أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - أريدكِ نافذتي...شُرْفتي المشْرَعة














المزيد.....

أريدكِ نافذتي...شُرْفتي المشْرَعة


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 3589 - 2011 / 12 / 27 - 12:20
المحور: الادب والفن
    



أريدكِ غيمةَ بيتي
تشاركُني ريَّ صبيانِنا
وظِلاً ظليلاً لنا وحدَنا
ولاتعبئي حين ينتابُني الحزنُ والصمتُ
حدّ اشتعالِ الفؤاد
تميلين عني جَفاءً
أنا عائمٌ بالأسى والذهولْ
أصرْتِ زفيرا ثقيلا يضيقُ بصدري؟؟
والشهيقُ العميق يعانق أحبابَنا في المنافي
فكيف أنوشُ الحروفَ و أصطادُ تلك القوافي؟!
أريدكِ وضّاحةَ ، ناصعةْ
كقلبِ صبيتِنا العاشقة
أريدكِ نافذتي...شُرْفتي المشرعةْ
تطلعين كما الشمسِ دافئةً ، ساطعةْ
تُجفّين بردَ الثلوج التي عمّت الدارَ والساكنين
يخالجُني هاتفٌ بأن أسبرَ السرَّ في أصغريك
وأصقلَ قلبَك صفوَ الأمومةِ
إني أراهُ علاهُ الغبار
في ركام السنين المديدةْ
متى تعشقينَ رؤى شقوتي؟
أراكِ ارتحلتِ بعيداً !!
أهذا الوداعُ الأخير ؟
ولكنّ عطرَك لامسَني في المساء
واعتراني كذكرى الفتوةِ
يلتفُّ بي كالوشاحِ الذي ظلَّ ابيضَ
منذُ اشتريناهُ قبل المشيب
منذ كنّا صغار
وصيّرني عاشقاً رعشَ القلبِ
حاني اليدين
تذكرين الدروبَ التي ضيّعتْنا؟
وكنتِ دليلي ، مساري الأمين
وحين يُشتتني العمرُ
صرتِ يدي وعكازيَ الصلبَ في الطُّرقات
حائطي ، سنَدي حين طاحَ بيَ المخبرون
ومتَّكأًً لشيخوختي حين تغادرُني قُوتي
كنتِ سقفاً حماني ، من لصوصِ النهار
من لصوصِ الجنون
من ندامايَ أيام عشتُ المجون
ومن قاذفي الرعدَ والبرقَ بالمنجنيق
أريدكِ إطلالةً دائمةْ
أطلّ على أصدقاءِ الزمانِ الجميلِ الحنون
أرى شرفتي، شهقات القصيدةِ تسلب لبّي
أريدك حرْزاً يصونُ وجودي
تميمةَ عمري الذي ضاع بين الشكوكِ وبين اليقين
وبين الطّهاراتِ والموبقات
وبين المطارقِ في الرأسِ
تنقرُ أحلامَنا بالعذاب
وبين المناجلِ وهي تحزُّ الرقاب
أريدكِ أمْناً وسِتْراً وصوْناً
لِنبعدَ عن شوكةِ الحاسدين
عن الضامرينَ المكائدَ من صلْبِ أهلي
أناجيكِ يالفحةً من هواءٍ عليلْ
تشرحُ الصّدْرَ
أغنيةً عطفتْ في تخومِ البقاعِ البعيدة
كي أرى منبتي ، نسليَ الشاردين
وأحفاديَ الكثرُ غابوا زماناً طويلاً
تولَّوا لأوطانِهمْ مدْبرين
مسرّاتُهم سافرَتْ مع الريحِ والسندبادِ
إلى السندِ والهندِ
والْجزرِ والمدّ
والشرقِ والشوق
والغرْبِ والندْبِ
والبعدِ والنأْيِ والاغتراب
فكيف ألمُّ الشتاتَ بهذي البلادِ اليباب
