أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كامي بزيع - نفاس الرجل














المزيد.....


نفاس الرجل


كامي بزيع

الحوار المتمدن-العدد: 3585 - 2011 / 12 / 23 - 17:10
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تنتشر عند معظم شعوب الهنود الحمر في اميركا عادة"نفاس البعل"، ذلك ان المرأة بعد الوضع، يرقد الزوج في الفراش لمدة اربعين يوما، في هذه الاثناء تقوم المراة بخدمته ، والعناية به وبالمولود الجديد.
وفي الحقيقة ان هذه العادة تنتشر عند شعوب متنوعة في بقاع مختلفة من العالم، وذلك بان يشغل الاب دور المولود الجديد، فتنصب عليه العناية والاهتمام.
كلود ليفي ستروس في "الفكر البري"، فيما يخص هذه العادة، يذكر بانه "من الخطأ القول بان في هذا الامر الرجل يشغل مكان المراة المولدة. احيانا، الرجل والمراة يخضعان لنفس الاجراءات لانهما يختلطان بابنهم، الذي في الاسابيع والشهور اللاحقة للولادة هو عرضة لمخاطر جدية. مرات اخرى، كما حصل غالبا في جنوب اميركا، الزوج يخضع لاجراءات تزيد ايضا على تلك التي للمراة، وحسب نظريات الهنود الحمر حول الحمل والحبل، فان شخصية الاب خاصة هي التي تختلط بشخصية الابن. ليس في هذه الفرضية او في اية فرضية اخرى الاب يلعب دور الام : انه يلعب، اذن، دور الابن".
ان الرجل يقدس المراة بسبب قدرتها على وهب الحياة، وبسبب هذا الامر نفسه فانه يخاف من المراة ويهابها. اذن ليكون رجلا متمتعا بالقوة التي تليق بالرجل عليه ان ينجب، ان يخلق، وهو الذي يحسد المراة لانها وحدها التي تقدر على هذا الامر يحاول ان يسرق الدور منها.
وينام الرجل في الفراش حيث يتلقى الزيارات تماما كما لو كان مريضا. لكن هناك محرمات غذائية تفرض عليه، تماما كما بالنسبة الينا عند النفساء، ويذكر باسكال ديبي بان الرجل عليه ان يبقى صائما لكن بدون ان يصل به الامر الى الموت. بشرب مشروب مغذي مثل الجعة، حتى نهاية اليوم الثاني عشر. عندئذ يعاود اكل المنيهوت والشرب، لكن لا يزال عليه ان يقاسي لمدة شهر محظورات غذائية اخرى. مثلا، لا يجب ان ياكل الا قلب كعكة المنيهوت، بطريقة لا يبقى فيها الا الاطراف، التي تاخذ المرء للتفكير في اجنحة مظلة الفطر المخروق. تعلق في السقف، بمساعدة حبلة صغيرة، وتحتفظ للحفلة الكبرى. في نهاية الاربعين يوما يدعو افضل اصدقائه واهله ويقيمون احتفالا، الا ان الامر لا لايتوقف عند هذا الحد، خلال ستة اشهر اخرى لا يمكنه اكل طيور او سمك. بعدم احترامه لهذه المحظورات يعرض الطفل للخطر. مثلا، اذا اكل الوالد سلحفاة، الابن يمكن ان يصم، طائش، او يبقى بساقين عوجاء كما هذا الحيوان؛ اذا اكل من خروف البحر، الطفل يمكن ان تبقى عيناه صغيرتين، دائرية، كما هذا الحيوان". ان كل ذلك يجسد الحرص، على دور الابوة التي تضطلع به هذه المجتمعات والتشديد على دور الاب في الرعاية والحماية.
ان الحبل ، في المجتمعات التقليدية وبالاخص عند الهنود الاميركيين، ليس فقط للمراة: ايضا يرتبط بموقف الاب الاجتماعي. ان فعل الانجاب بحد ذاته يمارس دورا ثانويا في الوظيفة الرمزية التي تناط بالاب تجاه الولد. ان انتهاك احتفال "نفاس البعل" يضر ليس فقط المولود الجديد وانما ايضا الاهل. ان حالة الضعف التي قد يعاني منها الرضيع تبدو اكبر انعكاس لموقف الاهل- خصوصا، موقف الاب- بالتحديد فيما يخص بعض الامور التابو. ان مراعاة او عدم احترام "النفاس الذكوري" يوافق التوازن او عدم التوازن لمجتمع الذي يجد تماسكه ، في افعال الحياة اليومية التي هي غالبا الاكثر سرية عند المجتمعات التقليدية.
وترى نظريات علم النفس ان هذه الظاهرة هي لتقليل الفوارق عند الحمل والولادة بين الرجل والمرأة، وتبرز هذه الظاهرة عند الشعوب التي فيها سيطرة للمراة، ويبقى السؤال مطروحا هل ان نفاس البعل هو غيرة ام مشاركة حقيقية في الحمل والولادة؟؟؟



#كامي_بزيع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوان الزهور ومعانيها
- دوخة
- بعض الاهتمام
- امراة مستورة
- يوميات من هافانا 5
- يوميات من هافانا 4
- يوميات من هافانا3
- يوميات من هافانا 2
- يوميات من هافانا
- زهرة الاوركيدة
- متعة المراة
- الحب والجد
- هو لا يسمع وهي لا تفهم الخريطة
- الملك السعيد
- وسواس قهري
- احوال واهية
- تدريس اللغة العربية في اوروبا
- وظيفة السرير


المزيد.....




- بأكثر من 53 مليون دولار.. مرسيدس تعرض سيارة سباق نادرة للبيع ...
- -مخطط لتهجير المواطنين-.. السلطة الفلسطينية تتهم إسرائيل بتو ...
- دور الصحافة بمكافحة -التضليل الإعلامي- في سوريا.. مسؤول في م ...
- مرتديا -ملابس الإحرام-.. أحمد الشرع يصل إلى جدة لأداء العمرة ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير مستودعات أسلحة لـ-حزب الله- في ج ...
- هل يشهد لبنان أزمة مياه هذا العام؟
- نتنياهو في واشنطن لعقد -اجتماع بالغ الأهمية- يبحث المرحلة ال ...
- انفجار يستهدف مجمعا سكنيا فاخرا في موسكو ويوقع قتيلا وأربعة ...
- هجوم من ماسك وترامب على الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية: - ...
- أكثر من 200 هزة أرضية تضرب -إنستغرام-.. اليونان تغلق المدارس ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كامي بزيع - نفاس الرجل