أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نسيم عبيد عوض - وأما الآن فالقاتلون يبيتون فيها!!















المزيد.....

وأما الآن فالقاتلون يبيتون فيها!!


نسيم عبيد عوض

الحوار المتمدن-العدد: 3584 - 2011 / 12 / 22 - 08:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وأنا أتابع مايحدث على أرض مصر هذه الأيام ‘ من قتل وسفك دماء ‘ وإذلال وإهدار كرامة المصرى على أرضه ‘ والقاتل والمذل ومهدر الكرامة للمصريين هو مصرى أيضا ‘ تذكرت على الفور ما قيل من الوحى الإلهى فى سفر إشعياء النبى قول عجيب نقرأه سويا (( كيف صارت القرية الأمينة زانية .ملآنة حقا كان العدل يبيت فيها . وأما الآن فالقاتلون . )) ويتكلم الوحى الإلهى عن مدينة أرشليم القرية الأمينة عندما كانت فى حماية الله ‘ تتمسك بوصاياه وتتبع مشيئته ‘ كان العدل والحق يبيت فيها ‘ ولكنها عندما إنحرفت عن عبادة الله وناموسه ‘ وانحرفت لعبادة الأوثان ‘ أصبحت كعروس تزنى ‘ وعندما إنكشفت من غطاء العدل والرحمة ‘ أصبح القاتلون يبيت فيها ويتحكمون فى مقاديرها ‘ وهذا ماطرأ فى فكرى على الفور وأنا أشاهد سيدة دكتورة مصرية تنهار وتبكى على شاشات التلفزيون وتسأل لماذا يقتل المصريون أخوتهم أبناء وطنهم ‘ وكيف لهم أن يدوسوا بأقدامهم رؤوس أمرأة مسحولة على الأرض ‘ ومن هم هؤلاء القتلة وسافكى الدم ‘ هم لا يمكن أن يكونوا مصريين ‘ ولقد أبكتنى هذه السيدة وهى توصف كم من الدماء تسيل من أجساد شباب يانع فقد حياته ومنهم من فقد عينه أو عيناه ‘ وفى وصفها لما رأته أبكتنى على حاله لم أشاهدها لا فى نكسة 67 أو حرب 73 التى إشتركت فيهما ‘ كيف صار الشعب المصرى يحكمه القتلة وسافكى الدماء ‘ وآسفنى إلقاء المسئولية على هؤلاء المجندين ‘ وكل من خدم فى العسكرية يعلم إنها الطاعة العمياء لأوامر القادة الضباط ‘ وبالفعل قال أحدهم ان الشئون المعنوية للقوات المسلحة ‘ أعطت شحنة قوية لهؤلاء الجنود ان هؤلاء الثوار ماهم إلا أعداء الوطن ‘ فقاتلوهم تنقذون مصر ‘ هكذا شحنوا المجندين وما عليهم إلا التنفيذ ‘ وحاضر وتمام ياأفندم ‘ فالمسئولية تقع على من أصدر الأمر بالقتل والقتال وإعلان الحرب على شعبه.
وأريد أن أقولها بصراحة متناهية ‘ ان المجلس العسكرى الحاكم الآن للبلاد ‘ ومهما قال أو أعلن ‘ أنه يخطط لحكم البلاد بالقوة وبالدكتاتورية ‘ ولا يخيل علينا كل مظاهر الإنتخابات وجو شبيه بالديمقراطية ‘ فهناك مخطط واضح ‘ أنهم لن يتركوا حكم مصر ‘ السبب الأول لقتلهم وسفك دماء هذا الشعب لا يمكن أن يفعلة حاكم ينوى الرحيل ‘ لأنه يعرف تماما ان هذا الشعب لن يتركة بدون محاكمة ‘ كيف أحدث إنشقاقا فى قلوب المصريين وأحرق ولائهم له ‘ بعد أن حرق قلوبهم على فلذات أكبادهم ‘ وبعد أن هدم جدار الثقة فيه وفى عساكرة ‘ كيف لهؤلاء أن يتركوا كراسى الحكم الديمقراطى الحر الذى سيفتح الملفات ويحاسب القتلة على جرائمهم ضد إنسانية المصرى وكرامته ‘ إن هناك بغضة وكراهية فى النفوس ضد هؤلاء الأوغاد الذين بجبروت الملابس العسكرية وبطش وقوة السلاح بيدهم ‘ أهدر كرامة المصرى فى الأرض وبعد أن خرج الشعب يصفهم بالأوباش‘ وعلى مرأى من العالم كله ‘ خسر ثقة وإحترام الدنيا ‘ كيف له أن يرحل والعقاب فى إنتظاره ‘ سواء من قضاة مصر أو من المحاكم الدولية .
السبب الثانى لتخطيط المجلس العسكرى للبقاء فى الحكم والذى هو أصلا تخطيط مبارك وهوفى الحكم ‘هو ميزانية القوات المسلحة ‘ ولقد كتبت أكثر من مقالة عن هذا ‘ وأكرر تحدياتى لأى مسئول فى الدولة من وزير المالية أو من رئيس مجلس الشعب أو من حتى أعضاء المجلس العسكرى ‘ أن يعلن لنا عن حجم ميزانية القوات المسلحة ‘ التى كانت أمر شخصى بين المشير طنطاوى ومبارك وما زالت ‘ ولا أحد غيرهم فى مصر يعلم عنها شيئا ‘ فكيف يتركون الحكم ‘ وخصوصا وان الصرف من هذه الميزانية وهى أموال الدولة ستخضع لرقابة من أجهزة الدولة وأعضاء مجلس الشعب ‘ ولو حتى من لجنة محدودة العدد ‘ ولكن هناك أيضا رئيس الدولة المدنى الذى سيكون الأمر فى يده وتوقيع الشيكات الكبيرة منه شخصيا ‘ ورقابة هذه الميزانية والصرف منها مسئوليته .
ولكن رغم ذلك أتساءل هل هذا الشعب الذى خرج بثورته عن كل مألوف ‘ وهو مازال ثائرا حتى وقتنا هذا ‘ هل سيتراجع عن القبض على هؤلاء القتله وسفاكى الدماء ومهدرى كرامة شعبهم ‘ هل يتنازل عن الذين أفسدوا أرض مصر ونجسوا طهارتها ‘ وهل سيسمحون لرافعى رايات الدين المتمسحين بالعسكر بحكم البلاد ‘ لا أعتقد ان هذا سيحدث ‘ ولو طالت الثورة وارتفعت أرقام التضحيات ‘ هذا الشعب الذى قبل راضخا على نفسه كل هذا الإذلال والعبودية والقهر ‘ واصبح الآن الأمر بيده ‘ لا أعتقد انه سيتنازل ‘ إلا إذا قتلتم شعب مصر كله فى وقت واحد ومحيتم إسمه من الوجود ‘ فقط حكم الأشباح ‘ وهذا لن يحدث ‘ وخصوصا ولقد وجد المصرى أن المسجونين فى ليمان طرة ‘ حالتهم أحسن وأكرم من حياته ‘ وهو خارج السجن ‘ وأصبح له سجن خاص محوط بالصاعقة والمظلات والثلاث سبعات .
والأمر الآخر هناك التيارات الدينية القادمة للسلطة التشريعية ‘ وهم جماعة الإخوان المسلمين والتى يرى الكثيرين انهم عقدوا صفقة مع المجلس العسكرى فى سبيل وصولهم للمجلس الشعبى ولكراسى الوزارة ‘ وأيضا السلفيين وهم المؤمنين بان الطاعة لله وللرسول ولأولى الأمر " فهم لا يشكلون عقبة أمام سلطة المجلس العسكرى ‘ ولكن ثوار مصر وشبابها هو العقبة أمام المجلس العسكرى ‘ والذى أعتقد انه بعد أن جرب معهم القوة الغاشمة والقتل ولم تنجح ‘ سيفكر فى أسلوب مختلف ‘ وقد بدأت فعلا اليوم تخرج علينا أنباء عن تحذير المجلس العسكرى من يوم 25 يناير ‘ وأن هناك مؤامرة على مصر ‘ وهذا مقدمة لمخطط لمحو ثورة الشباب ‘ وخصوصا وأن مجلس الشعب سيكتمل إنعقادة يوم 23 يناير ‘ ومن المعلوم أنه يمكن تسليم سلطة المجلس العسكرى لرئيس مجلس الشعب على الفور ‘لآن سلطة العسكريين هى تكليف بإدراة أمور البلاد ‘ لخلوها من السلطة التشريعية .
وكل هذا وارد وفى الحسبان ‘ هذه أيام خطيرة للغاية على شعب مصر ‘ وعليه أن يعى مخططات التدمير حوله ‘ ومحاور تلتف حوله لأبقاء سلطة العسكرى فى الحكم ‘ أو تفجير الفوضى فى أنحاء مصر بصورة لا ياتى منها إلا إبقاء حكم العسكر ‘ وعلينا ووطنيين بلدنا ومثقفيها ان يتحوطوا لهذه المخططات ‘ لا تلتفتوا الى تهديد المؤامرة الخارجية ‘ فالعالم يبغى سلام وإستقرار مصر ‘ ولكن إهتموا بمؤامرات داخلية على درجة عالية من التسلح بأموال قطر والسعودية وبكل فخاخ الوقيعة والسيطرة ‘ ونطلب من إلهنا أن يسند مصر فى هذه الأيام وفى مستقبلها حتى يحميها شر الشرور والأشرار.



