مجيد القيسي
الحوار المتمدن-العدد: 3588 - 2011 / 12 / 26 - 10:45
المحور:
الادب والفن
باع الأميون نصف مدينتهم
وعلى النصف الثاني جدال...
ثرثرة ما بين الأبناء...
سجال لا يهدأ عبر الأجيال...
غصن الزيتون المتأرجح في الحقل
مازال صديقا للأرض
وللأطفال حدائق أخرى حفرتها آلهة الدهر
حتى فاح العطر منها قصصا ً ليلية.. أحلاماً تتطاير بين الوديان...
خرج القادم من قارات الثلج ... الملتف بمعطفه... تحت القبعة السوداء
الماء...الأشجار العطر حضارتنا...
دعونا نقسم ارض الآباء...
دعونا نشد جراح النفس
قال الشيخ الملتف بسمل رداء...
لا سيل يمر بنا اليوم...لا غيمة ترهب الجدار ولا ماء...
الأسمنت يفترس الأرض... ينخر رأس الخيمة... يفزع أحلام الصبية
في عين الجبل الشاهق ترقص ذاكرتي...
شوقا للنور..للشمس..
العدّ ما زال بطيئاً...نصف الزيتون هنا.. .ونصف البرتقال ...
أي نصفِ نقتسم أيها القادم من قارة أخرى ...
باع الروس آخر بضاعتهم ...
مدناً عامرة...
فلاسفة رسموا التاريخ
نجوماً لم تبرح أهلتها...
المطارق أضحت خائفة عند افتراق معاولها
ضاع العمال بين أحلامهم
قهقهة تمسح وجه الثلج...
بائسة كانت صفقتهم
مرشي قيل التاجر...
وقيل بعض رفاق...
بالأمس ابتاع الألمان جدار مدينتهم
جعلوا منه آلهة جرمانية...
معابد تحتال على الذوق...
تروضه قطعاً تذكارية
لعصمة كانت مشرقة يوما...
لبرلين...
لأضواء منسية...
في الشرق مقايضة أخرى لبيع جدار إسمنتي
لعاصمة تتلظى مابين النهرين
يترنح مازال التاجر...
يراوغ في الأسعار وفي التدوين
الصفقة لا زالت ناقصة ...
تتعثر بغداد بظل جدائلها
بنصف دائرة حلم "المنصور"...
بضياع القطر مابين الأشكال المتهرئة
ببيوت تتهاوى وقصور...
تتباكى الأحياء مصيبتها... تشكو من وحش مسعور
متى تكتمل البيعة يا أهل الكفر...
متى ينبعث النور...
#مجيد_القيسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