أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ثائر دوري - كم سيكون حجم الهزيمة الأمريكية في العراق ؟















المزيد.....

كم سيكون حجم الهزيمة الأمريكية في العراق ؟


ثائر دوري

الحوار المتمدن-العدد: 1062 - 2004 / 12 / 29 - 06:55
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


من بديهيات العلم العسكري أن تحقيق النصر يتم بطريقتين ، إما أن تدمر عدوك بالكامل ، أو أن يقتنع عدوك بهزيمته . الطريقة الأولى عبر عنها الأدميرال وليام هولزي بشكل فج و دون رتوش أثناء معارك الحرب العالمية الثانية ، فبعد تكليفه المشاركة في قيادة حرب الولايات المتحدة على اليابان من 1941 الى 1945 وصف الوسيلة الى الانتصار بأنها توفر الارادة لـ"قتل اليابانيين, قتل اليابانيين, ثم قتل المزيد من اليابانيين", والاستمرار في القتل الى ان "لا يتكلم أحد باليابانية الاّ في جهنم".
أي أن تبيد العدو بشكل تام . أما الطريقة الأخرى لتحقيق النصر فهي أن تقنع عدوك بهزيمته فتترسخ الهزيمة في داخله بحيث يصبح أسيراً لفكر الهزيمة و يتصرف بناء على آليات الهزيمة .
و أحيانا يتضافر الأمران معاً لتحقيق النصر . فبعد هزيمة عسكرية كاسحة تبدأ حملة ترسيخ الهزيمة داخل نفسية الأمة التي تعرضت للهزيمة العسكرية فإذا نجح الأمر يصبح نصر الطرف الآخر معترفاً به و تاماً .
عبر التاريخ لم توجد طرق أخرى لتحقيق النصر ، فإما أن تبيد عدوك بالكامل و إما أن تجعله مقتنعاً بأنه مهزوم ، أي أن تهزمه نفسياً . و إذا لم يحدث أي من الأمرين فهذا يعني أن المعركة لم تنته بعد و ما زالت مستمرة فصولاً .
تعالوا نتأمل في حروب الولايات المتحدة في العقود الأخيرة خاصة عدوانها على أفغانستان و تحديداً على العراق . و سنستعين بكتاب " هوبرة امبريالية " الذي كتبه مسؤول رفيع المستوي في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) و نشره باسم مستعار ، لأنه ما زال على رأس عمله ، و قد أثار الكتاب ضجة كبيرة في حينه و نشرت صحيفة الحياة اللندنية أقساماً كبيرة منه بتاريخ 8/8/2004 حيث حلل ما جرى في العراق و أفغانستان و تساءل هل حققت أمريكا النصر ؟
يقول الكاتب :
((من الصعب أن نفهم لماذا يعتقد الأميركيون بأن بلدهم خاض أي حرب منذ 1990. فالمؤكد خلال تلك المرحلة أننا عبأنا بعض أو غالبية أو كل قدرتنا العسكرية, واستدعينا أعدادًا كبيرة من الاحتياط والحرس الوطني, وقصفنا أراضي أجنبية, كانت عادة أراضي مسلمين, ونشرنا قواتنا في الخارج, حيث قاتلت بمهارة وشجاعة. لقد أطلقنا ما سميناه حروب تحرير الكويت وانقاذ جائعي الصومال ودحر الطغيان في هايتي ووقف الصراع في البلقان وإنقاذ كوسوفو من جمهورية الصرب وتخليص أفغانستان من "طالبان" و"القاعدة" وتحرير العراق من صدام وولديه. وبعد كل من هذه العمليات أعلن قادة الولايات المتحدة الانتصار, وأعادوا غالبية القوات والمعدات (عدا ما نراه في الشهور الأخيرة). انه سجل متميز, كما نقول لأنفسنا في أحيان كثيرة.))
