أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد حران ساجت السعيدي - حكايات من زمن البسبس ميو ....... 6















المزيد.....

حكايات من زمن البسبس ميو ....... 6


حميد حران ساجت السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3588 - 2011 / 12 / 26 - 16:51
المحور: كتابات ساخرة
    


ادهشني صديقي (ابا ليلى) الذي دخل بدون موعد مسبق, ليس في هذا ضير فنحن أصدقاء, لكن مجيئه في هذا الوقت شي غير معتاد, الرجل ترتسم على وجهه معالم الجد والرغبة بالحديث, ساورني القلق في وضعه هذا فما الذي جاء به؟ منذ أن أحيل على التقاعد بالسن القانوني والرجل يمضي جل وقته في البيت, أتمنى أن لا يكون قد جاء تحت ضغط العوز المادي, سيما وأن راتبه التقاعدي لا يتحمل أي طارئ... إن كان هذا سبب مجيئه فالمؤكد أنه سيرجع خائباً بعد أن يضعني في موقف محرج... يبدو انه قرأ هذه التساؤلات وعرف ما يدور في خلدي, قطع علي كل هذا حين قال: اعرف إني جئت بوقت غير مناسب, واعرف انك ضربت أخماساً بأسداس وتحاول تخمين السبب, اطمئن يا عزيزي أن ما جاء بي هو حلم حلمته وأريد أن ارويه لك, ازدادت دهشتي فلم اعهد الرجل ساخرا, ولم اعهده مهتماً بالأحلام إلى هذا الحد ومع ذلك سألته: متى حلمت ..؟ وأرجو أن لايكون مزعجا.

أجابني: ليله البارحة, وهو حلم جيد على كل حال, لقد حلمت إني حصلت على شهادة الدكتوراه وتقلدت مسؤولية مهمة في الملف الأمني للبلد.
قلت بنبره لا تخلو من الاستهزاء على اي حال انه حلم, ولكن حتى الأحلام لا يمكن أن تجعل رجل حصل على البكالوريوس في علوم الحياة يحصل بعدها على شهادة دكتوراه تجعله يمسك بالملف الأمني, لان مثل هذه الشهادة ستكون حتماً في علوم الحياة أيضاً مما يجعلها بعيده عن الاهتمامات الامنيه بعد (خرنا بات) عن (جزر ألواق واق) ثم أبهذا العمر يا أبا ليلى؟ كيف يمكن لأمثالنا وقد فعل بنا الزمان فعله أن نفكر بشهادة عليا؟ إني اسمع أن الأحلام بنات الواقع, أفما زال طموحك القديم يراودك بعد كل هذه السنين؟

لقد رفض طلبك بالحصول على أجازه دراسية للماجستير منذ 1976 رغم انك كنت الأول على دفعتك, وحيل بينك وبين الدكتوراه منذ ذلك الزمان الذي تلاه ما تلاه من المطاردة, والسجن (ومحكمه الثورة) سيئة الصيت والخدمة الالزاميه, والاحتياط, والحصار... الخ ... الخ فكيف استطعت أن تجتاز هذه السلسلة من العذابات وتعود لأيام الشباب وأمالها يا أخي؟

قال: أن شهادة الدكتوراه التي نلتها هي بنفس اختصاصي الأول وهذا لا يمنع من تحملي للمسؤولية الامنيه, ليس هذا فقط, بل إني في حلمي استطعت إن أعيد الزمن إلى الوراء لأربع سنوات, وفاوضت الأمريكان من موقعي الأمني وطلبت منهم الخروج من العراق بأسرع وقت, وحين اشتد الجدال بيني وبينهم حاول احد قادتهم ان يتشبث بالبقاء في العراق بحجج شتى بينما كنت إصر على خروجهم ضمن سقف زمني محدد وحين صُعدت الأمور بيني و بينه هممت بضربه ب (البوكس) لولا تدخل بعض أعضاء الوفد المفاوض الذين حالوا بينه وبين الحصول على أهانه مستحقه وحموه مني وقد اشتكاني إلى السيد الرئيس الذي عاتبني بدوره قائلاً إني اعرف مبلغ حميتك وشجاعتك ورفضك للوجود الأمريكي ولكن عليك أن تكون أكثر هدوءاً بالمفاوضات القادمة وعليك أن تتجنب استخدام يدك لأنها قاسيه قويه لا ترحم.
ما أن أكمل الرجل عبارته حتى وجدتني لا أتمالك نفسي فقد سيطرت علي موجه من الضحك إذ دمعت عيناي والرجل يقف أمامي مستغرباً ضحكي الذي اعتبره في غير محله... مع هذا عدت معه للجد وسألته منذ متى أصبحت قبضته قويه لا ترحم...؟ ولماذا لم يستخدم هذه ألقبضه مع رجل الأمن الذي قبض علينا سنه 1979 وأشبعنا لكماً وشتماً دون ان يصدر من كلينا اي رد فعل؟ ثم سألته ان كان جسمه مكشوفاً أم انه قد غطا جسده ليله البارحة؟

تفادى الاجابه عن السؤال الأول وأجابني عن الثاني بأنه كان قد غطا جسمه بأحدى البطانيات ألسبعه.

