أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - طلال عبدالله الخوري - اقتصاد السوق: الجميع يربح















المزيد.....

اقتصاد السوق: الجميع يربح


طلال عبدالله الخوري
(Talal Al-khoury)


الحوار المتمدن-العدد: 3587 - 2011 / 12 / 25 - 01:42
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    



علم اقتصاد السوق هو العلم الوحيد الذي لم يخترع أو يبدع نظرياته العلماء والباحثون, ولكن علم الاقتصاد ببساطة هو محاولة لنقل ما يدور عمليا في الاسواق من تبادلات للسلع ووضعها ضمن اطر وقواعد منهجية علمية اقتصادية لكي يستفيد منها الدارسون, والتي بالنهاية تؤدي الى تسهيل ايجاد افضل الطرق والوسائل لتطوير الاقتصاد والاستمرار في النمو والازدهار الاقتصادي, والابتعاد عن مخاطر الكساد.

تبادل السلع بالاسواق بدأ مع ظهور الانسان على وجه الارض, عندما قام الانسان الماهر بالصيد بمبادلة صيده من اللحوم مقابل الادوات التي يحتاجها بصيده مع الانسان الماهر بصنع الأدوات, وسيستمر اقتصاد السوق ما دام الأنسان على سطح الأرض, حيث أن السوق هو الذي يحدد القيمة التبادلية لكل سلعة, وفق قانون العرض والطلب, والسوق أيضا هو الذي يحدد كمية ونوعية السلع التي يرغب بها المستهلكون, بعيدا عن تدخل المؤدلجين والسياسيين والفاسدين المستغلين.

في اقتصاد السوق كل انسان هو منتج للسلع ومستهلك للسلع, ويقوم السوق بآلياته التلقائية بتحديد القيمة التبادلية لكل ما ينتج ويعرض بالسوق للاستهلاك, لذلك تعتبر آليات السوق أفضل وسيلة طبيعية تلقائية وعادلة لكي يحصل كل انسان على قيمة ما ينتجه من سلع, ان كانت هذه السلع بشكل بضائع استهلاكية, او سلع كعمل بجهد عضلي, او سلع فكرية و ابداعية وعلمية.

هناك محاسن كثيرة لاقتصاد السوق ولكن هناك ايضا بعض المساوئ, كما هو الامر الواقع بالحياة, ولا يمكن ان نحصل على المحاسن من دون المساوئ, كما هي الحياة! والذي يظن بان اقتصاد السوق سينتهي, او الذي يعتقد بان اقتصاد السوق قد انتهى! او الذي يطالب بنهاية اقتصاد السوق بسبب وجود سلبيات له, هو كمن ينادي بتدمير الحياة على الارض لان هناك من يتعذب على الارض. والاكثر من هذا, انه لا يوجد اقتصاد بديل افضل من اقتصاد السوق!! وجميع البدائل, كالاقتصاد الاشتراكي, اثبتت فشلها الكارثي على البشرية, بينما في الجهة المقابلة, اثبت اقتصاد السوق بنجاحات باهرة واعجازية مكنت جميع الدول التي تتبع اقتصاد السوق الى الوصول الى الازدهار الاقتصادي والرفاهية لجميع المواطنين.

ينعت اليساريون العرب اقتصاد السوق: بالرأسمالية المتوحشة,...؟؟ التي تستغل جهد العمال, لكي يكدس اصحاب رؤوس الأموال فرق القيمة من أجرة العمال وقيمة العمل, بحساباتهم المصرفية؟
في هذه المقالة سنبين بأن في أقتصاد السوق ليس من مصلحة احد ان يستغل أحد آخر, وأن العدالة التي يقدمها السوق بتحديد القيمة التبادلية لكل سلعة تجعل من مصلحة كل فرد ان يكون عادلا مع كل فرد آخر, وأن يتعاون الجميع من اجل ازدهار وخير الجميع, وأن الاستغلال يعود بمردود عكسي على الجميع بما فيها المستغل.

ان المنتج, صاحب رأس المال, ليس من مصلحته استغلال العمال واعطائهم اجر اقل من القيمة التبادلية لسلعتهم والمتمثلة بساعات العمل التي يعملونها لديه, وذلك للأسباب التالية:

أولاً: اذا لم يعط المنتج العامل حقه من أجر, فلن يستطيع هذا العامل شراء السلع التي ينتجها هو او التي ينتجها غيره, وبالتالي سينخفض الاستهلاك وبالتالي سترتفع اسعار الانتاج وبالتالي ستقل الأرباح, مما يؤدي الى الافلاس والكساد؟

اذا من هنا نرى بأن من مصلحة المنتج ان يحصل المستهلك على اجر جيد وعادل حسب قيمة العمل التبادلية بالسوق من اجل زيادة الاستهلاك وبالتالي زيادة الارباح وتخفيض قيمة كلفة الانتاج. وبالفعل فأن شركة ( أي بي ام) تريد ان يكون كل مستهلك قادرا على شراء كمبيوتر لاولاده, وبنفس الطريقة تريد كل شركة سياحية ان يستطيع كل عامل ان يذهب برحلة استجمامية في اجازته السنوية! وبنفس الطريقة تريد مصانع السيارات ان يكون بامكانية كل عامل شراء سيارة لأسرته في كل عام!!

