أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أسماء صباح - ضحايا الثورات العربية!!














المزيد.....

ضحايا الثورات العربية!!


أسماء صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3588 - 2011 / 12 / 26 - 22:27
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بعد فشل القوة والقبضة الحديدية، في معظم الدول العربية، في السيطرة على الشعوب وقتل ارادتها، على الرغم من استمرار الطغاة طويلا في الحكم، تقدمت الطبقات الوسطى في المجتمعات العربية الى الامام، وكانت القوة الدافعة وراء الثورات، فبعد الضغوط الاقتصادية التي واجهتها كان لابد لها من ان ترفع صوتها في وجه الظلم.
ولأن الحكومات لا تعرف كيف تتعامل مع الازمات، فهي حكومات تعتقد نفسها باقية للابد، وان لا احد يستطيع ان يفلت من قبضتها الحديدية البلهاء، ولأن رأس الحكومة أخرق( سواء كان رئيسا او ملك) فانه لم يتعامل مع الازمة وكانها تهدد عرشه، بل على العكس سعى لتجاهلها وكان شيئا لم يكن، وهذا ادى الى تخلي الكثير من ذوي بقايا الضمائر عن مساعدة الحاكم.
ثم جيء بحكومات معتدلة لتدير الازمات ولكن كان الوقت قد تاخر، وزادت احتجاجات الشعب، وتوج ثورته بمعارك ستذكر على مر التاريخ، فانهارت حكومات، وشكلت اخرى، الا انها لم تستطع الصمود في وجه مشاكل البلاد وازماتها.
وبعد عجز الحكومات المتلاحقة عن حل ازمات البلاد، قرر الحكام استخدام القبضة الحديدية وتلقين الشعوب دروسا لن ينسوها، فبطشوا وقتلوا وعذبوا، واسرفوا في استخدام العنف، وحاولوا قمع الحركات المعارضة، الا ان موجات المظاهرات قد زادت مما ادى الى الاطاحة بالحكام وليس بالنظام.
وهدأت الاحوال، وحصد من لم يشارك في الثورة، ومن لم يشعلها، مقاعد البرلمان، وخرج الثوار خاسرين بعد المعارك الطاحنة على الارض، الا ان معركتهم السياسية كانت قد فشلت، فالناس تنسى من قام بالثورة وتظل تذكر من تعرض للقمع عقودا في السجون، فالعرب عاطفيين، وارادوا منح الاسلاميين فرصة ليكونوا في الحكم، لكن ما الذي سيحدث بعد ذلك؟
من المعروف ان سنوات القمع التي عانى منها الاسلاميون جعلتهم ابعد ما يكونون عن السياسة، فاتجهوا باتجاه الدين، الا ان الساحة السياسية تحتاج ما هو اكثر من الدين، فالسياسة علم قائم بحد ذاته، وان كان البعض يصفها باللعبة القذرة، فبرأيي سيسقطون في اول تجربة لهم في عالم السياسة ولن يستطيعوا الصمود امام التيارات الاخرى المسيسة جيدا واللاعبون في هذه الملاعب كثر.
لكن السؤال المحتم، ماذا سيكون مصير المرأة في هذه الفترة، التي من الممكن ان تشهد تغيرات عظيمة قد لا نستطيع التخلص منها الا بعد عقود وممكن ان يتم هذا بثورات جديدة فلا احد يعلم.
ان مجيء الاسلاميين للحكم يجعل النساء يشعرن بما هو اكثر من القلق والريبة، يشعرهن بالرعب، فبعد ان استطاعت المرأة التعلم والعمل ومنافسة الرجل في اغلب المجالات، تشعر بانها مهددة بالعودة الى المنزل خائبة الامال والاحلام، وهذا ما دفع بعضهن الى الاحتجاج، لكن من يسمعهن؟ في وسط مجتمع ابوي متأصل منذ مئات السنين.
المرأة اخر هم الاسلاميين واحيانا السياسيين الا في حال واحدة، وهي الحاجة لها للإدلاء بصوتها في صالح الذكورية، ثم تقفل راجعة الى قمقمها، فهنا ينتهي دورها!
ماذا يتوجب على المرأة العمل؟ ان افضل ما تقوم به النساء في هذه الفترة الحرجة هو ان تعمل عملا توعويا شاملا، فالنساء المتعلمات عليهن مسؤولية كبيرة، وخصوصا منهن العارفات باهمية تحقيق حقوق المرأة والتمسك بمكتسباتها، فكما تجلس النساء في حلقات يتحدثن عن الطبخ والازواج وتربية الاطفال، عليهن ان يتحدثن عن اللذي يجري بحقهن، وهذه مهمة ليست سهلة، ولن تتقلبها النساء البسيطات، الا ان التكرار وحسن التواصل سيؤدي الى نتائج مرضية.
وعلى المؤسسات النسوية ان تقوم ايضا بدور فعال في هذه الناحية، فالامر لا يتعلق باصدار بيانات صحفية يستنكرن فيها ما يحدث، بل عليهن النزول الى الشارع والتواصل مع العامة، لأن المرأة التي في الشارع هي التي يمكن ان تؤثر في جارتها واختها وابنة عمها وهكذا يتم التوصل الى اكبر شريحة ممكنة من النساء، فلا يجب ايضا دعوة النساء لحضور مؤتمرات وورشات عمل قد لا يعرفن ما يحدث فيها، ويشكنن بامر هؤلاء اللواتي يطلبن منهن التمسك بحقوقهن، ان حسن التواصل مع النساء البسيطات يكون بالذهاب اليهن في الاسواق والحارات حيث يتجمعن والحديث اليهن كواحدة منهن.
وبهذا لن تصبح النساء الضحايا القادمات لمجتمعات ما بعد الثورة، فالانسان عدو ما يجهل، وان عرفت المرأة حقوقها فستصبح هي الساعية لها بنفسها.



#أسماء_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يحدث في كواليس الثورات؟: سؤال شرعي
- ليبيا...كسر المحرمات!!
- النسوية والحرية: الهروب من سجن الى سجن!!!
- ربيع عربي...حقوق غير مؤكدة للمرأة
- 64 عاما على وفاتها -هدى شعراوي- مسيرة نضال لنيل الحقوق
- امرأة
- الانتخابات المصرية: قد تقضي على ثورة النساء!
- حقوق المرأة من حقوق الانسان!!
- المرأة العربية منتهكة -الحقوق- قبل الثورات العربية!!
- هو وهي!!!
- حتى في النروج: المساواة بين الجنسين ناقصة!!
- اليهودي يشكر الله لانه لم يخلقه أنثى!!
- القدس حائط وجدران!!!
- الفرصة الذهبية لتعزيز حقوق المرأة!
- نبع النساء...تكتيك نسوي!
- -مصري كح- ..سيناريو محصلش!!
- السعودية لواشنطن: اضربوا مصر وعاقبوا دمشق!!!
- الثورة المصرية في لحظات من الشك!!
- عشر إصلاحات لانشاء العدالة وضمانها في مصر!
- المطلوب: -صوت- المرأة لا -صوتها- !!!


المزيد.....




- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
- روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت ...
- فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح ...
- السعودية.. إعدام شخص اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة وامرأة هرب ...
- تطبيق لتوزيع المهام المنزلية وتجنب الخلافات داخل الأسرة
- -دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة ...
- مشهد يحبس الأنفاس.. شاهد مصير امرأة حاصرتها النيران داخل منز ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام امرأة -تعزيرا- وتكشف عن اسمها ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أسماء صباح - ضحايا الثورات العربية!!