فاتن نور
الحوار المتمدن-العدد: 1062 - 2004 / 12 / 29 - 07:16
المحور:
الادب والفن
حاورني ياشقيّ،
يابلداً بكَ الشقاء يعتني،
يا بلدتي...
ياشقية اللعبة،
بلا عناء ٍ طائفيّ انقشعي،
وياروحي المغتربة ..
إن وددت ِ انعتاقاً..
فبموطن الأحباب الطيبين تعشّقي،
تحاوروا ياسادتي وتمحوروا..
من أهل بلادي العقلاء النجباء،
بين النجيب فيكم والنجيب..
قلبٌ حنون طاهرٌ وفيّ،
وياشرذمة الطغاة والعصاة..
في نعوش صدام أسجدوا،
فبين العفن فيكم والعفن..
قطعاً هناك نجسٌ .. نذلٌ غبيّ،
انعشوا اللسان فيكم واللباب،
بحوافر الخيل تشبثوا..
اصعدوا للغد على متن الانتخاب،
توعّدوا لجرف سلال الغريب الأجنبي
بخرقة ِ الأمس لا ترتموا..
بل تعاضدوا ومزقوا،
جهود الأثم ودّاً لا تنثني
يافوضى العصافير..
فوضى الثيران بحمرة الظل اندحرت..
تعفنّت وأختبأت،
فعند جحور البطش لريشة غدركِ أخلعي
يابلادي...
تركتُ فيكِ مسقط رأسي وألعاب طفولتي،
على شفاهي أودعتِ مائك بالملح ثراءاً لمنبعي.
أحبّ ُ قلاع القصب..
أحبُّ شط العرب..
أحبُّ المراكب فيه تبتسم..
يابلادي ببسمتي ترَفقي..
لجذرها الواعد أغرسي.. لا تقلعي،
أحبُّ جيرانك ِ والناهضين بكِ،
لأعدائكِ ثأر السماح وإن..
بصَمتِهم قتلوا أمي.. ذبحوا أخي،
علّقوا بعنق الشيطان عورة أبي،
رطموا فداءاً لصدام رأس طفلتي..
ما وجدت بينهم مَن لكرامتي يصرخ ويفتدي،
فأقتفوا شوطََ صمتِكم..
لا كرامة َ لمَن بمثلكم يقتدي،
لا تبكوا من طرف سبابتكم..
أرحموا عيون الأرامل لتلعق صفواً..
فدماء الضحايا في المقل لا زالت ترتجي،
أثرونا بصمتِكم..
بطاقات نعي ٍ لتورّد حقلي اصواتكم،
وظهوركم لمن وراء القضبان ما زالت تنحني،
ياأهل العراق انتخبوا..
بلا التواءات ٍ في حيضها من كلَّ جيدٍ ملتوي
ياعراقياً انتخب..
إن كنت َ من طيف السُنّة..
فمن باقة الخير أنتَ،
قطعت ذنبَ الرجس المنطوي،
إن كنتَ للشيعة طيفاً..
فوق ظهور من ظلموا بالسماحة جئتَ لتُرقي وترتَقي،
الأمس في قلوبنا مات كئيباً،
ويومنا مضطربٌ .. مستفزّ ٌ.. ثائرٌ غائمٌ..
مستقيمٌ.. رافضاً أن ينحني
أنتخبوا ثأر َ الراقدين في مقابرهم بجماعات..
ثأر الأمهات النائحات،
ثأر الطفولة المذعورة..
والشيخ بدمعه كالطفل ناعسٌ ومُلتهي
ثأر َاصفرار أغصان الخضرة الحانية..
والتراب المُستباح المُبتلي،
أنتخبوا وتفرّسوا سبيلاً للجلاء،
انتخبوا اكراما لدجلة ليصفى مائُها،
اكراما للفرات بمائه الحر الزكي،
حنطوا كلَّّ بذور الدخلاء
أنتخبوا،
لترتوي روافدنا وتزدهي..
من ريعها لننعم ونرتوي،
انتخبوا بلا شقاقٍ بلا أنفصال،
اقرعوا نواقيس الكنائس ِ فجراً..
والمآذن صباحاً واستبشروا..
مساءاً فيه من يُبلي سيبتلي.
فاتن نور
04/28/12
#فاتن_نور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