ثانيا: اذا لم يدفع المنتج الاجر العادل للعامل فهناك من يستطيع ان ينافسه ويعرض على العامل اجر افضل, وهذا يؤدي الى خسارة هذا العامل المدرب! وبالتالي سيخسر هذا المنتج وسيؤدي به الى الافلاس؟ لذلك يجب ان يحرص صاحب العمل اعطاء عماله افضل اجر ممكن لكي يحافظ على تنافسية عروضه للعمل.

من جهة اخرى, فأن في اقتصاد السوق لن يكون من مصلحة العامل ان يحصل على اجر اعلى من القيمة التبادلية لسلعته في السوق, وذلك لانه اذا حصل على اجر اعلى من ذلك فهذا يعني بان قيمة السلعة التي تنتجها شركته سترتفع مما يؤدي الى ان منافس اخر سينتج نفس السلعة وبسعر اقل, وهذا يؤدي بالتالي الى افلاس شركته وفقدانه لوظيفته وباب رزقه؟؟

من هنا نرى بانه في اقتصاد السوق هناك مصلحة متبادلة بين المنتج والعامل بان يكون الاجر عادل وحسب القيمة التبادلية لسعر السوق وبهذه الطريقة فقط يربح كل من المنتج والعامل والمستهلك.

من جهة ثانية ليست من مصلحة العامل ان ينخفض ربح الشركة التي يعمل بها عن حد معين, لأن هذا سيؤدي بالتالي الى عدم وجود منفعة مناسبة تستدعي الى ان يستثمر صاحب رأس المال امواله في هذه الشركة وبالتالي يقوم باغلاق هذه الشركة وبالتالي يفقد العامل عمله ورزقه؟ وأيضا اذا انخفض ربح صاحب رأس المال عن حد معين فلن يتمكن من الاستثمار بتطوير الآلات! وبالتالي ستقل تنافسية الشركة مما يؤدي بالنهاية الى الافلاس واغلاق الشركة وفقدان العامل الى عمله ورزقه.

في اقتصاد السوق, أيضا ليس من مصلحة كل من المنتج والمستهلك, ان لا يتمكن الانسان العاطل عن العمل من العيش الكريم وتأمين قوته وسكنه؟ لأن الانسان العاطل عن العمل سينتفض ويقوم بالسرقة! والجريمة! مما يؤدي الى حالة عدم الاستقرار؟ والذي يؤدي بالتالي الى خسائر اقتصادية كبيرة على الجميع, لذلك من مصلحة الجميع ان يتم تأمين العيش الكريم حتى للانسان العاطل عن العمل.

مما سبق نرى بأن اقتصاد السوق هو الاقتصاد الذي يخرج به الجميع رابحين من منتجين, واصحاب رؤوس اموال, وعمال ومهندسين وحتى العاطلين عن العمل! وهو الاقتصاد الوحيد الذي أمن للانسان العيش الكريم! وأمن البيئة المناسبة لحدوث المعجزات الاقتصادية من الازدهار, حيث بلغت تعداد سكان العالم الآن سبعة مليارات نسمة يعيشون برفاهية.

http://www.facebook.com/pages/طلال-عبدالله-الخوري/145519358858664?sk=wall

هوامش:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=257479
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=258309



#طلال_عبدالله_الخوري (هاشتاغ)       Talal_Al-khoury#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يسار بلا هوية, برنامج, هدف, أو وجود؟
- عائلة الأسد تسرق سوريا
- النمري ونهاية اقتصاد السوق؟
- بشار الأسد: الديكتاتور الفاشل!
- الأب باولو دالوليو رمز الثورة السورية
- قرضاوي صيني كونفوشيوسي!
- رسالة الى بشار حافظ الأسد 2
- ليسوا رجال دين وانما سياسيون رخصاء
- العلمانية, الاِلحاد والتدين, وبناء دور العبادة
- فرانك, وتعريب الأسدي, وسقوط الاشتراكية
- هل يستطيع الاسلاميون ان يغدروا بنا؟
- التسعيرة .... و يا بلاش؟
- الشباب يموتون والمجلس يخرج الريح؟
- اما الضمانات فيجب ان تكون حصريا من الكفار؟
- ثورتنا السورية وسر نجاح الليبية!
- حولتم القذافي لضحية جريمة سياسية والثوار لمجرمين؟
- الزعماء العرب يرشون الماء البارد على مؤخرات الاسلاميين وغليو ...
- خونة جامعة الدول العربية 2
- هذه هي اجوبتي
- اوراق الاسد وسوزان مبارك و ورقة التوت!


المزيد.....




- رئيس الوزراء الفرنسي يدعو النواب لـ-التحلي بالمسؤولية- وحكوم ...
- سوريا.. مدى تهديد فصائل المعارضة وتحركاتها السريعة على بقاء ...
- أكبر صندوق ثروة سيادي في العالم يعاقب إسرائيل
- هل فعلا يجب شرب 8 أكواب من الماء يوميا؟
- نصائح لتعزيز منظومة المناعة في الشتاء
- مصر ترفع اسم ابنة رجل أعمال شهير من قائمة الإرهاب
- عيد البربارة: من هي القديسة التي -هربت مع بنات الحارة-؟
- من تاباتشولا في المكسيك إلى الولايات المتحدة.. مهاجرون يبحثو ...
- منطقة عازلة وتنازل عن الأراضي.. كيف يخطط ترامب لإنهاء الحرب ...
- رغم العقوبات على موسكو.. الغاز الروسي مازال يتدفق على أوروبا ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - طلال عبدالله الخوري - اقتصاد السوق: الجميع يربح