و يتابع :
((مع ذلك, وعبر 13 سنة من العمليات العسكرية المتكررة, لم نتمكن مرة واحدة من دحر القوات - عسكرية أو شبه عسكرية أو من الرعاع المسلحين - التي حددنا انها العدو, سواء كانت هذه عصابات هايتي أو امراء الحرب الصوماليين أو فدائيي صدام حسين أو الملا محمد عمر وصاحبه الهزيل بن لادن. كما لم نسمع عن أرقام لخسائر بشرية كبيرة بين الأعداء, ولم نشاهد أكوام السلاح, ولا اعداداً كبيرة من الأسرى - أي ليس من دليل ملموس على الانتصار سوى اعلانات قادتنا البليغة عنه والمراسيم الدراماتيكية لعودة الجنود, المناسبة أكثر لعودة جيش من المجندين وليس القتلة المحترفين الأشداء الذين يكوّنون قواتنا اليوم. أي ان مسؤولي وقادة أميركا تخلّوا عن تعريف الانتصار بناء على معطيات نوعية وكمية, بل بما يمكن للعسكريين انجازه خلال مهلة زمنية ضيقة يحددها استراتيجيون سياسيون مسبقاً بناء على تقديرهم مدى تحمل الناخبين لطول الحرب المعينة وكلفتها. وما ان تنتهي المهلة, كما يبدو, حتى نعلن الانتصار ونعيد أبناءنا الى الوطن.
انها عموماً عملية مرتبة أنيقة, لكن هل تؤدي حقيقة الى دحر العدو؟ أم انها لا تعني أكثر من اضطرار جنود وجنديات أميركا الى العودة الى المهمة نفسها, وليس مرة بل ربما مراراً ))
يصل الكاتب إلى أن الولايات المتحدة تخوض حروباً ناقصة متجاهلة أبجدية العلم العسكري ، و التي تقول إن النصر يعني إبادة العدو بحيث لا تقوم له قائمة كما عبر عن ذلك الجنرال الأمريكي الأدميرال وليام هولزي "قتل اليابانيين, قتل اليابانيين, ثم قتل المزيد من اليابانيين", والاستمرار في القتل الى ان "لا يتكلم أحد باليابانية الاّ في جهنم".
يقول الكاتب :
((السرعة لتحقيق الانتصار الحاسم كانت دوماً أسلوب أميركا, لكن ليس من أجل حرب قصيرة لا تهزم العدو ولا تكلف الطرفين الكثير من الخسائر. انه درس أساسي من التاريخ العسكري منذ الاسكندر المقدوني, وهو أيضاً الدرس الذي تقدمه أكاديمياتنا العسكرية وكليات الحرب والرحلات التعليمية للأركان. انه الدرس المحفور في ذهنية الضباط الأميركيين, وجوابهم التلقائي عندما يطلب منهم تعريف الانتصار. ولهذا السبب من بالغ الغرابة انه لم يكن هناك جنرال أميركي واحد بما يكفي من الشجاعة الأدبية ليستقيل ويتكلم علناً عن الأخطار المرافقة للاسلوب الأميركي في الحرب منذ حرب العراق في 1991 - وها هما حربانا, بل نصف الحربين, في أفغانستان والعراق تقدمان مثالاً على النتيجة عندما ينصاع الجنرالات بصمت للمتطلبات "السياسية" التي يفرضها قادتنا المدنيون على أسلوب خوض الحرب.))
و يشرح الكاتب بالتفصيل حرب أفغانستان غير المنتهية
((ما هو خطر فشل كهذا؟ قدرت تقارير ان قوة "طالبان" في 1 تشرين الأول (اكتوبر) 2001 بنحو 50 ألف مقاتل. واذا قدرنا - بمبالغة تصل الى حدود الخيال - أن القوات التي قادتها أميركا قتلت 20 في المئة من المجموع - أي أن أربعين ألف مقاتل, الكثير منهم من المجربين في الحرب, تمكنوا من النجاة ليعودوا الى القتال يوما ما. وبسبب هوسنا بالحرب السريعة وعدم رغبتنا في الاكثار من القتل او التعرض له, لم نغلق الحدود - ونعترف انها مهمة دموية صعبة - وسمحنا لغالبية مقاتلي "طالبان" بالافلات. وفي نهاية هذه الفوضى وضعنا في كابول قوة تكفي للسيطرة عليها ولكن ليس على بلد بحجم تكساس. ولا يمكننا حالياً تقدير قوة "طالبان" في الوقت الحاضر, لأن دوائر الاستخبارات الأميركية لم تضع تقديراً لها قبل الحرب (وهو فشل آخر) ولذا ليس هناك مقياس أصلي يمكن على أساسه تقويم التقدم. وكانت دراسة بريطانية قدرت قوة "القاعدة" في أفغانستان مطلع الحرب بعشرة آلاف مقاتل. ويعني هذا اذا طبقنا نسبة الخسارة نفسها ان لـ"القاعدة" الآن ثمانية آلاف مقاتل. لكن ليس هناك بالطبع سبيل لاحصاء عدد الذين انضموا الى التنظيمين منذ 2001, في وقت يتكلم قادة الولايات المتحدة عن مقتل هذا العدد أو ذاك من مقاتلي "طالبان" أو أسر هذا العدد أو ذاك من قادة "القاعدة", وكأننا نشهد تراجعاً في اعداد المجموعتين عن عدد أصلي معروف لكل منهما ))
و يتابع شرحه عن الحرب الأمريكية في العراق فيقول :
((تقدمت القوات الأميركية من الكويت, بسرعة تدعو الى الاعجاب ووسط تهليل الاعلام, لتصل الى بغداد في أقل من شهر. بعد ذلك بوقت قليل, أعلن الرئيس جورج بوش في 9 نيسان (أبريل) 2003 اكتمال مهمة الولايات المتحدة في تحرير العراق. لكن القصة, مثل أفغانستان, لا تزال تتتابع فصولاً, وتشير بالحاح أكثر الى ان جنرالات أميركا يرتاحون تماماً الى الانصياع بصمت لسادتهم السياسيين, المطالبين بحرب لا تسيل ما يذكر من الدماء.