وخطُّ استوائي امّحى في خرائطِ هذا الغياب
وبوْصَلتي اعوَجَّ عقربُها مثل ذيل الكلاب
أضعتُ اتجاهي
فما من ذهابٍ ، ولا من إيابْ
ولم يبقَ إلاّ محياكِ مِنِّي
ويُرْجعُني لاشتعالِ الشباب
صعدْنا الجبالَ ، ارتقيْنا الأعالي
هبطْنا معاً في البوادي
سكنّا الصحاري
عصبْنا البطونَ ، نخافُ الطوى
فهلاّ شددْتِ الوصال
وثقْتِ الحبال
فكأسي مليءٌ دواءً
معيني حواهُ السراب
أنا المجدِبُ الآنَ
هلاّ رششْتِ السحاب
وبئري خلا ماؤه ُ
ودلْوي صدِيءٌ علاهُ غبارُ السنين
يدايَ من الضعفِ مهزوزتان
فكيف ارتوائي بصحراءَ ما مسّها الماءُ يوما!!
غمامُك يأبى الهبوطَ إليَّ
فمن ذا يطوّقُ صدري الحزين؟
أسيدتي..... تذكرين؟؟
تأنسين لضمّيَ بين يديكِ
وفي لَهَفٍ ....تركضين
يعتري قلبيَ الوهْنُ إذْ تعثرين
و قارورةُ العطرِ تسقطُ عند التفافِ العناق
يثملُ الحيُّ والناسُ كالحالمين
تراكِ العصافيرُ مقبلةً
إذ تداري الحنين
وتنشدُ نزفَ تسابيحِها حالما تشرقين
تنامين والعشْب جذلى
يعمّ السرورُ وتخضرُّ تلك الحدائقُ نشوى
يضحك النحلُ زهوا، يَدُرّ مع الشهدِ مَنّاً وسلوى
والحصى صار قنْداً وحلوى
تطأُ الأرضَ رجلاك مهلاً
ويغدو الجفافُ صديقَ النماء
سلامُكِ حرية المتعبين
ومشيُك غيمٌ كريمٌ على الظامئين
ووجهُك طلعةُ سعْدٍ على اليائسين
يداك حنوٌّ حذتْ حذوهُ الأمهات
خطاكِ جهادُ الأبوةِ ، كدحُ الحياة
دعاؤك ما يبهجُ الأنبياءْ
يرون رعيّتهمْ مؤمنين
ويا فَزَعي حين ينتابُني الذعْرُ عند اللقاء
أخافُ أموتُ بسكتةِ قلبي
فما شدّ أزري سوى أنتِ
يا جهشتي.... حين يحلو البكاء

جواد كاظم غلوم
[email protected]



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- والذي قيْدُهُ يزينُ يديهِ
- السيمورغ
- اللعبُ مع الصغار -هنيهةُ وأخواتها-
- حفيدتي الكَنَدِيّة
- كيف لي أنْ أرأبَ الصدْع
- قصائدٌ مدفوعةُ الثمن
- إنّما الدنيا لِمَن وهَبا
- هناء أدور....نهنئكِ
- أسفحُ بكاءً على فيضِ أنوثتها
- الناسخُ والمنسوخ
- ما لنا وما عليهم
- مواجعُ طرَفة بن العبد قبل النزعِ الأخير
- يشيخ وفي نفسه شيء من-نوبل-
- أما آنَ لي أنْ ألقى قمري الضائع
- أكادُ أختنقُ من نفثِ دخانكم
- رمادٌ يؤطّرُ أرضَ السواد
- ما قالتهُ ذاكرةُ الرّجْع البعيد
- بانتظار - بهجة - العيد
- مقاطع منسيّة من مرثيّة ليلى بنت طريف
- يسألونك عن - البدون- أجبْ بإختصار


المزيد.....




- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - أريدكِ نافذتي...شُرْفتي المشْرَعة