|
ثلاث اسئلة واكثر
مرتضى الشحتور
الحوار المتمدن-العدد: 3585 - 2011 / 12 / 23 - 11:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كثيرة هي الاسئلة التي اثيرت الخميس بعد موجة الانفجارات الاجرامية المروعة التي ضربت العاصمة الحبيبة بغداد؟ ولعل ابرزها ثلاث وهي. هل ان الانفجارات حدثت بسبب الفراغ الامني الناجم عن انسحاب القوات الامريكية ؟ والثاني : مدى ارتباط الانفجارات بالازمة السياسية المستجدة؟ والاخير:من يتحمل مسؤولية هذا الاختراق؟ ويمكن دحض فكرة السؤال الاول باجابة بسيطة. ذلك ان القوات الامريكية التي نجحت في اسقاط النظام في فترة قياسية فشلت الى ابعد الحدود في ضبط الامن . وغير خاف على احد ان بغداد يوم كان الامريكان يمسكون الملف الامني كانت تتعرض لهجمات ارهابية وبصورة يومية وبعشرات السيارات . كل المحافظات كانت مستباحة وبغداد لوحدها كانت تفقد يوميا مائتى مواطن وتشهد انفجار 30 سيارة فضلا عن القتل العشوائي وعمليات الاختطاف التي تجري في وضح النهار، حقا تحولت بغداد في تلك الفترة مدينة اشباح؟ . الامريكان نجحوا في اسقاط النظام ولكنهم فشلوا في ضبط الاوضاع. ومعدلات القتل ماكانت لتتراجع لولا الصولة الشجاعة للقوات الوطنية عام 2008 واطلاق مشروع المصالحةبين القوى السياسية . النجاح في اعادة الاستقرار لبغداد ينتسب الى اهلها. ان رحيل القوات الاجنبية لم يكن سببا ،بل سيوفر في الامد القريب مساحة اضافية للاستقرار. فمن الواضح والاكيد ان بعض الفصائل المسلحة كانت ترفض بشدة ذلك الوجود ولطالما وجهت عملياتها باتجاه الاهداف الاجنبية لكنها اخطئت تلك الاهداف وسقطت قذائفها وانفجرت عبواتها الظالة ،ليذهب الابرياء ضحية تلك الاعمال . ان تلك الجماعات توقفت او ستتوقف حتما عندما تتأكد من خلو البلد من الوجود الاجنبي.بمعنى انها سوف لاتجد مسوغا للقيام باعمال مشابهة. وفيما يتعلق بالسؤالين الاخرين .فاعتقد جازما ان التناحر يوفر الميدان للعناصر الاثمة والمجرمة لتنفيذ اجنداتها. وفي مثل هذه الازمات من الطبيعي ان يخفت صوت الاعتدال وتتفوق سلوكيات العنف . اندلاع هذه الموجة الغادرة وفي هذا التوقيت مثل انتكاسة كبرى وبعث برسالة خطيرة مفادها عدم القدرة على التعاون والايغال في التشدد و الانخراط في تثبيت الاعراف الحادة ! ان تحديد المسؤولية يبقى موضوعا في غاية الاهمية ذلك ان تفكيك عناصر هذه الازمة من حيث اسبابها والجهات التي تقف وراءها سيقود حتما لتطويقها وايجاد السبل الكفيلة لمنع تكرارها ان لم نقل للقضاء عليها الى الابد؟ واعتقد ان القوات الامنية باعدادها الغفيرة نجحت وبدرجة واضحة في الحد من الجرائم المختلفة ومنها عمليات الخطف والجرائم الجنائية. لكن موضوعة الاحداث الارهابية ستظل هاجسا مرعبا. لقد فشلت افضل الاجهزة الشرطوية والمخابراتية في الدول التي تتقدمنا استقرارا وديمقراطية ورخاء في التصدي للقوى الظلامية . الارهاب اذا وجد مكانا ووجود اتباعا يضرب بلا هوادة ومن دون وازع من ضمير ، وقد شهدت اميركا وبريطانيا كما هو معلوم موجات وموجات وايضا اسبانيا و روسيا وفي الهند وفي مصر وشهدت تركيا قبيل شهر ثلاثة حوادث مماثلة.