الرأي الاعلامي - الأكاديمي السائد هو ان النظام العراقي بداية الحرب كان يملك نحو نصف مليون رجل تحت السلاح. واذا افترضنا, بالسخاء نفسه في تقديراتنا لأفغانستان, ان التحالف قتل 20 في المئة من هؤلاء فهناك نحو 400 ألف عراقي مدربين وشبه مدربين على القتال عادوا مع أسلحتهم الى قراهم وبلداتهم, أو بالأحرى أرسلوا اليها, ليواجهوا البطالة هناك, ويجلسوا في انتظار تطور الأمور, ربما مع الاستعداد للمشاركة في حرب دينية أو اثنية مقبلة. كما يقدم العراق مثالاً آخر على المشكلة التي تبدو غير قابلة للحل لدى العسكريين الأميركيين - مشكلة الحدود. فقد فشلوا هنا أيضاً في اغلاق حدود العراق مع ايران وسورية والأردن وتركيا والكويت والعربية السعودية, هذه المرة ليس لمنع عبورها من العراق بل لمنع تدفق الجهاديين من انحاء العالم الاسلامي
))
يعزو الكاتب خوض أمريكا الحروب دون أن تحسمها إلى مسائل تقنية من قبيل أن الجنرالات ينفذون أوامر السياسيين الذين لا يعرفون شيئاً عن العلم العسكري، أو أن الجنرالات لم يعد لديهم النزاهة الأخلاقية ليظهروا احتجاجهم على هذه الحروب غير المنتهية . متجاهلاً أن ما يحدث هو تعبير عن خلل بنيوي في المجتمع الأمريكي ........
إن عقيدة (الخسائر صفر) التي يتبعها البنتاغون في حروب الولايات المتحدة سببها بنية المجتمع الأمريكي التي لا تحتمل أية خسائر بشرية ، و لو كانت ضئيلة ، لعدة أسباب منها طريقة الحياة الفردية المتطرفة التي يعيشها أفراد هذا المجتمع و التي لا تبصر استمراراً للذات إلا عبر الذات . فإذا كنت لا أؤمن بالمجتمع و ليس لدي أدنى شعور بالجماعة ، و لا أنتمي سوى إلى ذاتي ، و لا أعتنق سوى فلسفة الاستهلاك و تحقيق الحد الأعلى من المتع الحسية . فما الذي سيدفعني إلى الموت في الحروب ؟
الجواب لا شيء . لأن الذين يضحون في الحروب ، هم المؤمنون بقضية ، الذين يؤمنون أن ذاتهم الفردية جزء من ذات جماعية ، و بالتالي هم يقدمون الجماعة على ذاتهم ، فيضحون بذاتهم كي تستمر الجماعة .
كما أن الأفراد الذين يضحون بحيواتهم هم من يملكون عقيدة غائية للحياة . و كل هذه الأمور باتت مفقودة في المجتمع الأمريكي ، فحدود الذات هي الذات فقط دون أي امتدادات جماعية .
