أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مدحت ربيع دردونة - هكذا نحن في غزة !!!














المزيد.....

هكذا نحن في غزة !!!


مدحت ربيع دردونة

الحوار المتمدن-العدد: 3584 - 2011 / 12 / 22 - 08:47
المحور: كتابات ساخرة
    



ليس غريبًا أن يركز المسؤولون على الجوانب الإيجابية التي يرفل في نعيمها أفراد الرعية ، وليس غريبًا أن تشمل هذه النعم حياة الإنسان نفسه والإبقاء على رأسه منزرعًا بين كتفيه ، وكأن حماية المواطن من اللصوص وقطاع الطرق والفلتان الأمني عمل بطولي لم تسبقنا إليه أمة من الأمم ! أما تفاصيل الحياة وما يشوبها من فوضي وتجاوز لكل القيم والمعايير الإنسانية فهي أمر ثانوي ما دامت طوابير المتوشحين بالزي الأزرق يجوبون الشوارع والميادين ، وعلى المواطن أن يشعر بالأمن والأمان عند رؤيتهم وليس له بعد ذلك أن يتعرض لسوء الإدارة وضياع حقوق المواطنين والفوضى العارمة التي تعم المكان ويعاني منها المواطن أنى ذهب . نعم هذا هو المطلوب ، فنحن في غزة ننعم بالأمن والأمان بعد فترة من الفلتان الأمني التي تسبب فيها إبليس اللعين ! ولا ينقصنا سوى بعض الكماليات التي ترفض إسرائيل وصولها إلينا وإلا فقد الحصار جوهره ،
ومن وهذه الكماليات : المطالبة بتوفير رصيف يسير عليه المشاة بعد أن سطا أصحاب المحلات على الأرصفة المقابلة لمحلاتهم وتركوا المواطنين يتقافزون بين السيارات في مشاهد تذكرنا بمحمد صبحي في فيلم ( القاهرة ألفين ) هذا بالنسبة للكبار ، وعليك أن تتصور الأطفال العائدين من مدارسهم وهم في هذا المشهد بعد أن احتلت (الشاورما ) وعناقيد الموز وحاويات التفاح رصيفهم ! كل هذا يتم تحت نظر البلدية ، وربما بمباركتها بعد أن يدفع صاحب المحل مستحقات البلدية !
يحتاج المواطن إلى الحماية من الدبابير التي تلسع الناس من حيث لا يعلمون فلا يفيق إلا في سرير المشفى ، وهو يهلوس بلفظ ( فزبة ) أو بلفظ ( تكتك ) ! والجميع يعلم أن سائقي هذه المركبات لا يملكون رخصة قيادة ويمرون من أمام أصحاب الملابس الزرقاء ، وربما لوحوا بأيديهم وأطلقوا ضجيج المنبهات الصوتية علامة على سلام معاصر ، فيرد علية الشرطي بالطريقة نفسها عدا ( الزامور )
يحتاج المواطن إلى من يحميه من السيارات التي يسوقها الأطفال ، أو من يحملون أطفالهم في أحضانهم ويمرون من أمام رجال المرور ولا يوقفهم أحد ، ثم الحماية من الأجسام الحديدية المتهالكة المسماة مجازًا سيارات ، والتي لا تشبه السيارات إلا في اسمها ! ويعلم الجميع كيف تتم إجراءات الترخيص في دائرة المرور ، فلا فحص للسيارات ولا حتى النظر إليها ! فالمهم أن يدفع السائق الرسوم والسلام ! ثم حدّث ولا حرج عن السيارات الفارهة التي تجوب الشوارع بدون لوحات رقمية تحت نظر رجال المرور وغيرهم ! فمن هؤلاء بربكم ؟! هل هم رجال فوق القانون سالف الذكر ... ؟!
تسيل مياه الصرف الصحي ساعات طويلة فتغطي شارعًا بطول كيلو متر ، ويتطاير رذاذها من عجلات السارات على المواطنين وبسطات الشوارع ، ويغوص فيها أطفال المدارس ، ولا يصحو المسؤول الذي يظن أن جوهر عمله التواجد بالملابس الأنيقة في مكتبه إلا بعد أن تشرف المنطقة على الغرق .
إن السؤولية يا خلق الله ليست وجاهة ومكاتب فخمة وسيارات فارهة ، كما أنها ليست إضافة إلى السيرة الذاتية ووضع الاسم مع السابقين واللاحقين ، إن المسؤولية ببساطة هي عمل وجد واجتهاد وبذل الوسع والطاقة لخدمة المواطن لينال المسؤول أجره من الله أولاً ، ثم يحلل راتبه ثانيًا ، فإن لم يستطع أن يفعل ذلك فمن الدين أن يغادر هذا المنصب ، وألا يترك البلد تسير كيفما كان من أجل إطالة أمد وجوده في المنصب ! فهذا ما لا يرضاه الله ولا عباده !
وأخيرًا نقول ، إننا شعب محاصر ونعيش على ما تجود به أيدي الفرنجة وغيرهم من العرب الذين استبدلوا بنخوة المعتصم فتاتًا من ركاز بلادهم ، نعم ، هكذا نعيش في غزة ! ولكن ، كيف نبرر هذا السيل العرم من الإعلانات التي تصدح بها الإذاعات المحلية لأنواع العطور الفرنسية وأدوات التجميل ، والمطابخ المستوردة ، ووجبات الأطعمة الشهية ؟! أقولها بصدق : لقد عشت في مصر ردحًا من الزمن لم أسمع عن خراف محشية وأكتاف وأفخاذ وغيرها من المسميات التي نعرفها والتي لم نعرفها إلا في غزة !! وإذا تجاوزنا هذا وذاك فهل من المعقول أن يبكي جزء من هذا الشعب طوال الليل في الإذاعات ويجأرون بالشكوى طالبين ما يوفر لهم أدنى مقومات الحياة ، بينما آخرون لم يكونوا بالأمس شيئًا يرفلون في ملايين الدولارات ويركبون أرقي السيارات ويبنون أفخم العمارات ؟؟!! ألسنا شعبًا واحدًا ؟! رحماك يا رب ! هكذا نحن في غزة !!!



#مدحت_ربيع_دردونة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة بعنوان ( مختار بلا ختم )
- قصة قصيرة بعنوان ( عمّال البطالة )


المزيد.....




- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مدحت ربيع دردونة - هكذا نحن في غزة !!!