تذكرت ذلك اليوم في سنه 2003 حيث صادفته في سوق المدينة وقد اشترى تلك البطانيات ضمن أشياء كثيرة عندها استلم ثلاث رواتب دفعه واحده وتذكرت إني سألته لماذا 7 وعدد إفراد عائلته 6 فقط...؟ فأجابني ضاحكاً فرحاً بأنها خيرات الامبريالية الامريكيه, أما اشتراكيتكم فلم احصل منها ألا على الضرب والاهانه والحرمان... مر هذا الشريط بسرعة وما ان استكملت ذكراه حتى بادرته بالسؤال: كيف سولت لك نفسك ان تحلم بضرب القائد الامريكي تحت بطانية اشتريتها بالدولار الامريكي؟ راغ هذه المره عن الجواب أيضاً ورفع عقيرته صارخاً انه لا يطيق وجود قواتهم على أرضنا وانه يستغل موقعه الأمني والسياسي وشهادته (الكبيرة) ليطالب الجميع بمؤازرته والالتفاف حول هدفه الأهم بل الأوحد وهو إخراج هؤلاء الغزاة... قلت: هون عليك يا صاحبي فالحلم قد انتهى منذ ليله البارحة وها أنت أمامي أبا ليلى المدرس المتقاعد الذي لا يستطيع ان يفعل شيئاً بعد ان تقدم به السن وفعل الزمن به ما فعل وان الغزاة سوف يخرجون في نهاية هذا العام كما هو معلن وأرجو ان لا تكون متابعتك للتلفاز على مدار الساعة قد ساقتك لمشاهده أفلام (الاكشن) فتوهمت انك (جاكي شان) وانك قادر على مالا يقدر عليه سواك إننا جميعاً نكره وجود أي أجنبي على ارض بلدنا ألا إذا كان سائحاً يطلع على كنوز التاريخ في ارض الرافدين أو دبلوماسياً يمثل دولته في عراقنا الحبيب أو خبيراً جاء ليمد يد العون لإصلاح ما خربته الأيدي الآثمة خلال سنوات العذاب وأنت يا صاحبي لا تكن مثل (خلف بن أمين) سألني ومن هو خلف بن أمين هذا؟ أجبته: شخصيه بغداديه من أيام الفلتان وانتشار ظاهرة الشقاوات في أواخر العهد العثماني ذكرها الدكتور علي الوردي في لمحاته.

سأل: وماذا قال عن هذه الشخصية التي قرنتني بها ؟

قلت: ان الدكتور الوردي رحمه الله كتب عن مواصفات الرجل فهو لم يكن مؤهلاً ليصبح من الأشقياء ومع ذلك فان لديه مسدسين كان يتمنطق بهما وهو لا يستخدمهما ألا عندما يزول الخطر وكان يكثر الحديث عن بطولاته وصولاته وجولاته لكن الناس يعرفون انه يكذب ومع هذا فان بعضهم يستمع أليه لأجل الضحك من أكاذيبه... أما أنت يا صاحبي فاحمد الله انك لم تحدث غيري عن بطولاتك وها أنت تراني الآن أكاد ابكي على حالي وحال الملايين من أخواني لأنك أمسكت بالملف الأمني حتى ولو (بالحلم)

أتدري لماذا؟ قال لماذا؟ قلت: لان مجرد تفكيرك أو حلمك بان تمسك بالملف الأمني الشائك يُِقيم الدليل على ان (الخبز ليس بيد خبازته) فكف عن أحلامك تحت (البطانية) التي اشتريتها بالدولار الامريكي ولا تتحدث عن شهادة الدكتوراه بعد الآن فلا اعتقد أنها ستجد لها مكاناً بين ألاف الشهادات المزورة في بلدٍ زاد فيه عدد الذين يحملون لقب (دكتور) عن هموم سكانه بآلاف الإضعاف حتى أصبحت كثرتهم (المباركة) احد الأسباب الرئيسة للفساد وضعف الاداره وانتشار المحسوبية.


حميد حران السعيدي



#حميد_حران_ساجت_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد حران ساجت السعيدي - حكايات من زمن البسبس ميو ....... 6