب عليه وزير خارجيته، وغيرها من الاحداث التي تستمد وحيها من النجوم ويربطها شيوخ هذا الكار بالربيع العربي.
على اية حال "كذب المنجمون ولو صدقوا" ورغما عن ذلك تبقى تنبؤاتهم مادة ضرورية في وسائل الاعلام ومشوقة للجمهور، وان كان للتسلية فقط، وهي ليست كذلك دائما.
#غسان_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