أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - المطلوب مصالحة ثقافية سياسية فلسطينية:














المزيد.....

المطلوب مصالحة ثقافية سياسية فلسطينية:


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3585 - 2011 / 12 / 23 - 17:10
المحور: القضية الفلسطينية
    


ان القراءة السياسية لا تقلل من حجم التفاؤل حول زيادة فرص انجاز المصالحة الفلسطينية, بل اثمن ذلك واثني عليه عاليا, لكنها تتعامل تعاملا عمليا حضاريا مع الحراك حول هذه المصالحة, فالى جانب تقبل النوايا الحسنة في المصالحة والتي صبت في اطار انجاز الاتفاقات حول الية واجرائية تنفيذ المصالحة, فان التاجيل المستمر للاهم والاخطر في موضوع المصالحة, وهو الصيغة الثقافية السياسية لمنظمة لتحرير الفلسطينية, يبقي حقنا في التشكك قائما,
وحتى تتبدى اهمية وخطورة ما اقول فانني سابدأ بتوضيح معنى مصطلح الصيغة الثقافية السياسية, حيث تعني كلمة الثقافي هنا التعريف الفلسطيني للمكتسب الحضاري الفلسطيني العام من تاريخ مسار تطورنا الحضاري, في صورة تعريفات فكرية توضح للمواطنة الفلسطينية خصوصية ذات وماهية ذاتها وما يترتب لها من حقوق وعليها من واجبات, نحو ذاتها وفي تعاملها مع الغير,
اما السياسية هنا فتعني: ابداع المحاولة المنهاجية الفلسطينية لتجسيد هذا الاساس الفكري بصورة عملية في ارض الواقع الموضوعي, وكيفية تشكيل صورة البنية الفلسطينية في هيكل منهاجية يحقق القناعات الفكرية حول الذات والحقوق والواجبات والعلاقات,
اننا في العادة نختصر حاصل جمع التعريف السابق بمقولة البرنامج النظري السياسي, وهو يتجسد في صورة الميثاق الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية, يليها تجسده في صورة برامج الفصائل الفلسطينية, واخيرا بصورة مجتمعية عامة يتجسد في صورة القناعات الفردية للمواطن الفلسطيني, وبين هذه الصور تكمن نسبية مسافات التقارب والتباعد الفكري والمنهجي وتبعا لهذا الشرط تتحدد احجام المواقف وائتلافاتها.
بهذا الصدد لا بد من القول ان بعض قرارات مؤسسات الشرعية الدولية بصدد تعريف الذات والحقوق الفلسطينية كانت اكثر رقيا من كثير من التعريفات الفكرية النخبوية الفلسطينية فهي تعترف بمبدأ قومية الذات والحقوق الفلسطينية وحقها في الاستقلال والسيادة في دولة خاصة من خلال مقولة حق الشعب الفلسطيني تقرير مصيره, في الوقت الذي تتجاذب به تعريفاتنا الذات والحقوق الفلسطينية ما بن التماهي في وهم القومية العربية او التماهي في الامة الاسلامية, ولم يكن ذلك بعيدا عن ضغوطات خلل ميزان قوى حالة الصراع الذي يعمل ضدنا واهم عوامله عدم جذرية القناعات الفكرية للقيادة الفلسطينية واعتمادها صلابة _التذاكي الشخصي_ بدلا من صلابة يقين المعرفة الفكرية العلمية, فلجأت الى تعديل الميثاق الوطني الفلسطيني حاولت حركته التناغم مع اتجاه خلل ميزان القوى في حالة الصراع, مما طرح مبدأ امكانية اعادة التعديل تبعا لزيادة خلل موازين القوى,
ان مسالة تعريف الذات والحقوق الفلسطينية هي المسالة المركزية في البرنامجية والمنهاجية الفلسطينية, وهي المسالة التي لا تزال مجال تجاذب فلسطيني, والاساس للحالة الانشقاقية بمستوياتها المجتمعية والسياسية, وهي المسال التي تضمن في حال الاتفاق على تعريفاتها ان تبقى التعددية الفلسطينية في اطار الوحدة الوطنية, وهي المسالة التي لم تحسم لقاءات المصالحة الفلسطينية امرها, مما يبقى انجاز المصالحة الفلسطينية في اطار التنسيق السياسي القابل للتفجير لا في اطار الوحدة الوطنية غير القابلة للشطب والالغاء,
ان مرحلية العمل السياسي الفلسطيني يجب ان تحتكم الى حالة وحدة ثقافية حضارية فلسطينية, وهو الاساس الذي خلى منه برنامج الجبهة الديموقراطية الفلسطينية حول مرحلية النضال الفلسطيني في سبعينات القرن الماضي وشكل المدخل الفكري لتبني مفهوم الكم والحجم الجغرافي السياسي للعمل المرحلي وكان يتاسس على جهل مطبق بالمفهوم والدورالحضاري للمقولة الفكرية, وهو لا يزال سائدا مسيطرا حتى الان.
اننا لا نرفض المصالحة كحالة تقارب وتنسيق سياسي تتيح حوار فلسطينيا داخليا اكثرهدوءا واعلى تحضرا وايجابية, كما لا نرفض ان تتبلور على اساس من المرحلية السياسية المشتركة للفصائل والمؤسسات السياسية الفلسينية, غير اننا نقبل هذه المصالحة بهذه الحدود, ولا نقبلها لغما قابلا للانفجار اذا تبدلت مستقبلا شروط الظرف التي استدعت انجازها بشروط ظرف يستدعي تفجيرها, وهي منهجية سيطرت تاريخيا على علاقات الفصائل بمنظمة التحرير الفلسطينية, فاحدثت الانقسامات والانشقاقات بصورة دائمة في الوحدة_ السياسية _ الفلسطينية والتي بقيت ادنى من مستوى الوحدة الحضارية الضرورية للانتصار الفلسطيني في الصراع.
ان التنسيق بين شرعيات متعددة يختلف بصورة جوهرية عن وجود تعددية تضبطها شرعية مركزية واحدة, وحراك المصالحة لم يقدم للمجتمع الفلسطيني حتى الان الصورة الفكرية السياسية المتفق عليها بين الفصائل للتوحد في شرعية حضارية قومية واحدة, وذلك لا يحمل بشرى مفرحة للمستقبل الفلسطيني, لنا في حاصل الفوضى في مواقع الانتفاض الشعبي في المنطقة خير مثال على ذلك فالقوى السياسية والشعبية التقت في وضع الانتفاض على ارض مقولة الدولة المدنية وها هي يتمزق ائتلافها المرحلي الان على صخرة مقولة الدولة الديموقراطية, وهو ما لا نرغب بتكراره في الوضع الفلسطيني الذي لم يعد وضعه يملك شروط وظروف قدرة تحمل كما تملك اوضاع وشروط تلك المجتمعات حيث لا تعاني على الاقل من حالة احتلال تنهك كل مقدرات وعوامل وجودها وصمودها ومقاومتها.



