أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد توفيق - عذرا ايها الشعر, خذلناك.














المزيد.....

عذرا ايها الشعر, خذلناك.


أحمد توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 3587 - 2011 / 12 / 25 - 08:50
المحور: الادب والفن
    


بالأمس فقط قبل أن يأتي الشعر إلى ديارنا أخبروه بأنه ذاهب لطيبة القمح ونخوة القهوة العربية ومروءة السيف الذي فقدناه.فكانت سهام قاتلة, أيتها المدينة مهما تحليت وازدنت بالطيبين فيك, ثمة من يعي كعب أخيل.
وكأننا لأننا انتبهنا وبعد وقت أنا لابد نؤتي المدينة شعرها وأبجديتها كي لا تستوحشنا وتغربنا,وعرفنا أن ثمة مدن تمد أغصانها مورقة للبلابل فتغدو أجمل , وتبذر في بيادرها السنابل فتمسي أعقل وأطيب وأكثر رزانة , أصبنا بخيبة في ما تبقى لنا من لغة وذائقة شعرية, من قال أن هنالك ثمة مدن لا تحتاج تهذيب؟!.
الشعر يا سيد الكرسي المبجل, عذرا لأننا لم نسال, أهل تحتملك المدينة في وطأة يوم ريح آخر العام؟ وعلى أعتاب عيد الميلاد ونحن شعب واحد والطفل من بيت المقدس.
ماذا سيخبر الطفل الكسير مدينته عن فتاة الجنوب.
ثمة أطفال لنا توسدوا صور زميلهم في مخيلتهم وناموا على مقربة من حقائبهم المدرسية ولربما قد أدى بعضهم وظائفه المدرسية لأول مرة احتفاء بمفردات أحبوها ونعست أهدابهم بفراش سنوات عمرهم المبرعمة حيث البراءة تكون أوضح فكان ما رأينا.
إلى الأمهات اللائي أتين متحدات بأطفالهن ويحلمن يوما بالفارس الصغير الذي يمسكن بيده ويقدنه بخطاه الغضة إلى الشعر عساه يركب صهوة الجواد ذات يوم, الجواد الذي لا يطيع دوما سيما في شرقنا الانفعالي.اعتذر لأني ببساطة كنت أريد أن تتم الفرحة.
إذا كانت ناكازاكي وهيروشيما قد استعادتا روحهما لماذا , تبقى المدينة مجرد معنى له وقع فندقي وفوضى سوق شعبي؟ لماذا؟!.
قشرت المعنى كثيرا ولا زلت ,فلم اعثر إلا على الكفاف , أين النواة وصدق النوايا, حتى حادث طارئ لا يكفي للتبرير!.
إذ كنا نهتف بأننا شعب حر كما القبرات , لماذ يطالب بعضنا بشرطي على أبواب القلب كي يتفحص الشعر في دربه إلى ذواتنا؟ألا يحرج ذلك الشرطي نفسه,وكيف سترد الجميل إلينا لغة تمر بالقرب من فوهة المسدس؟!!!
لم نطالب باكتظاظ الكلمات ولا بكثافة الرؤى, كل ما نادينا به إيقاع مطري في هذه السماء وعلى هذه الأرض اليباب وتضرع للغيم أن يهطل على جفاف أرواحنا, هل كفرنا؟! لا أريد جوابا قط!.
مثلا وعلى سبيل المثال, كيف سنقنع تراب كالعراقيب مثلا أننا أوفياء للغتنا من باب الاستئناس القومي ونحن تورطنا بالدم والسكين, اعلم أن الكثير عادوا خائبين, لكن ليخرج إلي واحد وليقنعني بجدوى الصمت إزاء حلم الجم بانفعال كان في طريقه إلى أن يصير قصة أطفال ممتعة أو دمية وادعة لأطفالنا نحن وليس لوحوش الغاب.
هل ستغفر لنا المدينة ما اقترف البعض منا؟, ذلك شأن المدينة نفسها, لن اعتب بعد اليوم على مدن تغمرنا بالاغتراب كما ادعيت من زمن, المدينة سيدة نفسها , لها أن تتقيأ على خذلاننا لها وترد كل ما نهديها علينا ولنا الصمت المطبق في تأنيب الضمير .
ما دام السكن في بيوت المدينة ثقافة وتربية وتهذيبا وفكرة وضرورة وصيرورة أنى لنا ذلك طالما أننا لم نجيد التعامل مع بيت شعر, لا أعمم ولكن هذا الذي حصل.هل المدينة ببديهيتها سوى ذلك؟!
من يمنح الآخر شرف الانتساب والنسب إلى جماليات الذائقة والذات؟ الجواب متروك للإيقاع في اسم المدينة.في فتحه وما يحمل من حركة في سكونه وما يحمل من سلام وفي كثافته وما يحتوى من معنى. كيف يسقط الاسم على معناه ولا نصونه بتشرذمنا تحت مظلة كانت من المفروض أن تجمعنا, تلك صلافة لا ترتضيها مدن مهجورة. لا اقصد القسوة بقدر ما اقصد الوفاء. نعم الوفاء تلك الكلمة التي تتعبنا كثيرا واغتصبناها كثيرا. سيما في المناسبات بطابع كرنفالي.
أريد حتما أن أكون كما الأوفياء أن أصون فضاء الروح في سقفها, ولكن اخجل كثيرا من صمتها الآني, يا أيتها الثكلى, سامحينا وأمهلينا وأعطينا الفرصة مرة أخرى كي نثبت أننا أوفياء, لأنك ببساطة تستحقين أكثر من ذلك.
دمتم بخير.



#أحمد_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهبطين فتصعد الخسارة
- مسافة اربع بوصات في ليل خريفي.
- مرثية لصمت الكمان
- وطنية هي الاشجار
- نص ادبي
- قصيدة - حنظل الشعوب-


المزيد.....




- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد توفيق - عذرا ايها الشعر, خذلناك.