قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)
الحوار المتمدن-العدد: 3588 - 2011 / 12 / 26 - 19:17
المحور:
العلاقات الجنسية والاسرية
في دراسة تطبيقية كنّا اجريناها على مجرمين مودعين في سجن (ابو غريب) تبين ان نسبة كبيرة منهم كانوا تعرضوا في طفولتهم الى اساليب تنشئة اسرية خاطئة، منها ان اباءهم كانوا يعاملونهم بقسوة ويفرضون عليهم عقوبات بدنية وحشية لأسباب مبرره واخرى غير مبرره. وجاءت نتائج دراستنا العراقية متفقة مع نتائج الدراسات العالمية من حيث توكيدها على ان معظم المجرمين مرّوا في طفولتهم بخبرات مؤلمة.
وما ينبغي الانتباه له والتحذير منه، ان الدراسات الحديثة اثبتت بما لا يدع مجالا للشك، ان تعرّض الفرد في طفولته المبكرة الى اساليب معاملة والدية مغلّفة بمشاعر الكره والعدائية، ينعكس بوضوح في سلوكه حين يصبح راشدا.
والذي لا يخطر على البال، اننا حين نمر بخبرات مؤلمة في مرحلة الطفولة،سببها الأب مثلا، فأن ذلك قد يؤدي الى اسقاط مشاعر الكره نحوه على آخرين يمثلون سلطة ما، كالمعلمين والسياسيين ورجال الشرطة. .اي نقوم،حين نصبح راشدين، بتحويل مشاعر حقدنا على أب قاس نحو آخرين تربطنا بهم علاقة عمل.
ليس هذا فقط، بل ان تعرّض الفرد لخبرات مؤلمة في طفولته، كالحرمان والاهانة والتحقير والعنف، يقود الى ان يكون في رشده امام احتمالين:
اما الانسحاب الاجتماعي والانطواء على الذات، او التعامل مع الآخرين بأسلوب خشن او عدواني حدّ الرغبة في الانتقام!.
بل ان الانحراف الاخلاقي سببه خبرات طفولة مؤلمة. ففي دراسة محلية تبين ان نسبة كبيرة من المنحرفات اخلاقيا جئنّ من اسر مفككه تسودها علاقات انفعالية مضطربة، العراك فيها..افتتاحية الصباح وختام المساء.
هذا يعني ان العلم يقول عكس الاعتقاد السائد "ان الطفل ما يعرف..و شمفهمه"..فبأبطاله لهذه المقولة الشعبية وتأكيده على ان خبرات الطفولة المؤلمة يمكن ان تنتج: مجرما، منطويا على نفسه،انعزاليا، منحرفا اخلاقيا، ..فأنه ينبهنا الى أن وصولنا الى الشعور باليأس من اصلاح حال أولاد وبنات يتعبوننا..انما كنا نحن ،وليس هم ، السبب في خرابه!.
وثمة معلومة هي ان الكثير من طغاة العالم كانوا قد عاشوا طفولة قاسية من أبشعهم:هتلر،ستالين،موسوليني،سلوبودان ميلوسيفيتش،بول بوت ،وصدام حسين.
#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)
Qassim_Hussein_Salih#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