جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3587 - 2011 / 12 / 25 - 18:26
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
في الحقيقة مشكلة التسميات قديمة و يتطرق القرآن ايضا الى هذه المشكلة او بالاحرى الى الاختلاف في اطلاق التسميات بين محمد و اهل مكة: قارن سورة يوسف:
مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ .....(40)
و في سورة البقرة:
وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين.
التسمية ضرورية لاجل الاشارة الى موضوع معين لاننا لا نستطيع بدونها تنظيم و تقسيم المفاهيم و لا نستطيع التطرق اليها اي اننا في حاجة الى اشارة reference و لكن مشكلة التسميات تفاقمت بعد الثورة الصناعية في انجلترا و بعد الاكتشافات العلمية و دخولنا الى عصر التلفون و الراديو و التلفزيون و الانترنيت و العولمة و انتشار مختلف وسائل الاعلام لانها اي على الاقل العلمية و التقنية منها هي معظمها انجليزية تشكل مشكلة عند اللغات الاخرى اذ انها غير قادرة على التماشي مع التطورات السريعة و لا تستطيع استحداث مصطلحات دقيقة موحدة او كما هو الحال في العربية لاتوجد مصطلحات موحدة تتفق عليها جميع المؤسسات و الذي يراقب الكاتب العربي الذي يتطرق للمواضيع العلمية يلاحظ كيف ان الكاتب المسكين يلجأ الى مختلف الوسائل منها:
اولا تقديم ترجمة شخصية
ثانيا ذكر عدة ترجمات عربية مختلفة لمصطلح انجليزي واحد
ثالثا كتابة الكلمة الانجليزية بالعربية و بالانجليزية اضافة الى الترجمة العربية مما يؤدي الى حشو النص بتسميات متعددة لا تتجانس مع البعض
و اليوم نجد انفسنا وسط تسميات ذات اشكال و الوان لمختلف العلوم و الاداب تعطينا فكرة مضللة ناقصة و تختزل العلوم الى تعريف بسيط. علينا ان لا ننسى ان مختلف العلوم و الامراض و الاداب متشعبة تتداخل مع بعضها و هي معقدة اكثر من اسم التعريف بكثير. لا تعكس التسمية بالضرورة ما تشير اليها اطلاقا ولكننا في حاجة اليها. و اخيرا تم ازاحة تسمية dementia praecox و استبدلت ب schizophrenia ايضا لانها اطلقت من قبل عالم الماني.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