أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - الربيع الخريفيّ














المزيد.....


الربيع الخريفيّ


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 3589 - 2011 / 12 / 27 - 22:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ثمّة مَن لامني لاستعماليّ اصطلاح "الربيع الخريفيّ" العربيّ في مقاليّ الأسبوعيّ السابق، ووعدت اللائمين بأن أشرح وجهة نظري من "الربيع العربيّ" في مقال ربيعيّ خاصّ، على أمل أن تتكامل وجهة نظري مع وجهات نظر أخرى، ونؤول معًا نحو الحقيقة المستقلّة عن رغبتي/هم ورأيي/هم.
• أوّلًا، لم تمطر البلاد العربيّة ديمقراطيّة في أيّام البؤس والليالي المظلمة...لم نشهد سيرورات ديمقراطيّة تحرّريّة في الشوارع أو في الساحات أو في السجون أو في نوادي الحركات والأحزاب الثوريّة ... لم نشهد تراكمات ثوريّة تستدعي طفرة ثوريّة، رغم سقوط النظام، وإجراء الانتخابات الديمقراطية و... لقد كان هدم النظام سريعًا، لكنّ البناء الديمقراطيّ يحتاج إلى الكثير من الوقت والممارسة والثقافة والمؤسسات والسلطات... لا تشير البوادر الأوّليّة للتطوّرات إلى سيرورة ديمقراطيّة تفضي إلى نتيجة ديمقراطيّة، أو دكتاتوريّة عادلة ورحيمة تبعث إلى انتعاش اقتصادي، كما في سنغافورة أو هونغ كونغ، لذلك وسم سقوط الأنظمة العربيّة "الجمهوريّة" بمؤازرة ودعم بعض الأنظمة "الملكيّة" العربيّة بالربيع هو مجاف للحقيقة، وبالتالي لم يتشبّه "الربيع الخريفىّ" العربيّ بالربيع الأوروبيّ سنة 1848 أو بِـ"ربيع" براغ سنة 1968 أو "ربيع" تفكّك المعسكر الاشتراكي سنة 1989-1990.
• ثانيا، رغم أنّنا سمعنا أصواتَا لا بأس بها من مواطنين ومفكّرين ومتحدّثين باللغة الانجليزيّة... تنادي بالحريّة والديمقراطيّة والعدل وبإنهاء الفساد ... وتتعامل بالفيسبوك والتويتر و...والفضائيّات في الساحات والميادين، إلا أن غالبيّة من قام بالهبّة الشعبيّة، التي فاجأت استخبارات الغرب وإسرائيل، هم من رعايا " أهل الكهف" الذين يستهجنون الكهرباء ويتمنّونها... ويتعاطفون مع "الإسلام هو الحلّ". لذلك ليس غريبا أن تفوز الحركات الإسلاميّة بأكثر من 60% في أوّل انتخابات ديمقراطيّة في كل من تونس ومصر. فمصر مقبلة على نظام استبداديّ أشدّ وأقسى من نظام مبارك السابق، بيد أنّنا لا نستطيع اليوم أن نتكهّن أيّ احتمال من الثلاثة ستكون وجهة مصر المستقبليّة؛ هل ستكون إسلاميّة ظلاميّة؟ أم عسكريّة دكتاتوريّة؟ أومن بعد الصدام فيما بينهما سيتفق الطرفان على حكم مشترك؟! لكن بالتأكيد سيولد نظام بعيد كلّ البعد عن مناخ الربيع الديمقراطيّ، الذي سيتأثّر بزوابع الخريف الليبيّ!