وتلعب العوامل الاقتصادية دوراً في هذا الأمر فتكلفة تنشئة الطفل في المجتمعات الغربية تتراوح بين ( 200- 500 ألف دولار ) و بالتالي فإن خسارة رجل في الحرب هي خسارة كبيرة لأسباب اقتصادية كما ذكرنا و لندرة المواليد بشكل عام ، فالحضارات الغربية هي حضارات هرمة يكاد ينعدم فيها الأطفال و كلها تعرف تراجعاًً سكانياً تعوضه آنياً بواسطة المهاجرين و هذا أمر يتحسسون مخاطره ، فقد بدأت تركيبة هذه المجتمعات بالتغير مما يهدد السكان الأصليين فيها بالتحول إلى أقلية .
أي أن الأمر ليس تقنياً كما يحاول ضابط المخابرات المركزية شرحه . بل هو نتيجة حضارة هرمة غير مستعدة لتقديم أي خسائر بشرية . لقد انعدمت روح التضحية بين أفرادها لأنهم يعيشون ليومهم و متعهم الحسية فقط .
إن طريقة الولايات المتحدة بخوض الحروب عن طريق الجو ، أو من البعيد بالصواريخ العابرة للقارات يضمن لها إلحاق تدمير كبير بالعدو دون أن يمس أفراد جيشها ، لكن هذه الطريقة لا تحسم حرباً ، فالحسم بحاجة إلى قوات برية على الأرض ، و هذا يعني تقديم خسائر بشرية و لم يعرف التاريخ حروبا بدون خسائر بشرية مهما كان التقدم التكنلوجي كبيراً. لذلك تحجم الإمبراطورية عن إكمال حروبها و تكتفي بإعلان النصرة عبر "هوبرة إعلامية" بينما تستمر الحروب غير المنتهية على الأرض مستنزفة الإمبراطورية ، و ستقودها إن عاجلاً أو آجلاً إلى كوارث هائلة و هذا عين ما حدث و يحدث في العراق . فقد أعلن السيد بوش النصر من على متم حاملة الطائرات بطريقة هوليودية ليكتشف العالم فيما بعد أن الحرب ما زالت مستمرة في العراق و أن إعلان النصر كان مبكراً جداً .
و يخلص الكاتب :
((ولذا لا بد من أن يدركوا ان الحروب منذ 1991 لم تأت بالانتصار, وانها في أفضل الأحوال كبحت آنياً بعض المشاكل التي ستعود الى البروز لتكلف أميركا المزيد من المال والدماء ))
ثانياً – الهزيمة النفسية :
أنت تحقق النصر عندما يقتنع عدوك أنه قد هزم فيكف عن محاولة تغيير الواقع ، ثم يبدأ بالتصرف بناءاً على حقيقة أنه مهزوم ، فيبني حياته و يخطط لمستقبله و يربي أولاده بناءاً على حقيقة الهزيمة. و بالتالي يصبح للهزيمة آلياتها الذاتية في بنى مجتمع عدوك . ما عدا ذلك فالمعركة لم تحسم بعد و رجحان كفة طرف على طرف آخر ممكنة في كل لحظة .
لقد اشتغل الغرب على ترسيخ فكر الهزيمة في أمتنا ، فجند مثقفين و ساسة و اخترع معاهد أبحاث و دور نشر و محطات تلفزيونية لترسيخ الهزيمة في عقل و نفسية أمتنا . كان العدو يدرك أن عمله على هذه الجبهة سيقرر نتيجة المعركة .
ماذا كانت النتيجة ؟
رغم كل ما بذله العدو من جهد هائل على هذه الجبهة فإن ما نراه اليوم ، من ثورة و تمرد و روح مقاومة تجتاح المجتمع الفلسطيني بأكمله من نساء ، و رجال ، و أطفال ، يؤكد أن كل الجهود التي بذلها الغرب بهذا المضمار كانت عديمة الجدوى ، فالشعب العربي الفلسطيني قادر دائماً أن يعيد الأمور إلى المربع الأول ، إلى لحظة إنشاء الكيان الصهيوني ، فكأن نصف قرن من تطويع الأمة و ضربها بكل صنوف الأسلحة قد ذهب هباءاً منثوراً . و كأن الكيان الصهيوني يضطر لخوض معركة زرعه في قلب الوطن العربي كل يوم ، و هذا أمر جعل بعض عقلاء الصهاينة يدركون عبثية محاولة غرس كيانهم الغريب في أمة لن تقبله و لن تقتنع بهزيمتها أبداً .........