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يمكن انجاز مستوى من الوحدة اعلى من المصالحة:
- لماذا مصر؟
- جينغريتش وميكافيلية الفكر:
- رييع الاسلام السياسي بين تحرير تعدد الزوجات وامر قرن في بيوت ...
- مكون الربيع الفلسطيني: ردا على الدعوة لتشكيل فصيل فلسطيني جد ...
- هل هناك محاولة لتفجير الداخل الفلسطيني:
- ماذا يعني لقاء المجلس الانتقالي السوري وجيش سوريا الحر في تر ...
- هيصة النضال الوطني الفلسطيني:
- الربيع الفلسطيني:
- لا خروج على ثابت وطني_ ردا على الاستاذ نقولا ناصر
- النظام السوري بين الضربة العسكرية وحصار الخنق:
- المصالحة خطوة على طريق تعبئة عوامل النصر الفلسطيني
- خربشة خالد عبد القادر وتنميق ابن الجنوب
- اهمية زيارة ملك الاردن عبد الله الثاني الى فلسطين:
- هل تنجح مصر في التخلص من اللوبي الامريكي بعد ان تخلصت من الل ...
- اجابة على سؤال طرحه البرنامج الفلسطيني مساحة حرة:
- اللعب بامن مصر.... لماذا؟
- الازمة السورية وصراع مرجعيات المنطقة:
- امام عباس ومشعل :موجه بوصلتنا الوطنية:
- من لم يكن فلسطينيا لن يفهم فلسطين: حول المصالحة الفلسطينية


المزيد.....




- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...
- مصر.. تقرير رسمي يكشف ملابسات قتل طفل وقطع كفيه بأسيوط
- السعودية تقبض على سوري دخل بتأشيرة زيارة لانتحال صفة غير صحي ...
- القضاء الأمريكي يخلي سبيل أسانج -رجلا حرا-
- القضاء الأمريكي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- رئيس ناسا: الأمريكيون سيهبطون على القمر قبل الصينيين
- في حالة غريبة.. نمو شعر في حلق مدخّن شره!
- مادة غذائية تعزز صحة الدماغ والعين
- نصائح لمرضى القلب في الطقس الحار


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - المطلوب مصالحة ثقافية سياسية فلسطينية: