أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أم الزين بنشيخة المسكيني - أنت أقليّة ..سواء كنت ذكرا أم أنثى














المزيد.....

أنت أقليّة ..سواء كنت ذكرا أم أنثى


أم الزين بنشيخة المسكيني

الحوار المتمدن-العدد: 3586 - 2011 / 12 / 24 - 16:42
المحور: كتابات ساخرة
    



أبشر أيّها الأقليّ فلن ترض عنك النصارى و لا اليهود و لا قوم لوط و لا الصابئة و لا الجاهليين و لا البوذيين ..أنت مشاغب رغم لطفك و أنت مذموم رغم حداثة مشاعرك .. و أنت غربي رغم عروبتك .و أنت معارض في كل الأحوال و مهما كان الرئيس ..أبشر يا هذا ..مهما كانت ثقافتك و مهما كانت ثورتك و مهما كانت لحيتك و عطرك أنت الأقلية سواء كنت ذكرا أم كنت أنثى ..و ان كنت تونسيا فبوسعك أن تصير رئيسا مرتقبا للبلاد بعد فوات الأوان أو قبل مجيء النهار ..لكن عليك أن تتثبت من نفسك بعد الترشح و قبل التصويت ..و كلّما كنت ذكرا و كنت أغلبية فتصويتك واجب بالشرع ..و كلّما كنت أنثى و كنت أقلية فحلال على السلف الصالح و مباحة لكل من أدّى اليمين الدستورية ..و حين تثقل موازينك فأنت تحمل الخير للبلاد و للعباد ..و حين تخفّ موازينك فاحذر من يوم الاربعاء لأنّه ليس يومك ..بل هو يوم العرّافين و حماة الثورة ..حذار يا هذا الى أن تتبين الخيط الأسود من الخيط الأسود فحين يشتدّ الليل لا فرق بين الأجناس الاّ ببطاقة الحزب ..ابحث عن بطاقتك جيّدا قد تكون خبّئتها في قنّ الدجاج ..سيمسي عليك المساء ثانية و لا شيء يحميك من البرد غير سردوك جامعي أو سردوك تأسيسي فاحذر الخلط بين الديكين أحدهما يُحسن الآذان و الآخر لا يصلح الاّ لالقاء الدرس ..
أيّها الأقليّ سوف يرغمونك على الديمقراطية فلا تقل لهم أُفّ و لا تنهرهم و قل ربّي أعنهم على ما فيه خير الدوابّ و الابل و الخيول الذهبية..و ان سألوك هل أنت سعيد بالرئيس الجديد فعليك أن تُنعم بلسان القلم و أن تضحك الى حدّ النواجذ و أن لا تكتفي بابتسامة الجوكندا .. لا تنشر الكآبة على وجهك ..وارسم شجرة خضراء على جدار بيتك ان كنت صاحب البيت ..واستبشر بهذا الخبر فقد يأتيك من ورائه خبر آخر أو مقعد حتّى في الحافلة .. أيّها الأقليّ كُن تونسيّا مرّة أخرى و كُن قنوعا و كُن حامدا و كُن شكورا..أ يّها الأقلي سواء كنت ذكرا أم أنثى أو كنت ريفيا أو مدنيا أو منجميا : لا حلّ لك غير السير في الشوارع و النظر الى الحوانيت المغلقة ،و قراءة الجرائد ان سمحوا لك بها ..أمّا غير هذا فبوسعك أحيانا أن ترتاح قليلا على الرصيف أو أن تنتعل حذاءا حديثا أو أن تُصلّي ان كنت تحفظ الفاتحة و الاخلاص عن ظهر قلب ..و ان كنت لا تحفظها لا حرج عليك فاذهب الى أقرب كتّاب و سجّل اسمك ..و لا تخجل من سهوك عن ذكر الله فهو غفور رحيم ..و ان أُصبت بآفة النسيان فغادر المكان و اقصد لتوّك سوق الخضار ..بامكانك اقتناء الكثير من الجزرفتخلطها بالقليل من القرع و الزبدة ..ستصبح فورا ديمقراطيّا الى الأبد ..و حينئذ سوف تفرح برئيس البلاد و سوف تعود الى المجلس و تسترجع رشدك الانتخابي و تصفّق لانتصار العدل و انهزام عربة الفاكهة ..لكن حذار من غضب الكتلة ..قد لا تقبلك بصفتك أقليّا و بصفتك منشقّا عن الصفّ ..حينها لا حلّ أمامك غير التدرّب كفاية على الوقوف في الصفّ و على قبول الكفّ بالكفّ و على اعطاء كل ما لديك من الصمت و من الصوت ..و حذار من استنفاذ صوتك فأنت بعده لن تكون في المعارضة و قد تفقد لقب الأقلية و قد تنتهي صلوحياتك بوصفك ذكرا أو بوصفك أنثى .. وهي الطامة الكبرى اذ كيف سنتثبت من هويتك الحزبية يوم القيامة ..لا تكن جحودا .. فمثلك مردود عليك و تشنيعك فاضح لأهل مدينتك ..و اعلم أنّ الأغلبية الناظمة للرشد و الواعدة بحسن المآب ستوزّع عليكم المساكن و المآكل و كلّ الأوزار الثقيلة ..فان لم تستطع حمل وزرها فعليك أن تمارس رياضة حمل الأثقال ان كنت تملك بدنا ..و ان كنت تملك نفسا فقط فصبر أيّوب أو خمّارة البلد قبل أن تُقفل .. أيّها الأقليّ عليك أن تتدرّب على نسيان الديمقراطية فهي قول مرذول و رأي مخذول ..و كلّما نجحت في فقدان ذاكرتك كلما عدت الى رشدك و دنياك و دينك ..يومئذ ستدرك جيّدا أنّك في بلد أمين عُد الى ربّك و الى أولي أمرك و ادع الله أن يهديك الى صراط الأغلبية..آمين يا ربّ الأقليّة ..



#أم_الزين_بنشيخة_المسكيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا طواسين القيامة
- قصيدة الغليون .
- سأمنح للنوارس أجنحة..
- هل أتاك دُعاء جرحى الثورة ؟؟؟
- هل انهزم اليسار العربي ؟
- أين تاء التأنيث ؟
- تأديب المعلّمين و المعلمات مندوب اليه أم مندوب عليه؟
- الحاكم يريد أم الشعب يريد ؟؟؟
- اضحكوا بقدر المستطاع ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- هل نفّذتم القرار بالهدم ؟
- ماذا فعلت بنا السبّابة اليُسرى ؟
- هنا تُباع الشعوب خِلسة
- سيكبر فينا الياسمين يوما ..
- من يحمل الغابة في عينيه ؟
- لماذا جرحتم هذي السماء ؟
- لم يأكلوا النخالة بعدُ
- أنشودة الشمس
- شهرزاد لا تنام
- لا خير في نهار بلا رقص
- من يشتري الصحراء غيرك ؟


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أم الزين بنشيخة المسكيني - أنت أقليّة ..سواء كنت ذكرا أم أنثى