إن أجيال اللاجئين التي لم تعرف فلسطين سوى على الخريطة ، فقد ولدت و عاشت في مخيمات الشتات ، تبدو اليوم أكثر صلابة و أشد تصميماً على العودة إلى وطنها . فهي غير مستعدة للتفريط بوطن لم تعرفه إنما سمعت عنه من جيل الآباء و الأجداد ، و هذا أمر يجعل الكيان الصهيوني يفقد صوابه فيبطش بآلته العسكرية بحماقة قل نظيرها ، و يجعل مجرد تمسك الفلسطينيين بحق العودة تهديد لوجوده برمته .
ماذا عن العراق ؟
قبل الحرب و نتيجة تعقيدات الوضع العراقي و أجواء الحصار و طبيعة النظام ، كان هناك تشتت هائل بالرأي ، فمن راغب بالخلاص من وضع الحصار ومن النظام ولو على يد الشيطان ( بعض هؤلاء كانوا مخدوعين و بعضهم كان منخرطاً بالمشروع الأمريكي ) إلى يائس ............الخ . الأمر الذي جعل مجرد تبادل حديث منطقي مع بعض العراقيين أمراًُ غاية في الصعوبة . لكن ما إن حدث العدوان وأصبحت البلد محتلة حتى زالت كل التحفظات السابقة فحسم المترددون أمرهم و تخلص بعض من تعلق بأوهام الخلاص و لو على يد الشيطان من أوهامهم و شاهدنا توحداً بالرأي و كأن كل الناس على قلب رجل واحد ، معاد للاحتلال ، و صوت مقاوم عالي النبرة ( بالطبع نستثني من انخرط بالمشروع الأمريكي ) فكأن الأمريكي قام بإطلاق المارد من قمقمه ، فهذا العراقي المنهك المتعب من الحروب المتوالية و من تعقيدات الوضع الداخلي .............الخ . نفض عنه كل هذا التعب و نهض و كله حيوية و كأن روحاً جديدة قد دبت بعروقه . فكأنه تجسيد حي لقول المتنبي :
كم قد قتلت و كم مت عندكم ثم انتفضت فزال القبر و الكفن
لقد مرغ المسلم – العربي – العراقي أنف الإمبراطورية الأمريكية بالوحل ، وجعلها لا تعرف رأسها من قدميها . لقد قلب الطاولة أمامها محولاً أحلام الوليمة النفطية إلى كوابيس مرعبة . و لم يعد يكتفي بتحرير بغداد بل نراه يفكر بالقدس و كأن بغداد صارت مضمونة ..........
لقد انهار كل ما راهن عليه الأمريكان لكسب الحرب ، فلا قوة لديهم لإبادة الخصم و لا نفعت معاهدهم و لا مثقفيهم من المارينز العرب بترسيخ فكرة الهزيمة في نفوس العراقيين .............
بعض من لا يقرأ ون التاريخ ما زالوا يتساءلون :
- هل ستهزم أمريكا في العراق ؟
لهؤلاء نقول لقد وقعت الهزيمة . لكن السؤال يجب أن يكون عن حجم هذه الهزيمة . هل ستكون في بغداد فقط ؟ أم في بغداد و القدس ؟ أم ستمتد إلى عواصم العالم كله معلنة بداية نظام عالمي جديد أكثر إنسانية ؟ هذا ما ستخبرنا به قادمات الأيام . و هي أيام حبلى فانتظروا ......



#ثائر_دوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفارقات تقرير التنمية البشرية !!!ّ
- اتجاهات الريح الأمريكية القادمة
- تقديم التنازلات للغرب بئر لا قاع له- روسيا كمثال
- ناشطون سوريون و عرب يدعون لإنشاء محكمة تفتيش دولية
- ملاحظات حول الحركة المناهضة للعولمة
- معركة الدولار من العراق إلى كوبا و تداعي الإمبرطورية
- المليار الذهبي الذي سيلتهم خمس مليارات من البشر
- فوزي القاوقجي
- نحن و الغرب
- لعبة المرايا و شباك العنكبوت بين المقاومة و الغرب
- سرقة الكلمات من معانيها : الديمقراطية و التحرير نموذجاً
- المركب الروسي الغارق
- الواقعة الغريبة التي حدثت يوم تكريم الدكتور ماجد
- وجوه تحتضر
- بين نورما خوري و أحمد الجلبي
- الأمريكاني المفلس و الدفاتر السعودية العتيقة
- عن مصر و الألم يعتصر قلوبنا : حكاية الأسد و مروضيه
- أسرى سايكس بيكو
- القط ذو الرأس الكبير في المصيدة
- الديمقراطية على الطريقة الفنزويلية


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ثائر دوري - كم سيكون حجم الهزيمة الأمريكية في العراق ؟