والاردن والسعودية قبييل خمسة اعوام!!! التوترات والتخندقات تمثل بيئة مثالية لعمل قوى التطرف. ان اشاعة الامن وقبول التسويات التاريخية والتنازلات المتبادلة عنصران متلازمان لبسط الاستقرار السياسي في بلد متعدد الاعراق والاديان والمذاهب. ليست هناك من وسيلة سوى التنازلات السياسية المؤلمة. ومن العبث ان نغض الطرف او نذهب بالقول الى عدم وجود رابط بين مايجري في شوارع بغداد ومايسبقه من افترافات حادة في مؤسسات القرار. ان الخروج من هذا المأزق يقتضي مصارحة بالملفات العالقة ومكاشفة شجاعة بالسلوكيات غير المتوافقة مع متطلبات الوحدة الوطنية. مرحلة مابعد الجلاءتقتضي قدرة عالية على تقديم المصلحة الوطنية وتقتضي تضحيات حقيقية وغالية من اجل اعادة اللحمة الوطنية. الازمة خطيرة وحادة والاحداث المستجدة جعلت الناس في جو من عدم الثقة بالمستقبل. على ان الحقيقة الراسخة ان قدرتنا في اقرار التعاون بين المكونات وتناسي الثارات. وتغليب المصلحة الوطنية على سواها من القضايا الاخرى سيكون حتما الحل المؤكد لانقاذ البلد من محنته الجديدة. لقد ان الاوان لنحتفل بالجلاء . وان الاوان لنمنح شعبنا فرصة للطمانينة . وماجرى الخميس من تفجيرات ومافقدناه من ارواح بريئة يدعونا للوحدة والتعاون ففي المحنة نتجاوز الصغائروعندما تحدق المخاطر تتوحد الشعوب. مستقبل العراق مرهون بقدرة قادته على التعاون وتقديم التنازلات . اكرر مرة ومرات تقديم التنازلات وقبول التنازلات واخيرا التعاون المخلص. فالعراق عصي وصعب ومن المحال ان يجتمع اهله على ضيم احدهم. ياقادة العراق تعاونوا ودعوا الخلافات وودعوا الاختلافات. ان التعاون سيوفر امنا مستديما وخيرا عميما وسيكسبكم حب الشعب ورضا الرب.
#مرتضى_الشحتور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القفز على الحقيقة
-
لاخيار سوى الحوار
-
الدستور ومايدور
-
باي باي جو باي دن
-
اطفال الفياغرا
-
رغبة الرئيس
-
اما نحن
-
كانون العرب كانون الغضب
-
المصلحة في المصالحة
-
شجرة ميلاد وبركة دماء
-
ثورة حسين نعمة
-
لبن الحمير
-
الاسبوع الابيض
-
شغب السجون
-
حرب الخليج الاولى الفصل اللاحق
-
مسلسل الالغاء العام
-
حوسمة الانتخابات
-
حر آب وحرب الاحزاب
-
سفير جديد لمرحلة جديدة
-
الكهرستاني ورمضان
المزيد.....
-
مصدر لـCNN: أمريكا تنقل صواريخ باتريوت من إسرائيل إلى أوكران
...
-
إسرائيل: قواتنا ستبقى في جبل الشيخ بسوريا -إلى أجل غير مسمى-
...
-
تفاصيل اتصال بين وزيري خارجية أمريكا ومصر بعد تصريحات ترامب
...
-
ماذا يعني وقف المنح الفيدرالية والمساعدات الخارجية الأمريكية
...
-
هواوي تطلق هاتفا مجهزا بكاميرات ومواصفات مميزة
-
العمل من المنزل أو المكتب؟.. دراسة تكشف أيهما الأفضل لصحتك
-
سر انقراض إنسان نياندرتال قد يكون مخفيا في دمه!
-
خبيرة تغذية: نقص البروتين يؤدي إلى تكرر نزلات البرد
-
أنفاق الموت. قاعدة الجلادين وضباط الناتو السرية أصبحت قبورًا
...
-
سؤال واحد وسبع إجابات: كيف ستستجيب الدول لرسوم ترامب الجمركي
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|