• ثالثا، لم يشهد التاريخ، حتّى الآن تحوّلا ديمقراطيا حتى الآن بدون مشاركة الطبقة البرجوازيّة الوسطى، من مثقفين ومهنيين و...؛ ففي مصر وتونس تمّ اختزال دور الفئات البرجوازيّة واقتصر على شرح مأساة الشعبين في البلدين للعالم الخارجيّ في الفضائيّات "العربيّة" والسي إن إن وغيرها، لقد عاشت الفئات البرجوازيّة الوطنيّة في غربة وفي علاقة افتراضيّة وهميّة مع غالبيّة السكان من فلّاحين ومعدمين، وتركوا المجموعات الإسلاميّة لتؤسس الشبكات والهيئات الشعبيّة العامّة والخاصّة المساعدة والمهتمّة بشؤون الغلابة( الدينيّة والمحافظة)، لذلك استطاعت هذه المجموعات الإسلاميّة أن تكسب أصوات الفقراء لها في الانتخابات بعد أن أقنعتهم، عاطفيّا ومنطقيّا وسلوكيّا، بأنّها ستنقلهم للعيش في نعيم الدولة الإسلاميّة، لذلك مَن قطف ثمار ربيع سقوط الأنظمة في مصر وتونس وليبيا سيقودون بلدانهم إلى خريف ديمقراطيّ! وإلى صحراء الحضارة، ولن يستطيع الغرب أن يفرض حالة أخرى مهما عظمت قوّته وإغراءاته وخداعاته.

أرجو ألّا يفهم من طرحي بأنّ الشعبين التونسيّ والمصريّ سيعيشان في بحبوحة اقتصاديّة، في ظلّ النظام الجديد في المستقبل، ولا أن يفهم بأنّ الوضع كان أفضل لو بقي على حكم مبارك أو بن علي؛ فمشاكل مصر وتونس الاقتصاديّة والاجتماعيّة أكبر من الإسلام هو الحلّ! لا تستطيع الحركات الإسلاميّة أن تقدّم حلا عمليّا للأزمة الاقتصادية القابضة على عناق الشعبين في تونس ومصر، "فحكي القرايا" والوعد بالعدل الاجتماعي وبالنموّ الاقتصادي "لا يقلي بيض"، فمثل هذه الوعود سمعناها من فم كلّ زعيم عربيّ قبل أن يتسلّم ويغتصب السلطة! وبعد أن تسلّمها بدأ بتزييف الواقع المعيش وبتعميم الذرائع والمبررات الوهميّة للأزمات السياسيّة والاقتصادية والاجتماعيّة لبلاده.
في المستقبل سيأتي الشتاء العربيّ!
أمّا اليوم، فكلّ الدلائل تشير بأنّ المناخ العربي هو صيف بامتياز؛ فكيف سيأتي بعده الربيع؟!



#راضي_كريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرابون العرب
- -الرجّال- لا يغيّر كلامه!
- حَبَل أو نَبَل
- دوّامة الفقر والمرض
- بمناسبة عيد ميلادك السبعين
- أَعنْدَ الشدائد يعرف العملاء؟
- أَعنْدَ الشدائد يعرف الملاء؟
- جودة التربة السّوريّة
- سوريا يا حبيبتنا
- أفق ديمقراطيتنا، وأفك ديمقراطيتهم
- الفقر المشتسري
- - إلّي بخجلوا ماتوا-
- بيبي ستريبتيز
- أو... ماي ... أوباما
- أيّهم أشدّ حمقا؟
- هذا هو الشعب السوري
- نحن هنا، والحمار لنا!
- خطّة إسرائيل هي دولة لقوات الأمن، فما هي خطّتكم؟
- يعلم الله قلب من سيحترق!
- - اللي طلّع الحمار على المئذنة فلينزله-


المزيد.....




- العقل المدبر وراء -ديب سيك-: من هو ليانج وينفينج؟
- بانتظار قرارات القضاء.. البحرية الإيطالية تنقل إلى ألبانيا 4 ...
- احتجاجات حاشدة في دالاس ضد سياسات ترامب للهجرة وترحيل الأسر ...
- العراق.. الأمين العام لمنظمة -بدر- يعلق على إقالة رئيس هيئة ...
- رويترز: صور تظهر تشييد الصين منشأة كبيرة للأبحاث النووية
- مجلس الشيوخ الأمريكي يعرقل مشروع قانون لفرض عقوبات على الجنا ...
- انفجار في سفينة حاويات في البحر الأحمر
- إعلام إسرائيلي يكشف عن وعد -حماس- لأسرتي البرغوثي وسعدات
- رئيسة الحكومة الإيطالية تخضع للتحقيق القضائي بعد قرار الإفرا ...
- مصر.. الجامعات تحسم مصير طلاب المنح الأمريكية بعد تعليق إدار ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - الربيع الخريفيّ