#نسيم_عبيد_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يحارب شعب مصر ؟
- دستور ياأسيادنا
- الكلب واللصوص
- مقال - أميركا تريدها رجعية
- بداية الشوط الثانى


المزيد.....




- أمسكت مضرب بيسبول واندفعت لإنقاذه.. كاميرا ترصد ردة فعل طفلة ...
- إسرائيل ترسل عسكريين كبار ورؤساء أجهزة الاستخبارات لمحادثات ...
- الدفاع الروسية تنشر لقطات لعملية أسر عسكريين من -لواء النخبة ...
- فيروس جدري القرود -الإمبوكس-: حالة طوارئ صحية في أفريقيا ودع ...
- بشير الحجيمي.. المحلل السياسي العراقي أمام القضاء بسبب كلامه ...
- عاملُ نظافة جزائري يُشعل المنصات ووسائلَ الإعلام بعد عثوره ع ...
- رافضة المساس بوضع الأماكن المقدسة.. برلين تدين زيارة بن غفير ...
- رباعية دفع روسية جديدة تظهر في منتدى -الجيش-2024-
- بيلاوسوف يبحث مع وزير دفاع بوركينا فاسو آفاق التعاون العسكري ...
- بالفيديو.. لحظة قصف الجيش الإسرائيلي شبانا في مدينة طوباس


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نسيم عبيد عوض - وأما الآن فالقاتلون يبيتون فيها!!